القاهرة فى 6/5/2011

كنت دائما أتعجب من هذه المقولة ولا اعرف لها سببا مقنعا وكنت اعتقد أنها تعود إلى أن الحضارة المصرية القديمة هى من أقدم الحضارات فى العالم والتى لازالت كنوزها تتكشف يوما بعد يوم.

ولكن فى ظل الأزمة السلفية والأزمة الطائفية وجدتنى انظر إلى الأمر من زاوية أخرى أكثر شمولا. فقد رأيت مصر مؤهلة لأن تتقلد دورا عالميا بما حبتها بها الظروف والموقع.

مصر بالنسبة لأهل المذهب السنى
إن وجود جامع الأزهر والذى هو اكبر مرجعية للمذهب السنى فى العالم الاسلامى والذى يفوق هيئة العلماء بالسعودية التى تعد ضمنيا مهد الرسالة بما يكتسبه من وسطية تتناسب مع طبيعة الدين الاسلامى خارج حدود مكة والمدينة

مصر الكنيسة الارثوذكسية
لدى مصر كنيسة تعادل كنيسة الفاتيكان ولها أتباع منتشرين فى كل بقاع العالم. وهى كنيسة لها دور كبير جدا فى حماية الديانة المسيحية.

مصر التى تلقى قبولا شيعيا
بما تحتويه من مساجد لأهل البيت وبما يلقى أهل البيت من تكريم وحفاوة فى مصر حتى أنه يقال عن مصر سنية المذهب شيعية الهوى.

مصر العروبة
بما لها من مواقف فى مسيرة الأمة العربية وبما لها من سبق فى كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتاريخية. فهى بحق الشقيقة الكبرى للدول العربية.

مصر النيل
بما تملك من خبرات يمكن استفادة دول النيل منها وخير دليل على هذا انه بمجرد سعى مصر لإصلاح ما أفسده السابقون من علاقة مع إثيوبيا فقد أبدت حكومة إثيوبيا استجابة سريعة للتحرك الصادق لرأب الصدع.

مصر الأفريقية
لازالت مصر تتمتع بسمعة طيبة رغم الغبار والبثور التى علت وجهها الجميل ولازال كثير من الدول الأفريقية يرون مصر النصير والسند والداعم لهم.

مصر والبحر المتوسط
ولازالت مصر تستطيع إقامة علاقات اورومتوسطية وتستطيع العودة للتأثير فى إدارة البحر المتوسط بحكم قدرتها على تجميع الضفة الإفريقية من البحر المتوسط.

مصر الحضارة
بما تملكه من كنوز وتراث فرعونى وقبطى ورومانى واسلامى.

إن مصر مؤهلة للقيام بدور كبير جدا فى مسيرة الإنسانية ولكن تحتاج الى معرفة كيف تمزج ما سبق فى كيان واحد ، وإننى مؤمن بأن أخطر ما يواجه مصر هو التيار السلفى بما يحويه من رفض للآخر واستعلاء عليه غير مدرك لحكمة الله فى ان يجعلنا مختلفين فى الشكل والدين. ولا اخشى كثيرا من التيار العلمانى الغير معترف بالأديان فهو يمثل بثورا على وجه مصر لن تدوم ، فمنذ فجر التاريخ ومصر تعبد الله فى كافة الإشكال ولم تكن تكفر به أبدا بل تؤمن بعقيدة البعث والحساب وكما قال الرسول عنهم أنهم فى رباط دائم ، نعم نحن فى رباط دائم مع الله سواء كان آمون أو الأب والابن والروح القدس أو الله الواحد الأحد.