من المهم القول ان اسرتنا فاقدة للركن الاساسي فيها وهي الام بعد صراع مرير مع مرض السرطان
بالنسبة للأخ الجاني فهو- كما نحن - فاقد التواصل مع الأهل
ومنذ الصغر فهو يعيش في جزيرة لوحده
وبالكاد يتكلم
يعاني من الخجل وضعف الشخصية والخوف والجبن احياناً
شديد الكتمان
يكظم غيظه ولا يفشي سره
وليس له صديق في العائلة و قلة هم اصدقاؤه خارجها
يفتقد الى التقدير واثبات الذات
تضاءلت قدرته على التحصيل حين كبر
يتكلم امام بعض معارفه اكثر مما يتكلم في البيت
هذه بعض ملامح شخصيته
>>>>>>>>>>>>>>>>>
الزميل الفاضل
قرأت مشكلتك الأسرية أكثر من مرة
كنت انتظر حتى تتضح الصورة أكثر
طبعا فهمت منذ البداية فقدان هذا المراهق أهم ركن من أركان حياته وبهذه السن وهي الأم ,,
وهذه معضلة ليست بالبسيطة ...
قد يؤدي فقد الأم بالنسبة للولد الذكر معضلة نفسية حقيقية وأكثر بكثير من الأنثى وهذه لها دراسات مستفيضة ليس هنا مجالها
منهم من يستطيع أن يتقبلها ولو بألم فظيع ومنهم من لا يقوى على قبولها ويرفضها بعقله الباطني بشدة ويظهر بتصرفاته الغريبة للآخر
حاول أن تتذكر كيف كانت نوع العلاقة بينه وبين أمه ... أجزم بأنه كان الأكثر التصاقا بها
ثم كل ما ذكرته بالأخير يؤكد بأنه فقد الأمان بفقدان الأم ..
كما أن لي شكوك بأنه هو نفسه قد تعرض لاعتداء من قبل شخص ما أنتم تجهلون كل هذا سيتضح مع حواره وعلاجه
في هذه الحالة
يبدأ الحل مع هذا المعتدي باللجوء الى اخصائية اجتماعية لتساعده على هذه المعضلة الاجتماعية
طبعا أقول كلامي هذا على اعتبار بأن في سوريا به اخصايين بعلم النفس الاجتماعي والسلوكي
هو يحتاج الى علاج مكثف وتصويب سلوك واعادة ثقة بالنفس والواضح بأنه يفتقدها بشدة
وما قام به هو ترجمة فعلية لهذا الاهتزاز بالنفس والكتمان
كما أني فهمت بأن هناك شقيقات متزوجات لماذا لم تقم واحدة منهن أو أكثر بتعويض فراغ الأم من الحب والاهتمام المعنوي لهؤلاء الاخوة ..؟؟!!
بالنسبة للمجنى عليه أرجو ألآ تعلموه بما حصل له اذا لم يكن يعلم حتى الآن
لئلا تتفاقم المشكلة وبدلا من واحد يصبح اثنان
حاولوا التقرب منه والاهتمام به وأن يبدأ الكبار بصداقته سواء الوالد أوأنت شخصيا
وأن يدور حديث الرجال فيما بينهم وتوعيته بأن هناك أمور يجب أن ينتبه منها وأن هناك من لديه سلوك غير سوي
قد يتمادى معه تصل الى أمور ترفضها النفس السوية ...ويجب أن ألا يخفي عن أحد منكم أي شيء بالمستقبل
وأن يكون حذرا جدا فيما يتعلق بأجزاء جسمه مع أيا كان مهما كان درجة قرابته بدون التلميح لشقيقه الجاني
أي أن الكلام يكون عابرا وبدون أن يشعر بأن هناك شيء يتعلق بما مر به أثناء غطه بالنوم العميق
حتى لا نزرع بذور الشك والكره بنفسه اتجاه شقيقه
أرجو أن أكون ساهمت ولو بجزء من حل هذه المعضلة الاجتماعية الأسرية