{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
اديبة المانية تفوز بجائزة نوبل للاداب لعام 2009.
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
اديبة المانية تفوز بجائزة نوبل للاداب لعام 2009.
اديبة المانية تفوز بجائزة نوبل



اعلنت لجنة نوبل في الاكاديمية السويدية فوز الاديبة الالمانية هيرتا مولر بجائزة نوبل للاداب لعام 2009.

واثنت اللجنة، المكلفة اختيار الفائز السنوي بالجائزة البالغة قيمتها نحو 1,4 مليون دولار، على اعمال مولر ووصفتها بأنها كونت "افقا واسعا لمعاناة المحرومين".

ولدت الروائية والشاعرة والباحثة مولر في رومانيا في عام 1953، وعملت مترجمة في شركة هندسية في عام 1976.

الا ان مولر اقيلت بعد ذلك بسبب رفضها التعاون مع الاستخبارات الرومانية (السكيوريتات) خلال عهد الرئيس السابق نيكولاي تشاوتشيسكو.

ونشرت اول اعمالها الادبية، وهي مجموعة قصص قصيرة، في رومانيا باللغة الالمانية في عام 1982، وفي عام 1987 غادرت مع زوجها الى المانيا.

واشتهرت مولر باعمالها التي صورت فيها الاوضاع المزرية للمحرمين من الرومانيين خلال عهد تشاوتشسكو.

وقد هّرب عمل مولر الادبي الاول من رومانيا، ونشر كاملا في الخارج، بعد ان تعرضت النسخة الرومانية الى مقص الرقيب الحكومي خلال العهد الشيوعي.

وحصلت مولر فيما بعد على عدة جوائز ادبية منها جائزة امباك في دبلن بايرلندا عام 1998.

ومن المنتظر ان تتسلم مولر جائزتها في احتفال خاص يقام في الاكاديمية السويدية في وقت لاحق من العام الحالي.
http://www.spiegel.de/kultur/literatur/0...44,00.html

http://www.spiegel.de/thema/herta_mueller/
Nobelpreis für Literatur
Herta Müllers Bücher stürmen Amazon-Verkaufcharts
Nobelpreis für Literatur: Herta Müllers Bücher erobern die Verkaufcharts.
Zur Großansicht
REUTERS

Nobelpreis für Literatur: Herta Müllers Bücher erobern die Verkaufcharts.

Erfolg nach wenigen Stunden: Kurz nach Bekanntgabe des Nobelpreises für Literatur ist Herta Müllers Roman "Atemschaukel" in die Top drei der meistverkauften Bücher bei Amazon aufgestiegen. Auch ihre anderen Werke werden stark nachgefragt.

Hamburg - Es dauerte nur wenige Stunden: Der Literatur-Nobelpreis für Herta Müller hat bereits kurz nach Bekanntgabe den Online-Verkauf ihrer Bücher angekurbelt. Ihr jüngstes Werk "Atemschaukel" stieg beim führenden Internet-Händler Amazon auf Platz drei der meistgefragten Titel und lag damit nur hinter den Bestseller-Autoren Dan Brown und Frank Schätzing. Vorher war der Roman nicht einmal unter den besten 100. "Herztier" stieg auf Platz 15 ein. Wie viele Bücher verkauft wurden, schlüsselt das Unternehmen nicht auf.

ANZEIGE
Allerdings waren beide Titel bei Amazon nur mit einer Frist von fünf bis sechs Tagen lieferbar. Ob das an der großen Nachfrage lag oder der Händler diese Bücher nicht auf Lager hatte, war zunächst nicht klar.

Während Amazon auf seiner Startseite nicht auf die Preisverleihung einging, reagierten die deutschen Online-Händler buch.de und bol.de prompt: Beide warben auf der Startseite ihrer Verkaufsplattformen für die Autorin.

jtg/dpa
هيرتا مولر الألمانية تفوز بجائزة نوبل للآداب لعام 2009

GMT 11:00:00 2009 الخميس 8 أكتوبر



علاينة عارف


علاينة عارف من ستوكهولم: فازت الألمانية هيرتا مولر بجائزة نوبل للآداب لعام 2009. والغريب انها رُشحت للجائزة قبل يومين. أيعني هذا ان الأكاديمية اعترضت على مرشح دائم لسبب أخلاقي، ام أرادت فعلا ان تفاجئ الجميع. المهم أن الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل لهذا العام، قررت فعلا العودة الى تكريم الشعر، خصوصا أن آخر مرة كان عام 1996 عندما أعطيت الى الشاعرة البولندية فيسلافا شيمبورسكا. وكان على حق شتيفان ايكلوند مسؤول الصفحة الثقافية في صحيفة سفينسكا داغبلاديت عندما كتب: "نسمع كثيرا ان الوقت حان لمكافأة شاعر، لذلك ربما يكون الفائز هذه السنة شاعرا". ووصفت الاكاديمية موللر (56 عاما) بانها كاتبة "عكست حياة المحرومين من خلال الشعر والنثر الصريح". فعملها يتلخص في كلمة واحدة هي "جماليات المقاومة". ومن بين اشهر رواياتها "جواز السفر" التي نشرت العام 1986 في المانيا وترجمت في العام 1989، و"الموعد" التي نشرت العام 2001 وتصف القلق الذي تعيشه امرأة بعد ان استدعتها مديرية امن الدولة. وذكر ايوان ماسكوفيسكو رئيس بلدية قرية نيتشدورف التي تتحدر منها مولر، ان المنزل الذي ولدت فيه اصبح الان من املاك الدولة، لكنها لا تزال تملك ارضا ورثتها هناك رغم انها لم تزرها مطلقا. ووصفت مولر الديكتاتور الروماني السابق تشاوشيسكو في مقال نشرته صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" العام 2007 بانه "محدث نعمة يستخدم الصنابير وادوات الطعام المصنوعة من الذهب كما ان لديه ضعفا خاصا تجاه القصور". وقالت ان رومانيا اصيبت "بفقدان الذاكرة الجماعي" لماضيها القمعي. وقالت ان سكان رومانيا "يتظاهرون بان ذلك الماضي اختفى، ان البلاد جميعها مصابة بفقدان الذاكرة الجماعي"، واضافت "ان (رومانيا) كانت مأوى لاعتى الطغاة في شرق اوروبا واكثرهم شرا بعد ستالين، خلق (تشاوشيسكو) لنفسه صور بطل توازي ما يحدث في كوريا الشمالية". وقد بينت مولر في كتاباتها كيف الدمار البشري سببه نظام
في ما يلي اسماء الفائزين في السنوات ال15 الاخيرة بجائزة نوبل للاداب التي منحتها الاكاديمية الملكية السويدية الخميس للروائية الالمانية هيرتا مولر:
- 2009: هيرتا مولر (المانيا)
- 2008 : جان ماري غوستاف لو كليزيو (فرنسا)
- 2007 : دوريس ليسينغ (بريطانيا)
- 2006: اورهان باموك (تركيا)
- 2005: هارولد بينتر (بريطانيا)
- 2004: الفريدي يلينيك (النمسا)
- 2003: جون ماكسويل كوتزي (جنوب افريقيا)
- 2002: ايمري كرتيس (المجر)
- 2001: في.اس. نايبول (بريطانيا)
- 2000: غاو سينجيان (فرنسا)
- 1999 غوتنر غراس (المانيا)
- 1998: جوزيه ساراماغو (البرتغال)
- 1997: داريو فو (ايطاليا)
- 1996: ويسلاوا سيزمبورسكا (بولندا)
- 1995: سيموس هيني (ايرلندا)


تشاوشيسكو الديكتاتوري.

