{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .....
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .....
يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .


. بقلم: حسان محمد محمود
2332

هل هو حسان المعري ما غيرو
مقالات واراء

14
شارك

قرأت ذات مرةٍ لحسن م. يوسف تحليلاً عن علاقة الاحتقار المتبادل بينه وبين المال، فالمال يأبى تجمعاً لديه، وهو إن توفر؛ سارع إلى التفريط به، احتقاراً له، ورضوخاً لسطوة الغلاء، ويبدو أن بعض العلمانيين العرب مصرون على تكريس علاقة الاحتقار المتبادل بينهم وبين مجتمعاتهم، فهم كلما تجمع لهم ـ بعد لأيٍ وجهدٍ ـ جزءٌ يسيرٌ من الاحترام هرولوا إلى إهداره بمواقفهم وطروحاتهم.


في الآونة الأخيرة، ارتفعت عقيرة البعض دفاعاً عن "حقوق" المثليين، وأشد ما أثار حفيظتي و انتباهي وصف أحدهم لهذا السجال بأنه (..." بحدّ ذاته دليل عافية، رغم سقم بعض الآراء، و دليلُ عافيةٍ أيضا رؤيةُ أنّ المثليين العرب بدؤوا يدركون وجودهم، ويستعدون للمواجهة من أجل حقوقهم. وثمّة عدد كبير من الكتّاب والصحفيّين والمدوّنين والكتاب في المواقع الإلكترونية الذين باتوا يولون هذا الشأن اهتماما أكبر. ولا بأس في أن تختلف الآراء، ولكن البأس - كلّ البأس - في أن يأخذ البعض مواقف إقصائيّة لا تتّفق وقيمَ الديمقراطية التي يتغنّى بها صباح مساء.." انتهى الاقتباس ـ المحرر.).


أجل أيها الموقرون! نحن أنجزنا مهامنا التاريخية الملحة، ولم يبق أمام عزيمتنا وبصيرتنا إلا "حقوق المثليين"، كي نناقشها ونتخذ مواقف بشأنها، ونطالب برلماناتنا بسن التشريعات الضامنة لها.
فالديمقراطية أمست نهجاً مكرساً في ممارساتنا وثقافتنا، وميزاننا التجاري راجحٌ لصالحنا بسبب زيادة صادراتنا على وارداتنا، وأية صادرات؟ !
وها هي قوافل المهاجرين من أوربا وكندا و الأمريكيتين و أستراليا تجتاح شوارعنا وجامعاتنا الراقية، وتأخذ منا فرص العمل، إما هرباً من ظروف الحياة القاسية في تلك البلدان و القارات، أو التماساً لعلمٍ عز عليهم هناك...في تلك البلدان المتخلفة.


حتى جرائم "الشرف" انعدمت لدينا، وأضحى القتل على الشبهة ـ كالوأد ـ عادةً جاهليةً، وأطلال ذلك الإرث السحيق درست، وما علينا إلا بعض المسائل البروتوكولية، من قبيل سن قانونٍ يلزم أصحاب العقارات التي تناثرت فيها قبور المقتولات "شرفاً" بأن يخصصوا وجائب لتلك القبور، لتصير حدائق تزرع بالورود المستوردة من دولةٍ متخلفةٍ اسمها هولندا، فتبقى تلك المزارات شاهداً على جاهليتنا المنقرضة.


وها هي منظماتنا و اتحاداتنا العربية تمارس دوراً ريادياً عالمياً، ولم يعد ينقصها إلا أن ينضم لها "اتحاد المثليين العرب" كي تكون جميع شرائح المجتمع وفعالياته منظمةً و مالكةً أطرها التي تدافع عن "حقوقها" عبر خوض "مواجهتها"، و ها هي بشائر ذلك بدأت تلوح في أفقنا الوضاء حسب ما يبشرنا به كاتب النص المقتبس أعلاه، إذ يقول: "...المثليين العرب بدؤوا يدركون وجودهم، ويستعدون للمواجهة من أجل حقوقهم..." فيا للبشارة!! واطمئني يا شعوب، وقروا عيناً يا مثقفين، واهنأوا بالاً يا عقلانيين فالمواجهة قادمة.
ذات مقالةٍ لي، شبهت سخف بعض الطروحات بمطالبة طفلةٍ لوالدها بأن يشتري لها "البوظة" في غمرة حزنه على أبيه الميت للتو، و انشغاله بحمل نعشه إلى مثواه الأخير؛ فإلى متى يبقى بعض العلمانيون العرب مصرون على طلب "البوظة" فيما جماهير مجتمعاتهم تشيع كل يومٍ جزءاً من أرضها وكرامتها وكبريائها وأبسط مقومات عيشها الكريم؟ إلى متى؟
ألا تعلنون أنكم مع إعمال العقل وضد التطرف؟


