تفاصيل عملية تدمير المفاعل النووي السوري المزعوم واغتيال العميد محمد سليمان في كتاب عن الموساد
16.08.2010
البروفيسور ميخائيل بار زوهر هو أكبر أدباء التجسس في اسرائيل. فما زال منذ نحو 50 عاما يكتب أبحاثا عن عمليات الاستخبارات الاسرائيلية، ولا سيما عن الموساد. كتب من جملة ما كتب عن العلاقات العسكرية السرية لاسرائيل بفرنسا، وعن عمليات الانتقام من كبار الفلسطينيين في السبعينات،وكتب السيرة الذاتية لإيسر هرئيل. وكتابه الاخير "الموساد – العمليات الكبرى" (كتبه بالاشتراك مع نسيم مشعل) يتناول ايضا عددا من العمليات التي كانت تشغل عناوين الصحف الرئيسية في السنين الاخيرة كعملية اغتيال المبحوح وهفواتها ، وتدمير ما يسمى بـ "المفاعل النووي السوري" وارتباط ذلك بعملية اغتيال العميد في الجيش السوري اليد اليمنى للرئيس بشار الأسد محمد سليمان ،وقبله اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية.
ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية مقتطفات من الكتاب الذي يكشف تفاصيل حديثة العهد، طالما نفتها إسرائيل، عن تلك العملية التي اكتنفها الغموض. وألقى الكتاب الضوء مجدداً على حيثيات "العملية المعقّدة"، حين قام عناصر من وحدة "شلداغ" النخبوية الإسرائيلية بالوصول إلى "الهدف المعقد"، وأشاروا إليه بواسطة أشعة الليزر لتُلقي من بعدها الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز "إف 15" القنابل والصواريخ على الموقع. تفاصيل بدأت من هنا، وانتهت بالكشف عن عملية اغتيال العميد السوري محمد سليمان في بيته في طرطوس، من دون الإشارة إلى هوية منفذي العملية.
البداية من لندن والنهاية في دير الزور
وبحسب الرواية التي يتضمنها أحد فصول الكتاب ، الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" أمس، بدأت العملية في العاصمة البريطانية لندن نهاية تموز عام 2007. أحد النزلاء في أحد الفنادق الفخمة في المدينة خرج من غرفته عند المساء، نزل بواسطة المصعد الكهربائي وغادر الفندق إلى سيارة كانت بانتظاره خارجاً. وأشار الكتاب إلى أنَّ الحديث كان عن موظف سوري رفيع المستوى، وصل إلى لندن من دمشق، وسارع إلى اجراء لقاء في مركز المدينة. وقال الكتاب إنه في اللحظة التي خرج فيها الرجل من غرفته، قام رجلان عن كرسيَّيهما الواقعين في إحدى الزوايا الجانبية في بهو الفندق، ودخلا إلى المصعد الكهربائي. وصل الاثنان إلى غرفة الضيف الذي غادر تواً وفتحا باب الغرفة بمفاتيح مزيّفة. رصدا الغرفة ووجدا على طاولة المكتب حاسوباً نقّالاً (كومبيوتر) . ركَّب الاثنان على الحاسوب برنامج تجسس يدعى "حصان طروادة". هذا البرنامج يمثّل باباً خلفية للحاسوب. من خلال تلك الباب، كان من الممكن تعقب الحاسوب عن بعد ونسخ كل المواد المحفوظة فيه. خلال دقائق، وبعد ذلك ترك الاثنان الغرفة.
من خلال الحاسوب، وصلت إلى الموساد الإسرائيلي مواد استخبارية كُشف من خلالها، للمرة الأولى، عما يدعى أنه البرنامج النووي السوري. تضمنت المعلومات برنامج بناء المنشأة النووية في منطقة دير الزور، إضافة إلى مراسلات مع مسؤولين في كوريا الشمالية ،وتضمنت أيضاً صوراً ظهر فيها المفاعل مغطى بالاسمنت. وجاء أيضاً في الكتاب ما يلي: "ظهر رجلان من خلال الصور: كان واحد منهما آسيويا، تبين أنه من مسؤولي البرنامج النووي في كوريا الشمالية ، والثاني كان عربياً، تبين في ما بعد أنه إبراهيم عثمان، رئيس لجنة الطاقة النووية في سوريا".
