حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مآذن خرساء 12/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين
حمادي بلخشين غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 134
الانضمام: Aug 2010
مشاركة: #1
مآذن خرساء 12/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين
الفصل الثاني عشر
ملامح شخصيّة الطفل رشيد.


حين توطّدت علاقتي برشيد، سألته عن سرّ كآبته الحادّة.. في الحقيقة لم أصادف في حياتي شخصا مكتئبا بذلك القدرالهائل.. إكتئابي لا يتجاوز نصف يوم أو اكثر بقليل ، و لكن صديقي رشيد يمضي أحيانا ثلاثة ايام تحت تأثير كرب نفسيّ متّصل.

أخذ رشيد شهيقا عميقا ثم أطلق زفيرا حادا، همّ بالكلام مرّتين ثم سكت.. ندمت فور إحساسي بانني حاولت التشوّف الى منطقة ممنوعة من حياته، اعتذرت عن تطفلي و تجاوزي حدود اللياقة و الذوق، غيّرت الموضوع تماما . لكن رشيد تكلّم :

ـــ ص 84 ـــ

ــــ أجتمع لديّ العامل الوراثي، والإستعداد الفسيولوجي و صدمات الحياة.
اطرق طويلا ثم قال:
ـــ حادثتان أثّرتا في حياتي، سأحكي لك عنهما في الوقت المناسب.

بعد شهرين، و ذات مساء صيفي طويل، استدعاني رشيد الى بيته.
بعد ان تبادلنا كلمات قليلة قال لي:
ـــ سأحدثك اليوم عن سرّي الأول و الرّئيسي، أما مأساتي الثانية، فيمكن اعتبارها من جملة ذيول مأساتي الأولى...
زفر رشيد طويلا ثم استمرّ :
ــ سرّي الأول حملته منذ خمس و أربعين سنة، وها أنا أطلعك عليه.. أعلم انك مكروب مثلي و عندك فائض من الهموم... يكفيك هموم السلفية و الشيعة و الإخوان و عمارتك اللعينة و العنصرية.. أعلم انك لست بحاجة الى منغصات أخرى، ولكن كما قال الشاعر" و لابدّ من شكوى الى ذي مروءة"... منذ خمس و أربعين سنة كنت أفتش عن إنسان حقيقيّ يشاركني حمل هذا السرّ، لكنني لم أجد ذلك الشخص في أحد ممّن حولي!
ــ حتى في زوجتك؟
نظر الي بحزن ثم قال بنرة حزينة :
ـــ خصوصا في زوجتي .
ـــ ....
ـــ لا شك أنك لاحظت مدى تـنافرنا
تذكرت المثل الإسباني " الرجل السعيد هو الذي يحكي لزوجته كل شيء "
ما أروع ان يحكي الرجل لزوجته كل شيء .
ـــ قبل سنتين، وثقت بشخص كدت أن أبوح بسريّ، ظننته صديقا حقيقيا، لست أدري مالذي جعلني أعدل ساعتها عن ذلك، أثبتت لي الأيام مدى خطئي في تقييمه، كان أمرا يدعو للخجل و الإحباط ...احتقرت نفسي كثيرا، حين اكتشفت معدن ذلك الرجل الذي حسبته ذهبا خالصا فاذا هو أرخص من التراب .
ــ كلي آذان صاغية يا صديقي ...
ــــ حتى تستوعب الحادث و مدى أثره الصاعق على نفس رشيد الطفل و رشيد المراهق ورشيد الشاب ثم رشيد الكهل، أسمح لي بمقدمة قصيرة اكشف لك فيها أهم جوانب شخصيتي، و أشد معالمها النفسية وضوحا .
ــــ ...
ــــ سبق أن حدثتك عن الوساوس القهرية المتتابعة التي كانت تتوالى عليّ منذ طفولتي المبكرة ، فلا تدع لنفسي أي مجال للسكينة ولا أي فرصة للسلام. بالإضافة الى ذلك، و على الرغم من حداثة سني، كنت مسكونا بشعور طاغ بأهميّة الشرف و ضرورة الحفاظ عليه، والموت في سبيل الدفاع عنه! كنت أسمع من حولي وهم يردّدون أمثلة من قبيل" النار أهون من العار" و " الشرف مثل الزجاجة اذا انكسرت فلا تقبل الجبر" و" الشرف مثل عود الكبريت معدّ للإستعمال لمرة واحدة فقط "...
رن الهاتف رفع رشيد السماعة .. إستأذنني قبل أن يستغرق في مكالمة خارجية من شقيقته في السويد .
سكبت بعض من العصير.. الشرف بضاعة معدّة عربيا للإستهلاك اليومي.. صحن رئيسيّ لا يغيب..الشرف بالنسبة لعربي ليس كالصدق بالنسبة لنرويجي.. أنا لا أتحامل على النرويجيين " الصدق بضاعة أثمن من أن تستعمل يوميّا " هكذا يقول المثل النرويجي !.. فصل الصيف في تونس و في كل البلاد العربية، هو فصل الأعراس، فصل الحصاد وفصل رجوع المغتربين
ــــــــــــ ص 85 ـــــــــــــ

من فرنسا و ايطاليا و ألمانيا و غيرها من بلاد المهجر.. في بلادي، الصيف مهرجان حقيقي لإستعراض شرف البنات و فحولة الرجال!.. في الصيف تقام احتفالات بدائيّة مخجلة لا تخلو منها قرية أو مدينة تونسية، و تقام فيها طقوس وثنية لا تمتّ للذوق الإنساني بصلة.. طقوس لا علاقة لها بالإسلام من بعيد أو قريب .. مجرّد مراسيم جاهلية يسقط المجتمع فيها أي معيار للرجولة سوى سرعة الإنتصاب و القدرة على اختراق غشاء البكارة في مدّة قياسيّة حدّها الأقصي السويعات الأولى من الحياة الزوجية... لكسب الرهان في الجولة الأولى، يحتاج العريس الى مستشار في الجماع، عادة يكون محنّكا يسمونه "الوزير".. الوزير هو الذي يرشد العريس عن الوضع الأنسب لإختراق الزوجة بأسرع وقت.. الوزير لا يهتمّ بما قد تحدثه هجمة العريس الفظ و المتلهف لفضّ غشاء البكارة من دمار في نفس الزوجة و من تأثير سلبيّ قد يبغّض لها الجماع مدة حياتها الزوجية، المهم ّ لدى العريس ووزيره هي السرعة و الفاعلية و الحسم ،لأن الموقف لا ينتظر التهاون، و لأنّ ألسنة الناس لا ترحم. لأجل ذلك كان من الضروريّ تناول العريس بعض الخمر حتى يستعين بها على ضبط أعصابه، أو على المزيد من الجرأة أو القدرة الجنسية، لست أدري بالضبط سبب شرب الخمر في تلك المناسبة، فانا لم اشرب خمرا في حياتي اذا استثنينا ما كنت أسترقه و أنا طفل صغير من بقايا كنت أجدها في كأس أبي، كنت أفعل ذلك بدافع الفضول لا غير .

الرجل في تصوّر أبناء وطني، ليس المواطن الحرّ الذي يناضل للحصول على حقه في الحرية و العدالة، و يسعي الى تمكين غيره من تلك الحقوق .. الرجولة في عقلنا الجمعي ليست أخلاقا و شيما عالية، بل فحولة وقدرة جنسية فائقة.. الرجل الفعلي هو الذي يتمكّن من تمزيق بكارة عروسه حتى يقطع الطريق على أي أقاويل تشكك في رجولته، و لكي لا يدع أهل العروسين و الجيران و الضيوف يرابطون اكثر من اللزوم أمام غرفة نومه في انتظار نتيجة العملية الجنسية الشبه علنية.

كنت في السادسة عشر حين تزوج أخي.. بعد دخوله على عروسه، بقي الضيوف ينتظرون في بهو الدار! بعد دخوله بخمس دقائق سمعت العروس تصيح مستنجدة " عمّتي! عمّتي"!! كلّ الحضور أدركوا فورا أن أخي يتعرّض الى مقاومة شديدة، لا بدّ أنهم قد تساءلوا" لماذا لم تساعده حتى يجتاز هذا الإمتحان الذي يحتاج الى أعصاب فولاذية ؟"... كيف يمكن تعريض بشر الى تجربة محرجة كهذه؟!.. اذا أقررنا نحن المسلمين هذا العمل، فكيف نلوم الشعوب البدائية اذا مارست الجنس على قارعة الطريق؟ هل أن ذكر الإنسان مثل سيف يستلّ كل لحظة؟ أم هو مجموعة من الأعصاب و الأوعية الدموية التي تمتنع عن الإستجابة لأي إثارة، مادام المرء مضطرب البال ما دامت تحركاته تحت المجهر؟.. كان صوت إستغاثة العروس مسموعا لجميع الحضور، بالطبع لم يهب أحد لنجدتها، تبادل بعض الحضور ابتسامات خفيّة ذات مغزى ظاهر.. كان أخي يناضل في الطابق الثاني، وكان الحضور معتصمين في الطابق الأرضي.. الوزير فقط كان يتردد بين الطابقين. كان يصعد حينا الى غرفة العمليات للإدلاء بنصائح إضافية قد يحتاجها وضع استثنائي طارئ. كما كان ينزل حينا آخر الى الحضور كي يبلغهم آخر المستجّدات، و ليتزود منهم ببعض التوجيهات التي غابت عنه.. بعد قليل هدأت الأصوات، تلا ذلك فتح الباب، ثم نزول الوزير و على وجهه آثار الخيبة:
ـــ لقد فشلت المحاولة الأولي! يبقي الأمل في المحاولة الثانية...علينا الإنتظار.. بعد قليل انتشرت المعلومة بين الجميع .

الرجال متفاوتون تفاوتا كبيرا في القدرة الجنسية، الرجل العادي يمكن أن يعيد العملية الجنسية
ـــــ 86 ــــــــ

بعد فترة تتراوح بين ربع ساعة وأربع و عشرين ساعة... اذا قام ذكرالرجل ثانية خلال 24 ساعة فهذا أمر طبيعي. اما اذا احتاج الرجل الى أكثر من هذا الوقت لإنهاض ذكره عليه باستشارة الطبيب المختص.. حين لاحظت اعتصام الضيوف في أماكنهم وإصرارهم على البقاء، سألت شقيقتي بكل بلاهة عن السبب أجابتني بصوت كئيب"" أخوك جمال ما زال ما عرّسشي( لم يتزوج بعد!)"...في المرّة الثانية تحقق الهدف وأصبح جمال رجلا حقيقيا يمكن له أن يقابل الناس دون حرج.. ذات مرة قرأت في مجلة سؤال يقول ماهي المعركة التي تسفر عن جريح و أسير و كان الجواب: معركة ليلة الدخلة: امراة مفتضة وزوج أسير الحياة الزوجية!.. كثير من العرسان دمرتهم عادة "انتظار النتيجة" إلى حد إصابتهم بعجز دائم.. يحدث أحيانا أن يعجز العريس بفعل الإحراج و الضغط عن جعل ذكره ينتصب، اذا لامته عروسه تضاعف حرجه، وكلما أضاف يوم فشل آخر زاد إحراجه و ضعفت ثقته في قدرته الجنسية. في بعض القرى التونسية يعرض قميص نوم العروس في الطريق العام وعليه آثار دماء بكارتها، أحيانا يتخذ قميصها راية يرقص الناس حولها مثل عراة افريقيا. كان والد الفتاة يجهز نفسه ببندقية لإثبات رجولته هو أيضا، إما بإطلاق الرصاص ابتهاجا بسماعه الخبر السعيد الذي اثبت بأنه كان سيد الرجال حين حافظ على بكارة ابنته، و إما لإثبات رجولته بأثر رجعي، عبر إفراغ البارود في جسد ابنته غسلا للعار.. في مصر هناك امراة متخصصة تلف يدها بخرقة بيضاء و تتولى بنفسها فض البكارة لتكفي المؤمنين شر الإقتتال. أحد الشبان في بلادي استعان بصديقة للقيام بالمهمة عوضا عنه، و كانت النتيجة اكتشاف الأمر و انتحار والد العريس!
وصلني صوت رشيد كان قد فرغ من مكالمته الهاتفية.

ـــ كنت اسمع من والدتي و الجيران و أهل الحي أن المرأة " أ " سيرتها مثل الزفت، و ان البنت " ب" قد طردها زوجها ليلة الدخلة بعدما وجدها مفتضة، و ان الفتاة " ت" كان زوجها شهما حين وجدها مفتضة و لم يفضحها واكتفى بتطليقها بعد ستة أشهر من الزواج بدعوى انها لا تحسن الطبخ. و ان زوج العروس" ث" لم يتمكن من فضها بعد، رغم مرور ثلاثة أيام من المحاولات المتكررة، و أن الشكّ قد بدأ يتسرّب الى الزوج، في حين بدأ هل الفتاة يروّجون إشاعة كون الزوج قد سحر أو به برود لا يرجى اصلاحه، كمحاولة استباقية لتطويق الأزمة... الشرف كان موضوعا مركزيا في مجتمعنا النسائي و الرجالي على حد سواء.. سقوط شقيقتك في تجربة جنسية تفقدها بكارتها يعني سقوط كل العائلة و على مدى عقود طويلة.. أبي تخلّص من شقيقاتي بطريقة مخجلة.. كن يشكلّن عبئا حقيقيا، كان لا يتردد في قبول أي خاطب يطرق بابنا، حتى انه زوج بعضهن من منحرفين و مسجونين سابقين.. لو تقدم الشيطان نفسه لخطبة إحداهن لما ردّه أبي خائبا.. كان يخشي فتح الملفات القديمة فتبور شقيقاتي ولا يجدن أزواجا.. أبي كان خائفا لأن عمّته التي بلغت الثمانين قد هربت من بيت أسرتها منذ ستين سنة لتتزوج الرجل الذي تريده.. و على سنة الله و رسوله. كان ذلك كافيا كي تطرد عمة ابي من العائلة التي سبّبت لها عارا لا يمحى الى الأبد. شقيقاتي دفعن ثمن ذلك العار غاليا. شقيقاتي لم يشاهدن قط عمة أبي التي أخطأت في حقهن منذ ستين سنة!...

هرش رشيد رأسه، اطرق طويلا ثم استمرّ :
ــ كان الشرف حديث مجتمع الأطفال أيضا!! فقد كنت أسمع من أطفال الحيّ أن أمّ الصبي " أ " قحبة، و أن الصبيّ" ب " مشكوك في سيرته، و أن الصبي" ت" مأبون علنيّ لا يتردد في الذهاب مع الأطفال الكبار و ربما مع الرجال أيضا، ليفعلوا به الفاحشة... كان مجرّد سماعي لتلك النعوت يجعلني أتجمّد من الخوف، كنت أخشى أن أوصم يوما بتلك التهمة الشنيعة... كان يرعبني مجرّد تمكّن مخلوق ما من رؤية مؤخرتي مكشوفة أمام نظره.. لم أكن أذهب الى أبعد من ذلك. يا للفضيحة و للعار، كيف أمشي في الطريق، وكيف أنظر في وجوه الناس وأنا أدرك انهم يعلمون انني قد تطوعت بعرض مؤخرتي للإيجار أو حتى لوجه الشيطان، كيف سيكون موقفي أمام أمي و أبي و إخوتي و أقاربي و أهل حيّي و زملاء دراستي، كيف يمكنني الحياة لو علقت

ــــــــ ص87 ـــــ

بي تلك الوصمة، كيف أصنع إذا وجدت نفسي ذات يوم موصوما بذلك العار، أي أرض ستقلّني و أي سماء ستظلّني اذا وجدت نفسي مسربلا بالفضيحة و مطوقا بالعار، ثم وجدت كل الأبواب موصودة في وجهي بما فيها باب القبر؟! .
.. حين لاحظت ارتجافة ذقن رشيد ايقنت انه سيشرع في البكاء، استأذنته و دخلت الحمام، اكره رؤية رشيد يبكي أمامي ، تعمدت الإبطاء لأعطيه فرصة البكاء، حين خرجته وجدته منخرطا في بكاء مرير، بدأت لي الفاجعة تتضح شيئا فشيئا، اكتملت الصورة في ذهني لم تبق الا التفاصيل الصغيرة . لم أعد الى مكاني بل جلست بجانب رشيد، ثم وضعت راحة يدي علي فخذه الأيمن و ربتّ عليه، كان يتكئ على جانب الأريكة معتمدا على مرفقه الأيمن. كما كانت يده اليسرى تغطي نصف وجهه .
ـــ تشجّع يا رشيد .. أنت رجل جيّد، لا شكّ أن الله سيكون بجانبك .
لم أجد أي كلمة عزاء تناسب مأساوية الموقف، أنا لست حيال شخص عادي ترضيه كلمات بسيطة، رشيد أدرى مني بوجوب الرضا بقضاء الله، و بما أعده الله للصابرين، كما هو أعلم مني بأن الحياة محرقة حقيقية، وأن كل العزاء انها محرقة مؤقتة. لو كانت لرشيد زوجة يبادلها الحب لخففت عنه بعض ما يلاقيه، هممت بأن أروى طرفة تبدد عنه سحب الكآبة، عدلت عن ذلك خصوصا وأنه لم يدخل بعد في التفاصيل الدقيقة.استمر يبكي حتى ارتفع شهيقه، تركته يفعل ذلك دون أن أشوش عليه، كل ما استطيع خدمته به هو حسن الإنصات و التضامن، خصوصا و أنا الشخص الوحيد الذي يمكن أن يبثه همومه و يشكو إليه أحزانه. فعلاقة رشيد بزوجته متوترة جدا و الثقة بينهما مفقودة ، وحبال الود مقطوعة، ولا أمل في إصلاحها حتى في المستقبل البعيد حسبما يبدو لي .. ليس لرشيد كتفا يبكي عليه فلأكن ذلك الكتف. أن يحدثني رشيد عن سر حياته، فذلك يعني ثقته المطلقة بي و يقينه القاطع بأني سأتعاطف معه، فلأكن في مستوى ثقته و يقينه.
انتظرت دقائق حتي كف رشيد عن البكاء، ولكن صدره بقي يعلو و ينخفض بين حين و آخر .
ــ أظن انك حدثتني عن باب القبرأو شيء من هذا القبيل؟
مسح رشيد عينية بكم قميصه ثم أجاب :
ـــ نعم، حين فكرت بما قد أوصم به، مرّت أمامي فكرة الإنتحار كإمكانية للهروب، لكنني لم أتوقف كثيرا أمام تلك الإمكانية، لأني ولدت متدينا، كما ولدت موسوسا ومسكونا بهاجس الشرف. كنت أخشى عذاب الله منذ بدأت أعقل. كنت أسمع أن قتل الإنسان لنفسه أو لغيره من شأنه أن يدخله جهنم والى الأبد، لأجل ذلك كان خوفي مضاعفا بسبب وجوب بقائي في أرض المحرقة حتى النهاية في صورة وصمي بتلك الفعلة الشنعاء. كنت مسكونا بهاجسين، أولهما إمكانية اتهامي بذلك الشيء الفظيع، وثانيهما كيفية تعايشي مع العار الذي سيلفني من كل ناحية، خصوصا و أن تركيبتي النفسية شديدة الحساسية والتأثر... كانت وساوسي القهرية تحملني على النظر الى الحياة بمنظار أسود، كما كانت تحملني على توقع أسوأ الكوارث في كل حين.. أحيانا يتملكني هاجس بأن أبي سيموت قريبا.. كنت اقلق كثيرا اذا تأخر موعد رجوعه الي البيت، لم اكن أخلو من همّ يضغط على قلبي، فكلما تبخر هاجس عوضه هاجس ألعن و أبقى.
قاطعت رشيد :
ـــ لكن مالذي جعلك تتوقع تلك الوصمة، والحال انك بعيد عن كل شبهة.
سحب رشيد شهيقا طويلا اتبعه بزفير حادّ ثم أجاب :
ـــ مما قوّى احتمال تعرّضي الى تلك التهمة، كوني فتى ظاهر الوسامة يعيش في مجتمع ذكوري لا يختلط الرجال به بالنساء، بمعني انه لا توجد فتيات في متـناول الشبان، فالأغلبية العظمى من البنات لا
ـــــ 88 ــــــــــــ

يتنقلن الا بعلم أهلهن، واذا رأيت فتاة مع شاب فهي مخطوبة أو في طريقها الى الخطبة، لأجل ذلك كان اللّواط ضرورة لحلّ المشكل الجنسي.. في كل مرة كنت أتفوّق فيها على صبيّ في معركة، كان الأخير يتراجع خطوات تمكنه من ضمان مسافة أمان، قبل أن ينعتني بأن شكلي لا يختلف عن شكل أي بنت. في الحقيقة كنت كذلك، فقد كانت ملامحى رقيقة جدا، لنقل أنثوية، كما كنت سريع الخجل، فأي ملاحظة توجه لي سرعان ما تجعل وجهي يحمّر كحبة طماطم.. ليس ذنبي على كل حال... حين بلغت الثامنة، كنت أحاذر أن تشوب سيرتي شائبة.. لأجل ذلك كنت أتجنب الإختلاط بمن هم اكبر مني سنّا. كما كنت أنبّه جاري و زميلي شريف الى التأسي بي في ذلك، لأن تلوّثه سيضرّ بسمعتي باعتبار ملازمته لي بسبب الجوار و الدراسة .
ــــ ...
ـــ على الرغم من انحداري من عائلة تحتل موقعا مزمنا و ثابتا في قعر المجتمع الجزائري، فقد ولدت بحساسية مفرطة ضدّ أي اهانة مهما صغرت، كنت مرهف المشاعر الى حد كبير، لست أدري من اين أكتسبت تلك الخاصية الشاعرية اللعينة، و ليس في أسرتنا بكل فروعها شاعر ، بل لا اعرف من يحفظ بيت شعر واحد .. فوالد جدّي كان مرابـيا، وجدي كان قاطع طريق، وابي سكيرا . منذ طفولتي كنت عزيز النفس، كما كنت حريصا على حفظ كرامتي، في احدى المرات حين بلغت الثامنة رغبت في زيارة شقيقتي الكبرى فاتن، كانت تسكن و زوجها حامد في قرية ريفية تبعد حوالي 20 ميلا عن مدينتنا، بقيت حوالي شهرين و أنا أجمع ثمن التذكرة . حين سألتني والدتي كم ستبقى هناك أجبتها " لا أدري، حسب الظروف "! بعد ثلاثة ايام قفلت راجعا، عندما قدّرت أن زوج أختي قد تضامن أكثر من اللازم مع كتكتوت صغير لا حقته طويلا قبل ان أضربه بحجر، لقد أغمي على الكتكوت في واقع الأمر لكنه سرعان ما أفاق، لكنني لم أقبل تصرّف زوج شقيقتي.

حين دق جرس الباب فتحته عوضا عن رشيد، كان جاره محمود الصومالي يطلب إعارة مكنسته الكهربائية لبعض الوقت!
ــ سلمها له... تجدها في المطبخ، على يسارك، قل له لا تحتجزها عندك بعد فراغك منها .
حين أغلقت الباب قلت لرشيد:
ــ ذات مرة أعرت جارتي الباكستانية ميزان ألكتروني " خمس دقائق ثم أرجعه لك، سأستخدمه لمعرفة وزن حقائب السفر كي لا أتورط في حمل وزن إضافي أدفع ثمنه غاليا " هكذا طمأنتني... لكنني أنا الذي دفع الثمن غاليا،و حملت وزنا اضافيا.. فقد ارتفع وزني 10 كليوغرامات أثناء السبعة أشهر التي بقي فيها ميزاني حبيس دارها! فقد سافرت دون أن ترجعه لي!
حين نظرت الى الساعة أيقنت ان صلاة العصر قد فاتتنا في المسجد. حتى لو لم تفتني، كان من غير اللائق مغادرة رشيد دون أن أسمع بقية مأساته. استأذنت رشيد ذهبت الى الحمام. توضأت ثم صلينا معا. لم يستغرق الأمر سبع دقائق، مقدار ما يدخن شخص ما سيجارة . بعض المسلمين يمضي سبع ساعات امام التلفزيون، فاذا سالته لم يترك الصلاة تعلل بضيق الوقت! فقط 10 في المائة من المسلمين يصلون. 9 من عشرة مصلين لايفهمون اسلام محمد. رغم ذلك، يستمر الغرب في تحذيره من: " الذئب، الذئب " .
بعد الصلاة قال لي رشيد:
ـــ بعد المقدمة الضرورية بقي علي أن أروي لك بقية القصة، و لكن ببعض الإيجاز.


يتبع
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 07-19-2011, 11:52 PM بواسطة ديك الجن.)
07-15-2011, 01:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مآذن خرساء 5/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين حمادي بلخشين 4 1,618 04-05-2013, 12:00 PM
آخر رد: rami111yousef
  مآذن خرساء 14/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين حمادي بلخشين 2 1,630 07-18-2011, 04:38 PM
آخر رد: حمادي بلخشين
  مآدن خرساء 15/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين حمادي بلخشين 0 1,224 07-18-2011, 04:24 PM
آخر رد: حمادي بلخشين
  مآذن خرساء 13/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين حمادي بلخشين 0 1,541 07-16-2011, 11:20 AM
آخر رد: حمادي بلخشين
  مآذن خرساء 11/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين حمادي بلخشين 0 1,369 07-14-2011, 11:48 AM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS