(06-27-2011, 05:44 AM)((الراعي)) كتب: العلمانية أساسها حيادية الدولة تجاه الأديان وليس وقوفها صد الأديان، كل الدول الغربية دول فيها حرية تدين أو عدم تدين
العلمانية لا تقف ضد كل الأديان ..
هناك أديان مستأنسة أليفة لا تحاول فرض أجندتها بالقوة الجبرية أو على بقية الناس من الكفار بها.
و هناك أديان متوحشة همجية تحاول أن تسيطر و تخرب و تستعدي طوائف الشعب على بعضهم و تثير البغض و الحقد و الغل في قلوب المواطنين.
المسيحية كانت دينا متوحشا في أوربا و لكن الأوربيين العلمانيين روضوها إلي حد كبير و قلموا أظافرها حتى تأدبت المسيحية و أصبح من الممكن إستخدامها آدميا و لو بشكل مؤقت. يعني مجرد خرافات مسالمة تحاول التأثير على السلطة و تعادي العلوم و إن كان بضعف و قلة حيلة, و الملحدين الجدد يقومون الآن بطعن المسيحية الطعنة الأخيرة.
الإسلام الآن هو في ذروة توحشه و همجيته و يحتاج منا أن نتكاتف من أجل إسقاطه و ربطه بقوانين ملزمة تجعله هو الآخر مستأنسا و أليفا : يعني قوانين تمنع التحريض على العنف و قوانين تمنع خلط الدين بالسياسة أو إستغلال المنابر الدينية في الدعايات السياسية و قوانين تمنع التمييز الديني و قوانين تدافع عن حرية التعبير و نقد الأديان و .. هكذا.
نحن الآن نشهد معركة تاريخية في مصر بين العلمانية الوليدة و الإسلام العجوز و كما يقال فإن الأسد العجوز لا يعبأ بالمخاطر و يكون أكثر وحشية و أقل حرصا على سلامته الشخصية لانه في النهاية ميت.
العلمانية لا تعادي الأديان و لكنها تسعى لجعل الأديان كلها أليفة و مستأنسة و خاضعة تماما للقوانين الحضارية الإنسانية التي يجب ان نعيش بها, يعني هي تسعى لجعل كل مؤمن مثل البوذي شخص سمح و جميل و لا يهوى إيذاء الناس أما ما زاد على ذلك فيجب بتره و لو تم حذف نصف آيات القرآن أو حتى تم تحييدها و نسيانها كما تم مع الكثير من الآيات المسيحية الهمجية.
نعم, من حقك ان تتدين أو لا تتدين و لكن بأي دين ؟ دين مسالم أم دين عنيف ؟ دين ليبرالي أم دين شمولي ؟ دين مع إعمال العقل أو ضد إعمال العقل ؟ فالدين بالمطلق ليس عدوا للعلمانية و لكن الأديان الوحشية المخربة هي العدو الأساسي للعلمانية.
(06-27-2011, 05:44 AM)((الراعي)) كتب: تبرير العلمانية من داخل الدين سواء إسلامياً أو مسيحياً يهدف لإعطائها القبول من المجتمع
وإن كنت ترفض ذلك فموقفك ليس إلا موقف عناد وتسجيل مواقف ونقاط فقط
بينما الهدف هو قبول العلمانية وليس ربطها بالإلحاد لخلق رد فعل رافض لها
رحم الله المفكر الإيراني علي شريعتي
قال: إن من جنى على الشيوعية في العالم الإسلامي هم الشيوعيين، الذين لم يحدثوا الناس عن العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات، ولكنهم دخلوا عليهم ب "الدين أفيون الشعوب".
وها هم من يدعون أنهم أنصار العلمانية لا يتركون وسيلة من وسائل تنفير الناس منها إلا ويتبعونها
تنفير الناس أو تشجيعهم هو لعبة سياسية لا علاقة لها بالمبادئ.
تستطيع أن تمايع و تراوغ و تتلون كسياسي و لكن حين يأتي وقت الدفاع عن المبادئ ماذا ستفعل ؟
يجب أن تفرض سيادة القانون بالقوة الباطشة و ليس أي قانون بل القانون العلماني فقط.
فالعلمانية هي الدولة و الدولة هي العلمانية و أي محاولة لإسقاط العلمانية هو إسقاط للدولة من أساسها.
يعني المسألة لا يجب أن يكون ترف و رفاهية تصالح العلمانية مع الدين, فليذهب الإسلام إلي الجحيم بل و لتذهب كل الأديان إلي الجحيم : نحن نريد أن نعيش و نترقى في الحياة لأن بقية الأمم سبقتنا بأميال و سنوات ضوئية و نحن نتجادل في صيغة للتعايش إحتراما للدين.
مسألة تبرير العلمانية دينيا يجب أن يقوم بها رجال الدين أنفسهم للخروج من الصدام مع العلمانية و محاولة توفيق أوضاعهم و الإستمرار قرنا آخر في الضحك على الناس و خداعهم.
لكن أن يقوم رجال السياسة العلمانيين بالخضوع للمنطق الديني و الإيتزاز الديني و أن الدين يعلو و لا يعلى عليه فهذا أمر مشين و عابث بالإضافة إلي أنه قد ثبت فشله.
أما الشيوعيين فأعتقد أن من أكثر الأشياء التي تحسب لهم و تجعلهم في مصاف القديسين و الأتقياء هو أنهم كانوا أصحاب مبادئ في محاربة الدين و التدين. نعم, الدين أفيون الشعوب سواء أعجب ذلك المؤمنين أم لا و لكنهم فقط لم يعرفوا من أين تؤكل الكتف.
الشيوعيون حاولوا إبدال دين بدين و تلك إستراتيجية تحتاج لنفس طويل لم يملكوه. سبعون عاما في الإتحاد السوفيتي خلفت وراءها أقلية شيوعية كبيرة, كانوا يحتاجون لسبعين سنة أخرى لمحو المسيحية و الإسلام تماما من الوجود.
و لكن العلمانية لا تسعى لإبدال دين بدين بل تسعى لإبدال الدين بإقرار العدل و المساواة و الحرية و السلام.
العدل و المساواة بين الناس مهما كان دينهم و حريتهم في الإعتقاد و التعبير و السلام و التعايش فيما بينهم. العلمانية عقد إجتماعي بذاته, عقد يستفيد منه كل الناس إلا رجال الدين و الشعوذة, يعني مكسب للجميع تقريبا . لذلك فالخيار ليس بين الشيوعية أو الإسلام أو المسيحية بل الخيار هو بين التعايش أو السلام أو منطق الغابة و ديكتاتورية الأكثرية . العلمانية تعطيك عرضا لن ترفضه لمجتمع عصري و آمن و حديث و سيكون أبسط مقابل يمكن أن تدفعه و أنت راضي و سعيد هو أن تضحي بدينك المقيت في مقابل هذا العرض.
لذلك نحن سنكسب في النهاية إن لم ننقرض قبلها. و حتى لو هزمنا في المعركة القادمة فالمكسب آت لا محالة. إنها عجلة التاريخ التي ترحم الكائنات الديناصورية المنقرضة مثل الأديان. الديناصورات سادت 160 مليون سنة قبل أن تنقرض بينما أدياننا الرخيصة لن تعمر مثل هذا العمر.
يا عزيزي انا لا أخشى الإسلام لانه دين ميت يتحرك A dead man walking, أسد عجوز بدأ الهجوم الأخير عليه. فقط لا تخشى أنت على العلمانية لانها إنتصرت بالفعل في أكبر معاقل الدين و التزمت أوربا.
نحن الآن نخوض حربنا الأخيرة قبل توحيد العالم تحت راية الإنسانية المجيدة.
كل ود.