المعطيات المذكورة أُضيفت إلى معطيات أخرى جُمعت بين عام 2006 وعام 2007 بواسطة جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، التي تفيد بحسب الإسرائيليين بأن السوريين باشروا العمل على بناء المفاعل النووي في إحدى صحاري دير الزور شمال شرق سوريا في منطقة قريبة من الحدود السورية التركية وتبعد مسافة 160 كيلومترا عن الحدود السورية العراقية. ورأى الكتاب أن إحدى المعلومات المفاجئة كانت أن المفاعل بُنيَ بتمويل إيراني وبمساعدة خبراء من كوريا الشمالية.
عرض الكتاب ، من وجهة نظر إسرائيلية بالطبع ، العلاقة التي قامت بين سورية وكوريا الشمالية والتي بدأت منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وقبل اندلاع حرب الخليج الأولى، حين وقع الطرفان، كما يذكر الكتاب ، اتفاقاً للتعاون التكنولوجي والعسكري، وأنه في عام 1991 وصلت أول دفعة صواريخ من كوريا الشمالية إلى سورية. ويكشف الكتاب أن وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه، موشيه أرنس، رفض قيام إسرائيل بعملية عسكرية لمنع وصول الصواريخ إلى أيدي السوريين. ويدعي الكتاب أن الرئيس السوري بشار الأسد التقى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ إيل أثناء جنازة والده، وبدأ الحديث عن بناء المفاعل النووي.
وفي عام 2002 عقدت الجلسة الأولى بين مندوبين إيرانيين وسوريين وكوريين شماليين ، تقرّر فيها أن يمول الإيرانيون المشروع بمبلغ ملياري دولار، على ما يزعم الكتاب، الذي يقر بأنه، على مدار خمس سنوات، لم يعرف الإسرائيليون ولا الأمريكيون أن السوريين يبنون سرا مفاعلا نوويا ،على الرغم من وجود إشارات كثيرة.
وجاء في الكتاب أنه فجأة، وقع تغييرٌ دراماتيكي جعل إسرائيل والولايات المتحدة تضربان اخماسا باسداس: في السابع من شباط عام 2007، وصل الجنرال الإيراني علي رضا أصغري من طهران إلى دمشق، حيث كان من قادة حرس الثورة الإيراني ونائباً لوزير الدفاع. تأخّر أصغري في العاصمة السورية إلى حين تأكد من أن عائلته في طريقها إلى خارج إيران، حيث استمر من بعدها بسفره إلى تركيا. وقال الكتاب إنه في إسطنبول اختفت آثاره.
بعد شهر تبين أن أصغري فر إلى الغرب من خلال عملية مدبرة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإسرائيل. وحُقق معه في معسكر أمريكي في أوروبا. ويدعي الكتاب أن أصغري كشف لمضيفيه واحدا من الأسرار الخفية لطهران ودمشق، إضافة إلى كشفه عن العلاقة الثلاثية بين سورية وكوريا الشمالية وإيران. وبحسب الكتاب، فإن أصغري كشف أيضاً عن أن إيران تدفع وتمول إقامة هذا المفاعل النووي، وأنه سلم تفاصيل إضافية عن وضعية المفاعل والمسؤولين الإيرانيين الذين يساعدون ويقدمون استشارات.
المعلومات التي أدلى بها أصغري أدخلت الدولة العبرية إلى حالة التأهب القصوى. وقد خصص جهاز الموساد الإسرائيلي طاقات للتحقق من المعلومات التي نقلها أصغري. عندها، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إيهود أولمرت برؤساء الأذرع الأمنية الإسرائيلية ضمن جلسة خاصة، وكان الاتفاق بينهم على أنه يجب العمل للعثور على إثباتات واضحة ذات أساس على وجود المفاعل.
وجاء في الكتاب أنه كان واضحا للجميع أن إسرائيل لا يمكنها التسليم بتحول سورية، العدو اللدود، إلى قوة نووية.
