من وحى رسالة عمرو :

مصر تربة غبراء : وشجرة خضراء: طولها شهر وعرضها عشر: يخط وسطها نهر ميمون الغدوات : مبارك الروحات : يجري بالزيادة والنقصان : كجري الشمس والقمر : له اوان تظهر به عيون الأرض وينابيعها : حتى إذا أصلح أعجاجه : وتعظمت امواجه لم يكن وصول اهل القرى الى بعض الا في خفاف القوارب : وصغار المراكب فإذا تكاملة زيادته نكص على عقبيه كأول مابدأ في شدته : وطما في حيدته : فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون اوديته وروابيها فيذرون الحب ويرجون الثمار من الرب : حتى إذا اشرق وأشرف : سقاه من فوقه الندى : وغذاه من تحته الثرى : فعند ذلك يدر حلابه ويغني ذبابه فبينما هي يأمير المؤمنين : درة بيضاء : إذ هي عنبرة سوداء فإذا هي زبرجدة خضراء فتبارك الله الفعال لما يشاء

------------------------

القاهرة شوارع غبراء ، ومبانى صفراء ، طولها يوم وعرضها يوم ، يخط وسطها حكومة مباركة العطايا ، كثيرة الخدم والحشم ، يجرون هنا وهناك ، وبها تليفزيون يمدهم بالتسالى والقصص ، وبها مباريات الكورة الحاشدة ، والحفلات الغنائية الصادحة ، يصل الناس لمكاتبهم فى العربات الخاصة والعامة محتشدين صباحاً وظهراً للخروج والرجوع من بيوتهم ، فإذا تكامل الشهر جروا مرتباتهم ، وجلسوا على مراتبهم ، يبذرون الحب ، ويرجون الأطفال من الرب
حتى على الجوع أشرفت إذا الخزينة أفلست سقتها الديون من أعلى والمعونات والتحويلات من أسفل ، حتى إذا أتى أوانها فإذا هى قاعاً صفصفا بعد ما كانت مزرعة خضراء فإذا هى كالحة سوداء فتبارك الله الفعال لما يشاء

---------------------------------

صورة أخرة للرسالة

إعلم يا أمير المؤمنين أن مصر قريةُ غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضُها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخط وسطها نيلُ مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجرى فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر، له أوان يدر حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها، حتى إذا اضلخمّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، خاصة على جانبيه فلم يمكن التخلص من القرى بعضها الى بعض الا في صغار المراكب، وضفاف القوارب ، وزوارق كأنهن في المخايل ورقّ الأصائل فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه كأول ما بدأ في جريته، وطما في درته، فعند ذلك يخرج أهل ملّة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون بطن الأرض، ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب، لغيرهم ما سعوا من كدّهم، فناله منهم بغير جدّهم فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذّاه من تحته الثرى.
فبينما مصر ياامير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء الذي يصلح هذه البلاد وينميها ويقرّ قاطنيها فيها ألا يُقبل قول خسيسها في رئيسها، وألا يستأدى خراج ثمرة إلا في أوانها، وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وترعها، فإذا تقرّر الحال مع العمال في هذه الأحوال ، تضاعف ارتفاع المال، والله تعالى يوفق في المبدأ والمآل .

وصف مصر أعلاه هو وصف مصر الطبيعية التى لا يعرفها أولاد المدارس ، قد يمروا بالمزارع مر الكرام لكنهم ليسوا جزء من المجتمع الطينى ، وليسوا جزء من مصر الطبيعية لأنه يصف سكانها أنهم محقورين يرجون الثمر من الرب ويكدون لغيرهم ، وأولاد المدارس هم أولاد الغزاة يرجون الثمر من الحاكم ولا يكدوا أبداً

فمصر الطبيعية موصوفة أنها لؤلؤة بيضاء وعنبرة سوداء وزمردة خضراء وديباجة رقشاء
لكن مصر أولاد المدارس هى : كتب مدرسية ، وشهادات علمية ، ووظائف كتابية ، ومكافآت مالية لمدى الفترة الحياتية

جميلة يا قطقط

رحم الله عمرو بن العاص

(08-18-2010, 01:57 AM)علي هلال كتب:   جميلة يا قطقط

رحم الله عمرو بن العاص

شكراً ياأخ على

ربنا يرحمنا جميعاً .. بس فيه قاعدتين : طوبى للرحماء لأنهم يرحمون - والحكم بلا رحمة لمن لم يفعل الرحمة

سلام

لا قولي يا اخ مصطفى

صحيح طوبي للرحماء المخلصون من الاضطهاد وقمع الحريات والاجبار الديني .

نعم الحكم بلا رحمة لمن لم يفعل الرحمة فنساوي الشر بالشر

وطوبى لمن رحموا عروس النيل من الوثنية.

آسف يا مأطأط
كلامك كتير
بس انا بحب القاهرة الكبرى كلها
ربنا اعطاكو النيل
حافظو عليه
أخاف يصير زي الفرات ودجلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!