عزيزى مسلم
اسمح لى ان اعلق على ما ذكرته وإنى اوجه كلامى الى مسلم سابق كان يدافع عن الاسلام فى وقت سابق او اعتبر اننى اوجه كلامى الى مسلم مرتد عن الاسلام لسبب لازلت لا اعرفه تحديدا وإن كنت اظن ان لاحد اعضاء النادى المشطوبين دخل فى هذا.
اقتباس:ليس من أجل الهوى
ليس بسبب التكبر
ليس طغيانا وعدوانا ليس كفرا وعصيانا ليس هروبا وتوهانا
لا بل هو من اجل الهوى وهو توهان لأنك لا تقدم منهج معين وتعلن قبولك له واسباب قبولك له او اسباب عدم قدرتك على الالتزام به كاملا ، الايمان هو منهج يراه من يؤمن به انه من عند الله ، اما أنت فما منهجك أو ما هو البناء الفكرى الذى يمكن ان تعيش فيه افكارك ، هل هو منهج من خارجك ام هو منهج انت تضعه لنفسك وفقا لحالتك النفسية والمستوى الثقافى والمعرفى لديك.
اقتباس:ولكن الايمان كما قالوا ما وقر في القلب وصدقه العمل ونحن كذلك مؤمنون ولكن حسب ما وقر في قلبنا
آمنا بما شاهدنا ولم نؤمن بما لم نشاهد
الذى قال هذه العبارة هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكما يبدو انك تستشهد به وتفعل ما يقوله .. تفعله فى اهم قرار فى حياتك وهو قرار الايمان.
ولكن انت تشهد بنفسك ان إيمانك سيكون وفقا لما تشاهد بمعنى زيادة الايمان عندك ستكون بدرجة مشاهدتك وهذه فى حد ذاتها مشكلة كبيرة لك شخصيا وهى انك كل يوم ستكون بحال بسبب زيادة معرفتك اليومية وكذلك كثرة تعرضك للتضليل باستمرار فكما تعرف اننا لا نعرف ما يدور فى الغرفة المجاورة فهل سيتاح لى معرفة كيف يسير المجتمع ام اننى ساكتفى بما يلقى لى من فتات معلومات الصحف ووسائل الاعلام. ام ستؤمن بما يقدمه لك العلم عن الكون ونحن حتى الآن لم نتفق بعد على عدد كواكب المجموعة الشمسية.
اقتباس:آمنا بما قبله عقلنا ورفضنا ما لم يقبله عقلنا
وكل ايمان على وجه الأرض يكون إما بإيجاب وقبول أو رفض وانكار
وكل ايمان على وجه الأرض يكون للقلب فيه نصيب من استحسان واستقباح
وبما أن العقل هو الوسيلة الأولى لقبول الايمان بدين من آخر فإن البشر جميعا سواسية في الايمان ولكن تختلف الطريقة.
قبول العقل للامر لا يتوقف على الامر نفسه ولكن يتوقف على ما وصل للعقل من صورته... بمعنى انه مقبول ان يعتبر انسان ان ما تراه عينه هو الحقيقة وليس ما تراه عينك انت ..... بمعنى اخر من لا يرى مثلا الموجات الصوتيه فمن حقه ان ينكرها ، هل تعرف ما معنى هذا؟ معنى هذا انه لا بد من قائد للبشرية والقائد هو الاكثر علما او بمعنى اصح هو قائد الحضارة الحالية.
وهنا يمكن ان ننظر الى التاريخ .. كم من الامم كانت فى وقتها هى قائدة الحضارة وانتهى ما كانوا به يعتقدون وظهر قوما غيرهم ... هل حدث هذا فى الاديان السماوية الثلاث.
لا لم يحدث وها هى تستمر .. لماذا؟ ... لأنها اديان وليست افكار بشرية.
اقتباس:جميع البشر مؤمنون فمنهم من آمن بمحمد ومنهم من آمن بعيسى ومنهم من آمن بموسى ومنهم من آمن ببوذا ومنهم من آمن بالطبيعة إلى ما هنالك من عقائد وأديان .
معنى كلمة دين هى ان تؤمن بأن هناك دائن لهذا الدين أو بمعنى اخر معبود يعبد والعبد يدين له بالدين. والعقيدة هى ما يعتقد الفرد. وانت هنا ايمانك او عقيدتك فهى لما تعرفه وما شاهدته .. فهل ترى ان مثل هذه العقيدة ستريح صاحبها ويستقر نفسيا. أم انه سيكون قد هرب من الغيبيات الى الماديات وكانت حياته فيه شئ من البهائمية او كالانعام التى خلقها الله .. لا تعرف الا ما ترى امام عينيها.
