منذ ان كنت صغيرآ و أنا أتابع الخيوط التي يقترحها علينا مشايخ الدين الشيعة و السنة للوصول الى جنة الخلد و الوثب على فروج حور العين , و قد حرت كثيرآ من أساليبهم في الترغيب و الترهيب , كما أن بعضهم يقترح عليك طريقآ مختصرآ لدخول الجنة بأقل تعب ممكن كما فعل معنا مدرس مادة الدين في المرحلة الثانوية حينما أخذ يرغبنا للذهاب للجهاد الى أففانستان في العام 1996 .
حسنآ , ما يحريني فعلآ هو الفلتر ( filter ) أي المرشح و هو الأداة التي ستنتقي المؤمنين إنتقاء جيدآ , حتى يكاد المرء يجزم أنه لن يدخل أحد الجنة مادامت هذه المعايير هي التي ستحدد المتأهلين لدخولها.
لو لا حظنا الآيات و الأحاديث المحمدية التي تحدد أهل الجنة لرأينا بكل وضوح بأنه لا توجد أي معايير قياسية يمكن للمسلم الاعتماد و الاتكال عليها ليدخل الجنة ,لذلك فإنني في هذا المقال سأعتمد على النسب المؤية التقريبية حتى تتضح لكم الصورة فمثلآ :
1- في أكثر دول العالم الاسلامي تكون نسبة عدد النساء في المجتمع أكثر من الرجال(السعودية و البحرين مثلآ ) أي لنقل 60% نساء و 40% رجال وعندما يخبرنا رسول الاسلام أن أكثر أهل النار من النساء كما روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء: تصدقن؛ فإني أُرِيتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل، ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها" صحيح البخاري(304)، وقد رواه مسلم أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ قريب من لفظ البخاري حديث(79) فالحديث متفق عليه.
لذا فأن كان عدد نساء المسلمين 60% و عندما نستثني أكثرهن ( أي أكثر من نصفهن ) ليدخلوا النار فستكون 40% في النار و 20% فقط مترشحات لدخول الجنة.
أما بالنسبة للرجال المسلمين فما يزال المترشحون للجنة 40%.
2 - بعدها يستثني لله منهم فيبقى 15% من المسلمات و35% من المسلمين ذلك لان لله لا يريد جميع المسلمين في الجنة بل يريد السابقون منهم فقط ليزج بهم في جنات النعيم و من يبقى فسيقرر ااه مصيرهم بعد ذلك.
قال الله : وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم. سورة الواقعة (آية 12)
3 - نأتي بعدها الى المنافقون من المسلمين , فأن كان لدينا 35% من المسلمين من بينهم 5% منافقون و ما أكثرهم بيننا في المجتمع فستكون النتيجة 30% في الجنة من المسلمين سيترشحون لدخول الجنة و الباقي في النار.
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النساء 145)
4 - بعد ذلك يستثني لله ما تبقى من مسلمين 30% و مسلمات 15% ليدخل بعضهم في النار و هذه المرة من إكتنز الذهب و الفضة و ما أكثر الحكام و السلاطين و نسائهم ممن إكتنزوا الذهب و الفضة و لا يزالون كذلك الى يومنا.فيبقى 25% مسلمين 10% مسلمات
((والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ماكنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)) . التوبة/ 34 :35 .
5 - ثم يأتي لله مرة أخرى ليقول لنا نه لن يدخل الجنة المتبرجات من النساء ليتقلص بذلك عدد النساء الى5% فمن هذه التي لا تتبرج ؟ جميع النساء تقريبآ تتبرج و لو بنسبة متفاوته.
حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد قال:
حدثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة قال:
بينا نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فقال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب .. إذ قال:
" انظروا هل ترون شيئا..؟"
فقلنا: نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان"
مسند الإمام أحمد
6 - أصبح الآن عدد المسلمين المترشحين للجنة 25% و المسلمات المترشحات5 % فيأتي لله ليختار فئة واحدة ليعتبرها هي الفئة الناجية فلنفرض أنه سيختار منهم الفئة الناجية فسيبقى من المسلمين6% و من المسلمات 1%.
(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة)
ابن ماجه (3992)، والطبراني في مسند الشاميين (3/100) عن عوف بن مالك
7 - من بين ما تبقى من مسلمين و مسلمات من المؤكد أنهم ينقسمون الى شيعة و سنة و إذا أخذنا أحاديث الشيعة على انها صحيحة فإنهم في أحاديث كثيرة يدعون انه لا يدخل الجنة الا الشيعة , ولذلك بعد الفرز سيبقى 3% مسلمون شيعة 0.01% مسلمات شيعة متأهلين لدخول الجنة.
رواه عن أبي الورد ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) يقول :
(( قال : فيقول الله عز وجل له : يا محمد إني (7) قد وهبتهم لك وصفحت لك عن ذنوبهم وألحقتهم بك ومن كانوا يتولونه من ذريتك وجعلتهم في زمرتك وأوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك .))
الحديث أعلاه طويل و قد إختصرته لكم حتى لا تطول المشاركة.
و في النهاية يبدو أن المسلمين الذين سيدخلون الجنة الموعودة 3% فقط و المسلمات 0.01% فقط هذا ان لم يمروا في فلتر آخر من فلترات لله.
هامش :
ويقول الإمام جلال الدين السيوطي (وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك قال: إن الله أخرج من ظهر آدم يوم خلقه ذريته، ما يكون إلى يوم القيامة، فأخرجهم مثل الذر ثم قال {ألست بربكم قالوا بلى} قالت الملائكة: شهدنا. ثم قبض قبضة بيمينه فقال: هؤلاء في الجنة. ثم قبض قبضة أخرى فقال: هؤلاء في النار ولا أبالي.)
فدخول الجنة عملية يانصيب نتائجها معروفة مسبقاً.