كل سنة تتقدم الصحراء 600 متر، بمعدل مترين يوميا، وفي الصحراء الكبرى وحدها ينشأ يوميا مليار حبة رمل جديدة، تحتاج الى مساحات جديدة فتجبر البشر على الهجرة والمزيد من الفقر. المشكلة حادة للغاية ويقف امامها الملايين من الذين يعيشون على حدود الصحراء في افريقيا واسيا وامريكا. ثلث اليابسة تعاني من الجفاف ويتأثر بذلك 70 % من سكان الارض.
الصورة اعلاه تصور تمدد الصحراء في موريتانيا
الطالب السويدي Magnus Larsson والذي يدرس في مدرسة انكليزية لفن العمارة اختار معالجة مشكلة التمدد الصحراوي كمادة لاطروحته تحت تأثير رؤيته لسكان المدينة النجيرية سوكوتو وهم يفككون خيمهم من اجل الهرب من وجه عواصف الرمال وتمدد الصحراء.
قبل اربعة اعوام اجتمعت ثلاثة وعشرين دولة افريقية من اجل وضع الخطط لمكافحة التصحر. الخطة الاصلية كانت تقوم على زرع مليون شجرة كجدار على طول خط التصحر الذي يمر على طول عرض القارة الافريقية. بالتأكيد كانت مبادرة تستحق التقدير، غير انها واجهت العديد من الصعوبات العملية ليس اقلها ان الناس الفقراء كانوا يقومون بتحطيب الشجر لبيعه وقودا.
صورة الحاجز الاخضر
ولكون ماغنوس يدرس فن العمارة كان يفكر بطريقة تمكنه من استخدام العمارة في حل المشكلة. كانت فكرته تقوم على نقل البناء الى جوار الاشجار الباقية عندها يمكن للناس الحياة تحت ظل الاشجار، في ذات الوقت رأى ضرورة تثبيت حركة الرمال. كانت الفكرة استخدام المواد المتاحة في المنطقة اي الرمال نفسها بدون حاجة للنقل او الشراء. من خلال تحجير الرمال يمكن بناء حائط على طول 6000 كيلومتر ليكون حزاما اخضر.
ولكن المشكلة هي كيف نجعل الرمال حجرية؟ بعد فترة من البحث والاختبارات توصل ماغنوس الى ان البكتريا Bacillus Pasteuri يمكنها ان تقوم بالمهمة بأرخص الاسعار واكثرها كفائة. يقول " إذا اضفنا بعض المواد الغذائة في الرمال تقوم البكتريا بتحويله الى حجارة خلال 24 ساعة، ويمكن عند\ذ استخدامه كمواد بناء، في حين ان المادة الغذائية رخيصة للغاية، والبكتريا نفسها تموت في نهاية العملية".
التشكيلات المعمارية بتحويل الرمال الى حجر
عمليا كانت هناك طريقتين للاختيار بينهم، اما دفن بالونات كبيرة في الرمل ثم رش رمال مخلوطة مع البكتريا على الاسطح حول البالون فنحصل على مغارات محمية مزروعة في الرمال، وهذا الامر سيستغرق اسبوعا واحد لكل هضبة رملية، والطريقة الثانية حقن البكتريا في الهضبة الرملية ثم ترك الريح لتبعد الرمال الحرة. ماغنوس اختار الطريقة الثانية لانها " اكثر شعارية وجمالية".
بحق البكتريا في التربة يمكن الحصول على تشكيلات فنية لانهاية لها تتطابق مع البيئة حولها. يؤكد ماغنوس ان الاشكال الفنية الناتجة تبعد الكآبة المعهودة في تصميمات المدن كما انها مثيرة للخيال والحياة. ومن خلال استغلال اختلاف حرارة الهواء على السطح وفي المغارة الناتجة يمكن الحصول ايضا على ماء بارد.
تشكيلات تجريبية اولية
النتائج التي قدمها ماغنوس اثارت اهتمام العديد من الجهات الفنية والبيئية، وتلاحقت عليه العروض لاقامة المحاضرات التعليمية والمشاركة بالمشروعات، عدا عن انه حصل على بضعة جوائز. يقول ماغنوس: "الجميع اعجبوا بالموضوع عدا استاذي الذي اسقطني واجبرني على قضاء سنة اخرى في تقديم موضوع تخرج آخر، وحتى الان لااعرف لماذا".
عن موقع الذاكرة