لو حاولنا الفصل بين المسيح وأتباعه ورزالتهم وإنحرافاتهم- وهى عملية غاية فى الصعوبة لكن علشان خاطركم هنمشيها- وأحسنا الظن بالمسيح كشخص له وجود تاريخى وتغاضينا عن تصرفاته الغير لائقة وأحيانا المنحطة- كما فى موقف المرأة الكنعانية- على أساس أنه يعيش فى مجتمع بدائى وتلك قيمه وأخلاقياته فماذا سنجد? لاشئ بالمرة , وإذا كان هناك شئ فهو بعض التعاطف بسبب نهايته المأساوية والحيوانية فى أن واحد ولكن على رأى المقولة الأمريكية والتى ترجمتها"إذا أردت sympathy فستجده فى القاموس بين shit وsyphilis"
الرجل لم يخترع شيئا كالمصباح الكهربائى أو التليفون أو يكتشف أمرا كالبنسلين أو الأمريكتين أو الميكروبات ولم تكن لديه القدرة من أساسه لإيذاء شخص أو جماعة لأنه ببساطة من أسرة رقيقة الحال ولا جاه ولا مال ولا تعليم ولا قيمة ولاسيما وراجل على باب الله بيلقط رزقه وبالتالى لم يكن أمامه أى خيار أخر غير إنه يجول يصنع خيرا لأنه لو بمبك مع حد النتيجة لن تكون فى صالحه بالتأكيد وعندما فكر فى البمبكة وقع شهادة وفاته بنفسه حيث أوقعه حظه العاثر فى طريق الفاشستى متحجر القلب بيلاطس.........إحنا كان فى شارعنا شخصية كانت تشبه المسيح كثيرا كان إسمه حلمى وحلمى هذا كان شابا فى منتصف العشرينات مصاب بنوع من أنواع التخلف العقلى ظهر فجأة فى شارعنا بدون سابق إنذار ولا أحد يعرف من هو أبوه أو أمه أو أهله أو من أين جاء وبالتدريج بدأ يندمج مع سكان الشارع ففى مقابل مايمنحوه له من مساعدات نقدية وعينية بيقوم ببعض الخدمات البسيطة كشراء شئ من السوق أو غسل سيارة أو تنظيف سلم عمارة وأستمر لسنوات على هذا الحال وكما ظهر فجأة أختفى فجأة ولا أحد يعلم أين ذهب أو ماذا حدث له? والمسيح من وجهة نظرى لم يكن يختلف كثيرا عن حلمى ولو كان حلمى ظهر فى زمان المسيح لكان من الممكن جدا أن نسمع اليوم عبارة"حلمى رب المجد" بدلا من"يسوع رب المجد"
على الجانب الأخر وعلى النقيض من المسيح وحلمى فهناك فى التاريخ الإنسانى عظماء بمعنى الكلمة ولايمكن تصور العالم الذى نعيش فيه اليوم بدونهم ولايستحق المسيح وحلمى أن يحملوا أحذيتهم ومع هذا تجد شخص أقل من العادى بكثير كالمسيح تسلط عليه الأضواء بهذا الشكل فى حين لايكاد الناس يعرفون مجرد أسماء عظماء التاريخ الحقيقيين ومن يطالع سير علماء القرن التاسع عشر تحديدا سيصل بمنتهى البساطة لنفس الإستنتاج.
أحد الأطباء الأمريكيين-لاأتذكر إسمه ولكنى أتذكر المسيح وحلمى!- والذى كان يعمل بالجيش الأمريكى فى كوبا على ماأتذكر كان يعمل فى أبحاث الملاريا ولإثبات العلاقة بين الناموس والإصابة بالملاريا-والتى لم تكن معروفة وقتها- عرض نفسه للدغ بواسطة ناموس لدغ قبل ذلك مصاب بالملاريا بالفعل وبالفعل أيضا أصيب بالملاريا وكان هيروح فيها!! وأبحاثه كانت الأساس الذى بناء عليه تم وضع خطة مكافحة الملاريا والقضاء عليها بالولايات المتحدة .... أيهما أعظم وأعمق أثرا على مسيرة التاريخ البشرى ,المسيح أم هذا الطبيب?
تشارلز داروين وسيرته بما تضمنته من كفاح وإصرار وبحث ومعاناة على المستوى الشخصى لا وجه للمقارنة أصلا بينها وبين المدعو يسوع.
العلم التجريبى فى القرن التاسع عشر كان مازال بيحبو ويخطو خطواته الأولى وفى مرحلة إنتقالية بين المجهود الشخصى والعمل المنهجى المؤسسى المنظم وكان حجم المجاهيل هائلا والإمكانيات المتاحة للبحث العلمى تعتبر بدائية جدا عند مقارنتها بما لدى العلماء اليوم وإجراءات الأمان بالمعامل معدومة أو تكاد والمناخ العام كان مازال ملوثا بخرافات العصور الوسطى إن لم يكن معاديا للعلم صراحة ومن وسط كل هذا الخرا خرج عظماء غيروا وجه العالم حرفيا ومع هذا تجد الملايين تحتفل بميلاد المدعو يسوع ويتم تجاهل العظماء الحقيقيين!
أحد الوسائل التى يستخدمها المسيحيون لإستدرار عطف الأخرين تمهيدا لنقل العدوى إليهم هى تسليط الضوء على عملية صلب المسيح والعذاب المفترض أنه لاقاه على يد نظام الفاشستى بيلاطس وهذا تحديدا مافعله ميل جبسون فى فيلمه عن المسيح وهنا لى عدة وقفات:
1- لو سلمنا بصحة واقعة الصلب كما جاءت بالأناجيل فببساطة شديدة وأنا مال دين أمى? أنا قلت له يتصلب علشانى ولا هو نظام رمى بلا وتحميل جمايل وخلاص?!
2- واقعة الصلب لو سلمنا بصحتها فهى إن دلت على شئ فهى تدل على حيوانية وإنحطاط هذا المجتمع حكاما ومحكومين..... إذا كان بيلاطس منفسن من يسوع لهذه الدرجة كان ممكن يأمر بقطع رأسه ويقصر و يشترى دماغه إنما بقى يقعد يضرب فى دين أمه وصليب ويبعت يجيب مسامير وشاكوش من هوم ديبو علشان يمسمره فيه...... فى حد يدق إيد واحد بمسمار فى خشبة?! بشر دول ولا حيوانات? وطبعا مش هيجيب له مسامير معقمة ولا دكتور بنج يبنجه قبل مايمسمره وأى حتة حديدة مصدية توفى بالغرض! وهذه لم تكن معاملة خاصة ليسوع بدليل الإتنين فواتير اللى كانوا مصلوبين معاه مما يشى بأن الأمر معتاد وروتينى ولاغبار عليه وأن المجتمع الذى نشأ فيه يسوع وترعرع كان مجتمع بدائى وهمجى إن لم يكن حيواني ومجتمع كهذا يجب تجاهله تماما بطغاته وضحاياه.
3- بصحة واقعة الصلب لو سلمنا

, مش هو أتصلب من أجل خطايانا وحصلت الكفارة وخلصنا?! عايزين مننا إيه دلوقتى? ما الذى يتعين على فعله تحديدا الأن وهنا? متشكرين جدا ياأستاذ يسوع على تضحيتك الفريدة من نوعها من أجلى وأنا قلبى أنشرح لك من أول ما شفتك وهو ده كان عشمى فيك برضه وأنت رجل والرجال قليل ونردهالك فى الأفراح بإذن الله وسلم لنا كتير على الوالد والوالدة وبلغهم تحياتى ويازين ما ربوا وإبن الوز عوام وأستأذن من سعادتك دلوقتى لأنى ورايا شوية مشاغل ونتقابل بإذن الله فى الملكوت..... فى أى حاجة تانية مطلوبة منى حتى يهمد أتباعه ويطلعوا من دماغنا?
شكرا يافرى مان وبعدين بدل ما أنت واقف تشجع من بره أنزل أرفع لى كور من خارج الصندوق وأنا رأس حربة مشاكس وأعجبك ودماغى عارفة سكة الجون.