بسم الله الرحمان الرحيم لقد ثورة مصر المفاجأة الكبرى في القرن الحادي والعشرين لأن مصر هي بوابة الوطن العربي بمشرقه ومغربه وتصورت الإمبريالية والصهيونية أنَ بالإمكان احتواء الثورة بتمنحي الرئيس الامبارك وتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الحكم بدلاً من الرئيس وبذلك يتبدل الشكل ويبقى الأذناب لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر فاستمرت الثورة بل ازدادت اضطراماً وأصر الشعب على استكمال مسيرة الثورة باجتثاث كل رموز الفساد ومحاكمتها وإنزال العقاب الذي لما جنته أيديها من جرائم بحق الشعب وعندما أدركت الإمبريالية والصهيونية والقوى المتآمرة أن ما أرادته لم يتحقق لجأت إلى افتعال أحداث مبرمجة لإحداث فوضى منظمة بغية حرف الثورة عن مسارها وقد شاركتها بعض القوى الخارجية عربية وغير عربية لاجهاظ الثورة وإعادة عقارب الساعة للوراء فأوعزت لعملائها بافتعال مظاهرات ظاهرها مطلبي وباطنها التشويش والإرباك وعندما بدأت محاكمة رموز النظام المقبور وكادت أن تصدر الأحكام العادلة بحقهم ازدادت وتيرة الفوضى المنظمة المبرمجة لإجبار الحكومة والمجلس العسكري بالتراجع عن المحاكمة لكن المطلوب من كل القوى الحية التي فجرت الثورة أن تقطع الطريق على كل القوى المتآمرة وتتفق على برنامج يمثل حدا معقولا لحماية الثورة وتنفيذ إرادة الشعب كي لا تذهب دماء الشهداء هدراً وأن يصدر القضاء حكمه العادل بحق المجرمين القتلة وأن لا تأخذ القضاة في الحق لومة لائم وبذلك يطمئن الثوار أن الثورة قد حققت أهدافها.

الزملاء الاعزاء

لست بصدد الحديث عن وجود قوى خارجية توجه الثورة بمصر أم لا ، فالمنطق يقول انه من مصلحة اعداء مصر الرابضين على حدودها ان لا تقوم لمصر قائمة ، ولو كنت مكان "نتنياهو" لفصلت العاملين فى الموساد لو لم يفعلوها.

ولكن مهما كانت القوى الخارجية او الداخلية المعادية للثورة فنجاحها يتوقف على الشعب ، وهذه هى مشكلة الثورة الحقيقية ، الشعب المصرى ليس مؤهلا للثورة لأنه تاريخيا يشبه غضب قوم فرعون على فرعون وملئه وآله،

لو كل مواطن مصرى كان فى نفس موقع المسئولية لكان فعل مثل ما فعل من قامت عليهم الثورة ، لذلك يجب أن لا نترك المصريين لأنفسهم ، هذا لأن نفوسهم قد فسدت ولكن يجب على الحاكم ان يتعلم من قصة "ذى القرنين"

عند بداية الدولة لا تفاهم ولا مفاوضات ولكن قانون صارم يقول ( أما من ظلم فسوف نعذبه ) ، حينما يقول الحاكم لا مظاهرات إذن لا مظاهرات وويل لمن خرج عن الطاعة ، وهكذا فى كل مجال وكل مذهب ودين فى مصر ، يجب قبضة حديدية فى هذه المرحلة تحديدا ولكن اتمنى حاكم عاقل يعرف متى يوقف القبضة الحديدية ويبدأ فى قبضة مفتوحة للسلام.

لقد سأل اليهود عن ذى القرنين تحديدا لأنهم يعرفون انه نظام ادارة الملك.