مصادرة كاميرا صورت جنازة المخرج عمر أميرلاي :مخبرون بثياب انيقة منتشرون في شوارع دمشق
طباعة أرسل لصديق
يوسف سرحان:القدس العربي
08/ 02/ 2011
صادرت سلطات الأمن السورية كاميرا أحد الشباب الذين كانوا يلتقطون صوراً لجنازة المخرج الراحل عمر أميرلاي، الذي شيعه جمع كبير من المثقفين والجمهور ظهر السبت الماضي، وترافق التشييع مع وجود جمع كبير من المخبرين الذين ارتدوا الملابس المدنية، والذين لفتوا الأنظار إليهم حين قاموا بمصادرة كاميرا الشاب الذي كان يلتقط صوراً للجنازة مع مصادرة حقيبة كان يحملها، حسبما أفاد شهود عيان.
وأفاد مثقفون طالما ترددوا على أجهزة الأمن السورية في استدعاءات أمنية قسرية، بأنهم شاهدوا في الفترة الماضية العديد من رجال الأمن الذين كانوا يصادفونهم في تلك الفروع، وهم ينتشرون في الشوارع، ويرتدون ثياباً أنيقة ويقفون أمام المحلات التجارية بما يوحي أنهم من أصحابها، خصوصاً في الوسط التجاري لمدينة دمشق القديمة، والذي يجسد سوق الحميدية مركزه الأساسي.
وقال كاتب معارض أن أحد المخبرين الذي يعرفه بالوجه، شوهد في سوق الحميدية مؤخراً، وهو يبيع جوارب، بينما عيناه ترقبان حركة السوق... كما تحدث العديد من المواطنين عن قيام العديد من سائقي الأجرة (التاكسي) بفتح حوارات مباشرة معهم، من أجل معرفة آرائهم بما حدث في تونس، ويحدث في مصر أيضاً. ويعرف المواطن السوري عادة أن قسماً من سائقي سيارات الأجرة، هم مخبرون متعاملون مع فروع الأمن، إما لنقل صورة عما يقولونه... أو للإيقاع بهم للحديث في المحظور.
وبينما تسرب تقارير المراسلين الصحافيين المعتمدين في سورية أخباراً غير صحيحة عن غياب مظاهر الوجود الأمني في الشارع السوري، وعن تحركات لمواطنين سوريين يخرجون في مظاهرات عفوية بالسيارات دعماً للرئيس بشار الأسد، وعن غياب أي مظهر من مظاهر الغضب والتململ في أوساط السوريين، بل وإلصاق الحملات التي انتشرت على الفيسبوك للدعوة ليوم غضب سوري بـ (إسرائيليين يحاولون إثارة الشغب) فإن الشارع السوري الذي يرقب باهتمام ما يجري في شوارع عربية مشتعلة أخرى، يبدو في حالة ترقب وتعبير خفي عن مظاهر الكراهية التي يبقى على رأسها مظاهر الاحتكار التي أممت فرص العمل وامتيازات الاقتصاد السوري الكبرى لمجموعة من أقرباء الرئيس السوري، وعلى رأسهم رامي مخلوف.
وفيما أرسلت شركة الموبايل المملوكة لمخلوف رسالة إلى آلاف المواطنين تقول: (الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها ونحن نحرق أنفسنا وأولادنا ليبقى قائدنا بشار الأسد لا تراجع ولا استسلام معك يا قائد الوطن) وطالبت بنشرها على الفيسبوك، فقد رد الشباب السوري على هذه الرسالة، بنكتة مفادها: (على الرئيس بشار الأسد أن يحرق رامي مخلوف إذا أراد البقاء في السلطة).
