حيثيات انتخاب ناظم القدسي رئيسا لسورية عقب الانفصال عن مصر
اخبار وصحف ايام زمان
شارك
خالد العظم ينسحب من السباق الرئاسي, ومأمون الكزبري يفوز برئاسة المجلس النيابي
تميز تاريخ سورية عقب الاستقلال بحالة من عدم الاستقرار السياسي بسبب الأوضاع الداخلية في سورية من جهة وتطورات الوضع الإقليمي والدولي من جهة أخرى, فمن إعلان قيام ما يسمى بـ "إسرائيل", كانت سورية أكثر المتأثرين بهذا الأمر,
حيث تلقت الحياة الديمقراطية في سورية أول ضربة موجعة من خلال انقلابات العسكر, التي بدأت بانقلاب حسني الزعيم عام 1949 الذي لم يدم حكمه سوى 139 يوما, جراء انقلاب ثان لسامي الحناوي الذي سرعان ما قلب حكمه العقيد أديب الشيشكلي, واستمرت تلك المرحلة حتى شباط عام 1954 عندما أسقطت المعارضة الشعبية حكمه وأجبرته على مغادرة البلاد.
وبعد سقوط الشيشكلي بدأت الحياة الديمقراطية تعود تدريجيا إلى البلاد, إلا أن تداعيات الوضع الإقليمي والدولي وضع سورية في متاهات الحرب الباردة, مما أدى إلى الإسراع في إعلان الوحدة مع مصر عام 1958, إلا أن هذه الوحدة لم تدم إلا 3 سنوات, وانتهت بانقلاب عسكري للعقيد عبد الكريم النحلاوي.
وشهدت مرحلة ما بعد الانفصال أيضا حراكا سياسيا نشطا, تجلى في تشكيل عدد 5 حكومات, وتشكيل لجنة لإعداد دستور دائم للبلاد وغيرها..
ونستعرض اليوم ما جاء في مجلة الأسبوع العربي في عددها رقم 132 تاريخ 18 كانون الأول عام 1961, من عملية انتخاب ناظم القدسي رئيسا للجمهورية وهو أول رئيس بعد الانفصال, وأجواء التنافس بينه وبين الزعيم السوري خالد العظم, بالإضافة إلى ما شهدته انتخابات رئاسة المجلس النيابي.
وفيما يخص انتخابات رئيس الجمهورية تبين المجلة في عددها أن المرشح خالد العظم للرئاسة أعلن انسحابه من السباق الرئاسي وبقي هناك مرشح واحد هو الدكتور ناظم القدسي.
ويوضح هذا العدد الأجواء قبيل الانتخابات ومنها أن 20 نائبا من يمثلون مختلف اتجاهات المجلس النيابي اجتمعوا في مكتب رئيس المجلس خلصوا بعد التشاور إلى الاتفاق على حصر معركة الرئاسة في شخص واحد وهو الدكتور ناظم القدسي, وعلى اثر ذلك قام وفد نيابي بزيارة العظم.
ولفتت الصحيفة إلى أن العظم لم يفاجأ بزيارة الوفد ولكنه فوجئ بان أكرم الحوراني من أعضائه ففهم بسرعة ووافق على سحب ترشيحه.
وأسفر الاقتراع في البرلمان عن انتخاب القدسي بأكثرية 152 صوتا مقابل 8 أوراق باطلة و7 أوراق بيضاء وورقتين باسم دهام الهادي وورقة باسم فهد الدندل, ونتيجة لذلك أعلن رئيس المجلس النيابي رسميا انتخاب القدسي رئيسا للجمهورية.
وبدأ الرئيس المنتخب عقب أدائه قسم المحافظة على الدستور مهامه بالاستشارات الرامية لتأليف حكومة جديدة.
يشار الى ان ناظم القدسي اصدر في 24 كانون الاول مرسوم تشكيل حكومة جديدة بناء على أحكام دستور مؤقت, هي الأولى في ما سمي حينها العهد الدستور الجديد, برئاسة معروف الدواليبي, وذلك بعد قبول استقالة الحكومة الانتقالية برئاسة عزت النص.
وناظم القدسي (1905 - 1998) أحد سياسي سوريا ولد عام 1905 في مدينة حلب ودرس الحقوق في دمشق، ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم في جامعة جنيف. كان من مؤسسي حزب الشعب في سوريا. أصبح رئيسا للجمهورية السورية في حكومة الانفصال (14 ديسمبر 1961 - 8 مارس 1963), عمل كرئيس لمجلس النواب عام 1954 وتولى إحدى الوزارات عام 1949 لمدة ثلاثة أيام وترأس الحكومة السورية لمرتين في عام 1950 و1951 توفى في الأردن سنة 1997.
وخالد العظم, ولد عام 1903 وتوفي في 1965, من ابرز السياسيين في سورية رأس الحكومة في سوريا ستة مرات، وتولى كرسيًا وزاريًا أكثر من عشرين مرة, كما انه تسلم رئاسة سورية بصفة مؤقتة عام 1941.
كما تناولت المجلة ما شهدته انتخابات رئاسة المجلس النيابي آنذاك, حيث فاز مأمون الكزبري برئاسة المجلس على منافسه جلال السيد حيث حصل الكزبري على الأكثرية بواقع 114 صوت مقابل 47 صوتا فقط للسيد.
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=139594
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=189506957795272&set=a.189506861128615.47879.113676832044952&type=1&theater