خلال شهور قليلة، استطاع رؤساء الأجهزة الأمنية أن يضعوا على طاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي مادة تدين سورية. وادعى الكتاب أن الإسرائيليين حققوا نجاحاً آخر حين استطاعوا تجنيد أحد العاملين في المفاعل بـ"طرق ملتوية"، حيث زودهم بصور كثيرة، وشرائط مصورة من داخل المبنى الذي بدا متكاملا.
من جانبها إسرائيل عملت على تزويد الأمريكيين وإبلاغهم بكل ما بحوزتها من مواد استطاعت جمعها عن بناء " المفاعل النووي السوري" . وتضمنت المواد صورا التقطت من أقمار اصطناعية، وتسجيلات بنتيجة عمليات تنصت على مكالمات جرت بين كوريا الشمالية ودمشق. وجاء في الكتاب: "بعد ضغط إسرائيلي، فعَلت الولايات المتحدة أقمار التجسس التابعة لها، وبسرعة، تراكمت مواد تضمنت صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية الأمريكية المتطورة ومواد عُثر عليها بوسائل إلكترونية بينت أن السوريين يواصلون بناء المفاعل بوتيرة سريعة".
في حزيران عام 2007، سافر رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إلى الولايات المتحدة حاملا كل المواد التي جمعتها إسرائيل. في نهاية لقاء مطول مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، أعلمه أولمرت بأنّه قرر ضرب المفاعل السوري. ترددت واشنطن في البداية. وبحسب مصادر أمريكية مطلعة، فإن البيت الأبيض قرر التالي: الولايات المتحدة تفضّل عدم الهجوم. وقال الكتاب إن وزيرة الخارجية الأمريكية في حينه كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع روبرت غيتس اقترحا على الإسرائيليين مواجهة سوريا بالأدلة، وعدم الإقدام على مهاجمتها. في المقابل، أيد بوش مبدئيا العملية العسكرية، لكنه طلب تأجيلها إلى حين اجراء فحص إضافي.
ويكشف الكتاب أنه خلال عام 2007، أجرت إسرائيل جولات جوية على المنطقة بواسطة القمر الاصطناعي "أوفك ـ 7" و"تلقت صوراً عن العمل في المفاعل". شخصت الصور بواسطة خبراء أمريكيين وإسرائيليين، حيث قرروا أن "سورية تبني مفاعلا نوويا على طراز المفاعل النووي في كوريا الشمالية "يونغ بيون". وتوصل الخبراء إلى أن المفاعلين متطابقان.
في المقابل، زودت احدى وحدات التجسس الإسرائيلية قيادتها بمضمون مكالمات بين علماء سوريين وعلماء كوريين شماليين . نقل الإسرائيليون المواد المصورة إلى الأمريكيين، إلا أن الامريكيين أرادوا أدلة اضافية قاطعة تشير إلى أن المبنى المذكور يستعمل فعلا كمفاعل نووي، وأن موادا نووية موجودة في المكان. وقال الكتاب إن إسرائيل قررت أن تزود الامريكيين أيضاً بهذه المعلومات.
وجاء في الكتاب ما يلي: في آب عام 2007، وجد الإثبات الحقيقي الذي لم يترك مجالاً للشك في أن السوريين يبنون مفاعلا نوويا في دير الزور. الإثبات أحضره أفراد سرية تابعة لهيئة الأركان العسكرية الاسرائيلية "الوحدة النخبوية سييرت متكال"، الذين خرجوا في إحدى ليالي آب، في مروحيتين عسكريتين إلى منطقة دير الزور، وبواسطة أجهزة خاصة ، أخذوا عدداً من عيّنات الأرض وتربتها التي كانت فيها مواد مشعة. كان ذلك الإثبات أن في المكان موادا نووية، أُعدت فقط لهدف واحد. المواد نقلت إلى رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي ستيف هادلي الذي رد بذهول، ودعا خيرة الاختصاصيين من أجل استخلاص العبر وإبلاغ الرئيس الأمريكي في الجلسة الصباحية. بعد فحص الاختصاصيين، اقتنع هادلي بأن الموضوع جدي. وهو أيضا تحدث مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد، وفي أعقاب ذلك، استنتج أن المفاعل يمثل تهديدا ملموسا. واقتنعت الولايات المتحدة بأنه يجب تدمير المفاعل. الأمريكيون منحوا ملفهم عن دير الزور اسم "البستان".
وبحسب الصحيفة البريطانية، "صنداي تايمز"، اجتمع رئيس الوزراء أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى جانب رؤساء الأجهزة الأمنية وقرروا بعد جلسة طويلة تدمير المفاعل السوري. وأبلغ أولمرت رئيس المعارضة في حينه بنيامين نتانياهو بتفاصيل الخطة الهجومية. وأضافت الصحيفة، في حينه، في الرابع من أيلول، دخل إلى دير الزور مقاتلو وحدة شلداغ للإشارة إلى الأهداف بواسطة أشعة ليزر.
حدد موعد الهجوم في الخامس من أيلول 2007. عند الساعة 23:00، خرجت عشر طائرات من القاعدة العسكرية الإسرائيلية راموت دافيد باتجاه البحر المتوسط. وبعد 30 دقيقة من الإقلاع تلقت ثلاث طائرات من العشر أمرا بالعودة إلى القاعدة. الطائرات السبع الباقية واصلت سيرها وتلقت أوامر بالاتجاه نحو الحدود السورية التركية. ومن هناك دخلت إلى اتجاه المفاعل النووي. وقال الكتاب ، إنهم، في الطريق إلى هناك، دمرت (الطائرات) جهاز رادار لتشويش القدرة السورية على التقاط اختراق الطائرات الإسرائيلية.
بعد دقائق قليلة، وصلت الطائرات إلى دير الزور حيث أطلقت على المفاعل، بحسب الكتاب نفسه، صواريخ من طراز ماوريك جو ــ أرض، وقنابل تزن الواحدة منها نصف طن أصابت الهدف بدقة، ودُمر المفاعل خلال دقائق.
وقال الكتاب إن الإسرائيليين خافوا من رد سوري، فاتصل أولمرت برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقال له أن يبلغ السوريين: إن وجهة إسرائيل ليست للحرب.
اغتيال محمد سليمان
الرواية، التي يسردها الكتاب الجديد قالت إن صدى الطلقات الأخيرة لقصف المفاعل السوري تردد بعد 11 شهرا وفي 2 آب من عام 2008، عندما اغتيل العميد محمد سليمان خلال إجازة استجمام في مدينة طرطوس السورية الساحلية. وعرض الكتاب العلاقات المتينة بين سليمان وعائلة الأسد، مدعياً أن سليمان كان المساعد الأول للرئيس الأسد، وهو من كان مسؤولاً عن إقامة المفاعل وحراسته. وجاء في الكتاب أنه في داخل النظام سموه الرجل الظل للأسد. وزعم الكتاب أن سليمان كان حلقة الوصل بين القيادة السورية وكل من إيران وحزب الله.
وعن عملية الاغتيال، جاء في الكتاب الإسرائيلي أنه كان في ضيافة سليمان في منزله الصيفي في شاطئ طرطوس، عدد من الأشخاص الذين كانوا يسهرون معه ويجلسون حول المائدة في شرفة المنزل في تلك الليلة. ولم يشر الكتاب إلى هوية غطاسين قناصين اسرائيليين اثنين.
وقال الكتاب، مشدداً على عدم الكشف عن هويتهما، إن الاثنين وصلا من مكان بعيد، من طريق البحر، على متن سفينة أنزلتهما على بعد كيلومترين من بيت سليمان. من هناك، واصلا السير تحت الماء إلى حين اقتربا من البيت. كان الاثنان قناصين محترفين، صاحبي خبرة وهدوء أعصاب نادر ، كما يقول الكتاب. وأضاف: "شاهدا سليمان يجلس على كرسي وسط الطاولة ومن حوله الأصدقاء". وبعد التأكد من وجوده عند المائدة، خرجا إلى الشاطئ وأطلقا النار على رأسه من مسافة 150 مترا وكانت الضربة قاتلة.
اغتيال المبحوح نصر ام سقطة
ويقول ميخائيل بار زوهر، ألم يخفت بريق الموساد على أثر ما تبين انه كشف عن عملاء الموساد الذين ضبطوا بالصور في اغتيال محمود المبحوح، واعتقال الشخص المسمى اوري برودسكي في بولندا.
يبدو اعتقال برودسكي في الحقيقة اخفاقا اسرائيليا كلاسيكيا، وهو الأمر الذي يتكرر في أخطاء الموساد واخفاقاته. فهو( الموساد) من جهة يعتبر من انجح اجهزة المخابرات في العالم، مع تمتعه بانجازات وقدرات غير عادية،ولكن من جهة ثانية لدى هذا الجهاز ثقة بالذات مفرطة. ولهذا يرسل الموساد احيانا أناسا ليسوا خبراء بالشكل المطلوب، ويتكلون في عملهم على فشل الطرف الآخر في الامساك بهم، ففي قضية خالد مشعل( محاولة قتله) ايضا أعطوا المنفذين جوازات سفر كندية وعندما اعتقلوا سألت الشرطة الاردنية القنصل الكندي، واحتاج الأمر الى خمس دقائق لتبين انهم ليسوا كنديين.
ويستطرد الكاتب مستغرباً بالقول: "ألا يبدو خطأ مجرد الكشف عن وجوه العملاء وجوازات سفرهم في عملية الاغتيال في دبي؟
توجد بطبيعة الأمر فرضية أنهم ضبطوا متلبسين، لكن توجد فرضية معاكسة أيضا تقول أنهم كانوا يعلمون أن دبي مليئة بكاميرات التصوير والرصد ، بل تقول الاشاعة إن الاسرائيليين شاركوا في تركيب هذه الاجهزة، ولهذا استقر الرأي على اغراق دبي بالعملاء على اختلاف انواعهم. واذا اخذت الافلام، فسترى أنهم دخلوا وخرجوا، وكان 90 في المائة من هذا الدخول والخروج بلا غاية. قد يكون القصد من ذلك التشويش على عدسات التصوير. ومن الحقائق أنهم لم ينجحوا في تصوير دخول الغرفة التي نزلها المبحوح.
لكن الأزمة الدبلوماسية التي سببها استعمال جوازات سفر دول صديقة كانت حقيقية.... يضيف الكاتب ويقول "
عندما يعمل الموساد في دولة اوروبية يمكن العمل ايضا بجواز سفر مزيف، وليس من الفظيع جدا أن تضبط. لكنك اذا ضبطت في دولة عربية مع جواز سفر مزيف فستكون في حرج كبير . واذا أتوا بشكل شرعي وبجواز سفر غير مزيف فان ذلك يكون حماية لهم. لا يمكن تحمل مخاطرة كهذه في دولة معادية".
في الشهر المقبل سيدخل مئير دغان (رئيس الموساد) سنته التاسعة في رئاسة الموساد،وهناك من يقولون انه قد حان وقت استبداله بآخر. لكن مؤلف الكتاب يقول : لا أؤيد استبداله الان اذا لم يوجد مرشح أفضل منه يستطيع ايجاد علاج للمشكلة النووية الايرانية ، فهو في الشأن الايراني، ينجح نجاحا منقطع النظير، فقد نجح في تأخير اتمام المشروع النووي الايراني عدة سنين. من الواضح أنه يجب تبديل مسؤول هذا الجهاز كل بضعة سنين. لكن السؤال أهذا هو الوقت المناسب لفعل هذا في اللحظة التي يشغلنا فيها موضوع عميق كهذا. يوجد لنا رئيس موساد يلائم ما يجب ان يكون عليه الموساد في هذه اللحظة.
ويختم الكاتب بالقول أن كتابة الكتب والانباء الصحفية عن الموساد تعتمد على وسائل الاعلام الاجنبية كثيرا ، وهنا يظهر المثال الواضح في عملية اغتيال عماد مغنية. فقبل العملية تعرض جهاز الموساد لانتقاد واسع ، وكتب الالصحفيون انه كيف يمكن لشارون واولمرت أن يتعاملا معه بهذه الطريقة الايجابية؟ وفجأة ذات يوم، بعد اغتيال مغنية، كتبت عناوين عن هذه العملية الناجحة بالنسبة لاسرائيل كما يقول الكتاب.
http://arabic.rt.com/news_all_analytics/52774