محمد جربوعة
بإعلان الرئيس الأمريكي انتهاء العمليات القتالية لجيشه في العراق بحلول نهاية شهر أغسطس الحالي، يزداد التوقع حول الإطار الذي ستدخله الصورة العراقية..
أسئلة كثيرة تنبت في حقل الاحتمالات ، أسئلة من قبيل:
ما هو مستقبل الحكومة العراقية المنهارة في حال انسحاب سندها الأمني والعسكري والسياسي الأمريكي؟
وكيف يرحل الأمريكيون هكذا دون تحقيق وعدهم في "إعمار العراق" الذي دمروه؟
وما هي الخريطة الجديدة للعلاقات البينية الاحترابية والائتلافية بين الجماعات السياسية والمسلحة في العراق؟
غير أن أخطر وأكبر سؤال يطرح نفسه هنا هو:
هل ستنتهي المقاومة بانسحاب الجيش الأمريكي من ميادين القتال والتماس؟
في رأيي فإن هذا السؤال يشكّل العمود الفقري الذي يمكن تجميع أجزاء "جسم " الصورة العراقية عليه بعد الانسحاب.
وبرأيي أيضا، فإنّ السنوات الماضية لما بعد الاحتلال قد أرست "قناعات" معينة ستستمر في التواجد، ومن ذلك أنّ الواقع استطاع في ظل الاصطفافات الماضية أن يدخل "المليشيات الطائفية" وأحزاب " العملية السياسية" وبعض " المرجعيات الشيعية" في دائرة " الاحتلال" ،كونها لعبت دور الأذرع والحاضنات لهذا الاحتلال، لذلك فهي معدودة من "العدو" ، وستعتبر المقاومة انسحاب الأمريكيين تحريرا ناقصا في ظل بقاء ظلهم ووكلائهم من بعدهم.
لهذا السبب فإنّ المقاومة ستستمر ضد "الهيكل" الذي بناه الاحتلال وأبقاه تحت حراسة وكلائه العراقيين الذين تنظر إليهم المقاومة على أنهم جزء من الاحتلال ومشروعه.
ستستمر المقاومة مستمدة شرعيتها مما ذكرت، بينما وفي غياب "العنصر الثالث" الدخيل، وهو الجيوش الغربية في العراق، سيبقى الواقع محتكما إلى "ثنائية السنة والشيعة"، وهي ثنائية طائفية ستفرض نفسها على المشهد مستقبلا باتجاه الحسم لجهة ما،أو الوصول إلى قناعات التجزيء والانفصال.
ستعمل إيران على زيادة ثقلها وقوتها في الساحة العراقية، لكنّ المسعى الإيراني لن يكون آمنا مثلما هو اليوم لأسباب هي:
- إلحاق العراق بإيران سيكون بالنسبة للإيرانيين كسرا لسمفونية "الثورة والمقاومة" التي تحاول طهران تسويقها في المنطقة، ذلك لأن العالم كله يعرف أنّ "الجماعات الشيعية في العراق" تعني "العار" التاريخي و"الخيانة" الوطنية والإسلامية..فقد كانت كل تلك الجماعات بكل مرجعياتها وبدون استثناء جزء من الاحتلال.
لذلك فإن إيران لن تستطيع تسويق صورة "عراق ثوري" بقيادة عمائم خانت العراق وأهله وتاريخه.
بانسحاب الأمريكيين سيكون على إيران أن تخرج إلى العلن في مواجهة المقاومة، وهو ما يعرضها للاستنزاف والاستهداف الذي سيكون مركزا عليها كونها ستكون "القوة الخارجية الوحيدة" التي تحتل العراق بطريقة ما، وقد تتسع مساحة الاحتراب والاستهداف لتصل إلى العمق الإيراني، وهو ما تعرف إيران أنه ليس في صالحها مع وجود مشاكلها الخارجية وقلاقلها الداخلية التي يقودها الإصلاحيون.
- بعض الدول العربية لا تتدخل في الشؤون العراقية خوفا وانصياعا للرغبة الأمريكية، لكنها بعد انسحاب الأمريكيين ستكون مدفوعة بوتيرة "الأحقاد الطائفية" تجاه إيران لدخول المعترك والإدلاء بدلائها فيه، وهنا نسجّل أنّ هذه الدول ستعمل على "شراء" ذمم سياسيين وتصنيع بعض المجموعات العسكرية ،على عادتها في زرع الفتن..
- سينسحب الكثير من السنة من العملية السياسية للانضمام إلى الصف السني الذي سيكون في مواجهة "تشييع العراق" وإلحاقه بإيران المتبقية في الساحة بعد الأمريكان.
من بين كل هذه الملامح التي تشكل أجزاء الصورة العامة، ستجد المقاومة برأيي مساحة أوسع للتحرك والظهور بقوة، بينما ستحس الطوائف التي كانت منضوية تحت لواء الاحتلال بأنها أصبحت مكشوفة الظهر وهو ما سيدفعها لإعادة تفعيل "ميليشياتها"، ولهذا فنحن مقبلون على خريف تبدأ فيه مرحلة "حاسمة" تحكمها فقط "القوة" و"لغة البارود" ..

