لا أدري كيف انتقلت تلك الصورة الى منظر الثورة البلشيفية بفيلم دكتور زيفاجو استحضرتها فجأة من ذاكرتي ؟؟؟؟!!!
هل الثورات ضد انعدام العدالة الاجتماعية تتناسخ ؟؟؟


جهزوها بكل ما يحتاجونه والجونة أصبحت قبلتهم


رجال أعمال يعيشون علي يخوت في عرض البحر خوفاً من المتظاهرين

عندما انفجر المصريون غضبا كان هناك من يعتصر خوفا.. هناك من يضع يده علي قلبه وأمواله وذهبه ومرجانه.. هناك من ملأ خزائنه بخيرات بلدنا ويخاف عليها.. وقعت الواقعة وثار الشعب ومعه جرت فوضي استغلها البعض-لا ينتمون لهذه الثورة- في نهب كل ما تقع عليه أعينهم وسلب كل ما تطوله ايديهم.. اكثر من خاف علي نفسه وأمواله كثير من رجال الأعمال.. بعضهم كان واثقا أن هذه الغضبة ستطولهم.. وانهم سيحترقون بها.. هم شعروا بأنهم جمعوا اموالهم علي حساب المطحونين والغلابة.. هذا لا يعني أن كل رجال الأعمال جمعوا أموالهم بالباطل من بينهم من جمعها بالعرق لكنهم أيضا شعروا بالخوف.. فالغضبة لن تفرق بين أحد.. غضبة الخارجين أخافت الجميع وأدخلت الرعب في قلوبهم.

هناك عائلات كبيرة هربت خارج البلاد.. فرت بجلدها وما وقع في يدها من مجوهرات ثمينة جدا.. عائلات كبيرة منها من ينتمي إلي السلطة.. وقد شهد فجر الأحد مشهدا لاحظه كثيرون.. فوج من السيارات الرسمية تتقدمها سيارة "بي.ام.دبليو" من الفئة السابعة وفي مؤخرتها عربية نصف نقل بها شنط كثيرة متجهة إلي مطار القاهرة الدولي.. هذا المشهد تكرر كثيرا جدا.. العائلات تهرول في اتجاه المطار وتأجير طائرات خاصة للهرب خارج البلاد، وقتها كان ثمن تأجير الطائرة 28 ألف دولار لعدد 15 شخصا لكل واحد منهم حقيبة واحدة للسفر إلي عمان أو بيروت.. لكن سعر تأجير الطائرة تضاعف بشكل رهيب لا يوجد سقف محدد للسعر.. بالتأكيد لن يتذمر من يريد السفر لأنه يملك الكثير.. يملك ما يمكنه من أن يدفع دون أن تتأثر ثروته.. الخوف ايضا دفع كثيراً من رجال الأعمال إلي العيش علي يخوت في البحر في أماكن مثل الجونة.. زودوها بكل ما يحتاجونه.. فاليخوت لن يصل اليها من يريد إلحاق الضرر بهم أو يهددهم.. اصبحت الجونة قبلة من يريد من رجال الأعمال البقاء في مصر.. ومتي ذكرت الجونة ذكرت عائلة ساويرس.. فيوم جمعة الغضب بدأ الهجوم علي اركيديا ثم اتجهوا إلي "نايل تاور" ودمروا كل مكاتب موبينيل ثم دمروا "تمارا" وهو مكان مشهور للسهر الملحق بفندق "فيرمونت" علي النيل، وقبلها كانوا قد حرقوا فندق كونراد وكازينو الشجرة.. وقد شاهد البعض زوجة نجيب ساويرس وأولاده في مطار القاهرة علي متن طائرة خاصة.. وقيل إن العائلة هربت خارج البلاد، لكن هذا ما نفاه نجيب ساويرس في برنامج صباح الخير.. فعائلة نجيب كانت اتجهت بالطائرة الخاصة إلي الجونة، فهناك مطار خاص ويخوت مجهزة.. ومن ساويرس إلي رجل الأعمال ياسين منصو الذي بدأ أول ديسمبر الماضي جولة للترويج عن مشروعاته العقارية في بالم هيلز، لكنه قبل أن تقع احداث يوم الغضب كان قد سافر إلي لندن لإجراء عملية جراحية وهو في لندن الآن وقد سافر إليه شقيقه محمد منصور وزير النقل السابق وزاره في لندن أحمد المغربي وزير الإسكان السابق وياسين مازال في لندن حتي الآن.

أحمد صيام الاستشاري الهندسي وصاحب اركيديا مول جري له ما لا يمكن له أن ينساه طوال حياته.. لقد هجم كثيرون علي المول وأجهزوا عليه.. أحد الهليبة قال لهم إن أحمد صيام يسكن في شقة أعلي المول.. صعد حوالي 60 شخصا منهم اليه.. اقتحموا شقته وساوموه علي حياته وحياة زوجته وأولاده، وبعد 4 ساعات من المساومة سلم لهم كل المجوهرات الثمينة وكل الأموال التي بحوزته ثم طردوه من شقته واحتلوها.

أما أحمد أبوهشيمة.. فقد جعل زوجته هيفاء وهبي تسافر إلي بيروت قبل الأحداث، أما هو فقد ظل في بيته بالكوربة وظل يحمي بيته مع جيرانه ومعه كثير من رجاله الذين يعملون في مصانعه.

وكان رجل الأعمال شفيق جبر ومعه زوجته قد سافرا لحضور مؤتمر دافوس، وبعد أن جرت أحداث يوم الجمعة عاد ليطمئن علي ابنته الوحيدة، وسافر طارق وخالد أبو طالب صاحب القطامية هايتس إلي باريس قبل يوم الغضب بيوم واحد ولم يعودا حتي الآن.

في القطامية يقيم علاء مبارك ووقت وقوع أحداث الغضب اهتم بجيرانه وكان يقف بجوارهم، وكلما تلقوا تهديدا كان يطمئنهم وعندما زاد الأمر يوم السبت وكثرت التهديدات أرسل رجال الأمن الخاصين به لتوصيل الجيران من القطامية إلي مصر الجديدة بسيارات الأمن الخاصة به.. كما اتصلت زوجته بصديقاتها للاطمئنان عليهن.. فمنطقة القطامية جري الهجوم عليها بعنف، خاصة أنها قريبة من منطقة عزبة الهجانة وقلق كثيرون من سكان القطامية فانتقلوا إلي ارابيلا ووزع عليهم مجلس ادارة الشاغلين اسلحة ورشاشات قبل أن تصل الدبابات التي حمت البيوت خاصة أن بالقرب منها يقع لسان الوزراء الذي يسكن فيها أحمد شفيق وسامي عنان.

عائلة فتح الله من أشهر العائلات في تجارة السلاح المرخص به.. انفصل موسي عن العائلة وقرر أن يتاجر في الأسلحة القديمة.. اسلحة تصلح لأن تكون أنتيكة.. يقع محله خلف دار القضاء العالي.. دخل عليه الهليبة وسرقوا المحل كاملا، فقرر ألا يبيع السلاح واكتفي بمسدسات الصوت التي شهدت إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين.

ولأن السير في الشوارع لم يعد طبيعيا، فاضطر صناع قناة أزهري للإقامة في 3حجرات بفندق جراند حياة وكانت وسيلة انتقالهم من الفندق لاستديوهات العربية علي الناحية الأخري علي النيل باليخوت كان يفعلها خالد الجندي ومحمود سعد.

ومثلما كان الخوف يسيطر علي رجال الأعمال كان يسيطر علي علي الفنادق، ففندق سميراميس هو اقرب الفنادق لميدان التحرير وكانت نسبة الإشغال فيه قبل يوم الغضب تقترب من الـ100% وعندما وقعت الأحداث اتصل مدير الفندق بالشرطة وبأمن الدولة والسياحة فقالوا له تصرف في حدود امكانياتك فقام بتجليد الدور الأرضي بالخشب وتم شراء صاج بعشرة أضعاف ثمنه الحقيقي وتم منع دخول اي فرد ايا كان وضعه، وعندما طلب بعض السائحين مغادرة الفندق طلبت منهم الإدارة كتابة تقارير انهم مسئولون عن أرواحهم وأغلب الذين تركوا الفندق اتجهوا إلي فنادق سيتي ستارز، وكانت المشكلة الكبيرة التي تواجه المسئولين عن الفندق أن كل توريدات الأغذية تمت سرقتها وان ما لديهم من مخزون لن يكفي سوي 48 ساعة فقط.. تصاعد الأحداث أوصل نسبة الإشغال إلي 30%.. عمر الشريف اضطر إلي النوم في هذا الفندق لصعوبة وصوله إلي بيته بالقطامية، وهناك صحفيون اجروا اكثر من 200 حجرة لاستغلال ما بها من وسائل خاصة أن هناك انترنت كما يمكنهم التحرك بسهولة في مكان الحدث الكبير.

أما فندق رمسيس هيلتون فلن يستطيع الأمن منع المشاغبين من اقتحامه.. احتلوا اللوبي ودخلوا قاعة الكوفي شوب، وكان هناك بوفيه التهموا كل مابه ثم خرجوا.. ما حدث دفع السائحين إلي مغادرة الفندق والاتجاه إلي فنادق سيتي ستارز ايضا.. في هذا الفندق تم تعيين حراسة من قوات خاصة.. تم تمركز 4 من رجال القناصة أعلي الفندق.. هذه القوات الخاصة كانت مسلحة بأحدث الأسلحة وتم اخفاء وجهها حتي لا تتعرض عائلاتهم للتهديد.