سألني بعض أصدقائي على "بريدي الخاص" عن مشكلتي مع هذا الموضوع، خصوصاً أن صاحبه - بطريقة غير مباشرة - يحاول تقويم سبل بعض المتدينين وتعليمهم طرق "حب الناس". وأنا - بحق - أثمّن "لفارس اللواء" هذه المبادرة الطيبة المفروشة بالنية الحسنة، ولكني لم أعد أحتمل هذه الطريقة اليوم.
"فارس اللواء" يعتقد خيراً في دينه ويرى منه الجانب المشرق، ومع هذا فإنه ينظر حوله ويرى أن "أتباع دينه" يرتكبون منكراً باسم الإسلام ، والإسلام من هذا المنكر (كره الناس المختلفين) براء. لذلك فإنه يعمد إلى قلمه كي يحث أبناء ملته على تغيير سلوكهم ومفاهيمهم عبر إفهامهم أن الإسلام الصحيح يدعو إلى حب الخير والناس والجمال.
نيّة "فارس اللواء" إذاً حسنة جداً، وتصب في نهر الاجتماع الانساني الحضاري، بل ربما تكون مؤثرة في بعض الذين قرأوا المقال فيبادرون إلى إعادة النظر في سلوكهم ومفاهيمهم العدوانية وتغييرها في مرحلة م
هذا كله صحيح، ولكني بصدق تعبت من هذه "الطريقة" وعيل صبري. فهذه الطريقة هي بالضبط ما فعله نظام "ابن ست البرين والمخلوع بعده" في مصر. وهي ما تفعله معظم الأنظمة العربية حتى اليوم، والنتيجة بالضرورة "اسلمة الدولة" عوضاً من "تعرية الهمجية والدموية" في "النصوص المقدسة" حتى يصبح الداعي إلى تطبيقها هجيناً طريداً منبوذاً في مجتمعاتنا. فلا فرصة بعد اليوم لمثل أنصاف الحلول المنافقة التي اتبعتها الأنظمة العربية المستبدة مع هؤلاء الأوباش المتخلفين من الإسلامويين.
أن يدعو "فارس اللواء" "لحب الناس"، لهو شيء عظيم جداً ويتطابق مع العلمانية والإنسانية ولا غبار عليه عندي. ولكن ما يزعجني هو هذه الطريقة الملتوية التي تؤثر أن تلف ضمادة على جرح متعفن دون أن تنظفه وتعقمه.
"فارس اللواء" لا يجابه النصوص المقدسة ولا يواجهها ولا ينادي "الأعور أعور"، بل يدعونا إلى النظر إلى العين الصحيحة "للأعور" وتأمل اتساعها وحورها وحدة نظراتها ولونها الجميل. وهذا - كما قلت - مارسته الأنظمة منذ عقود ولم يعد ينفع اليوم.
اليوم نحن بحاجة إلى من يضع على "عين الدين العوراء" خرقة جميلة ويتركها، لا أن يترك أصحابها يحاولون اقناعنا أن "العور" ليس عاهة ولكنه فضل من عند الله.
نحن بحاجة اليوم إذاً إلى مجابهة "النصوص المتخلفة الهمجية البربرية الدموية" التي تتحدث عن "الرجم والبتر والجلد والجدع" دون مواربة وأن نمسكها ونقذف بها إلى مزبلة التاريخ. وليس مقبولاً بعد أن ننافق المسلم ونريه "جمال الإسلام" من خلال "قطعة أثاث سالمة" في بيت مهدم تنعق على خرابه طيور البوم والغربان.
لم يعد مقبولاً اليوم أن نقول أن تصرفات المسلمين ليست حجة على الإسلام ثم ننصرف إلى زاوية من البيت جميلة مرتبة وندير ظهرنا إلى "كيس الزبالة" الذي قد حوّل كل البيت إلى جحيم لا يطاق. علينا اليوم أن نشير إلى "النصوص المشبوهة الارهابية" الموجودة في كتب الديانات كافة ونطلب من المؤمنين أن يعتبروها مثل "فايروس الحاسوب"، إما أن يستأصلوها ويمحو ذكرها أو أن يضعوها في "قفص" ويحيّدوها من خلال تفاسير هم يعرفون كيف يصنعوها.
النصوص اليهودية المسيحية الحقيرة التي يشتمل عليها الكتاب المقدس، لم تعد تخيف احداً لأنه تم تهميشها أو الالتفاف حولها. ولكن النصوص "الإسلامية" الدموية الارهابية ما زالت حلم ملايين المسلمين المستلبين المغيبين نتيجة لهذا الزيف الذي نمارسه بعدم تسمية الأشياء بأسمائها وسياسة النفاق الذي نتبعه في تعرية الوضيع من الأحكام والقواعد والسنين.
يعني شو؟ يعني خلص لن أقف متفرجاً - كلما الستطعت - ولن أقبل أن نقول "للكذاب يا صديق أو ندعو البغي بمريم العذراء" - كما يقول أحمد مطر (المعفن بدوره

) -.
أللهم هل بلغت؟ .. اللهم فاشهد
واسلموا لي
العلماني