شكرا على هذا التحليل الذي يتطابق مع وجهة نظر القاعدة والامارة الاسلامية في بلاد الرافدين.
ونقطة الضعف في هذا التحليل، صغيرة للغاية لايتجاوز قفزه فوق الشعب العراقي نفسه بجميع مكوناته.
ان القوى التي ذكرتها، وبغض النظر عن اخطائها وغاياتها واهدافها، جرى اختيارها من قبل الشعب العراقي وتعبر عن مكونات وانقسامات هذا الشعب.
ان الاحزاب الطائفية الشيعية تملك تأييد غالبية الطائفة الشيعية، وبغض النظر عن مدى نضوج هذا الخيار الا انه يبقى خيارهم، ويبقى ان غالبية الشعب العراقي شيعي، ولن يسمح على الاطلاق بوصول خيار سلفي وهابي الى السلطة، بل ان هذا التهديد يلقى ترحيبا من قبل الاحزاب الطائفية الشيعية على الخصوص لاستخدامه البعبع الذي سيجعل غالبية الشيعة تسارع على الدوام لاختيارهم.
كما ان فصائل الصحوة برهنت على ان حتى السنة لاتريد الوهابيين والسلفيين في مناطقها، وتفجيرات القاعدة لقتل عشائر الصحوة يظهر بوضوح ان الاسلاميين السلفيين لايملكون تاييدا شعبيا سلميا، كما انهم ليسوا البديل الذي تطمح اليه السنة في المدن والريف على السواء. لهذا السبب نجد ان القاعدة تقف بحزم ضد اي خيار حر وترفض المشاركة في اي حل سلمي. ان خيارها الوحيد هو استلاب المواطنة واقامة دولة الشريعة والاقصاء بقوة السلاح.

لهذا السبب بالذات يصبح مفهوما ضرورة رفض انهاء العمليات العسكرية بخروج الامريكان وضرورة اختراع مبررات لاستمرار الصراع ضد ابناء الشعب العراقي وخياراتهم وضرورة رفض الخضوع لتحكيم الشعب العراقي.
ان القاعدة ومنظمتها في العراق لم تعلن على الاطلاق ، وفي يوم من الايام انها تمثل شعب العراق، وانما الله.
وهي لاتخضع لحكم الشعب العراقي ومؤسساته وانما للكتاب والسنة حسب تصورات كهنتها وحدهم، والمستوردين في اغلبيتهم من السعودية.

بذلك فإن اعلان استمرار القتال هو اعلان الحرب على خيارات الشعب العراقي واعلان استمرار جرائم القاعدة ضد العراق بجميع طوائفه وقومياته.

وفي منطقة كردستان لاتملك القاعدة اي دعم يسمح لها بفرض خياراتها او حتى التكلم عن مستقبل المنطقة، وعبى الرغم من جعجعة " دولة امارة الرافدين" التي تتلقى الضربات المتتالية من جميع اطياف الشعب العراقي ألا انها لازالت تعتقد ان جرائم التفجير والقتل تمنحها الحق في إدعاء الوجود الذي له وزن، في حين ان ممارساتها لاتزيد عن ابتزاز الاكثرية ونشر الكذب والهراء. مثل هذه الاوهام المشبعة بالحقد والكراهية والنرجسية ليس لها اي مستقبل في العراق، بل اضرت حتى بالحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) وهو الحزب السني الوحيد. ان الانتخابات اسقطت هذا الحزب من مواقعه بعد ان كان قد استولى على الرمادي مستغلا الابتزاز الوهابي نفسه وتحريمه للمشاركة بالانتخابات.