إذن، هل تسمحون لعقلي ـ البسيط ـ أن يناقش معكم "حقوق المثليين"؟


ما انفك خاطري المتعاطف مع المظلومين أينما كانوا وحيثما عانوا يبحث عن الوظيفة الاجتماعية المفيدة للشذوذ، كي أنضم إلى المطالبين لممارسيه بـ "حق تقرير المصير"، وما برح عقلي تساؤلٌ عن امتلاكهم هويةً ثقافيةً وحضاريةً مميزةً تمكننا من النظر إليهم بوصفهم فئةً اجتماعية تسهم في سير البشرية نحو تحقيق آدميتها، وما فتئ ضميري يحثني على البحث لهم عن وصفٍ علميٍّ غير وصف الشذوذ و المرض و الإدمان، فما وجدت ضالة خاطري وعقلي وضميري.
وما لفت نظري في معظم المقالات التي تناولت هذا الموضوع في الآونة الأخيرة؛ أن جميع المدافعين عن "حقوق المثليين" يبنون دفاعهم على اعتبار الشذوذ طبيعياً، و جزءاً من الحرية الشخصية، مصنفين الرافضين لهذا المنطق بأنهم إقصائيون لفئةٍ اجتماعيةٍ، قامعون لطموحاتها، محقرون لآدميتها، وفي هذا أقول لهؤلاء:


أجل، هم بشرٌ ولهم حقوقٌ، لكنهم شاذون، فما من أحدٍ حرمهم حق العمل و الانتخاب ...إلخ و الغريب أن بعضكم ومن قبيل "أخذنا بالعبطة" و بدعوى ظلم المجتمع لهم يطالب بنزع صفة الشذوذ عنهم، مكرسين مصطلحاً وصفياً (المثليين) لطمس وتغييب المصطلح العلمي (الشذوذ) في محاولةٍ دوغمائية لنسف علمية مفهوم الشذوذ المستخدم في التعبير عن هذه العلاقات الجنسية (المثلية).
متناسين عمداً ثنائية قدرة مصطلح (الشذوذ) العلميّة و الوصفيّة في آنٍ معاً في تشخيص هذه الظاهرة، وهي علميةٌ لا تحتاج عناء الإثبات، اللهم إلا من باب المناكفة و المكابرة التي تميز أي حوارٍ مع عقلٍ دوغمائي نزاعٍ للتطرف و التعميم إنما بنسخةٍ علمانيةٍ هذه المرة.


وفق هذا المنطق، يكون المحوري و الجوهري و العلمي هو ممارسة الجنس، بغض النظر عن جنس الشريك، فتكون هذه الممارسة موصوفةً بأنها (مثلية) أو (غير مثلية) لا أكثر و لا أقل، و لا يعدو كون الشريك من ذات الجنس إلا حريةً شخصيةً للفرد لا يحكمها أي مفهومٍ علميٍّ، و لا فرق ـ حسب هذا المنطق ـ بين الجراح و المجرم طالما يستخدم كلاهما المشرط في "عمله" لأن المحوري و الجوهري و العلمي هو سيلان الدم لا غايات و وسائل وهوية مسيل الدم وخصائصه.
أما اعتبار المجتمع لهذا الوصف بأنه شتيمةٌ فشأنٌ آخر، وربما يشاطرنا معظم القراء الرأي في ضرورة أن يرأف الناس بحال هؤلاء المريضين، لكن ثمة فرقٌ بين الرأفة بمرضهم وبين الاعتراف به وشرعنته، ما يعني أن حقهم الوحيد الذي ينبغي أن "نناضل" من أجله هو إيجاد السبل و الإمكانات المادية و البشرية الهادفة إلى علاجهم، لإعادة تكييفهم وأقلمتهم ليس مع المجتمع (الظالم) فحسب، بل مع مقتضيات الحياة الجنسية الطبيعية، لا أن نعمم (فلسفتهم) من خلال المطالبة بحقوقهم في علنية وشرعية نمطهم... الشاذ.


