اقتباس:الحسن بن محمد بن الحنفية الف كتابا او رسالة علمية سماه (الارجاء)
و لكنه لا يتكلم عن الارجاء العقائدى , البعض ظن ذلك لان الكتاب اسمه الارجاء.
الاخ علي نور
هذه النقطة تحتاج الى توضيح
عقيدة الارجاء ككل المذاهب التي ظهرت في الاسلام جاءت نتيجة لظروف سياسية ونشأتها نشأة سياسية ثم تحولت الى عقيدة تكلم بها الفقهاء ووضعوا لها الاسس الايمانية .
بالنسبة للحسن بن محمد بن الحنفية حفيد الامام علي ابن ابي طالب كان احد اقطاب والمتكلمين بعقيدة الارجاء وهو أول من تكلم بالارجاء , وسبب تعدد الفرق الارجائية هو تعدد مدلولات الارجاء التي تكلمت به الفرق المختلفة والغاية السياسية منه, فأرجاء القدرية غير الارجاء المحض الذي تكلم به اصحاب معاوية وهو غير الارجاء الذي تكلم به الجهم بن صفوان .
الحسن بن محمد بن الحنفية حفيد الامام علي كان
أستاذ غيلان الدمشقي والغيلانية هي احدى فرق الارجاء .
القاضي عبد الجبار يقول عن الحسن بن محمد : "لم يكن مخالفا لابيه محمد ابن الحنفية الا في شئ من الارجاء اظهره " ويقول المقريزي : وكان الحسن بن محمد بن الحنفية يكتب كتبه الى الامصار يدعو الى الارجاء .ثم يردف قوله هذا بالنص الهام عن طبيعة ومعنى الارجاء الذي كان يدعو اليه الحسن بن محمد فيقول : الا أنه لم يؤخر العمل عن الايمان كما قال بعضهم , بل قال : أداء الطاعات وترك المعاصي ليس من الايمان , لايزول بزوالها , فهو نوع "متميز أذاً من الارجاء
ولقد كانت أفكار الشيعة التي تغلو في علي وال البيت كرد فعل لمحنة أل علي قد بدأت بالانتشار وكان الحسن بن محمد بن الحنفية من بيت يرفض الغلو في هذه القضية وسواها فابوه قد وضعها في اطارها السليم عندما اشار الى دور الصراع القبلي فقال : نحن أهل بيتين من قريش نتخذ من دون الله أندادا , نحن وبنو امية !.. أهل بيتين من العرب يتخذهما الناس اندادا من دون الله نحن وبنو عمنا هؤلاء _ ( يعني بني أمية ) وسيأتي أنه قد رفض زعم البعض عن انه هو المهدي بالمعنى الشيعي لفكرة المهدي كما رفض مانسبوه الى اهل البيت من الاختصاص بعلم موروث لايعلمه غيرهم من الناس .ولذلك فأننا نرى الارجاء الذي اظهره الحسن بن محمد كان ذا طابع سياسي دعاية الى التمييز بين قضايا العقيدة واستخدام احكام الكفر والايمان ومابين
قضايا السياسة والامامة بالذات فهذه هي القضايا التي تكتب في الكتب كي تقرأ في الامصار
كما كانت الامامة والنص والوصية هي التاريخ الحقيقي للتشيع عند غير الشيعة كذلك كانت نشأة المرجئة نشأة سياسية تتعلق بموقف الدولة الاموية من الشعوب غير العربية .
لقد نشأ الارجاء اول ما نشأ في عهد بني أمية واول من قال به هو الحسن بن محمد فقد كتب كتاب كان يورى عنه في الامصار فهل كانت قضية دينية تتعلق بالايمان القلبي وعلاقته بالعمل تلك التي يكتب حولها الحسن بن محمد رسالة تقرأ عنه في الامصار ؟ أن الامر الذي يليق بالمنطق ان الامر يتعلق بالسياسة وقضاياها المثارة في ذلك الحين .
والحسن بن محمد لم يكن مخالفا لابيه محمد ابن الحنفية واخيه ابي هاشم استاذ واصل بن عطاء ( من المعتزلة ) من الارجاء .
ونحن اذا نظرنا في نوع الارجاء الذي قال به غيلان الدمشقي والذي اخذه من استاذه الحسن بن محمد بن الحنفية اتضح لنا الفرق بين هذا الارجاء وغيره مما قال به اخرون .
فغيلان كان يرى الامامة في قريش وغيرها وكان يرى انها تصلح لغير قريش وكل من كان قائما بالكتاب والسنة كان مستحقا لها , وانها لاتثبت الا بأجماع الامة ويستفاد من رأيه هذا انه لم يكن يفضل عليا على ابي بكر وعمر وعثمان بل يؤخره عنهما , يل أن اشتراط الاجماع من الامة لآثبات الامامة يقدح في صحة أمامة علي وثبوتها , لآن الخلاف عليه سواء بالمعارضة او اعتزال الفتنة واطرافها كان قائما منذ اليوم الاول لتوليه الخلافة , وهذا الموقف قد وقفه الكثير من المعتزلة والقدرية , بل أن محمد بن الحنفية والد الحسن قد اشترط على من طلبوا منه أن يبايعوه بالامارة على عهد ابن الزبير وعبد الملك ابن مروان , قد اشترط لقبول الامارة الا يختلف عليه واحد من الامة . فهذا الموقف الذي يؤخر عليا عن الخلفاء الثلاثة , ويرتب فضلهم حسب ولايتهم الامر , موقف سياسي نرى انه هو ذلك النوع من الارجاء الذي قال به الحسن بن محمد وغيلان والذي اشتهر عن الغيلانية اصحاب مروان . وفي ( الكافي ) نص هام يشهد لهذا التفسير يقول : وقد تطلق المرجئة على من أخّر امير المؤمنين عليا عن مرتبته
الامر الذي تفاوتت فيه اجتهاداتهم وارائهم فهو الحكم على احداث الفتنة التي وقعت في صدر الاسلام وترتيب الخلفاء الراشدين في الفضل , وهو معنى الارجاء عند من قال منهم بالارجاء ....! انه موقف سياسي بلور موقفا وقبولا بالارجاء ذا طابع سياسي كذلك واصحاب هذا الموقف والقول كانوا في صفوف المعارضة للامويين .
اقتباس:فلو ثبت ان حفيد من ذرية الامام على او ذرية الرسول الاعظم اعتقد عقيدة باطلة ضالة , فلا يجب اتباعه و متابعته عليها , و ينال الحكم الذى ينال اى مسلم فى ذلك ككافر او ضال او مبتدع الى غيرها من الاحكام التى تتقرر حسب اعتقاده و تبنيه لهذه العقيدة .
مما سبق لم يثبت أن الحسن بن محمد قد أعتقد عقيدة باطلة او ضالة , الا أنه قد اتخذ له خط فكريا منفصل عما جاء به ائمة أل البيت فله كل الاحترام والتقدير لانه عبّر عما يجول في افكاره وتفاعل مع الواقع السياسي السائد أنذاك ورأيه له قيمته بالانتصار للحق ضد مظالم الامويين .
في مشاركة قادمة .. توضيح السبب التاريخي والسياسي لظهور تيارات الارجاء