ان " مجاهدي بن لادن" لايمثلون الشعب العراقي ولن يكونوا خيار ابدا او رمزا للتحرير. انهم رمز الاخضاع والحقد والعجرفة والوصاية والابتزاز، ولازالت نوادرهم في الاذهان طرية

(08-03-2010, 02:51 PM)طريف سردست كتب:  شكرا على هذا التحليل الذي يتطابق مع وجهة نظر القاعدة والامارة الاسلامية في بلاد الرافدين.
ونقطة الضعف في هذا التحليل، صغيرة للغاية لايتجاوز قفزه فوق الشعب العراقي نفسه بجميع مكوناته.
ان القوى التي ذكرتها، وبغض النظر عن اخطائها وغاياتها واهدافها، جرى اختيارها من قبل الشعب العراقي وتعبر عن مكونات وانقسامات هذا الشعب.
ان الاحزاب الطائفية الشيعية تملك تأييد غالبية الطائفة الشيعية، وبغض النظر عن مدى نضوج هذا الخيار الا انه يبقى خيارهم، ويبقى ان غالبية الشعب العراقي شيعي، ولن يسمح على الاطلاق بوصول خيار سلفي وهابي الى السلطة، بل ان هذا التهديد يلقى ترحيبا من قبل الاحزاب الطائفية الشيعية على الخصوص لاستخدامه البعبع الذي سيجعل غالبية الشيعة تسارع على الدوام لاختيارهم.
كما ان فصائل الصحوة برهنت على ان حتى السنة لاتريد الوهابيين والسلفيين في مناطقها، وتفجيرات القاعدة لقتل عشائر الصحوة يظهر بوضوح ان الاسلاميين السلفيين لايملكون تاييدا شعبيا سلميا، كما انهم ليسوا البديل الذي تطمح اليه السنة في المدن والريف على السواء. لهذا السبب نجد ان القاعدة تقف بحزم ضد اي خيار حر وترفض المشاركة في اي حل سلمي. ان خيارها الوحيد هو استلاب المواطنة واقامة دولة الشريعة والاقصاء بقوة السلاح.

لهذا السبب بالذات يصبح مفهوما ضرورة رفض انهاء العمليات العسكرية بخروج الامريكان وضرورة اختراع مبررات لاستمرار الصراع ضد ابناء الشعب العراقي وخياراتهم وضرورة رفض الخضوع لتحكيم الشعب العراقي.
ان القاعدة ومنظمتها في العراق لم تعلن على الاطلاق ، وفي يوم من الايام انها تمثل شعب العراق، وانما الله.
وهي لاتخضع لحكم الشعب العراقي ومؤسساته وانما للكتاب والسنة حسب تصورات كهنتها وحدهم، والمستوردين في اغلبيتهم من السعودية.

بذلك فإن اعلان استمرار القتال هو اعلان الحرب على خيارات الشعب العراقي واعلان استمرار جرائم القاعدة ضد العراق بجميع طوائفه وقومياته.

وفي منطقة كردستان لاتملك القاعدة اي دعم يسمح لها بفرض خياراتها او حتى التكلم عن مستقبل المنطقة، وعبى الرغم من جعجعة " دولة امارة الرافدين" التي تتلقى الضربات المتتالية من جميع اطياف الشعب العراقي ألا انها لازالت تعتقد ان جرائم التفجير والقتل تمنحها الحق في إدعاء الوجود الذي له وزن، في حين ان ممارساتها لاتزيد عن ابتزاز الاكثرية ونشر الكذب والهراء. مثل هذه الاوهام المشبعة بالحقد والكراهية والنرجسية ليس لها اي مستقبل في العراق، بل اضرت حتى بالحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) وهو الحزب السني الوحيد. ان الانتخابات اسقطت هذا الحزب من مواقعه بعد ان كان قد استولى على الرمادي مستغلا الابتزاز الوهابي نفسه وتحريمه للمشاركة بالانتخابات.

ان " مجاهدي بن لادن" لايمثلون الشعب العراقي ولن يكونوا خيار ابدا او رمزا للتحرير. انهم رمز الاخضاع والحقد والعجرفة والوصاية والابتزاز، ولازالت نوادرهم في الاذهان طرية

طريف
كفيت و وفيت

هذا رابط وضعه الوهابيون للتشفى بالشيعة , و هو عبارة عن ضابط امريكى يبهدل و يمسح بالارض مجموعة من الشرطة العراقية و يبدو من حديثه انهم شيعة و هو يعيرهم بالجبن و الضعف.
و لكن لى ملاحظة و هو رد احد افراد الشرطة على الضابط الامريكى الذى سارع فى اخراسه لانه يعلم بوجود تصوير, مما يوضح تامر الامريكيين على الشرطة و الجيش العراقى و اهتمامهم بحماية الارهابيين و الدفاع عن تواجدهم و هذا يطعن بالوهابيين و الصداميين من حيث لا يشعرون.
اما بالنسبة لبهدلته و شتمه لهم فانهم لم يفهموا كلامه لان المترجم لم يكن يترجم شتائم الضابط الامريكى كما ان القوة الامريكية مسلحة و اقوى من المجموعة العراقية .
بس ارجو التركيز على رد الشرطى العراقى الذى اخرسه الضابط الامريكى و منعه من الكلام .
http://www.youtube.com/watch?v=DYqBsBmGHjw&feature=related

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار