القاهرة فى 14/5/2011

الزملاء الأعزاء

ألاحظ انتشار لفظ السلفيين والسلفية بصورة متكررة فى الفترة الأخيرة وتحديدا منذ تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية فى مطلع العام الحالى عندما تم القبض على احد المتهمين والذى توفى بعد ذلك من جراء التعذيب وكان اسمه "سيد بلال" ، فعند القبض عليه تم نشر الخبر فى جريدة المصرى اليوم تحت عنوان القبض على شاب سلفى وبعدها وفاة الشاب السلفى وبعدها أسرة الشاب السلفى تتهم وزارة الداخلية بقتله ... الخ

كان الإعلام فيما مضى يصف التيار الإسلامى الذى يهدد الأمن أو يدعم مقاومة السلطات بأسماء أخرى. ففى البداية كان الكلام عن جماعة الإخوان المسلمين ثم تطور الأمر وسمحت الدولة للجماعة الإسلامية بالظهور وكان الحديث بعد مقتل السادات يتم عن التنظيمات الإسلامية مثل تنظيم الجهاد (والذى تم صنعه فى السجن) ثم تنظيمات أخرى أو الحديث عن الجماعات المتطرفة.

وكانت الجماعات التى تسمى سلفية الآن كانت تنعم بحماية الدولة وذلك لعدم تدخلها فى شئون الدولة بل كانت تأخذ الإسلام من الجانب الاجتماعى والدعوى وكانت هناك جماعات تحظى بموافقة الدولة وتخضع أموالها لإشراف الدولة مثل الجمعية الشرعية أو أنصار السنة المحمدية أو التبليغ والدعوة وكنا نطلق على المساجد التى يتركز فيها أنصار هذا الفكر "مساجد السنية".

ولا اعرف هل هو أمر مقصود أم لا ولكننى اخشى من أن انتشار مصطلح السلفيين أن يكون بمثابة عملية "تجييش" لمختلف الجماعات الدينية تحت جناح واحد مما يزيد العبء على الدولة ويسارع بانفراط الأمور بحيث أن الكثرة العددية التى تم تجييشها ستعطى الجرأة على مواجهة سلطة الدولة وعلى الطرف الآخر تم تجييش المسيحيين.

أخشى من أننا مقبلون على كارثة وانهار دماء فى مصر.

وأتمنى أو أكون واهماً.

ماذا تروا ؟

مصر يراد لها أن تدخل حربا أهلية تفكيكية، منذ عهد حبيب العادلي ومبارك، وما حصل منذ 25 كانون الثاني لم يلغ المشروع وإنما أجله وأدخل فيه معادلة جديدة.

العمل بحذر ووعي من قبل المصريين لتحييد المتطرفين من الطرفين، وهو عمل سياسي قبل أن يكون أمنيا، فكري قبل أن يكون قمعيا.

جمع الإسلاميين في سلة واحدة ورجمهم في هذه المرحلة تحديدا لن يؤدي إلا إلى خندقة المتطرفين وصعوبة استئصالهم واستعداء الناس أكثر فأكثر حتى يصلوا النقطة الحرجة.

مصر يراد لها أن تدخل حربا أهلية تفكيكية، منذ عهد حبيب العادلي ومبارك، وما حصل منذ 25 كانون الثاني لم يلغ المشروع وإنما أجله وأدخل فيه معادلة جديدة.

العمل بحذر ووعي من قبل المصريين لتحييد المتطرفين من الطرفين، وهو عمل سياسي قبل أن يكون أمنيا، فكري قبل أن يكون قمعيا.

جمع الإسلاميين في سلة واحدة ورجمهم في هذه المرحلة تحديدا لن يؤدي إلا إلى خندقة المتطرفين وصعوبة استئصالهم واستعداء الناس أكثر فأكثر حتى يصلوا النقطة الحرجة.

الحكومات كانت تتعامل بشدة مع الجهاديين إن شئت سمهم سلفيين ..
فهؤلاء غالبيتهم العظمى بالسجون أو في القبور وهم خطر على أمن الناس قبل الحكومات

هناك السلفيين الجدد وهم صنيعة الحكومات و يسمون بالجامية أو الوهابية لهم انتشار في
الخليج و الأردن و أصبح لهم وجود بمصر بدعم المخابرات و من رموزهم محمد حسان الأحمق
.. هؤلاء تجدهم يشددون على
الناس أجتماعياً لدرجة مفرطة و دائمي التأكيد على طاعة ولي الأمر كذلك يحرمون الإنتخابات
و حرية الرأي و إنتقاد الحاكم يعني تيار سلطوي مخابراتي بحت ..
هم مسالمون ما دام المال يصل لهم لكن لا يأمن خطرهم في حال سقوط الحكومات أو تم
دفعهم للتخريب بأمر المخابرات سواءً الداخلية أو الخارجية ..

الزميل العزيز نظام الملك ..

أولاً نعرف من هم السلفيون حسب التعريفات الإسلامية :

السلف لغة: جمع سالف. وهو كل من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك في السن أو الفضل.

والسلف اصطلاحاً: هم أصحاب الرسول محمد، ثم التابعين لهم بإحسان ومن تبعهم من أئمة الدين وأعلام الهدى، بخلاف من رمي ببدعة من الخوارج أو الشيعة أو الجهمية أو المعتزلة ونحوهم.

ونشير هنا إلى أن السلف لهم منهج واضح ويمكن استخلاص هذا المنهج من كلام الآجري؛ حيث قال في كتابه الشريعة: "باب الحث على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله وسنة أصحابه وترك البدع وترك النظر والجدال فيما يخالف فيه الكتاب والسنة وقول الصحابة "

ومثله قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار الرسول باطنا وظاهرا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار واتباع وصية الرسول حيث قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".

ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد على هدي كل أحد.

ومن خلال ذلك نستطيع أن نستخلص أن منهج السلف يقوم على أربع قواعد هي:
1- الاعتماد على الكتاب والسنة في أصول المسائل وتفريعاتها.
2- اتباع سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
3- عدم عرض شيء من ذلك على الآراء والأهواء.
4- الحذر من البدع وأهلها.

إنتهى الإقتباس بتصرف عن الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف

وفى العصر الحديث يصنف البعض السلفية المعاصرة على أنها سلفية علمية لا تعتمد على العنف وسلفية جهادية تنتهج العنف منهجاً فى التغيير ويقولون أن الفرق بين السلفية العلمية والجهادية شعرة .. وفى الحقيقة أن هذه الشعرة غير موجودة على الإطلاق حيث أن السلفى العلمى عنده فى مادته العلمية ما يحرضه أن ينتهج العنف فى أى وقت .

والمشكلة الحقيقية عند الإسلاميين جميعاً هى النص الدينى الإسلامى حيث أن الإسلام ديانة وضعية براجماتية تعتمد على العنف والقهر والإرهاب لكى تسود ويتضح هذا من قول محمد رسول الإسلام :

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه.

دل الحديث على وجوب قتال الكفار على اختلاف أجناسهم لقوله (أمرت أن أقاتل الناس) وهذا الحكم لم ينسخ ,بل باق إلى يوم القيامة ويشمل كل أنواع الكفار فالأصل قتالهم عند الإستطاعة على ذلك لإعلاء كلمة الله قال تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) وهذا قتال الطلب ، والجهاد ضربان : قتال طلب وهو أعلاهما, وقتال دفع وكلاهما قد دلت النصوص على شرعيته خلافا لمن زعم أنه لا جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع متابعة وانسياقا وراء المستشرقين في أطروحاتهم وهي شبهة فاسدة شاعت في أوساط متأخري المفكرين . وليس القتال مقصودا لذاته في الإسلام وإنما شرع القتال وسيلة لنشر الدين وإظهاره في الأرض .

فإذاً المطلوب حسب السلف (الصالح) مقاتلة جميع الكفار (المسيحيين) حتى يقولوا الشهادتين ويكون الدين كله لله وهذا عند الإستطاعة .

والآن قرر السلفيون من أتباع السلف (الصالح) أنه وقت مناسب لكى يطبقوا ما تعلموه من السلف حيث أن المناخ مناسب ولا يوجد أمن والبلد مفككة وما فعله معهم مبارك - بالرغم من مساوئه - كان معذوراً فيه لأنهم وحوش آدمية إنطلقت من قبورها منذ 14 قرناً من الزمان ولا مقدس عندهم سواء كان وطن أو إنسانية أو أخلاق سوى ما قاله السلف الذى ينطوى على نقض لكل مقومات الحضارة البشرية بصفة عامة .

يقتحمون الكنيسة - والجيش والأمن يتفرج - ويضعون المطاوى على رقاب خدام الكنيسة لكى ينطقوا بالشهادتين ويذبحون أحدهم ويحرقونه بالنار ويكسرون وينهبون ويحرقون الكنيسة .. أليست تلك هى تعاليم السلف (الصالح) الذى قال اطردوا اليهود والنصارى لكى لا يبقى فى جزيرة العرب دينان ؟

إنها شهوة وغاية كل الإسلاميين بما فيهم الإخوان المسلمين أن لا يبقى فى مصر مسيحى واحد ولا كنيسة واحدة وتكون إسلامية مائة بالمائة .

لا فرق بين الإخوان والسلفيين فى الهدف فالمرجعية واحدة وهى النصوص الإٍسلامية الظلامية التى تحض على الإرهاب والقتل والقهر ولكن الإختلاف هو فى المنهج حيث أن السلفيين منهجهم أشرس وأعنف والإخوان منهجهم وصولى براجماتى سياسى .

الزميل العزيز خالد
أتفق معك تماما فى كل ما قلت ولاسيما فيما يتعلق بالعمل السياسى والفكرى، وقد كان من غباء "مبارك" انه يحيل الأمور إلى الجهات الأمنية لحلها أو يحيلها لهواة سياسة فاسدون والحل يكون مؤقتا ويرحل المشكلة إلى زمن آخر بصورة اكبر من سابقتها.

ولكن المشكلة التى ألاحظها الآن هى استخدام الأسلوب الدعائى بصورة التوجيه والتخطيط للحدث من خلال الإعلام ، فمخاطبة كل التيارات الدينية التى منها كثيرون لا يشكلون خطورة مباشرة على الأمن بصيغة الجمع يجعلهم فعلا فريق واحد وهذا ما حدث فى أفغانستان سابقا حيث تم التعامل إعلاميا مع المجاهدين المتطوعين دفاعا عن الدين على إنهم مثلهم مثل من يتكسبون من زراعة وتجارة الأفيون، ومثل هذا الأسلوب هو أسلوب مخطط ومستهدف لغرض اكبر سينتهى عادة بأن يخلص السلفيون على بعضهم البعض بعد أن يكونوا قد قضوا على مصر.

وبدلا من الحديث عن بضع مئات أو حتى آلاف تجد الحديث الآن عن ملايين من السلفيين!!!!

والحل السياسى أو الفكرى للمشكلة تحتاج إلى ظروف أكثر استقرارا من التى نحن فيها الآن ولكن الحل الآن غامض وسيفرض نفسه بعد الفوضى المتوقعة.
==================================================

الزميل العزيز Sniper +
أرى أن السبب الرئيسى فى تشيطن بعض الإسلاميين هو تعامل الدولة معهم بمنظور أمنى فقط وكان الأجدر بهم أن يتعاملوا معهم بمنظور فكرى وسياسى كما قال الزميل خالد ، ولا يعنى هذا التعامل الفكرى على طول الخط بل أن هناك بعض ذوى الأفكار المتطرفة يستحقون التعامل العنيف وقطع الرقبة ولكن يجب رد الأمر الى البداية، ففى بعض الأحيان ينشأ التيار إصلاحى دينى مسالم وبعد ذلك يتحول إلى ارهابى كرد فعل على أسلوب الدولة. وعادة يزدهر التيار المتطرف فى ظل دولة غير عادلة ويموت سريعا فى دولة تنتهج العدالة بين مواطنيها.
==================================================

الزميل العزيز ابانوب
المشكلة مشتركة بين المسلم والمسيحى والسلفى والارثوذوكسى ، فكلا الطرفين يرون فى الطرف الآخر انه كافر وبهذا فليس الحل أو تشخيص الداء بأن نلقى باللوم على فئة واحدة.

وقد يكون من أسباب المشكلة هو وجود تيار متشدد بين الطرفين فكما يوجد سلفيين أو جماعات إسلامية بين المسلمين يوجد جماعة متشددة بين المسيحيين، بل إن الوضع المسيحى اخطر من الوضع الاسلامى ، فالتيار الدينى الإسلامى المتعنت ضد المسيحيين لازال مرفوضا من الدولة وقطاع كبير من المسلمين ولكن التيار المتشدد بين صفوف المسيحيين قد نجح فى أن يتولى السلطة الكنسية وهذا امر خطير وليس هينا، ومنذ عقود من الزمان يتم بث روح الفرقة والتعصب بين المسيحيين ضد المسلمين فى مصر وهذا خروجا عن المسيحية نفسها التى تصلى لأعدائها.

وعن رغبة الإسلاميين فى أن لا يكون فى مصر مسيحى واحد فهذا غير صحيح تماما لأنه مخالف للإسلام ولكن من الممكن أن تكون رغبة الإسلاميين أن يكون المسيحى مواطن من الدرجة الثانية (وهذا فهم خاطئ للإسلام) فحتى مبدأ الجزية هو مبدأ لا ينطبق على مسيحى مصر بل مبدأ المعاملة العادلة والمودة هو المبدأ الأولى بالتطبيق وفقاً لنص القرآن.

وعن طرد غير المسلمين من جزيرة العرب فهذا أمر له أسبابه ولا املك الرؤية الواضحة له لقلة قراءتى فيه ولكن لو كنت قائدا تاريخيا يضع خطة لآلاف السنين لأصررت أن تكون نواة الدولة خالصة ليس بها شائبة والتاريخ يثبت انه لم يتم الطرد للمسيحيين من العراق أو سوريا أو مصر أو فلسطين. ومشكلة المسيحيين فى مصر أنهم يسقطون ما يفكرون به على غيرهم مما يجعلهم يخلطون فى التقييم، فالطرد من مصر للآخر هو الحلم الذى يراود القيادة الكنسية فى مصر والذى يشيع بين عامة المسيحيين حيث تم تلقينهم فى الكنائس ومدارس الأحد بأن مسلمى مصر هم أحفاد الغزاة العرب.

هل تعلم يا صديقى ما هى المشكلة الرئيسية بالإضافة إلى الفهم الخاطئ (لله) هو عدم الانتباه إلى ما ذكره نبى الإسلام عن الرجل الذى يأكل بالقرآن (وسامحنى لا اذكر نص الحديث) فلقد حذر المسلمين من الرجل الذى يأكل بالقرآن وهذا التحذير أولى به المسيحيين ، فرجل الدين المسيحى يأكل من المسيحية ، فكما يأكل شيوخ السلفية من الدين وأموال الأتباع يفعلها رجال الدين المسيحى فى العشور والتى لم تكفى بعضهم فلجئوا إلى البيزنس فى الكنيسة من خلال المتاجرة فى الوسائط المسموعة والمرئية والمطبوعة والتماثيل بل وصل الأمر إلى التجارة فى رمال مقابر بعض القديسين ، وبالطبع يوجد بعض المتدينين ذوى النوايا الحسنة ولكن وجب الحرص كل الحرص ممن رزقه على الدين وليس على عمل يداه ، فهم أسباب الفتنة الحقيقية فى مصر.

كل الفئات مشتركة فى السبب ولكن الذنب الرئيسى يقع على الحكومات الضعيفة الجاهلة التى حكمت مصر فتركت تجار الدين يعبثون بعقول الأتباع على الجانبين مستغلين جهل البعض أو الحالة المالية للبعض أو الشعور بالخوف من الآخر... الخ. ولكن لأنها حكومات تفعل ما يخالف الله ويخالف القانون فهم كانوا يلجئون إلى تملق التيار الدينى أحيانا ليكسبوا الناس أو قمعه أحيانا أخرى عندما يهدد عروشهم.

أرجو أن يتسع صدرك لوجهة نظرى وهى مجرد وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ.
==================================================

الزميل العزيز الجوكر
قد لا تقصد او تقصد من الصورة التى وضعتها ولكنها تعبر عما اعتقده ، فإنى اعتقد ان السلفيين هم يمثلون الخط اليهودى فى الاسلام كما يمثل الصوفيين وبعض الشيعة الخط النصرانى فى الاسلام.