سوريا .. والخيار هو شمشون
سوريا .. والخيار هو شمشون
شاهر جوهر | سوريا
إستقبلت دمشق قرار جامعة الدول العربية حول توقيف عضويتها بلهجة قاسية جداً لم تخفى على أي متابع , وصلت الى حد إطلاق السفير السوري عبارات نابية للمؤتمرين في القاهرة , كما أوضحت أوداجه المنتفخة وجبينه المتعرق في اللقاء الصحفي الذي أقامه في أعقاب مؤتمر وزراء الخارجية السابق في القاهرة بما لا يدعو للشك أن القرار جاء مفاجئاً للسلطات السورية . وحتى لكثر من السوريين في الداخل .
فوقف العضوية كعقوبة مؤقتة وكجزاء عملي لم يرد له أي ذكر في ميثاق الجامعة , ورغم ذاك فقد تم إتخاذ هذا الإجراء للمرة الأولى ضد مصر في أعقاب توقيعها صلح مع اسرائيل بما عرف " بكامب ديفيد" وما رافق ذلك من إعترافها بإسرائيل , وجاء وقف عضويتها لمخالفتها أحكام الميثاق الصادر عن الجامعه بالإجماع.
ويترتب على ذلك الإجراء حرمان العضو من مباشرة حقوق العضوية على أن ترد له حقوقه ومزايا العضوية بعد زوال سبب وقف العضوية .
لسنا ننكر أن جدالاً كبيراً حصل بشأن الناحية القانونية لآلية صدور القرار وأن القرار جاء مخالفاً لميثاق الجامعة ذاك القائل أن أي قرار يصدر عن مجلس الجامعة لابد وأن يراعي إجماع الدول الأعضاء الحاضرين والمشتركين بالتصويت , لكن الأمين العام للجامعة رد على هذا الأمر أن الجامعه في إجتماعها المنعقد في عمان لسنة 1980 جاء به أنه يصار الى إتخاذ أي قرار في الجامعة بموافقة أغلبية الثلثين , ذاك الكلام لم يستهوي الكثيرين .
أعتقد أن كثر قد خلطوا ما بين الفصل وما بين وقف العضوية فالفصل من الجامعة يصدر بإجماع الدول الأعضاء عدا الدولة المشار إليها وذاك وفق الفقرة الثانية من المادة الثامنة عشرة , وكون وقف العضوية وكما أسلفنا لم ينص عليه الميثاق مباشرة حاول البعض بقصد واحياناً بدون قصد الإلتفاف على الميثاق.
كما أنه في المادة السابعة من الميثاق والتي تقول :" أن ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة في الجامعة , وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبل به " .
وفي سوريا نعلم أن القبول بالقرار جاء من قبل ثمانية عشرة دولة ورفض دولتين ( لبنان واليمن ) مع إمتناع العراق عن التصويت يعني أن القرار صدر بالأكثرية , هذا يعني أن القرار الصادر ذو طبيعة إلزامية .
لكن هذا الكلام لا يبرر للجامعة تغاظيها عن أمور كثيرة تشكل سواء مجتمعة أو منفردة خطوطاً هامة في مسار حل الأزمة في سوريا ومنها على سبيل المثال عدم حديثها عن التدخلات الخارجية ونخص بالذكر تصريحات الخارجية الأمريكية ومطالبتها حاملي السلاح في سوريا عدم تسليم سلاحهم للسلطات السورية خلال مدة مذكورة , فضلاً عن عدم الضغط على المجلس الوطني السوري ودفعه للحوار , في حين نرى أن اللهجة لا تخلو من العنف صوب النظام وتحميله كامل المسؤولية لما يجري .
كما تجاهل الجميع ان النظام في سوريا يمتلك شعبية كبيرة اليوم رغم كل ما يجري من محاولات لزعزعة صورته امام السوريين سواء بطرق مشروعة او غير مشروعة .
قد يكون النظام في سوريا متباطأً في ما يتعلق بأمور الاصلاح السياسي وفي امور اخرى تتعلق بالتحرير وما شابه لكن لا أظن انه سيتأخر في تهديداته بإشعال الشرق الاوسط في حال شعر بتآمر عربي , يقول البعض أن تلك التهديدات مبالغ بها لكن الاحتمال الاقل سوءاً هو ان حرب قد تشعل المنطقة بما فيها الخليج هو السيناريو المحتمل حتى هذي اللحظة ... فإلقاء القبض على جماعة ارهابية في البحرين بحوزتها عملات ايرانية وجوازات سفر سوريا هدفها تفجير جسر "الملك فهد" الواصل قطر بالبحرين هو رسالة واضحة بجدية النظام بهذا الشأن ..
كذلك خروج حسن نصر الله بالحديث عن دعمه للنظام السوري , فضلاً عن طلب عدة أكاديميين سوريين عبر قنوات سورية مختلفة بعيد صدور القرار بتوجيه ضربة عسكرية للسعودية وقطر عبر إيران , يجعل للمتتبع القول أن الخيار الاخير بالنسبة لبشار الاسد ورجالات حكمه هو شبيه بخيار شمشون ذاك البطل الشعبي من إسرائيل القديمة والذي اشتهر بقوته الهائلة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد , الذي هدم المعبد عليه وعلى من أرادوا قتله .
لأجل هذا أجد أن الدعوة السورية الى عقد قمة طارئة هي خطوة ايجابية على الدول العربية التعامل معها بجدية إن هي راغبة بحل الازمة بالتفاوض , وعلنا بذلك نجد مخرجاً سليماً وبأقل الخسائر ويرضي كل السوريين .
والله ولي التوفيق
كما أنه في المادة السابعة من الميثاق والتي تقول :" أن ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة في الجامعة , وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبل به " .
وفي سوريا نعلم أن القبول بالقرار جاء من قبل ثمانية عشرة دولة ورفض دولتين ( لبنان واليمن ) مع إمتناع العراق عن التصويت يعني أن القرار صدر بالأكثرية , هذا يعني أن القرار الصادر ذو طبيعة إلزامية .
لكن هذا الكلام لا يبرر للجامعة تغاظيها عن أمور كثيرة تشكل سواء مجتمعة أو منفردة خطوطاً هامة في مسار حل الأزمة في سوريا ومنها على سبيل المثال عدم حديثها عن التدخلات الخارجية ونخص بالذكر تصريحات الخارجية الأمريكية ومطالبتها حاملي السلاح في سوريا عدم تسليم سلاحهم للسلطات السورية خلال مدة مذكورة , فضلاً عن عدم الضغط على المجلس الوطني السوري ودفعه للحوار , في حين نرى أن اللهجة لا تخلو من العنف صوب النظام وتحميله كامل المسؤولية لما يجري .
كما تجاهل الجميع ان النظام في سوريا يمتلك شعبية كبيرة اليوم رغم كل ما يجري من محاولات لزعزعة صورته امام السوريين سواء بطرق مشروعة او غير مشروعة .
قد يكون النظام في سوريا متباطأً في ما يتعلق بأمور الاصلاح السياسي وفي امور اخرى تتعلق بالتحرير وما شابه لكن لا أظن انه سيتأخر في تهديداته بإشعال الشرق الاوسط في حال شعر بتآمر عربي , يقول البعض أن تلك التهديدات مبالغ بها لكن الاحتمال الاقل سوءاً هو ان حرب قد تشعل المنطقة بما فيها الخليج هو السيناريو المحتمل حتى هذي اللحظة ... فإلقاء القبض على جماعة ارهابية في البحرين بحوزتها عملات ايرانية وجوازات سفر سوريا هدفها تفجير جسر "الملك فهد" الواصل قطر بالبحرين هو رسالة واضحة بجدية النظام بهذا الشأن ..
كما أنه في المادة السابعة من الميثاق والتي تقول :" أن ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة في الجامعة , وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبل به " .
وفي سوريا نعلم أن القبول بالقرار جاء من قبل ثمانية عشرة دولة ورفض دولتين ( لبنان واليمن ) مع إمتناع العراق عن التصويت يعني أن القرار صدر بالأكثرية , هذا يعني أن القرار الصادر ذو طبيعة إلزامية .
لكن هذا الكلام لا يبرر للجامعة تغاظيها عن أمور كثيرة تشكل سواء مجتمعة أو منفردة خطوطاً هامة في مسار حل الأزمة في سوريا ومنها على سبيل المثال عدم حديثها عن التدخلات الخارجية ونخص بالذكر تصريحات الخارجية الأمريكية ومطالبتها حاملي السلاح في سوريا عدم تسليم سلاحهم للسلطات السورية خلال مدة مذكورة , فضلاً عن عدم الضغط على المجلس الوطني السوري ودفعه للحوار , في حين نرى أن اللهجة لا تخلو من العنف صوب النظام وتحميله كامل المسؤولية لما يجري .
كما تجاهل الجميع ان النظام في سوريا يمتلك شعبية كبيرة اليوم رغم كل ما يجري من محاولات لزعزعة صورته امام السوريين سواء بطرق مشروعة او غير مشروعة .
قد يكون النظام في سوريا متباطأً في ما يتعلق بأمور الاصلاح السياسي وفي امور اخرى تتعلق بالتحرير وما شابه لكن لا أظن انه سيتأخر في تهديداته بإشعال الشرق الاوسط في حال شعر بتآمر عربي , يقول البعض أن تلك التهديدات مبالغ بها لكن الاحتمال الاقل سوءاً هو ان حرب قد تشعل المنطقة بما فيها الخليج هو السيناريو المحتمل حتى هذي اللحظة ... فإلقاء القبض على جماعة ارهابية في البحرين بحوزتها عملات ايرانية وجوازات سفر سوريا هدفها تفجير جسر "الملك فهد" الواصل قطر بالبحرين هو رسالة واضحة بجدية النظام بهذا الشأن ..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-14-2011, 02:48 PM بواسطة شاهر جوهر.)
|
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