وبينما تقوم السلطات السورية برشوة المواطن العادي عبر توزيع بعض المواد التموينية التي تقاعست المؤسسات الاستهلاكية في توزيعها بانتظام في الأشهر الأخيرة، وبينما تنشط المواقع الإلكترونية السورية الممولة من أجهزة المخابرات السورية، والتي يشرف عليها فرع المعلومات 255 بإشاعة وعود وإصلاحات اقتصادية، تبدو حتى الآن بطيئة، وغير مستعدة للمساس بامتيازات محتكري الاقتصاد السوري من أقرباء الرئيس السوري الذين (أكلوا الأخضر واليابس) كما يردد الشارع، فإن المواطن السوري مازال بعيداً كل البعد عن أدنى درجات الرضا أو الثقة بنظام يبذل جهداً مضاعفاً هذه الأيام لتسويق الأكاذيب الإعلامية والأمنية بشتى السبل... وما زال لا يريد الاعتراف بأنه يغلق منافذ الهواء والحياة ضد أبسط أشكال حرية الرأي والتعبير لدى كافة طبقات الشعب السوري.. إلى الدرجة التي تصادر فيها كاميرا تصور لقطات جنازة لمخرج سوري معارض رحل، ويستمر اعتقال مدونة سورية شابة لم تتجاوز العشرين من العمر منذ أكثر من عام، ولا يخجل النظام من إبقاء شيخ المحامين السوريين هيثم المالح رهن الاعتقال التعسفي وهو الذي تجاوز الحادية والثمانين من العمر!
يوسف سرحان:القدس العربي

فصل الكلام في هذه الأيام , رسالة مفتوحة للرئيس
طباعة أرسل لصديق
رامي قصاب : طالب دكتوراة باريس
07/ 02/ 2011
بعيدا عن الأحلام والخيالات لكن, لا بد لك يا سيادة الرئيس أن يشغلك تساؤلين أساسيين:
التساؤل الأول أن الطابع العام لثورتَي تونس ومصر كان اجتماعي معيشي احتجاجا على الحالة المزرية التي وصل لها المجتمع سواء ماديا من خلال تدني المستوى المعيشي وظهور فوارق طبقية كبيرة واندثار الطبقة الوسطى, أو سواء في مجال الحريات وغياب اي فسحة حقيقية للتعبير عن الرأي وإفساح كامل المجال للمنافقين والمنتفعين.
دون الإلتفات كثيرا من قبل الثوار لعمالة النظام في تونس ومواقفه المعادية للأمة, أو العمالة اللا محدودة لحسني مبارك ونظامه البائد البائس.
لاشك أن لذلك دور غير مباشر في هذه الثورات لكنه يبدو بسيطا وذو أولوية متأخرة على سلم طلبات المحتجين.
فالواضح بشكل جلي أن أولئك المحتجين في ميدان التحرير يتحدثون عن رغيف الخبز وقانون الطوارئ
وقمع الحريات
ومجلس النواب المزور
والاعتقالات السياسية
وغلاء المعيشة
والقبضة الأمنية الحديدية
إن هذا المعطى يمكن أن يُطرح بشكل أو بآخر على النحو التالي:
هل يمكن لعدم العمالة والمواقف القومية المشرفة ودعم المقاومة وحدها أن تكون كافية أو كفيلة بمنع حدوث ما قد يحدث من ثورة شعبية عارمة؟!!!
الموضوع لا يتعدى احد الامور التالية:
اما ان المستوى المعيشي في سوريا جيد وليس لدينا ما كان في مصر من العوامل المذكورة سابقا وبالتالي لا يوجد اي مشكلة اطلاقا ولا داعي للقلق.
او ان الوضع هو سيء جدا وهو تماما كما كان في مصر وتونس والثورة باتت وشيكة
او انه بين هذا وذاك, فلا هو الوضع المعسول كما يصوره لك البعض, ولا هو القاع كما يريد اعداء البلد دفع شبابنا للاعتقاد به.
وهنا لا بد ان يتبادر لذهنك النساؤل الثاني في رسالتي هذه
وهو كلمة ابن علي التي قال فيها انا الآن فهمتكم وقد غُرّر بي
من حقك أن تشعر يا سيادة الرئيس بشعور مشابه هل من الممكن أنه قد غرر بك وأنك لم تسمع صوت الشعب الجائع
فالوضع في مصر منذ أيام قليلة جدا كان أشبه بعرس الطبل والزمر المشابه لما يحدث لدينا بين عيد وطني وآخر
انطلق في كلامي من إيماني حتى الآن بك ورهاني عليك
انصحك يا دكتور بان تستمع لصوت ضميرك اليوم انك مضلل وأن الشعب الذي يدبك لك ويهلل انما هو شعب اما هو مستفيد او هو فعلا يرى ذلك ومقتنع به وهو له رايه في ذلك او هو بقسم لا بأس به مسحوق يخاف ان يتكلم امام اخيه خشية ان يكتبه احدهم تقرير يرسله خلف الشمس
نعم ياسيدي الرئيس الوضع ليس سوداويا جدا جدا لكنه ايضا ليس جيدا على الاطلاق فلا بد ان يتم أولا نشر الحريات مهما كان الثمن
نحن حذرين جميعا من المخططات الصهيونية وعملائهم الذين يتربصون بالبلد ومن الجهات الأربع
لكن هذا لم يعد مبررا على الإطلاق.
وإن كان ما حدث في مصر وتونس قد جعلنا نحن الشعب نستشعر لذة الحرية وحلاوة التعبير عن الرأي,
فاجعل منها نافذة لك على شعبك وآلامه بعيدا عمن يعمون عينيك ويصمون آذانك بقولهم تمام يا فندم
مقولة تمام يافندم في تونس ومصر قد جاءت على الأخضر واليابس
أفسح المجال للشباب الواعي المثقف في سوريا بطرح قضاياه
أفسح المجال لإعلام وطني لكن حر
أفسح المجال لترخيص أحزاب سياسية لها حقوق متساوية
ارفع قانون الطوارئ
قص يد فروع الأمن عن شعبك وأطلقها على الفاسدين والإرهابيين دون أن يتم التلاعب كالعادة بذلك, فبحجة محاربة الفساد او الإرهاب ندوس الكرامات ونستبيح الحرمات
لا بد من آليات للمحاسبة يشارك فيها الشعب بكله
سيدي الرئيس عليك أن تعلم أن الكثير من القرارات لم يكن شعبك قولا واحد مجمعا عليها بل كان قسم كبير منه يعارضها لكن أحداً لم ينطق ببنت شفة خوفا وكبتا لكن هذا الكبت لا بد له أن ينفجر يوما من الأيام وأتمنى ألا يأتي هذا اليوم
مثال على ذلك وزير تربيتك عندما نقل المعلمات المنقبات
أنا لست مع النقاب لكن كمثال هنالك الكثير من الشعب يشتم بداخله كل من عمل على هذا القرار ومن دعمه
بل وآسفاً يشتمون اكثر من ذلك, لكن أحدا لم يتكلم ولن يتكلم وستبقى غصة موقوتة في القلب.
لا بأس أن يوجد من يختلف معك في مواضيع كثيرة بعضها يتم إقراره وبعضها يتم التراجع عنه
لكن الأهم من هذا كله ان يتمكن شعبك من قول ما شاء أينما شاء ومتى شاء
ومن حق نظامك الرد
ومن حق السوريون ان يتمتعوا بنظام ديمقراطي حقيقي
سيدي الرئيس لا تبحث لنفسك عن أجوبة بسيطة لأسئلة معقدة
وتنفس بنفس الشارع, وفقك الله كي تصدر قرارات سريعة وجريئة فالطوفان قادم قادم.
لنتجاوزه يدا بيد
بدل أن نغرق به جميعنا
حمى الله سوريا حرة ابية بشعبها اولا واخيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رامي قصاب : طالب دكتوراة باريس


شاهد عيان تؤرخ ما حدث معها في يوم الغضب السوري
طباعة أرسل لصديق
كلنا شركاء
08/ 02/ 2011
حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذلّ النفوس الكرام..
البارحة 2 شباط 2011 تهجّموا علينا في اعتصام إضاءة الشموع من سورية لعيون أحرار مصر.. اعتصامنا السلمي كان البارحة في ساحة باب توما في تمام الساعة السادسة مساءً..
من بدأ بالتهجّم علينا في الشارع في ساحة باب توما عرّف عن نفسه بأنه بلطجي.. وطلب منا هو ومن معه من "البلطجية" أن "ننقلع" إلى بيوتنا أو أن نذهب إلى مصر إذا أردنا التضامن معهم..
كانوا أضعافنا.. بدأوا بعملية استفزاز واضحة..
كنا قد استغربنا البارحة بالذات عدم وجود الشرطة كما كانت الحال كل يوم في كل اعتصام..