لهذا، ينبغي أن لا تتعدى مطالبتنا بحقوقهم هذا الإطار، وساحة "المواجهة" بين المثليين وسواهم ميدانها هو مغالبة الظروف الذاتية و الموضوعية التي تجنح بهم إلى هذا الدرك، فالشاذون هم الإقصائيون، هم الذين نأوا بأنفسهم عنا ـ قسراً أو اختياراً ـ و هم الذين تختلف رسالتهم عن رسالتنا.


وما الرسالة؟
الرسالة هي ما يميز البشر بوصفهم نوعاً، و أفراداً، و جميع رسالاتنا مهما اختلفت تشترك بجذرٍ واحدٍ، هو خدمة الحياة، فأن تعمل؛ فلأن عملك يسهل أو يوفر حياتك وحياة الآخرين، و أن تمارس الجنس؛ فلكي تستمر الحياة إنجاباً وحفظاً للنوع أو تكاملاً فردياً روحياً و جسدياً مع الجنس الآخر لاستمرارك الفردي، أما أن تقتصر الرسالة على إفراز السوائل؛ فتلك ليست ميزةً جديرةً بالمطالبة بحقوقها، فحتى الحيوان لا يفعلها إلا مع شريكه الطبيعي.


ألا تعتقدون معي ـ سادتي العلمانيين العرب ـ أن مواجهاتنا أعلى شأناً وأرسخ عمقاً و أوسع نطاقاً من مواجهاتٍ تكرس حالة الاحتقار المتبادل التي تحكم علاقة العلمانيين بشعوبهم؟
لا أعرف، لكنني أشك بتماسك نسقٍ ثقافيٍّ يرى في القمع و الاحتلال و الجوع شذوذاتٍ عن فطرة الإنسان وآدميته و لا يرى في المثلية الجنسية شذوذاً، وأحسب أن شعار "يا لوطيي وسحاقيات العرب...اتحدوا" ليس مناسباً للمرحلة، ليس مناسباً إطلاقاً سادتي العلمانيين، وأظنه يرسخ حالة الاحتقار المتبادل بينكم وبين شعوبكم، تماماً كما هي علاقة الاحتقار المتبادل بين المال ومعظم الفقراء في هذا العالم العربي الشا.....سع.
دمنا ودمتم أسوياء قدر ما تسمح لنا الظروف.
11-09-2010, 07:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
هاله غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
مشاركة: #2
RE: يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .....
اقتباس:أن مواجهاتنا أعلى شأناً وأرسخ عمقاً و أوسع نطاقاً من مواجهاتٍ تكرس حالة الاحتقار المتبادل التي تحكم علاقة العلمانيين بشعوبهم؟

آل يعني الرجل "المتدين" محروق دمه على الشعوب بينما "العلمانيين" الذين يلتقون رغم تنوع مشاربهم عند العلم و حقوق الانسان يحتقرون الشعوب!!!!!!!

طيب ليدلنا سماحته على تكريم الشعوب و حفظها في نن العين حين يطالب جماعته بدولة دينية اقصائية من يحكم بغير كتاب الله فيها بيلتعن دين أهله بينما يعيش بين ظهرانينا أقليات من كل لون و طيف؟؟ أين كرامة و انسانية و حق مواطنة هؤلاء؟

هل قال العلمانيون يوما بالتكفير و بيت الطاعة و اهل الذمة و دفع الجزية ووووووووووووووووووووووووو؟

حقا ... لا تنه عن خلق و تأتي بما هو أنكى منه!

و الشاذون جنسيا أو المثليون نحتكم فيهم الى العلم و ليس الى الخرافة و الشعوذة. فهناك الشذوذ الناتج عن خلل هرموني و هناك الشذوذ الناتج من كبت خير أمة و انكارها غريزة لا يختلف على وجودها واحد و نصف. و بدلا من التهجم عليهم ينادي العلماني بالاحتكام الى الطب و علم النفس و الاجتماع لمعالجتها و الحد من ظهورها و في الحالات المستعصية نعم لهم حقوقهم فحالتهم التي لا يد لهم فيها لا تبرر اقصاءهم و جلدهم و قطع أطرافهم من خلاف ... و لو حقت تلك العقوبات فلنعاقب اذن كل ذي عاهة و كل مختلف.

