قلت سابقاً لك يا بهاء بأن الإخوان لا يعتمدون فقط على إشتراكات الأعضاء - والتي توفر مبلغاً كبيراً شهرياً - ولكن هناك شركات ورجال أعمال وتبرعات سخية من كل أقطاب الإخوان العالمية الخليجية منها وغير الخليجية ، ولذلك كانوا دائماً يتوغلون في المجتمع المصري عن طريق منح المساعدات وبناء المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وبناء الشركات وغيرها ، وذكرت مثالين فقط لكي تدركوا قوة الإخوان الاقتصادية فالأول هو الدعم المالي الذي قدمته الجماعة لحماس - والذي أظنه متواصلاً لحد كتابة هذه السطور - وحجم الأرصدة المالية في مختلف دول العالم ، وأظن بأن اقتصاديين مصريين قبل 3 سنوات قدروا قوة الإخوان الإقتصادية بسبعة مليارات جنيه ، لا أدري صحة هذا الرقم بالضبط ولكن الذي أنا " متأكد " منه و " ميقن " تماماً بأن الإخوان يمتلكون المقدرة الكاملة لتغطية تكاليف أي حملات إنتخابية ولو كانت عشر حملات متتالية بدون توقف .

أما مظهر رجالات الإخوان فهذه ليست حجة ، فعموم الإسلاميين يبتعدون عن المظاهر ويكتفون بالنزر البسيط منها ، وأنا أعرف شخصيات ثرية في حماس مثلاً ومنزلها ولباسها لا يدل على حجم قدرتها المالية ، فضلاً عن كون أموال الجماعة لا تذهب للأفراد بل لمشاريع الجماعة ونشاطاتها .

بخصوص اعلان الورق القانوني ، ولماذا يعلنون أصلاً ؟ وفي أي دولة يتم الإعلان عن هذه الأمور ؟ يعني هل يتوجب على جماعة الإخوان إظهار كل " جنيه " تم رصده للحملة الإنتخابية من أين ومتى وإلى من صرف ؟ وماذا عن الشركات والمصادر " المخفية " والتي لا ترتبط رسمياً بالجماعة خشية الملاحقة المحلية والاقليمية ؟ وماذا عن جهود مئات الالاف من أعضاء الجماعة الفردية ؟

الجميع خطط وصرف للحملات الإنتخابية سواء كانوا إسلاميين أم ليبراليين ، وكلاً لديه مصادره ، فالإخوان لديهم مصادرهم والليبراليين لديهم أموال خارجية يحصلون عليها قطعاً بدون أدنى شك ، ولا تعتقد بأن المخابرات المصرية تجهل هذه القضايا ولا تعرف من هي الأحزاب الممولة خارجياً ومن غير الممولة ، ولو استطاعت أن توجد ممسكاً واحداً على الجماعة لما وفرت ذلك .

المصيبة أن تحدثنا الأحزاب الليبرالية والعلمانية عن الدعم الخارجي وهي التي " اخترعت " هذه الفكرة وروجت لها وخصوصاً الدعم الخارجي الغربي ، وأمامنا فيديو موثق لأشهر ليبراليي وعلمانيي مصر يطالب الغرب بدعم الأحزاب والقوى الليبرالية ومواجهة الإسلاميين بكل الطرق المتاحة ، وبعد ذلك نهرب للأمام ونوجه التهمة لجماعة الإخوان ونتعامل بمنطق " أقذى في عينك أم في العين عوار ؟ " ونرد المثبت علينا بإتهام الغير من باب " إذا نجينا نجينا لوحدنا وإذا غرقنا غرقنا سوا " ؟