(09-21-2011, 07:40 PM)هاله كتب: زميلنا دياب
اقتباس:اختيار العلمانية حلا قبل التعرف على حقيقة الإسلام مشكلة مستحكمة
بنفسك قلت أن الدين كان مصيدة "عبر العصور"
فهل معرفتنا بالاسلام نصا و تاريخا ستحمينا من مصائد قادمة؟؟ هل كان السابقون جهلة بهذا الدين؟ ألم تبدأ النزاعات ذات الغطاء الديني قبل دخول "السقيفة" و حتى اليوم؟
لا أعتقد أن معرفة الدين الاسلامي ستحميه من التحول لمصيدة و الأمر ينطبق على سائر الأديان أيضا. فقد كان كل من بوش و هتلر و غيرهما يستندان الى الدين لتضليل الشعوب و خداعها. و لا أدري ما مشكلتكم مع جعل الدين أمرا شخصيا تتمتعون بكل الحرية في ممارسة شعائره و طقوسه و حمايته من التلاعب به و تحويله الى افخاخ و مصائد. هل لنا أن نعرف؟ لأني شخصيا أتوقع أنكم تريدون فرضه على الآخرين و "من يحكم بغير كتاب الله فاؤلئك هم الضالون" و عذرا ان كانت الآية غير دقيقة.
ان كانت "لا اكراه في الدين" تبعتها الفتوحات الاسلامية و الاكراه على الدين بحد السيف و ان كانت المسيحية خرجت لنا بمشاريع استعمارية مشابهة و اليهودية كذلك فهل بقي شك في أن الدين هو في حد ذاته مصيدة الشعوب و أفيونها و كوكايينها؟
ثم ألا ترى في اختيار أحد أديان الشعب لجعله دين الدولة شكلا من أشكال التمييز في الحال الذي يرى كل متدين أن دينه هو الأفضل و الأصلح و الأنجع؟ ما مبررالتمييز؟ خاصة و أنه ليس هناك اسلام واحد بل لكل شخص و كل مؤسسة و كل طائفة مفهومه للاسلام؟ و ما مبرر رفض الموقف المحايد الذي يتخذ نفس المسافة من الكل؟
سيدتي
فلندع كل ٌ يصلي كما يشاء ويعبد ربه كما يشاء، ولنعط وقتا لمحبة بعضنا، ولبناء مجتمعاتنا ونتماسك، فهذا زمن التكتلات والعلم، وبهذا نستطيع مقاومة الازمات الرهيبة المسلطة على اعناقنا .....
هل نجح المسلمون فى التفاعل مع الاسلام، وجهة نظرى تقول لا للأسف بل فشلو فشلا ذريعا، وأصبحت هوة سحيقه بين النظريه والتطبيق، حيث النصوص يتم لى اعناقها للتوافق مع هوى النفوس الطامعه والعليله، وهم عجزوا عن فهم الطريقة الأمثل ليتفاعلو مع الزمن وفهم الاسلام بما يحقق تقدم و سيادة الأمة وتفاعلها مع المتغيرات المتجدده... نعم فشلو في خلق فقه معاصر يعبر بنا الى ضفة أخرى، من وعي وادراك، لأهمية التطور والتطوير، وتكوين فكر شمولي متفاعل مع باقي الحضارات، إيجابا وليس سلبا بحيث نستورد من الاخر، مايفيدنا ويثرينا كمسلمين و عرب.. ماحصل هو استيرادنا لمزابل الاخر، على المستوى البيئي، والترفيهى، واصبحنا كالإمعات، مجرد متناسخين سلبا.
لقد تم تسييس الدين واستخدامه كمطيه للسيطرة على البسطاء ولذلك (تم تذويب) دور الدين الاخلاقي في تبنى تقليم المجتمع اخلاقيا بحيث يؤثر الدين ايجابا وليس سلبا، ماحدث هو العكس وما الارهاب الذى تصدرة الدول العربيه تحت مسمى الأسلام الا دلاله على ان الدين تحول بنظرهم الى مجرد مطيه، لوصول لغايات دنيويه ..فقط لاغير.
الإسلام في طبيعته دين غير إقليمي وغايته أن يقيم للإنسانية جمعاء مثالاً للانسجام والألفة باجتذاب معتنقيه المنتسبين لأجناس متنافرة ثم تحويل هذه المجموعات الذرية إلى أمة لها شعور بذاتها وكيانها
الخاص، وهذا لم يكن عملا سهلاً ولكن الإسلام بما له من نظم ُرسمت على خير وجه وفًق إلى حد كبير إلى خلق إرادة عامة وضميراً جماعيًاً بين هذه الأجناس، ذلك أنه يكفل لأفراده الانسجام في الظاهر والباطن مما يقاوم عوامل الفرقة وعدم الانسجام التي تكمن دائماً في الجماعات المؤلفة من شعوب مختلفة.
أن تاريخ الإسلام تفاعل تدريجي بين قوتين متمايزتين :
الثقافة والمعرفة الآريتين من جهة ودين سام من ناحية أخرى، و لقد ظهر في الإسلام ما بين 800 م و 1100 م ما لا يقل عن مائة فرقة من الفرق الدينية وهو أمر قاطع في دلالته على مرونة التفكير الإسلامي، وما بذله المفكرون الأوائل من نشاط موصول.
إن روح الإسلام رحبة فسيحة بحيث أنها تكاد لا تعرف الحدود وقد تمثلت كل ما أمكنها الحصول عليه من أفكار الأمم المجاورة فيما عدا الأفكار الملحدة، ثم أضفت عليها طابع تطورها الخاص.
الإسلام بريء والمسلمون متهمون حكاماً ومحكومين، و المسلمون متهمون بجهل مقاصد الشريعة وبالتالي الانحراف عن حدودها !!، بالتكفير والاتهام بالزندقة، و انصرف المسلمون عن الاهتمام بالشؤون العامة، و يئس المسلمون من أنفسهم، و أخطأ المسلمون في فهم معنى ( التوكل ) و ( القدر )، و أخطأ المسلمون في فهم معنى ( الطاعة لأولي الأمر ) .
يجب أن نسعى لبناء مجتمع عربي متماسك، العالم يتكتل على بعضه ونحن نتنافر ونتقاتل، فليدخل الجميع في لب التماسك والديمقراطية الحقيقية التى تحترم الجميع، وتحترم اراء الاخرين، وسوف نصل الى غاياتنا، فالاراء لبناء المجتمعات قريبة جدا من بعضها، اذا ابتعدنا عن افكار سوداء تمزقنا أكل الدهر عليها ومات اصحابها ونحن نتذابح حول من هو الاصح، والمحبة الحقيقية هى الأساس طالما هدفك وهدفي بناء مجتمع عربي حضاري متماسك، فكل الاديان في النهاية هدفها واحد وكذلك المصلحون والانبياء، و هل كان هدفهم ان يصلوا بنا الى هذه التفرقة المرة والشنيعة ؟، لا اعتقد ذلك.
أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح شيخاً!!!.
احترامي وتقديري.