سونيته IX
حين يصطدم الموج بالصَّخرة العنيدة،
ينفجر الضياء ويغرزُ وردته،
وتتحوَّل دائرة البحر إلى عنقود،
إلى نقطةٍ واحدة تتدلى من الملح الأزرق.
أيتها المغنُوليا الزاهية السَّارحة في الزَّبد،
أيتها المسافرة المغنطيسيَّة التي تزهر في الموت
وتعود أبدًا لأن تكون ولا تكون:
الملحَ المنكسر، والحركة البحريَّة المدهشة.
يا حبي، كلانا يخْتِم على الصّمت،
بينما البحر يحطّم تماثيله الدائمة
ويُنكّسُ أبراجه المجنونة البيضاء.
لأنّنا، في لحمة هذا النسيج الخفيّ
للمياه الجامحة، والرّمل الأزلي،
نذَّخر المحبّة الوحيدة الطريدة.
يا امرأةً كاملة، يا تفّاحة جسديّة، يا قمرًا حارَّا،
يا عُطْر الأشْنة الكثيف، أيها الوحل المعروك بالضياء،
أيُّ صفاءٍ غامضٍ يتفتح بين ساقيك؟
وأيّ ليلٍ عتيق تجسُّ حواسًّ الرَّجل؟
الحبًّ، آه، سفَرُ ماءٍ ونجوم،
وريح مخنوقة، وزوبعة طحين مفاجئة:
الحبّ مجزرة البروق،
الحبًّ هزيمة جسدين في قطاف العسل.
قبلةٌ، قبلةٌ، أعبر لانهايتكِ الضئيلة،
أعبر أنهارك، شواطئك، قُراكِ الصّغيرة،
وتركض النّار التناسلية بألسنة اللّذة
عبْر دروب الدم الدقيقة،
وتتهاوى مثل قرنْفُلٍ ليلي،
كي تصيرَ شعاعًا في الظلمةْ.
سونيته XV
منذ زمنٍ طويل عرفتك الأرض:
كثيفةٌ أنت كالخبز، كجذع شجرة.
جسدٌ أنت، وعنقود نقيّ الجوهر،
وكالأكاسيا ترجحين، والبقول الذهبيّة.
موجودة أنت، حقًّا، لأن عينيك تحوّمان
وتوزّعان الضّوء على الأشياء، كنافذة مفتوحة،
ولأنّك فٌطرت من الوحل في «تشيّان»
وخُبِزْتٍ في فرنٍ من الآجر الدّهِش.
كالبرد، كالماء، كالهواء، تسيح الكائنات
وتمّحي مبهمةً في ملمس الزّمان
كأنها تنفتّ قبل أن تموت.
وأنتِ وأنا سوف نسقط في القبر كالحجَر.
وعبرَ حبنا الذي لم ينشفْ،
سوف تحيا معنا الأرض إلى الأبد.