وكما ترى فى مثالك السابق انك تكلمت عن الايمان باديان سماوية تنسب الامر لله ومنهم من امن بتعاليم شخص مثل بوذا (ولا نعلم هل كان نبيا فى قومه ام لا) ومنهم من رد الامر الى الطبيعة وهى بالنسبة له نوع من الميتافيزيقا ايضا لأنه لا يراها ولكن يشعر بتأثيرها فهو مثله كمثل من ينسب الامر الى إله ولكن لا يريد ان يسميه إله.
فعن ايمانك انت اسألك ، بمن ستؤمن ؟
اقتباس:اختلفت العقول فاختلفت الأديان , اختلفت القلوب فاختلفت الأهواء اختلفت الموازين فاختلف الحساب .
حسنا انت تتلكم عن من لا يرضيك امرهم... فماذا عنك أنت وما هو الحل الأمثل؟
اقتباس:وما ينادي به اتباع أي اعتقاد على أن ما يؤمنون به هو الصحيح وهو الطريق الوحيدة للوصول إلى الله , إنما هو نابع من المبدأ أو المنطق الذي يقول بأن الايمان لا يجب أن يكون على خطأ وألا يأتي بطريقة خاطئة ولعل ما جعل البشر السابقين يقولون بالوحي بسبب أنها الطريقة الأسهل لجعل البشر المتعلقين بقشة للايمان بالدين أو العقيدة الجديدة .
وانت الا تنادى انك تفعل الصحيح وتمارس الايمان باسلوبك ودليلك هو عقلك الذى سيختلف عن عقلى وسيختلف عن عقول باقى الزملاء فى المنتدى ..... إلخ
ارى انك قد استجرت من الرمداء بالنار.
اقتباس:ومن الغريب أن الاديان الابراهيمية الثلاث تدعي جميعا بأنها من عند الله وبأنها مؤيدة من قبل الله وتدعي جميعها بأن الايمان بها وبنبيها وبكتابها هو السبيل الوحيد للظفر بالجنة وتجنب غضب الإله وناره.
وكثيرا ما كان مصير من يعارض هذه الفكرة إما القتل أو الرمي بالهرطقة والزندقة والكفر وهذا يعني أن دمه وماله حلال .
وحتى الان رغم رأيك هذا .. فأنت تتحدث عن ثلاث ديانات رئيسية تفرع منها فرق، أى ان المصدر واحد فى الاصل والامر كان منذ 3500 عام على ما أظن ... فماذا عن منهجك انت والذى لا مصدر واحد له بل كل انسان فى حد ذاته يمثل مصدر ... ترى ماذا سيكون الحال .. بعد 35 عام وليس 3500 عام.
اقتباس:وهذه الفكرة التي تجعل من الدين المعني دينا مركزيا أي بمعنى أنه دين الله , تنادي بها غالبية أديان العالم .
هذه الفكرة المركزية نقلت عدواها إلى المذاهب والطرق في كل دين.
ولعل ما يؤيد الفكرة التي تقول بأن الأديان من صنع البشر هي الفرق في كل دين , فقد يكون الدين واحدا ولكن فيه عشرات الطرق وكل طريق يدعي احقيته الإلهية وقدسيته وجميعها تعتمد على شيئين للبرهان على صحة معتقد الفريق , وهاذان الشيئان هما التراث المكتوب ومن ثم العقل .
طبعا فالتراث لا يعتد به كدليل لأن الدليل يجب أن يكون حياديا فننتقل إلى العقل لنرى أنه ليس بحيادي ايضا فالعقل هو مسلم مع المسلم ومسيحي مع المسيحي ويهودي مع اليهودي او كما قال شاؤول في العهد الجديد.
فالفرق ما هي دليل إلا على أن الدين الحقيقي لم يصلنا كما هو بل مر بمراحل ومراحل من التبديل والتحوير والتطوير والتشذيب فإذا كان هذا حال الفرق فما بالك بالاديان بشكل عام.
لا زلنا حتى الان بخير فكل دين من هذه الاديان يجمع مليارات او ملايين ... ولكن ما هو دينك ومن سيكون معك ومن سيكون ضدك؟
اقتباس:ولكن كيف يمكن معرفة الدين الصحيح من الدين الوضعي ؟
المنطق يقول ان الوحدانية صفة من صفات الاله الصحيح .. والتنزه عن الخلق صفة الاله .. بمعنى اصح كائن يكون جدير بأن ادين له بالطاعة .. مما يجعل فكرة الادانة بالولاء لكائن سماوى افضل من الادانة لبشر او لامر متغير ونسبى.
اقتباس:برأيي أنه هذا غير ممكن لأسباب عدة من ضمنها أن الشاهد على أي دين يكون تابعا للدين ذاته فلا يعتد مثلا بشهادة مسلم عن الإسلام ولا بشهادة مسيحي عن المسيحية فالمرء سيشهد وبلا أي مواربة لصالح دينه لأنه بكل بساطة معتنق له ومعتقد به ولن تجد شخصا سيشهد ضد دينه لأن هذا يعني طعنا شخصه ومعتقده وفكره.