ولدت هيرتا ملر في قرية نيتزكيدورف الرومانية في العام 1953 الواقعة في مقاطعة بانات ذات الأصول الألمانية. وكانت قد درست الأدب الألماني والأدب الروماني وعملت لفترة طويلة كمترجمة، حتى أضطرت الى مغادرة البلاد برفقة زوجها ريشارد فاغنر الى ألمانيا بعد أن تعرضت للعديد من المضايقات من قبل المخابرات الرومانية وكذلك في عملها الأدبي، حيث نشرت عملها الأول "منحدرات" تحت إشراف الرقيب. أثناء إقامتها في ألمانيا عملت في العديد من الجامعات كـ "كاتبة ضيفة" وعملت في جامعة برلين الحرة كبروفيسور ضيف متخصصة بأعمال هاينر ملر. ولحد العام 1997 كانت هيرتا ملر عضوا في "مركز PIN الألماني" ثم أصبحت عضوة في أكاديمية اللغة والشعر الألماني. ومن الجدير بالذكر أن هيرتا ملر قد تخلت عن عضوية الـ "PIN" بعد أن قامت هذه المنظمة بدعوة كاتبين كانت لديهما علاقات بالمخابرات الرومانية "سيكوريتاتا" لقراءة ادبية في المانيا. ومما يلفت النظر أن أغلب أعمالها تتعرض للحياة في رومانيا أثناء فترة تشاوتشيكو وتحت هيمنة الـ "سيكوريتاتة". وقد حصلت هيرتا ملر على العديد من الجوائز الأدبية ومنها جائزة "ريكاردا هوخ" -1987- وجائزة "ماري لويز فلايسنر" -1989 – وجائزة "اللغة الألمانية"- 1989- وجائزة "دوبلين العالمية للآداب" لروايتها "حيوان القلب" وجائزة "فرانس كافكا" إضافة الى العديد من الجوائز العالمية والألمانية.

ومن أهم أعمال ملر:
"منحدرات"،- 1982
"فبراير العاري القدمين" -1987
"مسافرون على ساق واحدة" – 1989
"الشيطان يجلس في المرآة" – 1991
"الوطن هو ما ننطقه" – 2001
"الملك ينحني ويقتل" – 2003
"السادة الشاحبون وفناجين القهوة" – 2005

ولا شك بأن سلسلة الأعمال الروائية والقصصية التي نشرت للكاتبة تتعدى ماذكرناه بكثير، وذلك إضافة الى عدد من المجموعات الشعرية.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-08-2009, 09:53 PM بواسطة بسام الخوري.)
10-08-2009, 09:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
المروءة والشهامة غير متصل
*

المشاركات: 293
الانضمام: Apr 2009
مشاركة: #2
RE: اديبة المانية تفوز بجائزة نوبل للاداب لعام 2009.
- 2009: هيرتا مولر (المانيا)
- 2008 : جان ماري غوستاف لو كليزيو (فرنسا)
- 2007 : دوريس ليسينغ (بريطانيا)
- 2006: اورهان باموك (تركيا)
- 2005: هارولد بينتر (بريطانيا)
- 2004: الفريدي يلينيك (النمسا)
- 2003: جون ماكسويل كوتزي (جنوب افريقيا)
- 2002: ايمري كرتيس (المجر)
- 2001: في.اس. نايبول (بريطانيا)
- 2000: غاو سينجيان (فرنسا)
- 1999 غوتنر غراس (المانيا)
- 1998: جوزيه ساراماغو (البرتغال)
- 1997: داريو فو (ايطاليا)
- 1996: ويسلاوا سيزمبورسكا (بولندا)
- 1995: سيموس هيني (ايرلندا)

يعني اللغات هي
الالمانية (3)
الفرنسية (2)
الانكليزية (5)
المجرية (1)
البرتغالية (1)
الايطالية (1)
البولندية (1)
التركية (1)

ولعل أصغر هذه اللغات من حيث قرائها هي المجرية إذا كن المجري يكتب بلغة بلاده (لا أدري) وهي لا تتعدّى العشرين مليون نسمة لا أعرف

أما العالم العربي ومعه العالم الاسلامي الذي تعتبر فيه العربية لغة أدب أيضا فلا شيء مع أننا ليس لنا الا الكلام لكن كلامنا ايضا يبدو أنه رخيص مثلنا

ولعل هذه اللوثة هي التي حرمت آخرين رغم أنهم يكتبون بلغة أوربية مثل الجزائرية آسيا جبار التي تردد اسمها في الترشيحات لهذه الجائزة
10-09-2009, 02:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: اديبة المانية تفوز بجائزة نوبل للاداب لعام 2009.
عندما تستبق الكتابة الفن، تنجز الوصف والتشخيص الشاملين. وعندما تجيء في اعقابه، غالبا ما تغطّ ريشتها في حبر الفروق الدقيقة، لتصير عندئذ سطوة المناخ والتفاصيل اعظم من سطوة الناس.
هذا جزء مما تمثله حرفة الكتابة بالنسبة الى الكاتبة الألمانية من اصول رومانية هرتا موللر، التي حازت امس جائزة "نوبل" للآداب لسنة 2009، وهي التي لا تنفك مرارا وتكرارا "تقلّد" الرسام الفرنسي النيو- الانطباعي جورج سورا، على قولها. في نص موللر يطلّ الغصن من الخندق ليغدو شوكاً مسنّناً قبل ان يلتوي في اقتفاء الضوء، في حين تترك الشخوص في مهبّ الظروف. اما فكرة التغيير او الفرار فمغمّسة في الاستغلال النظامي او الزوجي او اللصوصية المثيرة للشفقة.
تتخذ المقابلة بين الفرنسي جورج سورا وهرتا موللر فسحتها الأرحب في مكان بإسم رومانيا، تحت مقصلة سلطة العام اللاشخصي، وفي ركاب اقصاء الفردي. وفي حين أن الثيمة مكرورة ومستعادة ومألوفة، فإن موللر تذكّرنا بأن الأدب هو الـ"كيف" وليس الـ"ماذا". قد يقول قائل ان ميتافيزيقية الانسان هي عينها في الدائرة الشخصية كما في الدائرة العامة. بيد ان ثمة اضافة لا يجوز اغفالها، اضافة منوطة بالنسيان، او الرغبة فيه، او القدرة عليه.
تتسرق لغة موللر في هذا السياق على ألمها، فيما يغدو السرد في اسلوبها تقصياً للترحال وميزانا للرواية او القصة القصيرة. وفي دار المواجهة بين المرء والسلطة، يشذَّب القص الأنوي على وقع السياسة، من دون ان يفيد ذلك ارتطاماً للحوادث السياسية بالتجارب المبعثرة. ثمة في نصها اظهار للحوادث السياسية المحكومة بالقوانين، والتي تحرك التفاصيل الذاتية، فيصير عندذاك القول ضرباً من ضروب التحليل الشخصاني في مضمار السياسة.
والحال ان نثر موللر لم يولد من بقايا نمط ديكنزي، نسبة الى الانكليزي ديكنز، بل اشاحت الكاتبة بنفسها عن اسلوب اجهاد القارئ الى حد التهلكة. تحدّت المنحى السائد من طريق نصوص بيّنت قدرتها على الالتفاتات النفسانية. تصحّ المعادلة هذه في "القاع"، مجموعة هزيلة من خمس عشرة قصة تعبد الرجوع الى احياء رومانيا المسلوبة والمعوزة، وحيث تخلق موللر صوتا استثنائيا تعسا ولا يوارب. وفيما الملاحظات مسوقة في بساطة، لا تخشى الكاتبة شيئاً، جاعلةً الاعتداءات الكلامية على النواة الأسرية التي ترصدها، مؤلمةً للقارئ بقدر الوجع المفروض على الطفل الذي تتحدث عنه. في حدقة الطفل والقارئ، في آن واحد، يصير المكان – القرية - الريف صنواً للعالم برمته، في سواده كما في عجبه. غير ان وصفاً مماثلاً لا يعفي هرتا موللر من ممارسة سرد مدرك، هو اقرب ما يكون الى مقاومة منطق الأنظمة المؤامراتي. تستقدم اسلوبا كتابيا هو من صنف التيار الجارف او الضوضاء الخالصة، حيث الخيانات المتواترة والخيبات مكامن تفخيخ في حاضنة روائية مغرقة في الظلمة.
في احدى قصصها بعنوان "السفر على ساق واحدة"، صدرت في اواخر الثمانينات من القرن الماضي، رسمت الكاتبة هرتا موللر التضعضع في وجهات المنفى من طريق تشتت ايرين، سيدة في الثلاثينات، استقيت ظروفها جزئيا من سيرتها. ذلك ان ايرين، مثل موللر، هاجرت الى غرب برلين، من "البلد الاخر".
تطفو كتابة موللر على ايقاع ومضات الدغل والتربة الزاحفة وانسحاب المدّ، وهذه قافلة من الرموز تصير بدائل من الاشتياق. ثمة فائض الى حد الاختلال، وشاعريّة قلقة متكئة على مشاهد من تجزئة او احتيال على السائد. وليس من باب المصادفة ان تكتب موللر: "تمشي ايرين على رأسها"، وان ترى شخصيتها المحورية في الصورة التي التقطت لها "ايرين سواها"، الايغو الآخر (الأنا الأخرى) يظلّل حياتها. الوجهات المعكوسة واللعب الغريزي الاصلي، هما مختبر موللر، وأدوات الغش التخييلي في كنف مسعى تقريري واقعي.
