"السياسة المدنية" كتاب جامع، تمل على شتى علوم الفلسفة من إلهيات، وطبيعيات، ونفسانيات، وأخلاقيات، واجتماعيات.
وقد عالج الفارابي في هذا الكتاب الموضوعات ذاتها التي عالجها في كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" وهي الله، والثواني، والعقل الفعال، والنفس، والصورة، والمادة، والأجسام السماوية، والأجسام الأرضية، والاجتماعات البشرية المختلفة.
ويمكن تقسيم الكتاب إلى سبعة أبواب:
في الباب الأول يذكر مراتب الموجودات ويجعلها ستاً، هي الله الذي يتبوأ المرتبة الأولى، ثم العقول الثواني التي تحتل المرتبة الثانية بعد الله، ثم العقل الفعال الذي يأتي في المرتبة الثالثة، ثم النفس التي تندرج في المرتبة الرابعة، ثم الصورة التي تشغل المرتبة الخامسة، وأخيراً تأتي المادة في المرتبة السادسة.
وفي الباب الثاني يفاضل الفارابي بين الموجودات التي ذكرها في الباب الأول فيجعل الصورة والمادة الأولى أنقص المبادئ وجوداً، وأشرف منها الأنفس، ويعلوها في الفضل العقل الفعال والثواني. أما العقل الأول أو الله فليس فيه نقص أصلاً، إنه أكمل الموجودات وأقدمها، إنه أزلي أبدي، لا يشبه أي موجود آخر، وهو واحد لا ينقسم ولا يتركب من عناصر.
وفي الباب الثالث يعالج المسألة الكونية فيشرح كيفية صدور العالم عن الله بطريق الفيض. إن وجود الله يلزم عنه بالضرورة وجود العالم، وهذا الصدور لا يتم بالطبع، ولا لغاية يبتغيها الخالق من خلقه، وإنما على سبيل التعقل.
وفي الباب الرابع: يعالج المسألة الاجتماعية، فيرسي الاجتماع على الحاجة إلى التعاون بين بني البشر لنيل قوام حياتهم من كساء وغذاء ومأوى ومأمن.
وفي الباب الخامس: يتحدث عن الأخلاق ويقول إن غاية الإنسان هي السعادة. والسعادة هي الخير الأبعد.
وفي الباب السادس: يتكلم الفارابي على المدينة الفاضلة، ويهتم بالشروط التي يجب أن تتوافر في رئيسها. والشرط الأهم هو القدرة على إرشاد الرعية وتعليمها، والشرط الثاني هو عدم حاجته إلى من يرأسه أو يعلمه لأنه قد حصلت له العلوم والمعارف بالفعل.
وفي الباب السابع يتكلم الفارابي على المدن المضادة للمدينة الفاضلة ويقسمها أربعة أنواع هي: المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة والمدينة الضالة، والنوابت.
http://www.mediafire.com/?xw9b0d9jb3mqho2