نعم مجتمعات تعاني غياب الديمقراطية و التنمية و وووووووووووو و لكن هذا لا يعني أن نترك كل من يعاني يعاني الى ان يتم انجاز و تحقيق الدولة الحديثة. أما استراتيجية "الصبر مفتاح الفرج" فليبقوها لهم.

اقتباس:ذات مقالةٍ لي، شبهت سخف بعض الطروحات بمطالبة طفلةٍ لوالدها بأن يشتري لها "البوظة" في غمرة حزنه على أبيه الميت للتو، و انشغاله بحمل نعشه إلى مثواه الأخير؛ فإلى متى يبقى بعض العلمانيون العرب مصرون على طلب "البوظة" فيما جماهير مجتمعاتهم تشيع كل يومٍ جزءاً من أرضها وكرامتها وكبريائها وأبسط مقومات عيشها الكريم؟ إلى متى؟

مو على مود الجماعة هالكين نفسهم بالدعوة الى قبول الآخر و توحيد الشعوب و الترفع عن الاختلافات الثانوية من أجل انجاز التحرر الوطني و الطبقي و جاء العلمانيون فقاطعوا مسيرة نضالاتهم و عملهم على جسر الهوة مع العالم الحديث حين اثاروا مشكلة المثليين!

ايييييييييييييه .. بلا مضيعة مزيد من الوقت على ناس تحاول "التسلق" على جثة أشقائها -العلمانيين- في المعاناة .. ان في ذلك لآيات لأولي الألباب و البتوع (بما اننا في الساحة الجنسية يعني).
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-09-2010, 08:03 PM بواسطة هاله.)
11-09-2010, 07:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .....
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=124070


هالة الشباب ما قصرو فيه وأكل نصيبه من الردود


242424
11-10-2010, 01:33 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
الرد على: يا لوطيي و سحاقيات العرب...اتحدوا ! .....
بين مؤخرتها و مقدمة ابن خلدون ... بقلم : حسان محمد محمود

مقالات واراء
شارك

تصر أحلام مستغانمي، كاتبة رواية "ذاكرة الجسد" التي تحولت إلى مسلسلٍ متخمٍ بالأخطاء النحوية في لفظ الممثلين لحواراته، على أن يبقى الجسد صهوتها في التعبير عن الهوة السحيقة التي يقبع فيها علماؤنا ومفكرونا، وهي لم تكتف باستخدام إشارات الجسد في عنوان مقالتها "خسرنا العلماء وربحنا السيليكون" إنما أعقبت ذلك باستطرادٍ استنكاريٍّ يضج بتعبيراتٍ جسديةٍ، فتقول:

" ما عادت المأساة في كون مؤخرة روبي تعني العرب وتشغلهم أكثر من مُقدّمة ابن خلدون، بل في كون اللحم الرخيص المعروض للفرجة على الفضائيات، أيّ قطعة فيه من "السيليكون" أغلى من أي عقل من العقول العربية المهددة اليوم بالإبادة.".

سكين أحلام توغل نكأً في الجرح حد ملامسة النصلِ العظمَ، و طعنتها الموفقة تنطوي على سؤالٍ ضمنيٍّ يطال حيثيات وجودنا برمته، واحتمالات بقائنا بشراً، إن بقينا رازحين تحت نير اختلالٍ فجائعيٍّ بين عقلنا وغريزتنا.

ربما تختلف إجاباتنا على سؤال أحلام ـ التهمة ـ باختلاف منابتنا الفكرية، و قد تتباين الأهمية النسبية التي يعطيها كلٌّ منا للعوامل التي أفضت إلى هذه الحالة التبجيلية "السيليكونية"، لكن ما أحسب أننا متفقون عليه واقعٌ فجٌّ مفاده: أن هول ما نحياه ليس مستجداً، أو مستحدثاً، إنما يضرب جذوره عميقاً في تراثنا، ولدينا تقاليد في قتل المميزين و تهميشهم، وإطفاء جذوة فكرهم.



في مقالةٍ له؛ يعرض الدكتور خير الدين عبد الرحمن(*) بعض ملامح الخزي في إرثنا، وهي مقالةٌ أظن أن من أكبر فضائلها عدم اكتفائها بتحليل هذه الظاهرة وبيان أسبابها (استبداد الحكام و مصالح فقهاء السلطان وجهل العامة...إلخ)، فقد شكلت ما يمكن اعتباره "بروشور" أو نشرةً تعين السائح الراغب بالاطلاع على أوابد السادية المتوحشة التي مورست بحق مفكرينا وعلمائنا، وهي نشرةٌ مترعةٌ بأسماء "أبطال" مأساةٍ نستطيع دون أن تنالنا شبهة التطرف و الغلو وصفها بالمجزرة، فهلموا نتجول في بعض أرجاء مجزرتنا، و نرى غيضاً من فصولها، كما أوردها الدكتور خير الدين:

ـ حرق المعتضد بن عباد كتب ابن حزمٍ الأندلسي في إشبيلية، وطارده، حتى استقر منفياً في قريةٍ نائيةٍ مات فيها كمداً وغيظاً.

ـ أقدم الخليفة العباسي المنصور على إحراق ابن المقفع حتى الموت في نيران تنور.

ـ نكل المأمون بسهلٍ بن هارون (شيخ الإمام أحمد بن حنبل) و بالعديد من مريديه.

ـ أقدم هشام بن عبد الملك على قتل العالم الكبير غيلان الدمشقي.

ـ ابن رشد هاجر منبوذاً من الأندلس إلى المغرب، وهناك اتهم بالتجديف و الكفر، وأحرقت كتبه.

ـ هرب ابن طفيل وعبد الحق بن سبعين من الأندلس هرباً من بطش فقهاء أصحاب النفوذ.

ـ حكم على الحلاج بالإعدام، وجلد ألف جلدةٍ ثم قطعت أطرافه وهو يقول "الله ..الله..في دمي" وأحرق وهو مصلوب. (شايفين الفنون!!).

ـ ابن حنبل ضرب حتى شارف على الموت.

ـ الفيلسوف شهاب الدين حبش الملقب (بالسهروردي) اتهم بالزندقة و الإلحاد، فحبسه صلاح الدين الأيوبي في قلعة حلب، ومات فيها مخنوقاً بعد أن تسلل من خنقه إلى سجنه.

ـ ابن الأثير رفض العلاج و الشفاء من شلله، وقال " فكرت في حالي و أنا مشلول معتزل الناس، فوجدت أنني كنت في هذه السنوات الثلاث أحسن حالاً في عزلتي، لذلك قررت أن لا أستكمل العلاج، حتى لا أعود إلى ما كان يصيبني من مخالطة الناس".

ـ هرب سعيد الحمار من الأندلس إلى صقلية لأنه ألف كتاباً في الموسيقا، فلاحقه المتزمتون بسكاكينهم ومطارقهم واتهموه بالإلحاد، لأن الموسيقا برأيهم "بوق من أبواق الشيطان".

ـ الفيلسوف ابن مسرة تعرضت سمعته للحرق المتعمد بعد أن أصدر قاضي القضاة في قرطبة فتوى ضده، وكان حبل المشنقة ينتظره، وجلده مهدد بالحرق، وسمعته أصبحت مصلوبةً على أبواب الأفواه قبل أبواب المدينة.

ـ عالم الهندسة الكبير عبد الرحمن الملقب بإقليدس الإسباني اضطر إلى الهجرة من قرطبة خوفاً من سلخه.

ـ ابن تيمية أمضى آخر أيام عمره في سجن القلعة في دمشق يكتب على الجدران بالفحم بعد حرمانه من الورق و القلم.

ـ أبو حنيفة مات مسموماً.

ـ سعيد بن جبير نحر بأمر الحجاج.

ـ المؤرخ الطبري اتهم بالزندقة، ونبذ، حتى اضطر ابن جريرٍ إلى دفنه سراً في الليل.

ـ ابن المقري التلمساني حرق في سجنه، بسبب كتابه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب).

ـ تم إحراق كتاب (إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي ومطاردة أنصاره في المغرب بأمرٍ من علي بن يوسف بن تاشفين.

ـ قام ابن العريف بقتل (المالقي) تلميذ الغزالي و صديقه (أبي الحكيم بن برجان الأشبيلي).

ـ أبو حيانٍ التوحيدي حرق كتبه، لخشيته من تلاعب الجهال بها، ولأنه لم ينل شيئاً من العطاء أو التقدير.

ـ الفقيه داودٍ الطائي ألقى بكتبه في البحر.

ـ الزاهد يوسف بن أسباط دفن كتبه في كهفٍ وسد مدخله عليها.

ـ أبو سليمان الداراني أحرق كتبه في تنورٍ وقال لها: "و الله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك".

ـ سفيان الثوري مزق كتبه، و نثر مزقها في الريح وهو يقول: " ليت يدي قطعت من ههنا و لم أكتب حرفاً".

ـ أبو سعيد السيرافي أوصى ابنه أن يحرق كتبه.

وينهي الدكتور خير الدين استعراضه بعض فصول المجزرة متسائلاً:

"أليس عاراً تتجدد وطأته أن ينتهي فاتح الأندلس وقبرص وسواهما، موسى ابن نصير، متسولاً لعدة سنواتٍ في شوارع دمشق وأسواقها بعد سنواتٍ أخرى أمضاها في السجن، لأن بعضهم أوغر صدر الوليد بين عبد الملك عليه، إلى أن تدخل عمر بن عبد العزيز و يزيد بن المهلب لدى الخليفة اللاحق ليرأف بحال موسى الذي كان الهرم و السقم قد بلغا به مبلغاً مهلكاً، ناهيك عن آلام الإحساس المرير بالغدر و الظلم وندرة الوفاء؟".



لعل الصمت، و التفكير العميق ـ إن امتلكنا القدرة عليه ـ هما ما يليق بعد قراءة بعض ملامح (ذاكرة جسد) ثقافتنا، إذ سيبدو باهتاً ومتكلفاً أي كلامٍ في حضرة الدم و الحبر المزهوقين و اللحم و القرطاس المحروقين، لكنني، ومن باب تعميق الشعور بالمرارة، ومؤازرة نصل أحلام مستغانمي للتوغل أكثر في الجرح؛ لا أجد بداً من التعقيب التالي:

قد تغمر السعادة زوجتي إن قرأت هذه المقالة، مطمئنةً إلى شغفي بمقدمة ابن خلدون وإعراضي عن الاهتمام بمؤخرات "السيليكون"، لكن... لكن لا أعرف ماذا سيحل بسعادتها إن تذكرت أن حلقات هذه المجزرة لم تنته كحلقات مسلسل ذاكرة الجسد، لأن "المنتجين" المتربحين مصرون على الاستمرار فيه، أجزاءً تتلو أجزاءً.. فعبد الرحمن الكواكبي نفي وقتل وصودرت مخطوطاته، و نصر حامد أبو زيد اتهم بالردة وحاولوا تطليقه من زوجته عنوةً، والعجوز نجيب محفوظ طعن وسط حيٍّ من أحياء القاهرة..و..و.... وها هو اتحاد الجامعات العربية (التي لم تحظ أيٌّ منها بأية مرتبةٍ ضمن أفضل خمسمئة جامعةٍ في العالم) يتأهب لإصدار دليلٍ يتضمن أعداد العقول العربية المهاجرة وأسماء أصحابها، فيما يبدو حرصاً منه على تحديث بيانات "بروشور" المجزرة الذي عرضنا آنفاً بعض محتوياته.(**)

لذلك، يا زوجتي! لا تسعدي كثيراً، فاحتمالات تحولك إلى أرملةٍ قائمةٌ، و بالرغم من أنني لست عالماً أو مفكراً إلا أن شرط إسناد دورٍ لي في مسلسل "الإقصاء الكلي لأسبابٍ جزئيةٍ" متوافرٌ، فأنا أكره الـ "السيليكون" كرهاً لا أعرف أية دروبٍ يوردني .. لذا، لملمي ابتسامتك المطمئنة، و أحجمي يا مشروع أرملة!... فالمجزرة مستمرة.



هوامش:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) د.خير الدين عبد الرحمن ـ قتل المبدعين، مادياً ومعنوياً، عندنا وعندهم ـ مجلة المعرفة السورية ـ إصدار وزارة الثقافة ـ العدد 558 ـ آذار 2010 ـ ص 277ـ293. (بتصرف).

(**)انظر سيريانيوز على الرابط:
11-17-2010, 03:10 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  القدس...:أسيرات يشكين من سجانات سحاقيات بسام الخوري 1 2,089 05-26-2005, 06:54 PM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS