{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الثلاثاء مع موري
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
الثلاثاء مع موري
"an old man, a young man, and life's greatest lesson"

هكذا أضاف الكاتب ميتش ألبوم (Mitch Albom) إلى عنوان القصة الرائعة والتي أسماها "الثلاثاء مع موري" (Tuesdays With Morrie)...

يتبادر إلى ذهنك سؤال واحد عند قراءة الكتاب "ماذا سيكون رد فعلي إن علمتُ أنني سأموت خلال وقت قصير؟ أن مصيري المحتوم بات أقرب إلي مما كنت أتصور؟" ... هذا هو الوضع الذي فرضته الحياة على موري شوارتز (Morrie Schwartz) أستاذ علم الإجتماع الراحل والذي كان أستاذ مؤلف الكتاب أثناء دراسته الجامعية ...

أصيب بمرض عضال جعل الموت أقرب إليه مما كان يتصور، في سن الثامنة والسبعين، ووجه بالخبر بأنه سيموت بعد أشهر قليلة، وستكون ميتة بطيئة يذرو خلالها جسده شيئا فشيئا، يستسلم لعوامل المرض رغما عنه، ولا يستطيع فعل شيء سوى مراقبة أعضاءه تموت، جسده يصبح كالخرقة البالية حتى لا يعود قادرا على تحريك رأسه، وفي النهاية يموت مختنقا حين يفقد قدرته على التنفس ...

لستُ أدري ماذا ستكون ردة فعلي لو ووجهتُ شخصيا بمثل هذا الخبر، إلا أن موري شوارتز قرر أن يجعل موته آخر درس له على وجه هذه البسيطة ...

التعاطف، الحب، التكافل، كلها قيم نعرفها وقد نعتبرها من البديهيات. لكن، هل فكرنا بها بشكل جدي يوما؟ هل سألنا أنفسنا إن كنا متصلين بهذا الجانب الإنساني من حياتنا؟ أم أننا مثل الكثيرين انغمسنا في عجالة هذه الحياة ودوامتها، ونسينا تلك القيم البسيطة؟

هذا كان درس موري لتلميذه ميتش، خلال زياراته المتكررة كل أسبوع، أيام الثلاثاء. أسبوعا بعد أسبوع، يتحدثون عن العائلة، الحب، المال، العاطفة، المرض والموت، والكثير الكثير ... ومع مرور كل أسبوع، يذرو موري أكثر فأكثر، حتى يصبح خيال إنسان، لكنه مع ذلك، ومع عجزه المتعاظم يرفض التوقف، يريد أن يكمل الدرس، يريد أن يوضح لميتش كل ما يكشفه له الموت، كأن الموت بات المعلم، وموري رسولا له ...

وصف الموت في ثقافتنا بأنه "هادم اللذات"، لكن أي لذات تلك التي يهدمها؟؟؟ ... يُعلمك موري بأن تلك اللذات التي انغمسنا بها لا تعني شيئا في الحقيقة، بأننا تغافلنا أو غفلنا عن اللذات الحقيقية، لذة الحب، لذة العاطفة، لذة العائلة، لذة النظر من نافذة لمراقبة أوراق الشجر، حركة الرياح، استنشاق نسمة عليلة، أو حتى النظر في عيني من نحب، تلك لذات لا يهدمها الموت، لا بل يعززها، يفتح عيوننا عليها كأننا نتعلمها للمرة الأولى ...

لم أنهِ قراءة القصة بعد، والتي هي بالمناسبة قصة حقيقية تماما، وكل ما فيها حقيقي، وبإمكانك البحث على الإنترنت لمشاهدة لقاءات متلفزة مع موري في برنامج Nightline على مدى ثلاث حلقات ... مؤثرة لأبعد الحدود، وفيها كم هائل من الحكمة التي نسيناها جميعا ...

أنصح الجميع باقتناء الكتاب، وسأقوم بكل تأكيد بترجمته قريبا بإذن الله ...

أترجم لكم جزءا بسيطا منه:


"ميتش،" يقولها وهو يقهقه، "حتى أنا لا أعرف معنى عبارة "تنمية روحية". لكنني أعلم يقينا بأننا نعاني من نقص معين. نحن منغمسون جدا في الماديات، لكن هذه الماديات لا تحقق لنا الرضى أبدا. روابط الحب التي نعيشها، الكون من حولنا، نحن نعتبر هذه الأمور تحصيل حاصل."

نظر نحو النافذة حيث ينساب ضوء الشمس. "هل ترى ذلك؟ بإمكانك أن تخرج إلى هناك، إلى الخارج، في أي وقت تشاء. يمكنك أن تركض في الشارع جيئة وذهابا، بإمكانك أن تتصرف بجنون. لكنني لا أستطيع ذلك. لا أستطيع الخروج. لم أعد قادرا على الجري. لم أعد قادرا على الخروج من هنا دون الخوف من التعرض للمرض. لكن أتعلم شيئا؟ أنا أقدرُ هذه النافذة أكثر مما تقدرُها أنت."

