للقبح الها..حاربوه..أقتلوه..!
هناك دائما حربا شبه سرمدية بين القبح و الجمال, لكن الغلبة للجمال دوما..
صباحا, و دون رحمة, هبطت طائرتين تابعة للخطوط الايرانية. أعلن حينها أن احدى الطائرتين تقل "حريم" نجاد, وهؤلاء لم نرهن و لم نسمع عنهن شيء و كأنهن وصلن لبنان لوئدهن. و ظهر من أعلى سلم الطائرة الثانية رئيس جمهرية اسلامية يقال أنها في ايران..
للوهلة تجزم أن من ظهر منها يعاني حالة أو مرض عصبي مزمن, فقد عجز هذا الرجل القصير أن يؤدي تحية بيده لمستقبليه فهو تارة يرفع كفه نحو خده و تارة فوق عينه دون ملامسة أحدهما, و كأنه بحاجة الى من يوصلها الى حيث يريد..
ثم هبط الأرض, و باشر في السلام على مستقبليه, و في منتصف الصف الذي أعد للقائه, توقف عند رجل و أخذ يقبله و يحضنه بشدة حتى ظننت أنه قد قذف منيه على الرجل, ثم سرعان أن أنبرى خلفه في حركة راقصة لغوريلات أفريقيا الوسطى, و بنفس الطريقة شرع في التحية لهم دون قدرة على تحديد كفه و هو يبتسم ابتسامة شحيحة لتختفي عيناه دون علمه, و دون قدرة منه أن يفتحها ليرى فيصطدم بمعاونيه..
ثم ظهر لنا نفس الغوريلا, من وسط سيارة تمشي الهوينة, ليرفع يديه محيا للجماهير "الغفورة" التي تقف على الصفين مهنئة لوصوله. و بعد ساعتين وصل قصر بعبدا ليلتقيه الحريري و ميشيل. و أجلسوه على كرسي, فجلس و هو يحاول أن يضم رقدميه بشكل طبيعي, لكنه فشل. فمنظر قدميه التي تلتقي من مقدمنها و تنفرج كلما اتجهنا خلفا, و حركة كفيه و الرعشة القوية التي تهيمن على ملامح وجهه, يؤكد لأي طبيب قبل تخرجه أنه يعاني من التهاب حاد في أطرافه العصبية..
ما حدث بعد ذلك, هو ما يؤكد أن القبح ينجب الغوغائية. فنجاد الذي أتى لبنان ليس له هدفا الا تأييد و تضخيم حزب الله, اي أنه يرفع سبابته باتجاه الحريري ليتنازل عن دعواه التي أينعت و حان صدور قرارها الظني الذي سينسف وجود الحزب الى الأبد.
قبل أيام عدة تمخض نصو الله بخطاب يذكر فيه عدد المباني التي دمرها الجيش الاسرائيلي. و ذكر لنا رقما محيفا لا يتحمله عاقل, قال أن هناك أكثر من 113 ألف مسكن بحاجة الى ترميم, و 34 ألف مبنى قد أختفوا من الأرض. و قال أيضا أننا وصلنا الى 60% من اعادة اعمارهم. بالاضافة الى عشرات الآلاف من الوحدات الغير سكنية قد دمرت تماما..
أما نجاد فقد تقدمل للانتخابات الأخيرة 23 مليون ايراني انتخبه خمسة ملايين فقط, أي أنه كل ما حصل عليه نجاد لا يزيد عن 12%, مما اضطر الايرانيين الأحرار الى الخروج الى الشارع و مناهضة تنصيبه مرة أخرى..
هؤلاء, الشريرين الفاشلين, هما من يتصدرا القبح, و كل من صفق لهما, مثلهم تماما. هم قبح و جمهورهم لا يقل قبحا عنهما. الشريرين الفاشلين قتلا و سفكا دماء الأبرياء, و باقي الأبرياء يحيونهما بشدة. ترى لو كان أحد من صقث لهما, سألهم كيف سنلغي اسرائيل من على وجه الأرض, و أرضنا لا زالت مهدمة متناثرة, في حرب دفاعبة (هم قالوا دفاعية)..
من يقف خلف هذا القبح؟ أمريكا أم اسرائيل؟ من يعني؟
حسام راغب..
|