جميعنا كان يتابع لحظة بلحظة التصاعد ككرة الثلج بتونس الخضراء
كان هناك تخبط وتكهن بكل وكالات ألأنباء عن مصير لص تونس
وسرت اشاعة بفرنسا بان لص تونس متوجها الى اللجوء الى فرنسا باعتبار بأنها الراعية الأولى لهذا النظام
وبما ان له منزلا في باريس ...
قيل أنه هرب ب 4 مروحيات استقلها مع أقرب المقربين له الى مالطا حيث استقل طائرته وغابت الطائرة بالأجواء السماوية ...
وفجأة حينما اقتربت الطائرة من الأجواء الفرنسية سرت اشاعة كبيرة بين الجالية التونسية
بأنه سيحط الرحال بفرنسا
ودارت الرسائل الهاتفية والفيس بوك بالتوجه الفوري الى مطار شارل ديجول
وكذلك ظهرت اشاعة أخرى بتوجهه الى مطار ليون أو مطار نيس
المهم زحفت الجماهير التونسية بسياراتهم وموتسكلاتهم مع عصيهم وقبضاتهم
لمطاردة لص تونس
وعلم ساركوزي من الأجهزة الأمنية بهذا التحرك الثائر والذي هو امتدادا لما حصل بتونس
فسارع برفض استقباله ...لأنها بكل بساطة ستشتعل ثورة أخرى على أرض فرنسا
وربما تتوسع وتنضم اليها الشباب الجزائري والمغربي ...وهات يا ساركو خلصنا ...
وهدأ الشباب والشابات التونسية رغم استمرارهم بالتواجد قرب المطارات الفرنسية
المشهد المضحك أن قناة العربية كانت تعلن علنا بأن بنعلي متوجها الى قطر ...
وقطر تسجل على التتر الذي يظهر بشاشة الجزيرة بأنه متوجها الى دولة خليجية ...
وظهرت قطر بأنها أذكى من أن تستقبل لص مطارد من شعبه ...
واستقبلته الرياض ......
استمعت الى قائد طائرة للخطوط التونسية بأنه كان بصدد الاقلاع من تونس مع ركابه الا أن اعلم بالانتظار
بعض الوقت لأن هناك تعليمات بوصول 5 شخصيات من عائلة بنعلي ...
ورفض الكابتن طيار نقلهم وغادر الطائرة حتى لا يساهم بغضب الثورة الشعبية
هذا ما سمعته منه أمس على احدى المحطات
وتم القبض على هؤلاء الخمسة ولا يعرف ما حل بهم ....
الثورة الخمينية انتصرت بالكاسيت حيث أشرطته هي التي الهبت الشعب الايراني وكانت الكاسيتات هي سيدة عصر الاتصالات بالسبعينات
أما ثورة تونس فان الهاتف النقال ورسائله والنت والفيس بوك هي الأسلحة التي استعملت للتواصل
والتنسيق مع الغضب الثوري التونسي
لا تنسوا
مفجر الثورة الشعبية التونسية محمد بوعزيزي
تحية تقدير واجلال الى أرواح كل من سقطت نقطة دم على أرض تونس الخضراء
محمد بوعزيزي شاب تونسي مجاز ويحمل شهادة جامعية عليا اضطرته البطالة إلى العمل في مجال التجارة المتجولة (بيع الخضر والغلال ) على بسطة شعبية، و قد اتصل به عون تراتيب و أعلمه بعدم قانونية نشاطه و أراد حجز البضاعة التي كانت لديه و لما مانع محمد اعتدى عليه عون التراتيب بالضرب .... محمد توجه إلى مبنى الولاية ( الحكومة المحلية ) لتقديم شكوى لكن المسئولين في الولاية رفضوا قبول الشكوى وطردوه من المبنى الولاية وفي لحظة تأثر قصوى أضرم محمد الذي يعيل اشقاء له واسرة كبيرة النار في جسده وقد فارق الحياة متاثرا بحروقه البليغة .... ليفجر اول ثورة عربية من نوعها ويعيد الى الانسان العربي احترامه في عيون الاخرين