ان ما يجري في سوريا حرباً كونية، فيها المعسكر الاول هي الثورة السوريه والشعب السوري، والمعسكر الثاني النظام السوري مدعوم كونياً ( الصراع الدولي على حماية النظام لحين ايجاد عميل أما لامريكا او للانجليز)، وبالطبع الدول العربية والمعارضه السوريه تسير في ذيل اما امريكا (مصر، تركيا، سوريا، العراق، ايران، روسيا) او الانجليز (دول الخليج والاردن)، هكذا نقرأ الواقع حتى نعرف ما يجري بالضبط..
في كل العواصم العالمية وحتى في موسكو وبكين وطهران، الدول الداعمة للنظام وفي كل مراكز البحوث الدولية والوسائل الاعلام والمحليين الدوليين، لم يعودوا يتكلمون على نظام بشار الاسد هل سيبقى ام سيرحل، لان الجميع اقتنع ان بشار داهب لامحالة وان ايامه اصبحت معدودة في السلطة، كل تفكيرهم حول مادا سيحصل في سوريا والمنطقة بعد رحيل الاسد، وعن مصير ترسانة الاسلحة والصواريخ والاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام..
روسيا أضعف من ان تتصرف بإرادتها المنفرده دون الأوامر من الامريكي الذي يدفعها الى الواجهة ويضغط عليها وبالطبع هي تريد المحافظة على مصالحها وليس حباً بالطاغية، وكل ما تمارسه في سوريا لا يخرج عن الاراده الامريكية فالهدف هو الابقاء على النظام..
اما التقارير عن التسليح، فهي بكل وضوح لتضخيم قوة الجيش الحر وتجييش العالم ضده، كما فعلوا بتضخيم قوة العراق سابقاً، ولا يعقل ان تسمح تركيا العميل الامريكي لدول الخليج العميل الانجليزي بإدخال السلاح، فهذه نكته سخيفه لا يصدقها احد، اما مبادرة المبعوث الدولي فهي لمنح الطاغيه مزيداً من الوقت للقتل لعله يستطيع القضاء على الثورة المعجزه، ومؤكد انه لن يستطيع اطلاقاً، فالبحث ليس بإسقاطه لأنه انتهى، وإنما البحث عن موعد اعلان نظم الحكم العادل القادم بقوة الى دمشق، وهذا ما يرعب الغرب ويقض مواجعه لأنهم يدركون جيداً ان بعد هذا الحكم الجبري سيبزغ نور جديد فقط، هذا سر رعب الغرب ووقوفه خلف النظام السوري، ويتجاهله الكثيرون ممن يحللون الواقع ويدورون في فلك الحلول الامميه المفروضه.
امريكا لا تنام الليل لاجل الحرية والديمقراطية في سوريا وهم لا ينفكون آناء الليل واطراف النهار يخططون لاجل الديمقراطية في سوريا، وهم مستعدون ايضاً لبذل الغالي والنفيس في سبيل الديمقراطية في سوريا، و السعوديه وقطر" بتاريخهما العطر في مجال حقوق الانسان وحريات الشعوب" ادمت قلوبهم مأساة الشعب السوري، لوكانت هناك عداله دوليه لحوكم كل هؤلاء الى جانب النظام السوري لما ارتكبوه من جرائم وفظاعات بحق هذا الشعب..
هل هذه الانظمه المتباكيه على حرية الشعب السوري اقل طغيانا؟، ماذا نتوقع من هذه الانظمه لوقامت ضدها ثورات مسلحه كما هو الحال في سوريا،اعتقد ان همجيتها في مواجهة هذه الثورات ستفوق همجية نظام سوريا..
إزالة النظام، مطلب مشروع ولكن الم نفكر بحال سوريا وشعبها بعد زوال النظام، هل سيسمح ادعياء حرية الشعب السوري من عرب الخليج بإقامة نظام ديمقراطي مستقر بجانبهم وهم الذين آووا الطاغيه بن علي واستماتوا من اجل احتضان مبارك؟، ماذا تتوقع من دوله كالامارات تدعي دعمها لثورة الشعب السوري وفي الوقت ذاته تعتقل وتبعد مواطنين سوريين مقيمين فيها لمجرد تظاهرهم ضد نظام الاسد؟، كلنا ننادي بالحريه للشعب السوري ولكن نيل هذه الحريه لن يكون على يد امريكا واسرائيل وحكومات عربيه تنكر هذا الحق المشروع على شعوبها..
الاسد اختار مصيره الى اخر المطاف، ننتظر سقوط الطاغية وجنوده .. لكل طاغي نهاية، الحكم الظالم يسقط بعد حين....
من رمى ويرمي بذور الفوضى في سوريا و مصر حتما سيحصد النصيب الأكبر منها أيا كان صهيونيا أو عربيا يأتمر بأوامر سيدته أمريكا، بهذا تكون المنطقة كلها في فوضى وفق مزاج من يستميت على فك رزقكم بالقوة يا عرب، في زمن كان الأولى أن يكون العرب هم من يقتسمون الغرب عوضا من أن يقسمهم........
تحياتي للجميع.