الأخ الفاضل / Samir Yousef
اقتباس:سيدي الكريم ،
ماذا عن الباليه؟ هل غير العالم؟
ماذا عن المسرحيات؟ هل غيرت العالم ؟
ماذا عن الاوبرا ؟ هل غيرت العالم ؟
ماذا عن النشيد الوطني الذي أكثره شعر ، هل غير العالم؟
ماذا عن تسريح الشعر والمكياج والالبسة والاحذية ، هل غيرت العالم ؟
ماذا عن أنواع الاكل وانواع السيارات وسباقات الفورمولا وان وغزو الفضاء ، هل غيرت العالم ؟
شكرا لك واحتراماتنا
باستثناء موضوع غزو الفضاء الذي هو منجز يحسب للباحث العلمي في شتى العلوم التطبيقية فإنني أنا الذي أو أن أعرف منك ماذا أضاف الباليه والاوبرا والمسرح والغناء والنشيد الوطني للعالم.؟ على حد علمي فإن فنون مثل الغناء والرقص والموسيقى موجودة في العالم القديم ومع ذلك لم تحدث هذه الفنون أي نهضة حضارية بالمقياس المعاصر للحضارة.
أما صناعة الملابس فلي عندها وقفة أتمنى منك ومن سائر المشاركين قراءتها والتمعن فيها فموضوع الملابس يعود الفضل فيه لأهل البحث العلمي وليس لمصممي الازياء الذي سأحسبهم على فئة الفنانين الذين ما كان يمكن لمهنتهم ان تظهر وتزدهر لولا جهود الباحثين العلميين.
ففي القرن الثامن عشر وتحديدا بالعام 1733م اخترع ساعاتي انجليزي اسمه جون كاي ماكينة النسيج التي نعرفها الآن وبعدها بـنحو 150 سنة اي في ثمانينات القرن التاسع عشر خرج النول الآلي لعالم بريطاني آخر اسمه إدموند كارترايت ، هل تعرف ما هو أثر هذا الاختراع على العالم ، قبل اختراع هذه الالة كان القماش والثوب يستلزم الانسان من 4-6 شهور من العمل اليدوي مع ما يتبع ذلك من ارتفاع الكلفة وكان لكل انسان ثوبان صيفي وشتوي وكان معدل ما يرتديه ويبدله الانسان العادي وليس الغني في حياته كلها لا يتجاوز اكثر من 4 إلى 5 اثواب وعندما يخرب ثوب يتم ترقيعه ومعظم الناس اللتي تمشي في الشارع كانت تلبس أثواب مرقعة فليس من السهل اقتناء وحياكة ثوب جديد.
مما يوجب على البشرية كلها ان تنحني الان احتراما لجون كاي وإدموند كارترايت الذيْن تركا للبشرية هذا المنجز قبل أن يغادروا الحياة وليس أغاني أو رقصات او مقطوعة موسيقية لا تسمن ولا تغني من جوع ، وكذلك الحال بالنسبة للمكياج والاحذية والسيارات وغزو الفضاء فهذه كلها منتجات باحثين علميين أفنوا جل اعمارهم حتى يقدموا لنا هذه المنتجات التي ارتقت بحضارتنا نوعيا.
اقتباس:وبانتظار تعليقك من شخصك الكريم اود ان الفت نظرك الى امور لعلها تكون في مداخلتك القادمة .كما تعلم نحن البشر نتمتع بعدة انواع من الذكاء وهي :
أولاً - الذكاء اللغوي ” اللفظي ”
ثانياً - الذكاء المنطقي ” الرياضي – الرقمي ”
ثالثاً - الذكاء الحسي - الحركي
رابعاً - الذكاء التفاعلي ” الاجتماعي ”
خامساً - الذكاء الذاتي ” الفردي “
سادساً - الذكاء الموسيقي “النغمي “
سابعاً - الذكاء البصري ( المكاني ) “الصوري “
ثامناً - الذكاء الحيوي “البيئي “
الذكاء لا يصنع الحضارة ولا يصبح بناء لوحده إذا لم يتم توظيفه في أمرين اثنين
الأول هو البحث العلمي التطبيقي
ثانيا استثمارات انتاجية تحول هذا البحث العلمي لمشاريع صناعية تجارية خدمية ترفع من مستوى الدخل القومي.
أما الذكاء اللغوي أو البلاغة الموجود لدى الشعراء والأدباء شعرا ونثرا هم كما سبق وقلت لك أعجز من ان يقدموا لمجتمعاتهم أي منفعة
اقتباس:بكلامات قليلة : نحن لسنا بحاجة فقط الى تكنولوجيا في عالمنا العربي .اشدد على كلمة فقط، بل نحن بالأحرى بحاجة الى الكثير من الحرية وتغير الطبقة الحاكمة الفاسدة وابدالها بطبقة مثقفة وواعية وحرة .بعد هذا التغير تصبح كل العلوم( أكرر كلمة كل) قادرة على تغير كل شيء في حياتنا وبالتالي يجد العربي نفسه قادرا على تنمية شخصيته وعلمه بحسب نوع ذكائه.
حسنا أنا أختلف معك هنا لأنني ابحث عن مفاتيح التغيير في مجتمعي وأمتي
الحرية مثلا كـأحد أهم تجليات الحضارة والتحضرة والتي نسعى إليها أنا وأنت كما شرحتها للزملاء العلماني والمروءة والشهامة وهي بمعنى بناء المرجعية الذاتية في حياة الفرد والشعوب وحرية تقرير المصير بعيدا عن وصاية الاسرة والعشيرة والدولة وحرية اختيار شريك الحياة وحرية السكن والانفصال عن الأسرة وحرية الاعتقاد والعمل والتعبير عن المعتقد وحرية اختيار من يحكمك لا يمكنك أن تتحصل عليها في مجتمع متخلف حضاريا واقتصاديا.
أنت تظن أن الايمان بالحرية هو قضية ثقافية مجردة يمكن تغييرها بإشاعة الوعي بين الناس بأهميتها وهذا ليس حقيقيا فالمجتمع عندما يكوم متقدما يكون متقدما في جميع نواحي الحياة أخلاقا وسلوكا وثقافة وحين يكون متخلف يكون كذلك متخلف من جميع هذه النواحي
وهنا اسمح لي أن أعيد وأقتبس ما قلته للأخ العلماني عندما سألته /
ما الذي يحتاجه العالم العربي الآن كي ينهض على جميع المستويات الحضارية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الفنية هل يحتاج المزيد من الشعراء أو الفنانين او الرياضيين والأدباء ،،، الجواب هو كلا بالطبع وأنا سأجيبك ماذا يحتاج
يحتاج لاستثمارات ورؤوس أموال وتكنولوجيا تزيد دخله القومي تغير نمط قوى الانتاج وعلاقات الانتاج والطلب على العمالة عالي بشكل يرفع مستوى الاجور ويجعل من معدل دخل الفرد كافي لكي يتحرر من سيطرة والده وان يفتح بيت وهو في مطلع حياته وتجعل من الشعوب حرة كي تتحرر من سيطرة الدولة والقطاع العام وتجعل من المرأة تتحرر (التحرر بالمعنى الايجابي) وان تملك مصيرها ومرجعيتها الذاتية في كل القرارات المهمة بحياتها فبدون الاستقلال والتحرر الاقتصادي لا يوجد هناك تحرر سياسي واجتماعي ينطبق هذا الامر على الفراد والدول على حد سواء وهذا الاستقلال والتحرر الاقتصادي لا يأتيك من فئة الشعراء والفنانين والادباء ورجال الدين ولا من فئة الرياضيين والمفكرين النظريين من امثال الطرابيشي وادوارد سعيد والجابري ... الخ بل هو نتيجة جهد مشترك بين الباحثين العلميين ومن يتبعهم من الراسماليين الذين يحولون نتائج هذا البحث لاستثمارات في صناعة الحضارة
التقدم الاقتصادي ليس فقط تغيير في شكل الحياة نحو الاحسن والاجمل بل يحمل في ضياته المضمون ويرقي سلوك الافراد والمجتمعات في نواحي السياسية والاقتصاد والاجتماع والعمران إلى الأفضل
تحياتي