تُقدرها؟ -يرد ميتش مستغربا-

"نعم. أنا أنظر من خلال تلك النافذة كل يوم، لألاحظ التغييرات التي تطرأ على الأشجار، لألاحظ القوة التي تعصف بها الرياح. كأنني أراقب الوقت فعليا ينساب من خلال إطار تلك النافذة. أعلم أن وقتي على هذه الأرض قد شارف على الإنتهاء، مما يجعلني أراقب الطبيعة وأنجذب إليها كأنني أراها للمرة الأولى في حياتي."


Emrose
01-13-2010, 08:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #2
RE: الثلاثاء مع موري
موضوع جميل2141521
01-16-2010, 03:18 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #3
RE: الثلاثاء مع موري
الله يجبر بخاطرك يا ليلى Big Grin

اليوم صباحا أنهيت القصة، الكتاب، أو ربما أقول الدرس ... إليكم ترجمة لآخر أيام الثلاثاء التي قضاها ميتش -وقضيتُها شخصيا من خلال كتابه- مع المعلم موري ...

الثلاثاء الرابع عشر
لحظات الوداع

كان الجو باردا ورطبا أثناء ارتقائي السلم نحو بيت موري. لاحظت التفاصيل الصغيرة، أشياء لم أكن قد لاحظتها طوال الفترة التي قضيتها أتردد على منزل موري. انحناءة التلة المقابلة، الواجهة الحجرية للمنزل، الأعشاب الخضراء التي غطت الأرض. تمهلتُ في المسير، أخذت وقتي في المشي على الأرض المغطاة بأوراق الأشجار الميتة.

كانت شارلوت (زوجة موري) قد اتصلت بي قبل يوم لتعلمني بأن موري "لم يكن على خير ما يرام." كان ذلك أسلوبها لتعلمني بأن موري يعيش أيامه الأخيرة. كان موري قد ألغى جميع مواعيده، وصار يقضي معظم وقته نائما الآن، وذلك لم يكن من طبعه. لم يهتم يوما بمسألة النوم، خصوصا عندما كان محاطا بمن يستطيع التواصل معهم.

"يريدك أن تأتي لزيارته،" قالت شارلوت، "لكن ميتش..."
نعم؟
"إنه ضعيف جدا."

درجات الشرفة، زجاج الباب الأمامي. لقد استوعبت كل هذه الأمور ببطء، وتمعن تام، كأنني أراها للمرة الأولى. قمت بتحسس المسجل الصوتي الذي أحمله في حقيبة ظهري، قمت بالتأكد أنني أحمل أشرطة كافية، لستُ أدري لماذا، لطالما حملت معي ما يكفي من أشرطة التسجيل.

أجابت كوني الباب، في العادة تكون مبتسمة ومتفائلة، هذه المرة ارتسمت على وجهها ملامح باهتة، ردت التحية بصوت رقيق خافت.

"كيف حاله؟" سألت.
"ليس بأفضل حال." وهي تعض على شفتها. "لا أحب التفكير في الأمر. إنه رجل رائع، أتعلم؟"
أعلم...
"شيء يبعث على الأسف فعلا."

نزلت شارلوت إلى ردهة المنزل وحضنتني. أعلمتني أن موري لا زال نائما، مع أن الساعة قاربت العاشرة صباحا.
.
.
.
.
سمعتُ صوت الباب يفتح ويغلق، ثم صوت خطوات شارلوت متجهة نحوي.
"حسنا،" قالت بصوت خافت، "إنه مستعد لاستقبالك الآن."

قمت وتوجهت نحو المكان المعتاد حيث كنا نجلس سوية، ثم لمحت امرأة غريبة جالسة في آخر الرواق، عيناها تناظران كتابا، وتجلس ورجلاها متقاطعتان. تلك كانت الممرضة، جزءا من برنامج العناية المنزلية لأربع وعشرين ساعة.

كانت غرفة المطالعة الخاصة بموري (حيث اعتادا على اللقاء) فارغة. ارتبكتُ قليلا، ثم التفتُ بتردد نحو غرفة النوم، وكان هنالك، ممددا في فراشه تحت الأغطية. كنت قد رأيته في هذا الوضع مرة واحدة فقط من قبل، عندما كان يخضع لمساج علاجي، فترددت في رأسي عبارته "عندما تكون في السرير، فأنت ميت".

دخلت غرفته، وأرغمت نفسي على الإبتسام. كان يرتدي ملابس نوم صفراء، والتحف غطاءا من الصدر حتى قدميه. كان تكور جسده تحت الأغطية باهتا إلى درجة أنني ظننت أن هناك جزءا مفقودا من جسده!! كان ضئيلا بحجم طفل صغير.

كان فمه مفتوحا، وجلده باهت اللون، منكمشا عن وجنتيه. عندما التفت إلي، حاول التحدث، لكنني لم أسمع سوى صوت خافت.

"ها أنت،" قلت له، محاولا استجماع كل ما أستطيع من حماسة وتفاؤل في فراغ روحي ذلك الوقت.
زفر بهدوء، أغلق عينيه، ثم ابتسم، هذه العملية لوحدها بدت عملية مرهقة له.

"صديقي ... العزيز ..." قال أخيرا.
أنا صديقك بالتأكيد، رددت عليه.
"لستُ ... بخير اليوم..."
غدا ستكون بحال أفضل.

أخذ نفسا آخر بشق الأنفس وأرغم نفسه على الإيماء برأسه للموافقة. أحسستُ بأنه يصارع مع شيء ما تحت الأغطية، وأيقنت بعد وهلة بأنه كان يحاول تحريك يده للخارج.
"أمسك..." قال لي.

حسرتُ الأغطية عن يديه وأمسكت بها، اختفى كفه كله داخل يدي. اقتربت منه، على بعد بضعة إنشات من وجهه. كانت المرة الأولى التي أراه غير حليق فيها، الشعيرات البيضاء المتراكمة على وجنتيه بدت غريبة عن المكان، كأن أحدهم قام برش قليل من الملح بكل عناية على وجنتيه وذقنه. كيف يمكن لحياة جديدة أن تنمو على وجنتيه بينما الحياة تُمتصُّ من باقي جسده؟

موري، قلتُ بهدوء.
"مدرب،" رد علي مصححا.
يا مدرب، قلت. أحسستُ برعشة. كان يتحدث بعبارات قصيرة، يشهق الهواء، ويزفر الكلمات. كان صوته رقيقا، وكانت رائحته عبقة برائحة الزيوت التي يدهن بها جسده.
"أنت ... تملك روحا طيبة."
روح طيبة.
"لمستني ..." قال هامسا. ثم قام بتحريك يدي واضعا إياها فوق قلبه. "ها هنا."
أحسستُ بنغصة في حلقي.
يا مدرب؟
"اها؟"
لستُ أدري كيف أقول وداعا.
ربّت على يدي بضعف، مبقيا إياها على صدره.
"هكذا ... تقول ... وداعا..."
تنفس برقة، شهيقا وزفيرا، أحسست بقفصه الصدري يعلو وينخفض مع كل نفس. ثم نظر إلي.
"أنا ... أحبك،" بصوت رقيق خافت.
أحبك أيضا أيها المدرب.
"أعرف ذلك ... أعرف ... شيئا آخر..."
ماذا تعرف أيضا؟
"أنك ... دائما..."

انكمشت عيناه، ثم أجهش بالبكاء، تجعد وجهه بأكمله كأنه طفل رضيع لم يدرِ كيفية عمل القنوات الدمعية في عينيه. حضنته قريبا مني لبضعة دقائق، ربّتُ على جلده المتراخي، على شعره، وضعتُ راحتي على وجنته لأشعر بعظامها تكاد تخرق جلده الرقيق ودموعه تنساب عليها، كأن الدموع تُعتصر من قطّارة.

عندما اقترب تنفسه من المعدل الطبيعي مجددا، ابتلعتُ دموعي وقلت له أنني اعلم أنه مرهق، ولذلك سأعود إليه يوم الثلاثاء القادم، وأنني أتوقع منه أن يكون أكثر يقظة المرة القادمة، وشكرا. أصدر صوتا خفيفا، أقرب ما استطاع من الضحك. كان صوتا حزينا كحاله.

حملت الحقيبة التي تحوي المسجلة الصوتية. لماذا جلبتها معي أصلا؟ أعلم أنني لن أستخدمها مرة أخرى الآن. اقتربتُ منه وقبلته، وجهي ملامسا وجهه، وجنتي على وجنته، جلدي ملامسا جلده، وأبقيته هناك أكثر من المعتاد، أملا مني بإعطاءه ولو جزءا من الثانية من الحنان والمتعة.

حسنا إذا؟ قلت أثناء ابتعادي عنه.
رمشتُ محاولا إرجاع الدموع التي تكاد تنهمر، وهو قام بإطباق شفتيه على بعضهما ورفع حاجبيه تعجبا من منظري. أحب أن أفكر بأنه كان يمر بلحظة من الرضا لأن بروفيسوري العزيز كان قد: جعلني أبكي أخيرا.
"حسنا إذن،" رد هامسا...

النهاية ...

Emrose

عذرا على الترجمة الركيكة للنص ...
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-16-2010, 09:32 AM بواسطة كمبيوترجي.)
01-16-2010, 09:25 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #4
RE: الثلاثاء مع موري
الله يكرمك
يعنى لو جبرتش بخاطر ارهابى زيى هجبر بخاطر مين يعنىBigsmile

كتاب يستحق القراءة
انهارده شفت مقطع اعتقد انى شفته هنا فى النادى برضو
نفس الفكرة تقريبا و يمكن تكون انت اللى حطيته زمان
مش فاكره بصراحة
غريبة قدرة البعض على التفاؤول رغم كل شىء
Randy Pausch Last Lecture: Achieving Your Childhood DreamsEmrose
01-16-2010, 10:09 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS