نشرت قناة الجزيرة قبل ساعات خبراً عاجلاً بالبنط العملاق غطى ثلثي مساحة الشاشة مفاده : مصادر خاصة للجزيرة / حسني مبارك غادر شرم الشيخ إلى ألمانيا .. طبعاً الخبر تم نفيه رسمياً .. الجزيرة اكتفت بسحب الخبر ببساطة دون التبرير أو الإشارة, كعادتها دائماً في اصطناع الهبل وامتهان الاستعباط ..

يبقى السؤال متى تختم الجزيرة فصول مسرحيتها الهزيلة؟

العيب ليس علي الجزيرة وانما علي الدهماء والاغبياء الذين يتابعونها ويظنون انهم اكثر ثقافة واكثر جدية بمتابعتهم لهذه االقناة الواطية المضللة الديماجوجية
الامر يحتاج مشروعا لفضح الجزيرة يتضمن اقتطاع اجزاء من البث والتعليق عليه ونشره علي اليوتيوب بانتظام
الامريكيين صنعوا امرا مماثلا مع شبكة قنوات فوكس وكشفوها امام الراي العام
وهو امر يحتاج متطوعين وعمل جدي لكنه ليس مستحيلا

خذ مثالاً على ذلك :

http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=42456

الجزيرة سجلت خلال الشهرين الماضيين فقط أكبر نسبة طرح أخبار مزيفة وتسجيلات مزورة ووقائع ملفقة .. فمن التلاعب بمشاعر المصريين في يناير إلى قصف طرابلس بالطيران في 18 فبراير إلى تلفيق مشاهد للتعذيب والقنص حصلت قبل سنوات في العراق وتم طرحها على أنها وقعت في اليمن خلال فترة التظاهرات ..

كل قضية من هذه القضايا على حده تكفي لمقاضاة الجزيرة ومعاقبتها وتغريمها .. وهي ليست مسألة أراء أو وجهات نظر, بل وقائع موثقة اعترفت الجزيرة في معظمها بالمسؤولية وإن بطريقة خجولة وبشكل شفوي كما في حادثة تزوير أحداث السجن المركزي بصنعاء ..

هذا الموضوع ليس جديداً، وليس مجهولاً، فالكل يعرف حقيقة الجزيرة ولا حاجة لا الى فضائح ولا مشاريع كشف الحقائق، ببساطة شديدة الجزيرة تمثل جهة واحدة معروفة للجميع لذا فالامر البديهي تغييب الحقائق ومحاولة تسيير الجماهير في ظل غياب بديل لها..

صدقني لو كانت المسألة مجرد تمثيل جهة واحدة أو محاولة تسيير الجماهير ببديل أو بدونه لما كنت علقت أو طرحت الموضوع, فتلك باتت من بديهيات الإعلام التجاري والموجه .. وتبقى مقبولة نوعاً ما ضمن قواعد لعبة متفاهم عليها ضمنياً ..

نحن نتحدث هنا عن جنحة تزوير وتلفيق موثقة ومتكررة وتقتضي المقاضاة والعقاب ..

الإعلام هو خطاب عام ، فالموضوعية المطلقة مستحيلة . ما يمكن أن نطلبه ليس العرض المتكافئ لكل وجهات النظر ، بل فقط عدم الخداع و قلب الحقائق . ففي النهاية يخدم الإعلام الممول و مصالحه ، فقط هناك من يفعل ذلك بحرفية عالية و أناقة ،و من يفعل ذلك بفجاجة . قناة الجزيرة تنتمي للفئة الأخيرة . من يزاملنا في النادي منذ فترة طويلة ربما يلتذكر أني دائم النقد للجزيرة منذ 10 سنوات متصلة ، حتى أني توقفت نهائيا عن متابعتها منذ مجزرة جنين ، بسبب موقفها القذر من ياسر عرفات .
إني مقتنع تماما بأن الجزيرة معادية لمصر ، و ليس النظام المصري فقط ، بل مصر كلها . وهي في ذلك لا تختلف عن نظام البعث السوري ، الذي جعل من دمشق مركزا للعداء الدائم ضد مصر في المنطقة ، منذ زمن عبد الناصر حتى اليوم . هي تحيزات مسبقة قائمة على كراهية بدائية فجة ، يبقى أن نسأل السؤال الأهم : عمن تعبر قناة الجزيرة ؟ ، " لسان من لا عقل له" ، كما كتبت مرة في موضوع هزلي .
قناة الجزيرة هي الأداة السياسية الأساسية بيد شيوخ قطر ، بالطبع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وزوجته الشيخة موزه ، يشاركهما هذا الشرف الرفيع بالغ التكلفة الشيخ " الضرورة " حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري . هؤلاء جميعا شخصيات تراثية لا علاقة لها بهذا القرن ولا بأي قرن آخر . مجرد مجموعة من اللصوص استولوا على جزء من ثروة العرب البترولية و أخذوا يبعثرونها على نزوات و أوهام تليق بأمثالهم من الطفح الجلدي الذي أصاب عرب العصر الحديث ،و هو ما يجب أن يثور عليه الشباب العربي عقب الحصول على الحرية في بلادهم المستعمرة بالحكام الأوباش . الشيخان حمد يديران الجزيرة بشكل يومي كما يلهو الصبية بالفيديو جيم ، و شيوخ قطر يقعون تحت الوهم الذي أدخله الإسرائيليون في عقولهم ، بأن الدور و ليس الحجم أو التاريخ هو ما يصنع أهمية الدول ، لهذا تلعب قطر دور الدولة العربية الكبرى ، بشكل لا يدعوا سوى للضحك و أكاد أقول يحتاج " لشخرة إسكندراني " من النوع الثقيل . قطر العظمى تشارك قوات أمريكا و بريطانيا و فرنسا في قذف ليبيا القذافي ( حليفهم السابق في المعسكر الإيراني !) و يبدوا أن القطريين أصابوا أعداء القذافي لأنهم لا يعرفون من يساندون بالفعل !، قطر العظمى تسقط نظام مبارك بواسطة مرتزقة الجزيرة ، بينما الشعب المصري يقوم بدور الكومبارس !، قطر العظمى تركل الرئيس اليمني ،و لكنها تتسامح مع حليفها السوري الطيب بشار " طبيب لعيون " . قطر العظمى ببساطة " خريانه ما دريانه " ، ففي المحن و الثورات تنتشر الفئران و الأمراض و تظهر قطر و قناة الجزيرة .
مشكلة الإعلام العربي ليس الجزيرة ، بل الإعلام الذي يديره أمثال القواد صفوت الشريف و الخادم أنس الفقي ،و لصوص الصحف القومية في مصر ( سبق أن اقترحت على صفوت الشريف أن يمارس الهاريكاري تكفيرا عن فشله المتكرر ،و لكني خشيت أن يطلب من طباخه أن يعد له طبق " الهاريكاري بالميونيز "، فمعرفة تلك السائبة للشرف المهني لا تختلف كثيرا عن فهمهم للقوادة) . لو امتلك العرب حريتهم ستختفي قناة الجزيرة ،و ستختفي قطر و أخوتها .