لا زلنا فى نطاق الاديان التى تجمع المليارات والملايين
اقتباس:فهل تقبل الشهادة من صاحب عقيدة مخالفة لصالح لعقيدة الثانية ؟
هذه ايضا لا تصح لأن شهادته تعني تأكيده على صحة العقيدة الأخرى وبالتالي وجب عليه الإيمان بها وهذا غير وارد طبعا أن تشهد لصحة المسيحية وانت مسلم مثلا.
وهل انت امنت بما اعقله انا حتى تطالبنى بان أؤمن بما تعقله انت ... بمعنى سنطبق معا نفس المنطق الذى يطبقه المسلم مع المسيحى ، فكلانا لا يوافق على ايمان الاخر وحرية الايمان مكفولة فى المجتماعات الحرة وليس لك من الامر شئ... هل تدرك حجم مثل تلك المشاكل مع الزمن حيث ان الرؤية سيضعها الاكثر تقدما علميا والذى ليس بالضرورة ان يكون متقدما اخلاقيا.
اقتباس:ونتطرق لشيء آخر في الأديان وهو تبرير الغير مبرير وتطهير المدنس وتدنيس المطهر والسكوت عن كثير من الأشياء التي لا جواب عليها بحجة أن هذا من علم الله .
وهل يوجد فى منهج اخر غير ذلك ، بمعنى الا يحدث مع المنهج العقلى نفس الشئ من مصلحة اعلى ... ولك فى سلوك الولايات المتحدة مثلا مثال الا تلجأ بلد مثل هذا نتيجة لمنهجها الوضعى الى نفس السلوك الذى تتحدث عنه والتى سيحكمها المصلحة فيها وترى المنطق متغير باستمرار وفقا للمصلحة.
وهل كل الامور مجابة عنها فى المجتمعات اللادينية ام يقفوا ايضا اما بعض الامور لا يعرفون لها تفسيرا.
اقتباس:فإن كانت الكثير من الأمور التي انكرناها نحن اصحاب اللادين لأننا لم نجد لها جوابا أو لم نقتنع بها أو لم نعتقد بالتفسير الديني لها فهل من العدل أن نعاقب على رفضنا لأشياء لا يمكن أن يقبلها العقل أو لم يستسغها أو وجد أن التفسير الديني لها غير منطقي أو ناقص أو ساذج.
وهل ستصلك الحقائق المطلقة المجردة حتى يكون ايمانك بما تشاهده هو الايمان الصحيح ام باستمرار سيكون ايمانك منقوص.
اقتباس:فهل الإله يعاقب العقل لأنه لم يعي أو لم يقبل ما هو غير واقعي أو فوق طاقة العقل .
بالمجمل فنحن مؤمنون إن قلنا بأن الايمان هو ما صدقه القلب وكفار إن كان المعنى الكفر بعقل إنسان آخر .
ولا حقيقة لم يروج من قبل اصحاب الاديان من أن الكافر إنما كفر لأنه عبد إلها من هواه أو تكبرا على الله فهذا من الكلام السمج الذي يستخدم لتأليب العامة ضد المخالفين في الفكر والعقيدة.
فالكفر ما هو إلا مصطلح لوسم المخالفين وإنما الحقيقة أن الجميع مؤمنون ما دام الايمان يأتي بطرقين لا ثالث لهما وهما العقل والقلب.
من اين جزمت بأن الإله يعاقب العقل لأنه لم يعى إن لم يقبل ما هو غير واقعى أو فوق طاقة العقل، ألم تتدبر فى قول الله سبحانه وتعالى انه كتب على نفسه الرحمة ، ألم تقرأ أن الله قال انه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، هل أوصلك عقلك الى انه إله لاهى وهوائى ومستهتر ولا قاعدة تحكمه فى الحساب ام وصلك منها انه إله يعلم حدود العقل البشرى وبناء عليه حسابه سيختلف عن نفس الذنب مع كل فرد وليس حسابا موحدا ذو نتيجة واحدة.
اقتباس:* طرح أخير
اتتقد بأن ايجاد فقرة في القوانين لمعاقبة من يسم الآخرين بالكفر لأن هذا باب من أبواب التأليب والفتنة والدعوة للقتل علانية ولا أظن بأن انكار المحرقة بأخطر من الدعوة للقتل .
على المستوى الدينى فالمسلم او المسيحى او اليهودى ملتزم بنصوص دينه وهى التى تسم من يخالف هذا الدين بالكفر وطبعا نحن تابعين ولسنا واضعين للدين.
أما على المستوى البشرى فهل ترى مثلا فى فترة الحرب الباردة بين روسيا وامريكا كان يسمح اى الطرفان لمواطنيهم بالدعوة للفكر الآخر داخل المجتمع، لم يحدث طبعا.