لا تختار موللر اليسير الواضح، بل تؤثر عليه نسق البارانويا والعصاب والالتباس. في "الموعد" مثلاً، يصعب الجزم ما اذا كنا نقرأ عن ناس اصيبوا بالخبل كنتيجة محتمة ومنطقية لجنون النظام، او كنتيجة عوامل خارجية على تراتبية الحكم. ليس من السهل اللحاق بخيط "الموعد" الروائي اذاً، وفي حين قد لا يسمح الكتاب بسؤال عميق، فهو يستطيع بلا ريب، ان يغطي شريحة واسعة من الأعراض فحسب.
تنتمي موللر الى خاتمة اجيال من الكتاب الرومانيين باللغة الالمانية، ويقول أدبها ان ثمة جمالية في المقاومة، هي التي انفلشت قريحتها في عزلة تامة بسبب الاطار اللغوي الاستثنائي الذي نشأت فيه، ناهيك بالخواءين السياسي والتاريخي. فيما لا يمكن التغاضي عن اضطرار موللر الى تجريب حقيقة ثقافية اخرى، اجتماعية وسياسية، عند مغادرتها مسقطها الى المانيا الفيديرالية. وفي حين شكّل لسان غوته لغة موللر الام، ذلك ان قريتها الرومانية في منطقة بانات، تحدثت بالالمانية، ولكنها مكثت "لغة اقلوية"، واجهت من خلالها لغة النظام الخشبية التي حوّرت البلاغة حتى، مطيةً لإمرار المصالح الضيقة. غير ان هرتا موللر استطاعت في ادبها ان تفقأ دملة القرية المثالية، على شاكلة مكسيم غوركي، فحطمت واجهة المطرح الزهري لتظهر تبعات خشونة القمع على نماذج طرية العود.
في مؤلفاتها المتأخرة، ركّزت موللر على الشخوص الراشدة، في حين خلقت في "ارض شجر البرقوق الاخضر" روايةً تعدّ الاكثر ذاتية في رصيدها الى هذا التاريخ، حيث تجادل نثار ذكريات الطفولة الغضة، في خط قصصي يبدأ مع سنوات دراسة الراوية في جامعة تيميشوارا. اماطت الرواية الستار عن الخراب البشري بسبب ديكتاتورية رئيس روماني مخلوع يحمل هوية نيقولاي تشاوشيسكو، وانبأت بالأسوأ. من خلال اطلالات على ماضي نموذجها المتخيل المحوري، اظهرت كيف يغدو استبداد الدول امتدادا لاستبداد موروث في القرى المصروفة الى تاريخها. على هذا النحو تشنق طالبة جامعية نفسها مستخدمةً حزام فستان الراوية. هذه لحظة يقظوية تسرقها الى ماضيها، الى دُرجة امها يوم كانت تربطها بحزام فستانها الى كرسي، فيما تشرع في تشذيب اظفار الطفلة. اصوات ومناظر وتصور، مسارات ثلاثة تدل الى طريق رواية، الى طريق مجتمع.
لا تنضب النماذج الروائية في ادب موللر، بل تحمل معها الى المدن رواسب الضواحي. يحملها القرويون المبعدون معهم حرفيا، من طريق أشجار العليق التي يزرعونها في باحات منازل المدينة. غير انهم يحملون امكنتهم في وجوههم ايضا، على ما تشير موللر. ليست المدن اذاً اطالة للضواحي وانما هي تنزيل لها. ها هنا في المدن الكبرى، الجميع قروي. الرأس لا يغادر المسقط، في حين ان الاقدام فحسب تقف في مطرح مختلف. غير ان مرمى موللر النهائي ليس استبقاء القرية في معركتها الخاسرة ازاء الحداثة. مبتغى القول انه لا يمكن ايّ مدينة ان تنمو في ظل الديكتاتورية، "ذلك ان كل شيء يظل صغيرا تحت الرقابة".
في وسط حيث ليس ثمة رابط ابدي وليس من ولاء سرمدي، يصير الوطن فكرة مجردة، كئيبة في معظم الحالات. تلك الفكرة عينها التي تحدث عنها التشيكي ميلان كونديرا في مقابلة نادرة اجراها مع فيليب روث. قال الكاتب للكاتب يومذاك، في سبعينات القرن الماضي، وكأنه يحاور صورة ذاته في صفحة نهر، "عرفت بلادي خلال نحو نصف قرن الديموقراطية والفاشية والثورة والستالينية والاحتلالين الروسي والالماني، والابعادات الجماعية. ماثلَ الأمرُ الغرقَ تحت ثقل التاريخ، والنظر الى العالم من منظور التشكيك".
لا يمكن القول ان هرتا موللر رومانية، غالب الظن ان ما يربطها بالرومانيين هو حسٌّ ما لحماسة يائسة.
سيرة وأعمال

وُلدت هرتا موللر في 17 آب 1953، في مدينة نيتزكيدورف الرومانية. سرعان ما هاجرت من بلدتها لدراسة الأدبين الألماني والروماني في جامعة تيميشوارا. هناك، أصبحت عضواً في مجموعة من الأدباء الرومانيين- الألمان، الذين يبحثون عن حرية التعبير في ظلّ الديكتاتورية. بعد إتمام دراستها، عملت مترجمة في مصنع للآلات، إلى أن طُردت منه بسبب رفضها التعاون مع البوليس السري. في ذلك الوقت، كتبت قصصاً قصيرة، غير أنها واجهت مشكلات مع الرقابة، فلم تُنشر هذه القصص إلا عام 1982، مع بعض التعديلات عليها. تصوّر فيها خبث الحياة في الريف، وقمعها غير المنصاعين للسلطة. كما لم تتوانَ عن إظهار العقلية الفاشية للأقلية الألمانية، فسادها وتعصّبها. إلا أنها انتُقدت على أثر تحطيمها الصورة المثالية للحياة الريفية الألمانية في رومانيا.
عملت هرتا معلّمة، حين هُرّب مخطوطها المنشور في "نيديرانغن" إلى الغرب، ونُشر في دار "روتبرش فرلاغ". بعد مشاركتها في معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا، ومهاجمتها النظام الديكتاتوري في رومانيا، مُنعت من النشر في رومانيا. مع ذلك، استمرّت في الكتابة، إلى أن هاجرت إلى ألمانيا، مع زوجها، ريتشارد فاغنر، عام 1987. ومنذئذ، استقرّت في برلين، حيث لا تزال تقيم حتى الآن.
يعكس العديد من أعمال هرتا موللر ملامح من حياتها الخاصة. في "جواز السفر" (1986) تروي جهود عائلة رومانية - ألمانية من الفلاّحين للحصول على جواز سفر لمغادرة المنطقة. وكما في روايات موللر الأولى، تتطرّق هذه الرواية إلى الفساد في المدن، من خلال إظهار الحسّ المادي الذي يلازم المسؤولين والكهنة، إذ يطلبون خدمات جنسية ومالية مقابل مساعدة من يودّ الرحيل عن مدينته. إشارة إلى أن موللر كتبت روايتها هذه، إضافة إلى "شهر شباط الحافي القدمين" (1987)، في الوقت الذي كانت فيه تنتظر جواز سفرها إلى ألمانيا.
أما روايتها "السفر على ساق واحدة" الصادرة عام 1989، فتلقي الضوء على مشكلات الاغتراب في ألمانيا، التي خصّصت لها موللر دراسات، من مثل "كان الثعلب هو الصيّاد" (1992) التي تبرز فيها الأحداث السياسية. صدر بعد ذلك الجزء الثاني من دراسات "الشيطان يجلس في المرآة" عام 1991، ويضمّ تأمّلات في الكتابة كانت ألقتها موللر على شكل محاضرات في جامعة "بادربورن" في 1989-1990. وهي جدّ أساسية للإحاطة بالضغوط والنزاعات التي صقلت الصورة الشعرية في أعمالها. كما