الكاتب: موفق مطر
اذا لم يحسم قادة حماس امرهم ويقرروا الآن فيما اذا كانت حماس حركة تحرر فلسطينية كما قال رئيس سياستها خالد مشعل أو جماعة مسلحة في التكتلات الدينية لخارطة العالم التي رسمها الدكتور محمود الزهار في حديثه بغزة ل18 ليبيا في قافلة القدس 5 فانهم سيتحملون مسؤولية ترويع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والانسانية بنذور شؤم الحروب المسماة: ( صراعات دينية ) ومساهماتهم في صنع اسلحتها واطلاق شراراتها، فخطورة منطق الدكتور الزهار انه يصادق على منطق كبير حاخامات التطرف والعنصرية باسرائيل عوفاديا يوسيف ومفهومهم لصراعنا مع الاحتلال والاستيطان، فكلاهما يسعيان الى نفي حركة التحرر الوطنية للشعب الفلسطيني، ونسف مقومات شخصيته الوطنية المستقلة واقتلاع جذوره القومية والانسانية .
فالدكتور الزهار لم يفاجئنا، لأنا كنا نعلم جيدا أن المشروع الوطني الفلسطيني والعربي القومي الديمقراطي التقدمي الانساني هو الهدف الأول وألخير لجماعته المسلحة وتيار اخوانه المسلمين، فنحن حذرنا وبالخط ألأحمر العريض من انتهازيتهم، وكشفنا كيفية استغلالهم دماء أبنائنا واستخدام القضية الفلسطينية والانسان الفلسطيني وألأرض الفلسطينية كوسيلة لانجاز مخطط الاستيلاء على مستقبلنا وقطع الطريق على انساننا ومنعه من استكمال بناء وعيه وادراك ذاته ومقومات ماضيه وحاضره ومستقبله وصولا الى محطة حريته واستقلاله، فالسيطرة على الانسان حسب عقليتهم لاتتم الا بتعزيز منظومة استعباده التي ابتدعها رجال منحوا انفسهم شهادات وكالة من رب السماء وألأرض،
قطع الدكتور الزهار الشكوك حول أهداف جماعته و" اخوانه " فكشف بوضوح ساطع وحاد انضمام قيادات التخريف في حماس الى جمعية الحاخامات المخرفين بالصراع الديني فهو قد قال :" العقيدة التي تحملها حماس تشكل خطراً على كل المشاريع الأخرى.. أن العالم أصبح في القرن الواحد والعشرين مقسماً حسب الفكر والأيديولوجية وأن العالم في الفترة الحالية، مقسم لخمس كتل على أساس ديني".!!.
لأي كتلة سينضم الفلسطينييون المسيحيون، وكذلك الفلسطينييون المسلمون، والفلسطينييون السامريون، هل يظن أن أهل بيت لحم ورام الله والقدس وغزة ونابلس وحيفا والناصرة وجنين وغيرها سينقسمون الى خمس كتل يحاربون بعضهم بعضا، هل تراه يعتقد أنهم سيتخلون عن انتمائهم لوطنهم وأرضهم فلسطين وهويتهم وثقافتهم، ، سؤال لابد أن يجيبنا عليه رسام خارطة العالم الجديدة !! أم تراه يعتقد بأن اقتلاع جذورالانسان من ارضه وهويته وثقافته مثل اقتلاع ضرس منخور او مسمار لحم في خنصر قدم ؟! حقا انها أضغاث احلام واساطير ألأولين !!. يبدو أن اقتلاع قطاع غزة وخطفه من جسد الوطن بالسهولة التي حصلت رغم الضحايا قد اغرى الجماعة لتسويق الانقسام على اسس دينية .
اصدق الدكتور الزهار باعتباره متعصبا للجماعة، ولأنه لا يتقن فنون التمويه والمراوغة كرئيس سياسة حماس خالد مشعل، فهو لايخفي أن مشروع حماس خطر على الكيانية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني اولا، ولا ينفي اصرار حماس على تزييف القضية وتحويلها من صراع على الحقوق الانسانية والأرض ومن اجل نيل الحرية الى " صراعات سلطوية " رسم معالمها رجال دين دجالون اغتنموا فرصة غياب الوعي الديني عند عامة الناس لينصبوا انفسهم اوصياء على حياة سلالة آدم وحواء وان كنت اعتقد أن استكبار ابليس سبيلهم للسيطرة والبغي والبقاء، فلولا المفاهيم العنصرية والتمييزية التي يبثها هؤلاء لكان الانسان بألف خير، فهؤلاء يحرضون ابن آدم على سفك دماء اخيه ابن آدم بسيف الرب، فالحاخامات يبررون قتلنا وقتل أبنائنا ويبيحون فعل اي شيء ضد كل " الأغيار" باسم الرب وحجتهم أنهم شعب الله المختار، وحماس تقتل اليهود والفلسطينيين على حد سواء بمبرر انها قدر الله على الأرض فهل من جريمة ضد الانسانية افظع من ادعاء القتل باسم الله ؟!
قسم الشيخ الدكتور الزهار قائد حماس بقطاع غزة العالم الى كتل دينية خمسة، وكأن العالم كعكة يقسمها كما يشاء، فهو يتحدث عما ليس موجودا وعما مالا يمكن أن يصير في الدنيا أبدا، فالخداع والتحريف مصدر ارتزاق مستخدمي الدين، فأحمدي نجاد رئيس " الجمهورية الايرانية الاسلامية " حاول اقناع الايرانيين المساكين فيما لم تقع عينا مشاهد واحد في العالم عليه اذ قال للحشود : بأن المتظاهرين في تونس قد رفعوا شعارات اسلامية وطالبوا بحكم اسلامي في تونس !!.
ليس مهما التقاء المستكبرين التمييزين تحت سقف واحد ليدبروا جريمة افناء وعي الانسان وتهرئة عقله وارادته ن وتعمية بصيرته، اذ يكفيهم التقاء النوايا، فهؤلاء مستعدون لدفع العالم الى الهلاك . بقصد اثبات خرافاتهم التي الفوها ونسبوها زورا وبهتانا الى الله .
مشروعنا وطني تحرري، خارج نظريات القسمة والتكتلات، قضيتنا حقيقة مادية ملموسة كان ضحاياها ملايين اللاجئين مازالوا مهجرين، ممنوعون من العودة الى بيوتهم، سقط منا مئات آلاف الضحايا والجرحى، فارض الشعب الفلسطيني احتلت واغتصبت بقوة السلاح، وهناك آلاف ألأسرى المناضلين في الزنازين، هذه وقائع وحقائق مئة عام من الصراع، وما مشروع نضالنا الا لنستعيد حقنا، ارضنا، حريتنا، حياتنا ومستقبلنا والسلام الذي نأمل ونطمح على ربوعها، أما الذين يسعون لدفعنا الى دوامات " صراعاتهم الخرافيه " فانهم حقا مخلصون لابليس الذي استكبر وابى السجود لآدم عالم الأسماء كلها .[/size]
http://fff.blue.ps/ar/news/67997_الترويج...لسطين.html