اخيرا سقط الطاغية الليبى بعد حرب دموية وما هى الا ساعات وسنعرف مصيره الشخصى ..( الذى لم يعد مهما )

فى ليبيا سقط الديكتاتور اولا
وثانيا التراب الليبى بقى موحدا
وثالثا لاول مرة فى ليبيا هناك تعددية سياسية
ورابعا ليس هناك فراغ سياسى فبسرعة قياسية استطاع معارضو القذافى من تشكيل حالة مؤسساتية انتقالية للدولة .. بقيت الدولة الليبية موحدة و لم تنهار وبدون طاغية

و ماذا بعد ؟

هذا السؤال ايضا مطروح على الحالة فى تونس ومصر وسوريا بعد الاسد قريبا

مخطىء من يظن ان هناك خيارات مفتوحة امام المجتمعات العربية والنظم التى ستنشا على انقاض ما انهار وما سينهار قريبا من انظمة

لم يحدث اى تغير فى القرنيين الاخيرين فى المنطقة العربية بطريقة تخرج عن المسار العام للنظام الدولى ... التغيير تاخر كثيرا فى المنطقة تاخر عقدين من الزمن .. لكنه جاء اخيرا وبطريقة مشرفة وغير متوقعة وفى سيناريوهات اشبه بالاحلام

المسار العام للنظام الدولى مركب كليا الان على اساس علمانى هذا هو شكل منظومة العلاقات الدولية والتغيرات التى تعصف العالم كله منذ انهيار الاتحاد السوفييتى وعلى مجمل المسرح الدولى هى تغيرات ليبرالية ديمقراطية

الجميع سيتاقلم مع هذا المسار العام ومن لا يستطيع سيكون خارج اللعبة حتى لو قاوم واحدث مرحلة انتقالية قبل استقرار الحدث..... فهناك مسار واحد فقط مسموح السير به ولسنا امام خيارات مفتوحة

بفرض ان كلامك صحيح وان العلمانية "حتمية تاريخية " رغم ان هذا الكلام غير مؤكد وهناك الكثير مما يمكن ان يقال عنه ، فانك لا تستطيع انكار ان هناك تيارات قوية تريد اقامة دولة دينية ، مقاومة تلك التيارات سوف تكون امرا صعبا حتي لو انتهي الامر بهزيمتها.

(08-22-2011, 08:44 PM)طنطاوي كتب:  بفرض ان كلامك صحيح وان العلمانية "حتمية تاريخية " رغم ان هذا الكلام غير مؤكد وهناك الكثير مما يمكن ان يقال عنه ، فانك لا تستطيع انكار ان هناك تيارات قوية تريد اقامة دولة دينية ، مقاومة تلك التيارات سوف تكون امرا صعبا حتي لو انتهي الامر بهزيمتها.

انا لم اتحدث عن حتميات
لكنى وصفت الوضع القائم فكل النظام الدولى مبنى على اسس علمانية بالكامل
بل وفكرة الدولة القومية الحديثة القائمة كيان سياسى علمانى
انت امام ما يشبه ثقب اسود لا يمكن الفلات من جاذبيته

حالة البحث عن الجذور والاصالة تزايدت فى كل العالم مع نشوء العولمة
لكن حالة الردة الاصولية فهى اعقد .. هى فى جزء منها ردة فعل متطرفة على العلمانية الحادة التى تضرب العالم ككل .. وفى جزء منها مصطنع قام بصناعته فى مرحلة ما الاقطاب المتصارعة الكبرى فى العالم نكاية ببعضهم البعض

كل التغيرات التى ظهرت فى القرنيين الاخيرين فى المنطقة العربية كانت نتيجة حراك النظام الدولى ولم تشذ عنها يوما ما ومن غير الممكن تجاوز ذلك الان على الاطلاق فى ظل نظام دولى اصبح وثيق التشابك بدرجة غير مسبوقة

قد تحدث مرحلة انتقالية نرى فيها نشاطا للجماعات الاصولية لكن هذا لن يكون نهاية بل بداية الحدث بعض هذه القوى ستنتهى , بعضها الاخر سيتاقلم سياسيا وفكريا مع المسار العام .. لكن العالم لن يتغير ليتاقلم معهم