منذ انطلاق ثورة الشعب السوري على حكم العائلة الاسدية ومطالبته باسترداد حريته وكرامته المسلوبتان,وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على هذه الثورة واستمراريتها وتصاعد وتيرتها ومساحة امتدادها لتشمل معظم التراب السوري وسقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وامتلاء المعتقلات بأبناء الشعب الأبي نتيجة آلة القمع والقتل التي يقوم عليها نظام الجزار ...والبعض من اللبنانيين مستمرين في الوقوف الى جانب السفاح وعصابته من خلال تقديم كل أشكال الدعم له والعمل لديه مرتزقة ومأجورين حتى أضحوا من خلال ذلك مشاركين فعلاً وقولاً في قتل السوريين وسفك دمائهم واستباحة أعرضهم .. فهذا حزب الله ينشط في تقديم المقاتلين لملاحقة أحرار سورية سواء داخل الأراضي السورية أو اللبنانية وأمينه العام حسن نصر الله يخرج بين الفينة والفينة ليدافع عن نظام بشار الجزار مدعياً بأنه النظام الممانع المدافع عن المقاومة والمتصدي للعدوان الاسرائيلي والحامي للقضية الفلسطينية ..ووصل به الكذب مؤخراً الى حدود انكار قيام جيش الجزار بقصف مدينةحمص ومدن وبلدات ريف دمشق وهي التي يسمع أصوات القصف عليها لمسافات بعيدة تتجاوز الحدود اللبنانية ...فهذه دمشق وضواحيها القريبة تسمع ليل نهار أصوات المدافع التي تقصف الزبداني الواقعة على الحدود السورية اللبنانية بينما مسيلمة الكذاب حسن نصر الله لايسمعها هو أو عناصر حزبه المتواجدين حول الزبداني لمساعدة بشار الجزار في اقتحامها كما أنه لايعلم شيئاً عن قصف أحياء حمص وتدميرها على أهلها المسالمين الذين انتشرت أشلاؤهم في الشوراع ورأى كل العالم صور أطفالها الصرعى في كرم الزيتون والخالدية والتي فاقت في وحشيتها وقسوتها مجازر قانا و غزة التي اقمنا العالم من أجلها ....أما أطفال حمص ونسائها فهم مجرد حشرات أو حيوانات تزعج مؤسس السلالة التي ستوحد العرب وتحرر الجولان وفلسطين وتوصل الاسلام الى النجوم والكواكب التي لم يتم اكتشافها حتى الأن وذلك بعد الفٍ او الفين أو اكثر من الأعوام القادمة ولذلك يتوجب على السوريين قبول زعامته والخنوع أمام عظمته القادمة للمحافظة على ممانعته ومقاومته الخلبية واستمرارية حكم أسرته الفاسدة على مدى العصور القادمة .. ولقد أصبح البعض من أدعياء الفكر والفهم بالسياسة في لبنان من امثال ناصر قنديل وفيصل عبد الساتر ووئام وهاب وجوزيف أبو فاضل ..وأيضاً اابن جدو المجوسي والمخرف سليم الحص ...وغيرهم ضيوفاً على فضائيات النظام الوحشي الطائفي واعلام النظام الوحشي الطائفي من اجل الدفاع عن بقائه واستمراريته والتمجيد بعبقرية القائد الملهم الذي لو كانت الدنيا كلها في كفة وهو في كفة فوحده القارىء والقادر والمتبصر والحكيم والأجدر بالقيادة ليس لسورية فقط وانما للعالم أجمع حسب ما يقوله هؤلاء المجانين الموقين للجزار وقد صدق فيهم من قال :ان المجنون والمخبول يرى جميع الناس الآخرين مجانين.
وبعد ان كان البعض من اللبنانيين ومنذ أعوام قليلة يتحدثون صباح مساء عن السيادة اللبنانية المفقودة بفعل الاحتلال السوري للبنان وقمعه للحريات وتعديه على الحياة العامة,ويجولون في اصقاع الأرض طولاً وعرضاً وهم يروون الفظاعات والمجازر التي أقامها النظام السوري في لبنان خلال الثمانينات وبعدها .نراهم اليوم يتسابقون لكسب رضا النظام من خلال الدفاع عن اصلاحاته الموعودة والتي بقيت مجرد تصريحات وتوهمات منذ وراثة بشار للحكم في سورية عن ابيه ..وايضاً الاشادة بجكمه .
والأشادة بحكمته وتحضره وأنه حكيم عيون وغيرها من النعوت التي كانوا بالأمس يروون عنها النقيض متناسين ان نيرون حارق روما كان عازفاً..وتكرار روايات النظام عن وجود عصابات مسلحة ليست في الحقيقة سوى عصابات شبيحته التي تواجه طلاب المدارس والأطفال والأحرار بالنار والرصاص والاعتقال ومن ثم القتل والتشويه والتمثيل في اقبيةمخابراته ....وأيضاً الحديث عن خطر الارهاب الاسلامي الذي هو في الأصل نتاج افعال وتصرفات هذه الأنظمة القمعية....وكمثال عن هؤلاء العماد ميشيل عون الذي كان حتى الأمس القرييب ألد اعداء نظام الأسد الوحشي ...هذا المتغطرس المغرور المشبع بالطائفية والساعي الى تحقيق مآربه الشخصية في حكم لبنان بأي شكل كان ...لقد سبق للسوريين الأحرار أن تعاطفوا معه عندما هاجمته قوات حافظ الأسد في تسعينيات القرن الماضي واقتحمت قصره وساقته أسيراً ذليلاً تحت التهديد بتصفيته واغتصاب زوجته وبناته وقامت بعد ذلك بتسليمه الى السفارة الفرنسية بعد الضغوط الكبيرة التي مارستها فرنسا على النظام للحفاظ على حياته وحياة عائلته ونفته خارج لبنان ليعيش متشرداً أكثر من اثنا عسر عاماً ...ولم يعد الى لبنان الا بعد ثورة الأرز التي قامت بعد اغتيال رفيق الحريري من قبل مخابرات بشار وبمساعدة حلفائه في لبنان وعلى رأسهم حزب الله ومغادرة قوات النظام الوحشي للبنان بفعل هذه الثورة والضغوط الدولية على النظام ,لقد نسي الأن هذا المغرور الأخرق ميشيل عون المهانة والمذلة التي ألبسه اياها نظام الأسد ونسي الآلاف من انصاره الذين قتلوا في عملية اقتحام قصر بعبدا او أثناء الدفاع عن قائدهم الذي ظنوا فيه البطولة والصلابة فاذا هو فأر رعديد في المواجهة سرعان ما رفع يديه وخر ساجداً مرتجفاً امام قائد القوة المهاجمة العميد علي ديب فياله من قائد ؟؟
أما من بقي حياً من انصاره المدافعين عن قصر بعبدا أو الذين خرجوا لمواجهة قوات النظام الوحشي فقد نقلهم غازي كنعان الحاكم للبنان أنذاك في برادات الفواكه وسيارات اللحمة الى اقبية مخابرات النظام حيث تعرضوا فيها لأقسى أنواع التعذيب والتنكيل وفقدت آثار الكثيرين منهم حيث مازالت عائلاتهم تجهل حتى اليوم مصيرهم ولم يبذل ميشيل عون بعد أن أصبح صديقاً حميماً لبشار الجزار وعصابته أي جهد يذكر لمعرفة مصير هؤلاء المساكين وتجفيف دموع امهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وأبنائهم ودفن ألامهم التي يعانون منها في انتظار معرفة مصيرهم ومصيرهم فقط ودفن ذكراهم.
إن المصير الذي آل اليه ميشيل عون وتياره وبعض اللبنانيين يدل على أن هؤلاء أصبحوا من المغرمين بعشق جلاديهم السابقين وكما يقول المثل الشعبي " القط يعشق خنافه" وينطبق عليهم ما أورده أحد المستشرقين الروس الذي عاصر احتلال ابراهيم باشا المصري لبلاد الشام عندما قال: "إن القبائل اللبنانية وبعد عشرة أعوام من الحرية والتسامح والازدهار الذين جلبهم معه الحكم المصري بعد حكم الاستبداد والتعسف والاضطهاد الذي مارسه الولاة العثمانين فإن هذه القبائل قد بدأت تحن الى صفعات ولطمات وركلات المتصرف التركي ولسعات سوطه ...إن بعض اللبنانيين يتحدثون عن الديمقراطية وينتقدون رئيسهم ورئيس حكومتهم ويطالبون بالتغيير والتعديل ولكنهم ينكرون على الشعب السوري ان يختار قيادته ويسمحون لأنفسهم أن يتدخلون في شؤون سورية في الوقت الذي كان بعضهم يعارض وبشدة التدخل السوري في لبنان ويصفه بالاحتلال فماذا يقولون عن تصرفاتهم اليوم وتحزبهم لصالح فئة ظالمة في سورية ضد أكثرية الشعب السوري التي تطالب بحريتها وكرامتها.
سنقول لهؤلاء البعض راجعوا حساباتكم وأفيقوا من رهاناتكم الخاسرة فالشعب السوري الذي تحرر من خوفه وثار على جلاديه لن يتراجع عن هدفه وسيحقق حلمه في الحرية والكرامة في معركة القائمه اليوم والتي لن يقبل باقل من النصر فيها ليعيد بناء سورية الحديثة القوية الابية ويختار قيادته وحكومته حسب المعايير التي يضهعا هو لاتلك التي يرغب بها الأخرون.