يضمّ الجزء الثاني عدداً من الكولاجات، واضعاً بذلك الصورة جنباً إلى جنب مع النص. نشرت موللر بعد ذلك مجموعة كاملة من الكولاجات، تحت عنوان "الحارس يأخذ مشطه" عام 1993. بقيت، مع ذلك، الصور الشعرية مركّزة في هذه المجموعة، مشكّلةً وحدتها. أما رواية "بطاطا دافئة هي سرير دافئ" (1992)، فإعادة صياغة لسيناريو فيلم كتبته موللر بالاشتراك مع هاري موركل. البطل الرئيسي فيه هو أستاذ يتعرّض إلى مضايقات البوليس السري الروماني. وقد توسّلت موللر بالسخرية في وصفها الإنسان في وطن يتحكّم بأبنائه بواسطة الخوف.
تُعدّ رواية موللر الأخيرة "أرض الخوخ الأخضر" الصادرة عام 1994، وصفاً ثرّاً للحياة تحت الديكتاتوية الرومانية، وهي تربط الطفولة المقموعة للكاتبة نفسها، بالقمع الممارَس في الوطن ككل. أما كتابها الأحدث، "الجوع والحرير" (1995)، فمجموعة دراسات تعكس مقاومة الروائية وعدم خضوعها في تيميشوارا ونيتزكيدورف.
تتميّز أعمال هرتا موللر باللغة الصافية والشعرية، فضلاً عن الاستعارات. غالباً ما يخفّف جمال النثر لدى موللر، والسخرية التي تتوارى خلف بعض صورها، من حدّة المواضيع التي تصف القمع. وتواصل موللر، من خلال أفعالها وأقوالها، إثبات استقلاليتها عن عقيدة الكنيسة والدولة.
تلقّت عروضاً عدة لإلقاء محاضرات في جامعات من المانيا والخارج. كانت عضواً في الأكاديمية الألمانية للأدب والشعر عام 1995.
بعثت موللر برسالة مفتوحة إلى رئيسة المعهد الثقافي الروماني، هوريا رومان بتابيفيسي، تنتقد فيها دعم المعهد لمدرسة رومانية- ألمانية تضمّ مخبرَين يعملان لحساب الجهات الأمنية.
ترجمة ماريا الهاشم

رلى راشد
10-09-2009, 03:09 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  جائزة نوبل في الأدب 2011 بهجت 2 2,442 10-09-2011, 09:14 PM
آخر رد: بهجت
  نوبل قصة قصيرة لبلخشين حول جائزة اليمنية توكّل حمادي بلخشين 0 1,038 10-09-2011, 12:04 PM
آخر رد: حمادي بلخشين
  نوبل الآداب للبيروفي ماريو فارغاس يوسا بسام الخوري 4 1,931 10-16-2010, 11:12 AM
آخر رد: ديك الجن
  عمر أبو ريشة لايزال يبدع حتى 2009 ???? بسام الخوري 3 2,085 10-25-2009, 10:07 PM
آخر رد: coco
  ليبي وكويتية يفوزان بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرعي الآداب وأدب الطفل بسام الخوري 1 790 02-04-2008, 02:12 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS