كيري: واشنطن متشوّقة لمحاورة دمشق
دمشق ــ سعاد مكرم
المفوّضة الأوروبية فالدنر في دمشق أول من أمس (لؤي بشارة ـــ أ ف ب).
في إشارة جديدة إلى توسّع حلقة الانفتاح الأوروبي على دمشق، ثمّنت مفوّضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بينيتا فيريرو فالدنر، موقف سوريا حيال أزمات المنطقة في لبنان والعراق وفلسطين والصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
وقالت فالدنر، قبل لقائها الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، أمس، «لقد شهدنا موقفاً بنّاءً من جانب سوريا حيال لبنان والعراق والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة». ونوّهت بإقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق، معبّرة عن أملها بتحقيق «السلام الشامل في الشرق الأوسط الذي يمثّل المسار السوري جزءاً مهماً منه».
وقالت فالدنر، التي تُعدّ أوّل مفوّضة أوروبيّة تزور سوريا، «أنا سعيدة بأن أرى السلطات السورية تعلن استعدادها لمواصلة المباحثات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة ما إن يتم تأليفها».
وخلال زيارتها السورية، التي دامت يومين، التقت فالدنر نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، عبد الله الدردري، في اجتماع خُصِّص لدراسة التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي، بهدف التحضير للتوقيع النهائي على اتفاقية الشراكة الثنائية. مناسبة انتهزتها فالدنر لتكشف عن أن اتفاق الشراكة سيوقّع خلال 2009، بعد التوقيع عليه بالأحرف الأولى في 2008.
بدوره، رأى الدردري أن التوقيع النهائي على الاتفاقية، يساعد على «تعزيز فرص التعاون، وخصوصاً أن التطورات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية الحاصلة في سوريا، تُعدّ أساساً متيناً لإنجاز هذه الاتفاقية». وجدّد رغبة حكومته في إقامة «أفضل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي».
ويتزامن الانفتاح الأوروبي الذي كرّسته زيارة فالدنر إلى العاصمة السورية، مع انفتاح أميركي «حذر»، ستجسّده مجموعة من زيارات وفود أميركية تمثّل الكونغرس، وكل ذلك بالتوازي مع انفراج في العلاقات السورية ـــــ السعودية.
وسيكون رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، المرشّح الأسبق للرئاسة الأميركية، جون كيري، أبرز زوّار عاصمة الأمويين، التي ستستقبله السبت من ضمن زيارة شرق أوسطية ستكون الأولى لهذا المسؤول الأميركي الديموقراطي.
ومن القاهرة، حيث التقى القيادة المصرية أول من أمس، تحدّى كيري القيادة السورية لإظهار جديتها في تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. تحدٍّ بدا «ناعماً» أو «محبّباً»، إذ أرفقه الرجل بالكشف عن أنّ إدارة بلاده «متشوّقة» للتحاور مع دمشق التي سبق لرئيسها أن كشف النقاب عن بدء الحوار مع إدارة الرئيس أوباما قبل نحو أسبوعين.
والزيارة الشرق أوسطية هي الأولى لكيري، الذي بدا متأثّراً بالنهج الجديد لأوباما، بدليل تغيير لهجته،
وهو المعروف بتصريحاته السابقة التي كانت تتهم سوريا وإيران بتمويل العنف في لبنان والعراق وفلسطين.
عدد الثلاثاء ١٧ شباط ٢٠٠٩
http://www.al-akhbar.com/ar/node/118945