حياتنا - رجل ناجح
تاريخ النشر: الاربعاء 18/1/2012م

بقلم : حافظ البرغوثي

اعرف رجل الاعمال المصري الشهير نجيب ساويرس.. وان كنت تناولت طعام الغداء في ناد سمي باسمه في القاهرة بدعوة من الزميل نبيل درويش.. لكني تعرفت على ثلة من رجال الاعمال والمثقفين الاقباط في المقهى الشهير «ريش» في شارع طلعت حرب وسط القاهرة.. واكتشفت المشاعر الوطنية الحقة لدى رجال الاعمال الاقباط، وكان مقهى ريش محطة من محطات ثوار مصر إبان ثورتها هذه ومقهى لكل المشاهير في عالم الثقافة والفن والنضال حيث تزين جدرانه صورهم وليس بينهم اي وجه فلسطيني الا الشاعر الراحل معين بسيسو الذي كان يتردد عليه.
ساويرس كان موضع حسد ونقد من خصوم لا يعرفهم لأنه رجل اعمال ناجح يعمل في شركاته عشرات الآلاف من الموظفين والعمال المصريين وربما هو اكبر رب عمل في مصر وأكبر دافع ضرائب للخزينة المصرية وتبلغ نسبة المسلمين العاملين في شركاته 97 في المئة بينما نسبة الاقباط في مصر تصل الى 10 في المئة وهو بالتالي ليس طائفيا كما يدعي خصومه وهو وطني مصري حورب في الخارج وانتهكت استثماراته في الجزائر حتى تخلى عن شركة الهواتف المحمولة هناك وخسر سبعة مليارات دولار. وخاض ساويرس الانتخابات الأخيرة بحزب اسسه باسم المصريين الاحرار وهو رجل وطني ليبرالي وقد رفع عدد من المحامين دعوى ضده لصور في الفيس بوك ظهرت فيها شخصية ميكي ماوس بلحية واخرى لمرأة محجبة.. واعتبر ذلك تطاولا على الدين الاسلامي مع ان اللحى موجودة لدى رجال الدين الاقباط واليهود ايضا ومع ان الحجاب موجود لدى اليهود وبعض المسيحيين.. فاعتذر عن ذلك علنا لنشر الصور ولم يشفع له ذلك.. مع ان الصور لو وجدت على صفحة يملكها مسلم لما تحرك احد ضدها.. باعتبار انه خطأ غير مقصود اما في حالة ساويرس فهو متعمد حسب افتراض المحامين رغم اعتذاره، فمثل هذه الدعاوى تدعم التطرف والفتنة الطائفية في بلد كمصر يحتاج الى التوحد لانتشال مصر من ازمتها فلو احصينا التصريحات ضد الاقباط في مصر على ألسنة بعض الرموز المتطرفة لوجدنا فيها الكثير يوميا لعل أقلها فرض الجزية او طردهم من مصر ولم يحرك احد دعاوى ضدهم.. ان هذه المماحكات لا تخدم مصر ولا الدين الاسلامي ولا المسيحي بل تؤجج الكراهية لإنهاء الدولة المصرية فاذا كانت مصر خرجت بعد عام من ثورتها بأقل الخسائر فان هناك من يدبر لها مكائد تبدو صغيرة لكن اهدافها كبيرة وهي تدمير مصر من الداخل فلو كان بعض رجال الاعمال المسلمين وبعضهم تخفّى باللحية والجلباب لسرقة الاموال العامة تحت مسمى شركات توظيف الأموال حسب الشريعة تعرضوا للمساءلة منذ البدء لما نهبت مئات المليارات من مصر.