واستغربنا أيضاً وجود عناصر الأمن من دون كاميرات الفيديو التي كانوا يأتون بها من أجل تصويرنا طيلة الاعتصام..
البارحة عندما رفعت الكاميرا للتصوير أدار "البلطجية" ظهورهم للكاميرا.. ومع ذلك التقطت بعض الصور.. قبل أن يهجموا على الكاميرا ويهددوا بكسرها..
امرأتان مع "البلطجية/ات"... انتقلوا ومن معهم من مرحلة التهديد إلى الشتائم وتوجيه أرذل الكلمات لنا..
وسرعان ما بدأوا بالضرب..
خلعت إحدى ألامرأتين "قشاط" البنطال وركضت وراء الصبايا لتنهال عليهن بالضرب وهي تشتم بكلمات لا يمكنني ذكرها...
نحن نركض.. وهم يركضون ويضربون ويشتمون.. والشرطة حيث مخفر الشرطة في نفس ساحة باب توما.. الشرطة تتفرّج..
ذهبنا إلى الشرطة.. وقلنا أننا نريد أن نتقدم بشكوى... كانوا يتفرجون..
دخل البعض منا إلى قسم الشرطة.. أخذوا هوياتنا..
سألونا نحن: "من هم؟؟".. أجبناهم أنهم كانوا يشاهدون كل شيء وهم يعرفون من هم.. بالتأكيد يعرفون من هم..
وكنا قد انتبهنا أنه عندما حاول شرطي الاقتراب مما يحصل قال له أحدهم: "نحن أمن.. ابتعد".. فابتعد...
عندها قلت أننا نريد أن نقدم شكوى من شقّين: الشق الأول أن عناصر الأمن أرسل "زعران" من أجل التعرّض لنا في الشارع وإنهاء الاعتصام السلمي التضامني بهذه الطريقة.. والشق الثاني أن الشرطة تفرّجت وصمتت..
صاروا يغيبون ويعودون.. يغيبون ويعودون..
ثم طلبوا من البقية الخروج من الغرفة على أساس أنهم يريدون الحديث معي وأخذ إفادتي..
وبعد مرور بعض الوقت (تقريباً نصف ساعة وربما أقل) دخل رجل بملابس مدنية ومعه اثنين آخرين.. رفض التعريف عن نفسه.. وأغلق عليّ باب الغرفة.. وبدأ بالشتائم.. سمعت كلمات بعمري لم أسمع بها..
اتهمني بأن لي "مواقع مخترقة من إسرائيل".. وأنني "حشرة" و"جرثومة" وأعمل ضد البلد..
تهجّم عليّ لأنني كنت أجيبه على كل كلمة.. هجم على وجهي ووضع رجله فوق الطاولة.. وعندما تهجّم على وجهي بيده ضربتها.. فقام بصفعي صفعة قوية على خدي الأيسر.. واستمر بالشتائم بل وزاد بها...
تحدث مع أحدهم.. قال له: "سيدي.. وقحة كتير.."... أقفل الخط.. فتح الشنطة بعنف وأخذ منها الموبايل والكاميرا.. قال أنني موقوفة.. وأخرج الموبايل والكاميرا إلى خارج الغرفة..
عاد وهدّد تهديده الأخير بأن "أنوقّع من اللحظة وبأي وقت أن يأتي أحدهم ليقتلني وأنا أقف في الشارع ليريح الوطن من جرثومة مثلي".. ثم غادر هو ومن معه...
بعد قليل.. فتحوا الباب.. طلبوا مني الخروج.. شاهدت علامات الأسف في عيون أحد ضباط الشرطة ولكنه مغلوبٌ على أمره..
التقيت بالأصدقاء.. أتى رئيس قسم الشرطة.. أعاد إلينا الهويات وأعاد إلي الموبايل والكاميرا بعد أن مسحوا منها الصور..
كلمة واحدة قلتها وأنا أخرج.. يا لبؤس الشرطة "التي في خدمة الشعب".. أتينا إليها لنشتكي على اعتداء تعرّضنا له في الشارع، وكانت النتيجة أن يتمّ الاعتداء عليّ بالضرب والشتم والتهديد بالقتل داخل مخفر الشرطة!!!!
يا بلدنا يا بلد!!!!!
سهير الأتاسي

