فرات
رحم الله امرء عرف حده فوقف عنده
معي بيضة زيادة للبيع اذا بدك تشتري
قلتلك من زمان روح شوف طبيب نفساني لانو وضعك صار صعب يا ابني
يا (قانوني) ما تفعلونه هو اسقاط للدولة وتفتيت سوريا لمصلحة اعداء سوريا ، وليس اسقاطا للنظام
انا بصراحة بعد ما شفت ثورتكم الميمونة واعمالها المقرفة وحركاتها القرعة صرت منحبكجي (نمبر وان) ليس حبا بالنظام بل حفظا لبلدنا ولبلدكم
وهيدي وجهة نظر محايدة جدا لانك ما كنت عم تفهم ومش عم تفهم شو منقصد من البداية (راجع الارشيف قبل ما يطلقوا سراحك)
.......................
نتساءل كما يتساءل بقية العرب عمّن له مصلحة في سوريا في تحويل الثورة إلى صراع مسلح؟ من له مصلحة في تمويل الثورة بعضها، والسلطة؟ وإلى صراع مسلح بين الناس والسلطة؟ باختصار، من له مصلحة في تحويل الثورة من صراع سلمي بين الناس والسلطة إلى صراع مسلح بين الناس؟ أي تحويلها من ثورة إلى حرب أهلية.
في تونس ومصر واليمن أطيح بالرؤساء من دون الحاجة إلى سلاح وإلى صراع مسلح بين الناس أو بين الناس والسلطة. في سوريا، يبدو أن سيناريو العراق أو سيناريو ليبيا هو الأرجح للتنفيذ حين يتدخل الغربيون حالاً أو بعد حين، بعد إنهاك سورية، شعباً ونظاماً. فيكون التدخل، على أثر اهتراء سوريا لعدة سنوات، وكأنه نزهة كما كان في العراق. استعمال السلاح لدى المعارضة في سوريا يقود حتماً إلى واحد من السيناريوين: العراقي والليبي.
والسؤال الثاني: هل إسقاط النظام هو المطلوب، أم إسقاط الدولة. إذا استمر النزاع مسلحاً فإنه يجر إلى مترسة كل فريق طائفي في منطقته وإلى تقسيم سوريا، بما يعني شرذمة الدولة كجغرافيا، وتفكيكها. هل التشنج، والتشنج هذه الأيام معظمه طائفي مذهبي، يخدم ازدياد وتدمير قضية الثورة أم قضية الحرب والنظام وتفكيك الدولة؟ إلا إذا كانت المعارضة غير واثقة من نفسها كممثلة للشعب والثورة، فتلجأ إلى زيادة وتيرة التشنج كي تكسب مواقع وكي تتصرف كسلطة معنوية، ومدعومة خارجياً.
إن من أجبر النظام على الإقرار بأنه يواجه ثورة كبرى هي جزء من ثورة عربية شاملة، والذي أجبره على إجراء، أو الوعد بإجراء، تغييرات كبرى، سواء أقر بها أم لم يقر بها، هو الثورة وسلميتها واتساعها. فهل انتقال سلمية الثورة من السلمية إلى الصراع المسلح يضعف النظام، أم يقويه بحجة أنه يحارب الإرهاب في عهد الحرب العالمية على الإرهاب؟.
مفهوم أن ميزان القوى بين النظام والثورة ليس متكافئاً، إلا إذا تدفقت المساعدات «السلاحية» على المعارضة في الخارج. والمعروف أيضاً أن النظام، لجأ إلى الحل الأمني قبل السياسي، أو في مواكبة السياسي، ولم يكتفِ بحل سياسي كما كان مطلوباً، وكما كان مؤملاً؛ فهل اختيار طريق العنف وسيلة لحماية الذات، لدى النظام، أو المعارضة؟ وهل يعقل ذلك؟ هل وقعت المعارضة في شراك النظام؟ وهل كان ذلك عفوياً أم كان مقرراً سلفاً من القوى المتصارعة على السلطة؟ نعرف كيف حكم النظام حكماً استبدادياً منذ البداية، لكن المعارضة، إن نجحت في استلام السلطة عن طريق العنف، هل ستكون مغايرة للنظام في أساليبها؟
هل من الحكمة إلغاء السياسة في هذا الصراع على السلطة. ألا يعني ذلك استخدام بعض الفقراء لمقاتلة بعض الفقراء في الجانب الآخر، وعندما تستتب الأمور يتقاسم الأغنياء السلطة بشكل أو بآخر، مع التوازن لصالح هذا الفريق أو ذاك. هل تبدأ السياسة بعد الحرب؟ إلى متى ستدوم الحرب؟ وما كمية القتل والدمار؟ وهل ستترك الدول الغازية سوريا كما تركت العراق (رغم بتروله) وليبيا (رغم بترولها) عرضة لحروب أهلية لا متناهية؛ علماً بأن موارد سوريا البترولية قد بدأت تنضب منذ زمن، كما يقال.
في سوريا ثورة، قام بها الشعب وما يزال يقوم بها، وفيها نظام استبدادي يعرف الجميع قدرته على استخدام العنف وعلى المناورة، وفيها معارضة في الداخل ومعارضات في الخارج، وفيها تدخلات عربية بالمال والسلاح والإعلام، وفيها سلفيون من مختلف الأقطار، وفيها دول غربية وشرقية من مختلف أنحاء العالم تتصارع. المجالات الرسمية أو شبه الرسمية التي يجري فيها تداول الوضع السوري، هي اجتماعات المعارضة (أو المعارضات) لدى هذه الدولة المجاورة أو الدولة العربية غير المجاورة، وفي مجلس الأمن، وفي الأمم المتحدة، وفي أروقة أخرى لا نعرفها. هناك قواعد أجنبية في سوريا، وهناك قطع بحرية تستعرض نفسها وهي قادمة إلى ملاذات سوريا البحرية. وهناك أسطول أميركي وغربي غير أميركي قبالة الشواطئ السورية.
لو بقي الأمر ثورة يقوم بها الشعب ضد السلطة، لكان سهلاً أخذ الموقف بهذا الاتجاه أو ذاك بناء على خلفية ثورية وعروبية وإنسانية. هو الانحياز لصالح الناس. أما وقد أُغرِقَت ثورة الناس تحت طبقات من الصراعات الأخرى المحلية والعربية والدولية، فإن على المراقب العروبي أن يبذل جهداً كبيراً كي يتبين معالم الطريق وكي يتخذ الموقف الثوري الصحيح. لكن التعمية المقصودة والمبرمجة تهدف إلى تشتيت الوعي الثوري، وإلى تضييع الناس.
لسنا مضطرين إلى دعم الدعوات للتدخل الخارجي الغربي، ولا مضطرين إلى الوقوف بجانب قطر والسعودية في تعليم الديمقراطية، ولا إلى الخيار بين قتل يمارسه النظام وقتل يمارسه مقاتلون إلى جانب المعارضة. نحن مضطرون، وعن طيبة خاطر، إلى موقف التأييد للثورة، وكما يجب أن تكون أي سلمية شعبية، ولا نؤمن أنها سوف تكون جارفة ناجحة في إسقاط النظام إلا إذا بقيت سلمية جارفة. لسنا مضطرين لتسليم رؤوسنا لأعداء الثورات. ولسنا مضطرين لاستدعاء قوى الغرب الأمبريالية ونعرف أن القتل بوجود هؤلاء في سوريا، نيابة عن الثورة، سيقود إلى قتل أكثر وخراب أكثر اتساعاً مما لو بقيت الثورة سلمية.
لا تكسب الثورة بالتشنجات الحاصلة بل بالمزيد من التعقل، واستخدام العقل في الوسائل الأكثر نجاعة في القضاء على حكم الاستبداد. ما يحدث في سوريا الآن على يد النظام وخصومه، يبعث على الهم والأسى. هو أمر مؤلم. الطرفان يريدان استخدام السلاح، وكل له حججه، وكل الحجج لاستخدام السلاح غير مقنعة، لأنها تقود إلى حرف مسار الثورة عن طريقها الصحيح، كما أنها لا تقود إلى النتائج المأمولة في إسقاط النظام، أو في تعديله كما يقول بعض أركان المعارضة.
الثورة ليست مؤنث ثور. هي أيضاً عمل سياسي طويل النفس.
الفضل شلق
وزير سابق ومستشار رفيق الحريري سابقا