تحية طيبة
بقلم : سائل الرب
من منا لم يسمع أو لم يقرأ عن الإعجاز العلمي في قةل القرآن " إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"
{
هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].
أقتبس بعض كلام الدكتور محمد دحدوح في مقال له تحت إسم " النطفة الأمشاج بين العلم والقرآن" المنقول من موقع إسلامي :
"
لقد كان شائعاً إلى وقت قريب أن الجنين يخلق من ماء الرجل، ولا دور لماء المرأة في عملية تكوين الجنين، وما رحم المرأة إلا كأرض خصبة قد هُيّئت لأن يرمي الرجل فيها البذرة، فيتكون الجنين، " وظلت النظرية التي تقول: بأن الجنين موجود بصورة مصغرة في الحيوان المنوي للرجل، وليس للمرأة أي دور في تكوينه، سوى التغذية والرعاية حتى القرن السابع عشر الميلادي، ثم جاءت النظرية التي تقول: بأن الجنين موجود بصورة مصغرة في البويضة، أما الحيوان المنوي للرجل فليس له دور سوى التنشيط للبويضة، وبقيت المعارك مستمرة بين أنصار النظريتين حتى ظهر " سبالانزاني- SPALLANZANI " (1729-1799) و " ولف- WOLFF " (1733-1749) ، اللذان أثبتا بتجارب عديدة أن الذكر والأنثى يساهمان جميعاً في تكوين الجنين.وهكذا تتبين الحقيقة اليوم للعالم أجمع، والتي أثبتها كلام الله تعالى على لسان نبيه الأمين r، منذ أربعة عشر قرناً من الزمان "[6]
وبهذا يتضح أن الإنسانية بعلومها التجريبية والفلسفية لم تكن تعلم شيئاً عن النطفة الأمشاج، "
المصدر :
http://www.al-msjd-alaqsa.com/Quran/Ay076002.HTM
من منا سيخالف حقيقة أن الجنين نتيجة اختلاط نطفة الرجل ببويضة المرأة !! لكن الأسئلة التي تفرض نفسها والتي من واجبنا الرد عليها قبل التهليل بإعجاز القرآن أو غيره من الكتب هي التالية :
1- ما الذي قصده محمد بالنطفة الأمشاج ؟
2- ما رأي اليهود فقي ذالك ؟
3- هل حقا لم تعرف البشرية النطفة الأمشاج قبل القرن السابع عشر ؟
السؤال الأول ما الذي قصده محمد بالنطفة الأمشاج ؟
قبل أن نجيب على السؤال ، لنا أن نتساءل عن لغز مفردة " هل " التي تبتدأ بها الآية ؟؟؟؟ كل المفسرين يقول أنها أتت بمعنى قد !!!! وكأن الله صعب عليه أن يأتي بمفردة قد !!! .
فلنعد لموضوعنا :
لو استندنا فقط على الآية المذكورة أعلاه لما استطعنا أن نتوصل بالضبط إلى مقصد القرآن ، لكن سنحاول أن نتعرض لبعض الأحاديث المنسوبة لمحمد لتتوصل لمفهوم النطفة عند محمد ابن عبد الله القريشي .
صحيح مسلم ، كتاب الحيض ، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها
"
حدثنا عباس بن الوليد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن أم سليم حدثت أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل فقالت أم سليم واستحييت من ذلك قالت وهل يكون هذا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم نعم فمن أين يكون الشبه إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه "
" أَنَّ امْرَأَةً، قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ
إِذَا احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقَالَ " نَعَمْ " . فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ . قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "
دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ " .
هذان الحديثان يدلان أن محمدا كان يظن أن ماء المرأة
هو ذاك الذي تبصره إذا احتلمت وهو المسؤول عن خلق الجنين ! ، و بهذا نكون
أثبتنا أن الآية
" نطفة أمشاجا " لا تشير للبويضة وإنما لماء الإحتلام عند المرأة ، علما أن ماء الإحتلام ما هو إلا ماء تفرزه غدد بارثولان في المهبل لتميع المهبل وتسهيل عملية الولوج أثناء العلاقة الجنسية !! ، أما البويضة فتـــفرز مرة واحدة في الشهر ولا علاقة لها بحلم إيروطيقي قد تقوم به المرأة أكثر من مرة في الأسبوع !!!
السؤال الثاني : ما رأي اليهود في المسألة ؟
اليهود كانوا يعتبرون أن الجنين يتكون من ماء الرجل وماء المرأة
المصدر : A.Dollander et R.FENART ,embryologie generale,pp23 ,,4 edition,1979
وحتى باعتمادنا على الموروث الإسلامي بإمكاننا إثبات ذالك ( لو صحت هذه الأحاديث طبعا ) :
صحيح البخاري / كتاب أحاديث الأنبياء / باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته
"
حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي قال ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرني بهن آنفا جبريل قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال (اليهودي) أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخبرنا وابن أخيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله [ ص: 1212 ] إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه."
أخرج الإمام أحمد في مسنده
"أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).
من الحديثين نثبت أن اليهود
كانوا على دراية تامة بأن الجنين من ماء المرأة وماء الرجل ، أين الإعجاز إذن؟ إذا كان اليهود على علم بذالك ، فلماذا ينسب الإعجاز لمحمد ؟
الأجدر أن ينسب الإعجاز لليهود إذن؟ أليس كذالك ؟
السؤال الثالث : هل حقا لم تعرف البشرية النطفة الأمشاج قبل القرن السابع عشر ؟
كان الإغريق القدامى مثلا ينسبون لمني الرجل وحده القدرة على الإخصاب وتشكيل الجنين , بينما لا يتجاوز دور المرأة كونها أرض خصبة يزرع فيها الرجل زرعه كما يفعل المزارع في حقله , ويدل على هذا التصور ما نقرأه عند عند إسخيلوس(524/525 ق.م. - 455/456 ق.م.) كاتب مسرحي إغريقي من أقدم كتاب التراجيديات الإغريق , بينما كانت مجتمعات أخرى مثل القبائل الجرمانية تسب تلك القدرة للأم وحدها , هذا ما يسمى " بنظرية الأمشاج الفردية " (single- seed theory )أي صدورها من الأب وحده أو الأم وحدها .
ثم اتبع الإغريق في مرحلة لاحقة منحى فكري آخرحيث اعتبروا أن الجنين عبارة عن نتاج تداخل ماء الأم والأب ,
أي من اختلاط نطفة الأب بنطفة الأم وهذا ما نجده عند الأطباء والفلاسفة الإغريق مثل :
إيمبيدوكليس (490 ق.م- 430ق.م)
إبيقور (341-270 ق.م)
أبقراط أبو الطب (460 قبل الميلاد )
ديموقريطوس فيلسوف يوناني (460 ق.م - 370 ق.م)
واختلفوا في مصدر المائين أي ماء الرجل و المرأة .
فنجد مثلا أبوقراط يرى أن ماء المرأة هو سائل يفرز في أوج الشهوة ( أنظر المصدر )
بينما ديموقريطوس وجالينوس(من أكبر الأطباء الإغريق في القرن الثاني للميلاد ) يرون أن ماءها صادر من أعضاء داخلية للمرأة تشبه خصية الرجل .
المصدر : A.dollander et R.fenart , EMBRYOLOGIE GENERALE ,Gallimard,Paris,1979,p23
نجد في المرجع التالي ( رسالة دكتوراه ) رأي جالينوس في تشكل الجنين ( القرن الثاني للميلاد )
Christine BONNET-CADILHACL’ANATOMO-PHYSIOLOGIE DE LA GENERATION CHEZ GALIENThèse pour le Doctorat de l’Ecole Pratique de Hautes Etudes (IVe section 1997 ,
"
بالنسبة لجالينوس ، فإن المرأة تقذف تماما كما الرجل ، فينتقل ماءها إلى قناتي الرحم (فالوب) عبر أوعية دموية ، وعند التقاء ماء الرجل مع ماء المرأة في الرحم يحدث اختلاط وامتزاج "
هذا كان في القرن الثاني للميلاد !!!!! أي أن جالينوس كان يرى أن للمرأة خصية مثل الرجل تقذف مثل الرجل وينتقل مناءها عبر أوعية لقنوات الرحم المعروفة في عصرنا الحديث بقناتي فالوب ثم تصل للرحم لتلتقي بمني الرجل وتختلط به !!! فبماذا بعد هذا ؟؟؟ وما دخل القرن السابع عشر ؟؟؟
لتحميل الكتاب المذكور (بالفرنسي)
http://www.4shared.com/get/RsaOlPRm/LANA..._GENE.html
كما أني أذكر بمقالي حول الصلب والترائب
http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=131798.0
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم