احمد ملا خليل مشختي

الشمس في المعتقدات القديمه وحتى اليوم
إن عبادة الشمس وما يمت إليها كانت جزء من أقدم عبادات الجنس البشري عامة، في مجرى اعتقاده ان صفحة السماء وماعليها من كواكب ونجوم وشمس وقمر تعكس مسرح احداث تقرر مصير الفصول الاربعة على الارض ومايترتب على ذلك من خير او شر يحدث للانسان. بهذا تصور الاجسام الكونية عائلة يقف على رأسها الاب القمر والام الشمس. بعض الشعوب عبدت الاله القمر على انه الاله الاكبر مثل العرب والآشوريين في حين ان البعض الاخر عبد الشمس كإله اكبر مثل المصريين في عهد اخناتون.

في هذا السياق اعتقد الإنسان البدائي بوجود اتصالات وثيقة بين شعاع الشمس والتغيرات الحاصلة في أحوال الجو، حسب الفصول الاربعة وتأثيرها على عالم الأحياء كما اعتقد بوجود علاقة بين ظهور الكواكب ومواقعها في السماء وبين ما يقع على الأرض من حوادث موسمية ومايرافقها من خير او شر وكوارث . ولكون الشمس تظهر مع ظهور اشراق النهار واستيقاظ الانسان من نومه كان يبدو الامر وكأنه عودة من عالم الموت ولهذا فالشمس رمز للحياة وحرارة الشمس ونورها عامل اساسي في ديمومة الحياة على وجه البسيطة(2) ولذلك كان يُرمز لليوم برمز الشمس في أعلاه دائرة(3).
كان البدائيون يخافون كل الخوف ويهابون ويتطيرون من كسوف الشمس (وخسوف القمر) لانها ظواهر تدلل على شئ غير طبيعي سينعكس سلبا على المحاصيل والحياة ولابد ان نشوئه يدلل على غضب الاجسام الكونية التي اصبحت آلهة. لذلك يهرعون للمعابد للصلوات والدعاء صلاة الكسوف والخسوف من اجل رشوة الالهة واستجلاب رضاها ورفع غضبها عنهم(4).
فكانت الشمس دائما رمزا للنور ومنها النهار ومقره الشمس وهو (اوتو) عند السومريين و (شمش، شماش) عند البابليين و (ميثرا) عند قدماء الآريين و (اهورامزد) عند الزرادشتيين كذلك (يازدان، ياس ـ دان) أي واضع القوانين لدى الزروائية وهي فرقة من الزردشتية.
وعند المصريين (رع و آتون و آختون) ! وعند الإغريق (ابولو - أبو للون) و (ثاوس)، ولدى الرومان (هيليوس) والبره ميون (اندرا) وهو (آدناي) و (يهوا) العبرية و (بعل) الشامية و (أدون) الفينيقية وكذلك (أدون) الاسكندنافية و (دودان) الجرمانية و (واللات) العربية وهو نفسه (ديو) الفرنسية و (ديوس) الرومانية و (آماتراسو) اليابانية و (سورياش) الكاسية و (آسورا) الهندية و (خوار) الحورية و (شي شه مس) الإيزيدية.

إن أول من عبد الشمس تحت قواعد دينية منظمه كان الاكديون والسومريون والكلدانيون، فأسسوا المعابد لعبادة اله الشمس (اوتو) في مدينتي ( لارسا(5) Larsa) و (سبار Sippar)(6) وكانوا يوقدون في معابدها نارا لا تطفئ تكريما له.
وعنهم انتشرت عبادة الشمس(7) وجعل البابليون للشمس بستانا تغيب فيه، كما جعلوا للإله شمش بحرا وقد ركب كلكامش سفينة له، وفي الدور الاكدي يظهر الإله (شمش) ويسمى (شماش) جالسا على العرش وبيده مفتاح يفتح أبواب السماء لتبزغ منه شمس الصباح(8)، كما يشاهد حمو رابي في مسلته وهو واقف أمام (شمش) اله الشمس يقدم خضوعه ويستلم منه قوانينه.
وجاء في شريعة الملك (اورنمو) مؤسس سلالة أور السومرية الثالثة ((لقد جعلت شرائع الإله شمش تسود في البلاد))(9).

وأما مكانة الشمس عند المصريين القدما! ء، فأن أقدم أسطورة فرعونية تنص على إن بيضة عظيمة طفت على وجه البحار فخرج منها (رع) رب الشمس وكان (آتون) أو (آتوم) من أقدم آلهة المصريين ويعتبر رب الكائنات، ويمثلونه بكهل ملتحي وعلى رأسه تاجان، الأول احمر يمثل مصر السفلى والثاني ابيض يمثل مصر العليا، ويدعى (رع هيرختي آتوم) ومستقره الشمس، بيده صولجان الحكم ومعبده (عين الشمس)(10).
وملك مصر الفرعون (امينوفيس الرابع) الذي سمى نفسه (خون آتو) أو (اخناتون) احد ملوك الأسرة الثامنة عشر والذي معناه أفق الشمس، ومن آلهة الشمس المصرية (حارفميس) يرمز إليه برأس صقر فوق قرص الشمس. بالإضافة إلى اله آخر وهو (شو) من آلهة الشمس أيضا. وعندما جاء اخناتون فرض عبادة قرص الشمس آخناتون وحده واصبح هو ابنه والوحيد الناطق بإسمه

وفي الهند ومن سكان الهند الأصليين (الكانيا) يسمون الشمس (قاناباتي) أي (الذي يحل المشكلات) ويعنون به الشمس كما قلنا. ويبين المسعودي إن أهل الهند كانوا قد نصبوا (البرهمن الأكبر) عليهم ملكا فكان مما قام به هو تشييد الهياكل وبيّن حالة المدبر الأعظم الذي هو الشمس(11).
وكان اليابانيون ولم يزالوا يعبدون الشمس ويقيمون لها التماثيل في معابدهم وهياكلهم والهة اليابانيين مستقرة في الشمس، ونجد الشمس رمزا لليابان على علمها كما الصليب رمزاً على اعلام الدول المسيحية والهلال رمزا على الاعلام البلاد الاسلامية. وكان اليابانيون يعتقدون! إن الإمبراطور (هيرو هيتو) هو حفيد اله الشمس المحرقة(12)، ومن الديانات اليابانية المشهورة (الشنتو) ـ الشنتوية والملك عندهم يسمى (تيوشي) ابن سماء الشمس.
وانتشرت عبادة الشمس في الصين القديمة ايضا على الرغم من انها كانت اقل اهمية من عبادة السماء. وفي عهد اسرة مينغ الملكية جرى بناء معبد الشمس عام 1530 في حديقة ريتان في وسط بكين. وقد سمحت الحكومة الصينية بإعادة ممارسة طقوس عبادة الشمس في المعبد الذي بقي مغلقا فترة طويلة. والان تجري طقوس موسيقية لشكر الربة الشمس على عطائها.

والشمس في المعتقدات اليونانية هو (ابولو - أبو للون) اله النور والضياء وهو يتصف بصفات (ميترا) اله النور والضياء، ويمثلونه بشخص مسلح بقوس وسهام من فضة كعلامة لنور الشمس، يصيب بها الرجال ويطرد بها الظلام.
وكان الرومانيون أيضا يقدسون الشمس ويؤلهونه وكان أعظم الآلهة عند الرومانيين (جوبيتر) وهو اله النور والزوابع ويليه الربة (يوتون) إلهة النور والضياء وتعتبر زوجة لجوبيتر وكذلك (هليوس) اله الشمس.
ومن أرباب (العيلاميين) الشمسية (شو ـ شمو ـ شي) وكانت اله الكاسيون يدعى (سورياش) يعني الشمس والكاسيون شعب من شعوب زاكروس.

وفي الجزيرة العربية كان (ودّ)) الإله الذكر (القمر) وأنثاه هي (اللات) أي الشمس(13) وكانت الشمس إحدى سمات ديانة الحضر ويمثلها برمز نسر باسطاً جناحيه(14).
وكان الآريون يعبدون الشمس ويحترمونها أكثر من أي معبود آخر، لأنها تعتبر مركز النور والحياة للإنسان والحيوان. فكان على كل إنسان أن ينحني ويركع أمام هذا الكوكب الجبار، وكانوا يعتقدون إن الشمس وحرارتها تطهر الأجسام من دنس الخطيئة فتدخل النعيم مطهرة، لذا كان المجوس وحتى عهد زرادشت لا يدفنون موتاهم بل كانوا يتركون الميت فوق أبراج تسمى (أبراج الصمت) ووجهه إلى الشمس. ووضح زرادشت الآلهة الزردشتية إن الله كلف الشمس ( النور) بإزالة الشرور(15) وكانت الشمس رمزاً لاهورا مزدا ويمثلها على الأرض النار المقدسة.

وكان الدين المشترك للكاشيين والميتانيين والحثيين يعرف باسم (ميثرا ـ فارونا ـ ايندرا) والذي يكشف أصولهم المشتركة(16)، والعبادة الميثرائية هي من المعتقدات الشمسية القديمة وكانت سائدة في إيران وتركيا والعراق والهند واليونان وانتشرت حتى وصلت إلى مصر والجزر البريطانية وكان لها ابلغ الأثر في الديانة الزرادشتية، وقد عثر على كتابة خلفها اردشير الثاني ملك الفرس في المعبد الذي أنشأه (دارا) ووسعه اردشير فيها تصاوير الإله ومن ضمنها (ميترا) اله الشمس وانتشرت الميثرائية بين العديد من الشعوب وبمسميات متنوعة وسادت الميثرائية في البلدان والمناطق الآنفة الذكر أكثر من ستة قرون.

ولأهمية العقيدة المثرائية رأينا أن نتوسع ولو قليلا في أصل هذا المعتقد القديم. كان يعتقد أصحاب هذه الديانة إن! (مثرا) مصلح عظيم بين الله والإنسان وقد ولد في كهف في 25 ديسمبر وهو يو م الانقلاب الشتوي فقد تعدل الشمس إلى نهاية انحدارها يوم 23 ديسمبر وتتوقف بمكانها يوم 24 ديسمبر وتشرع بالنهوض والاعتراء يوم 25 ديسمبر وهو يوم تخلصها من قبضة (اهريمن) وهو رمز ولادتها ويوم ميلاد (ميثرا)(17) من أم عذراء (ذات القصة التي ظهرت لدى المسيحيين لاحقا)، ونشأت عبادته في المغاور والكهوف ورمزه النور والشمس ومات في سبيل خلاص الشمس ودفن وقام مرة ثانية من القبر و احيي عند قيامته باحتفال عظيم، وكانت أعياده يوم الانقلاب الشتوي 25 ديسمبر وهو يوم ولادته ويوم النوروز (الاعتدال الربيعي) وهو يوم قيامته ( على شاكلة قيامة المسيح) ويوم الأحد وهو يوم الشمس (في حين يوم الجمعة هو يوم الاله القمر) (Sunday) من كل أسبوع(18).

وتقلصت الديانة الميثروية في العديد من البلدان بسبب انتشار الديانة المسيحية، فلم يكن انتقال أتباع الميثرائية إلى المسيحية أمراً صعباً، فالعقائد والطقوس والأحكام الدينية والقصة الدينية كانت متشابهة والمسيح نور العالم ومثرا اله النور حتى يخيل للناس إن الواحدة مشتقة من الأخرى، فلذلك تغلّبت الديانة المسيحية تدريجياً وبسهولة على الديانة الميثرائية في البلاد اليونانية والرومانية فزاحمتها حتى رفعتها من الوجود وحلت محلها فكان المسيحيون يمجدون السيد المسيح في الأيام التي كان عباد مثرا يمجدو! ن فيها مثرا اله الشمس.

وأعلن (قستنطين) بمرسوم إن يوم الأحد هو اليوم الذي قام فيه السيد المسيح وهو يوم خاص للعبادة، وتمجيد الإله ميثرا اله الشمس فيجب غلق أبواب المحاكم ودواوين الحكومة من اليوم المذكور يوم عطلة الإله الشمس (Sunday)(19).
وإذا عدنا إلى دراسة كتب التنجيم فإننا نرى إن يوم الأحد هو للشمس وهي تصور بشكل رجل بيده اليمنى عصا يتكأ عليها كهيئة الفارس راكب عجلة تجرها أربعة ثيران وبيده خرز(20) كذلك تُذكرنا الأيام 23 ـ 24 ـ 25 ديسمبر/ كانون الأول بأيام صوم يزيد من الإيزدية الذي يبدأ من أول ثلاثاء من شهر ديسمبر، ولهذا الصوم دلالة ومغزى خاص يجب دراسته وتحليلها والبحث والاستقصاء وبجدية عن أصول المعتقد الميثرائي بكل نواحيها ومقارنتها مع الديانة الإيزدية.
وكان الآريون الميثرائيون وحتى الزردشتيون يحتفلون بعيد ميلاد ميثرا ويمتاز هذا العيد بإيقاد النيران ليلاً على سطوح الدور، فيرقصون حولها ويقفزون من فوقها ابتهاجا بهذا اليوم، واتخذ المسيحيون هذا العيد يوم 13 أيلول من كل سنة وهو يوم الاعتدال الخريفي ويسمى (عيد الصليب) وينفس الأسلوب السالف ذكره.

وكذلك! أخذه اليونانيون باسم (عيد ابوللو) وانتقلت لليهود أيضا فكانوا يوقدون ا لنيران ويرقصون حولها ويعبرون بناتهم وبنيهم من فوقها (وعبروا بنيهم وبناتهم في النار)(21) وترى أسفار بني إسرائيل مليئة بتحذير الشعب اليهودي من هذه العبادة(22).
كذلك كان اليهود يعبدون الشمس في فترات (ما ترى ماذا يعملون في مدن يهوذا وفي شوارع أورشليم، الأبناء يلتقطون حطباً والآباء يقودون والنساء يعجن العجين ليصنعون كعكة لملكة السماوات(23) (المقصود الشمس).
كذلك نقرأ (وبنوا المرتفعات للبعل ليجيزوا بنيهم وبناتهم في النار (الملوك)(24) وفي أواخر سلطنة الملك سليمان خاصة اعتنق قسم من الشعب اليهودي الزردشتية فسجدوا للشمس نحو الشرق(25).

واهم الفرق اليهودية التي عبدت الشمس جهرةً: الازيون أو (الاسينيون) وهم فرع من الفريسين كانوا فرقة دينية انحصرت عبادتهم بتقديس الشمس عند طلوعها(26).
وحتى النبي إبراهيم وقومه عبدوا الشمس فترة ليست بالقليلة إذ إن إبراهيم لما رأى الشمس اكبر قال هذا ربي، وهذا يدل انه عبدها فترة ما، ثم تراجع فليس من المعقول أن يقول في يوم واحد هذا ربي وفي نفس اليوم يقول لا أحب الآفلين، علما إن اسم والد إبراهيم كان ( آزر) كما جاء في القرآن الكريم وكلمة (آزر) كردية! قديمة (آزر ـ آتر ـ ئاكر Aagr) وهي النار رمز الشمس.

وكانت للشمس مكانتها عند هنود (بيرو) في أمريكا، ولا زالوا يعبدونها كذلك بعض قبائل المايا في أمريكا، ويوجد في القرية المعروفة باسم (هوشي) أعظم هيكل للشمس(27) وفي مدينة (تيو تيهوا) على بعد 30 ميلاً شمال مدينة مكسيكو يوجد هرمان أكبرهما للشمس، وهناك أمم هندية لم تختلط بالأسبان والبرتغاليين بعد، ونخص بالذكر منهم قبائل (البوتو كودو) وهم ينسبون الأعمال الخيرية للنهار والشمس(28).

وكانت الشمس مقدسة لدى جميع الأمم حتى بلغ محبتها لدرجة إن أهل الحبشة كانوا يقدمون فتياتهم قربانا للشمس(29).. وكان اليونانيون يذبحون شخصاً واحداً قبل شروعهم بالحرب مع الأعداء فكانت القاعدة العامة هي أن يشق الكاهن صدر الشخص وينزع قلبه ويرفعه إلى الشمس(30). ووضعت الشمس في محاريب الملوك وصورت بامرأة حسناء عارية.
وحتى المانوية أصحاب ماني بن فاتك تقول إن الظلمة والشرور وما يتعلق بهما يسقط إلى الأسفل والنور وجوهره يصعد إلى الشمس(31).
(وعقيدة علي الإلهي) والمنتشرة حالياً في بعض أقسام العراق يعتقدون إن (علياً) رفع إلى السماء واندمج مع الشمس(32).
وفي ! عقيدة الإيزدية يظهر جلياً اثر معبدوهم القديم في الكثير من طقوسهم التي لا أريد التوسع والتعمق فيها حتى حين، ولكني سأسمح لنفسي باقتطافات من كتاب الجلوة وقد اقتبستها من كتاب (اليزيدية بقايا دين قديم) لجورج حبيب. وان كان الإيزدية لا يعتقدون بما فيه إلاّ اليسير.
فمثلاً نقرأ في الفصل الثالث فقرة (2) و (3) ما يلي:
فقرة (2): من عكس نور الملك جبرائيل خلقه (زرادوش)(33) النبي وقد ظهر في مكان بالقرب من لالش.
فقرة (2): ومن عكس نور الملك اسرافيل خلق (الشيخ شمس الدين) الذي طلع كالشمس وانتشر شعاعه ونوره في جميع الدنيا.
ومن الفصل الخامس الفقرات (4,3,2,1):
1- (لا تحلفوا كذباً بالشمس والقمر، لا تحلفوا كذبا بأي نور) وهنا نشم رائحة الزردشتية الذين يعتقدون إن الشمس يرمز لاهورا مزدا وما قبله من الفقرة (2) الفصل الثالث والفقرة (2) أدناه:
2- الشمس والقمر وضوءهما معاً نوري منبع نورهما ومن نوري تدفقت الأنوار.
3- أنا أبارككم أهل الأرض مع أول شعاع للشمس الساطعة، أنا أهنئكم أهل الأرض مع الشعاع الأول المنبعث سريعاً كل يوم أهنئكم مرة واحدة صباحاً وفي نوروز سبع مرات (لاحظوا المغزى في سبع مرات في نوروز) ألا يدل على إن نوروز هو اليوم الجديد يوم ولادت! ه أي الشمس).
4- أنا انزل عليكم رحمتي مع آخر شعاع للشمس مساءً إنني ابتسم في وجوهكم كل مساء مرة واحدة وفي نوروز سبع مرات ألاطفكم.
5- ليلة نوروز صلوا سبع مرات.

الإيزدية يتوجهون أثناء ادعيتهم (صلوة) للشمس أينما حلّوا. وكما رأينا فيما سبق في صوم (إيزيد) الذي يصادف كما قلنا الثلاثاء من كانون الأول/ ديسمبر وعدده ثلاث أيام وهي أيام مثرا وعادة الـ (كوركه كا Gorgaha) وهناك الكثير من العادات المشابهة للميثرائيين ولكني حاولت قدر الإمكان الإيجاز والتلخيص. ونعلم إن الإيزديين هم أكراد أقحاح ولا يحتاج لذلك أي دليل أو برهان، وكانت منطقة كردستان خليطاً من الزردشتيين والميثرائيين وطقوسهم متشابهة تقريباً وان اسم الشمس باللغة الكردية كما نعلم هو (روز) ويطلقون على النهار واليوم (ئه فروز avroj ـ ئه فه روره كه avaroreka ـ روزانه rojana) ومنه الـ (روزى) أيام الصوم (روزانه) يومياً. و (روزنامه) التقوي! م واشتقاقات كثيرة، أي وصلت قدسية الشمس عند الأكراد إلى درجة إن أطلقوا على الأيام (روز) ولا ننسى انه لا يزال بعض الأكراد الإيزديين والمسلمين يقسمون أحيانا بالشمس وأحيانا بالنار مثلاً (ئه ز بفي روزا خودى كه م) أو (ئه ز بفي ئاكرى كه م) .

ـــــــــــــــــــ
الهوامش (1) ـ ثامر، من الأسطور! ة إلى الفلسفة والعلم ص 13.
(2) ـ الدملوجي، فاروق: الآلوهية في المعتقدات الوثنية ج1 ص 46.
(3) ـ جرجي زيدان: طبقات الأمم، ص 45.
(4) ـ انتقل هذا الخوف جيلاً بعد جيل حتى زماننا هذا، فترى أثناء كسوف الشمس يبدأ الأطفال وحتى الكبار بالدق على الصفائح وإطلاق العيارات النارية.
(5) ـ لارسا قرب الناصرية.
(6) ـ (سثار ـ أبو حبة) على نهر الفرات في الغرب ونهايته مدينة (اويس) على دجلة إلى الجنوب من موضع بغداد المدورة.
(7) ـ الدملوجي، فاروق: الآلوهية في المعتقدات الوثنية ص20.
(8) ـ المصدر السابق ص 12.
(9) ـ المصدر السابق ص 39.
(10) ـ فاروق الدملوجي: تاريخ الآلهة ص 67.
(11) ـ منهج المسعودي في البحث في العقائد والفرقة الدينية، د.ماني حسين، ص 122.
(12) ـ فاروق الدملوجي: تاريخ الآلهة، ص 60.
(13) ـ الأساطير، احمد زكي، ص 198.
(14) ـ دراسات في التاريخ وآثاره ص 36 كذلك (العرب في سوريا قبل الإسلام) تأليف (رينيه دي سو) ترجمة عبد الحميد الدوامكي، ص 141.
(15) ـ محمد أمين زكي بك، ملخص تاريخ الكورد وكوردستان ج1 ص 281.
(16) ـ سامي سعيد الأحمد، تاريخ ال! شرق الأدنى القديم، ص 78.
(17) ـ فاروق الدملوجي، الآلوهية في الديانة الزردشتية، ص 27.
(18) ـ فاروق الدملوجي، الآلوهية في الديانة الزردشتية، ص 28.
(19) ـ تاريخ الآلهة، فاروق الدملوجي، ص 152.
(20) ـ جورج حبيب، اليزيدية بقايا دين قديم، ص 14-15
(21)17/17 م.ثاني. توراة.
(22) ـ يذكرنا عادة إشعال النيران والقفز من فوقها بعيد (كوركه كا Gorgaha) لدى الإيزدية، كذلك يجعلنا نشك بأسطورة كاوه الحداد ويوم نوروز واصلها.
(23) ـ التوراة 7/17 ارميا.
(24) ـ التوراة 35/32.
(25) ـ 17/8 حزقيا.
(26) ـ فاروق الدملوجي، الآلوهية في الديانة العبرية، ص 152.
(27) ـ طبقات الأمم، جرجي زيدان، ص 213.
(28) ـ طبقات الأمم، جرجي زيدان، ص 196.
(29) ـ تاريخ الآلهة، فاروق الدملوجي، ص 19.
(30) ـ حياة السيد المسيح، فاروق الدملوجي، ص 188.
(31) ـ تاريخ الآلهة، فاروق الدملوجي، ص 152.
(32) ـ محمد أمين زكي، ملخص تاريخ الكورد وكوردستان، ج1 ص 290.
(33) ـ زردشت.
* نشرت في مجلة لالش التي تصدر عن مركز لالش الثقافي والاجتماعي : العدد (2 ـ 3) ص129 ـ 137 ـ دهوك 1994

لك كل الشكر على مقالاتك القيّمة والشجاعة.