قرأت اليوم هذا التقرير على موقع السي إن إن الإنجليزي (لم أجد له أثرا في الموقع العربي). وهو باختصار أن جمعية الملحدين الأمريكيين قامت باستئجار لافتة في حي مسلم في نيو جيرزي كتبت عليه عبارة "تعرفون أنه خرافة. ولكم حرية الخيار" بالعربية والإنجليزية وفي الطرف الأيسر كتب لفظ الجلالة "الله".


ما رأيكم بهذا التصرف، خاصة وأنه يجري لأقلية تلقى اليوم في أمريكا ما بعد "غزوة منهاتان" معاملة عدائية.

حسب ذاكرتي هذه الجمعية قامت بأعمال شبيهة للجمهور المسيحي.

الآن ما أزعجني في هذه اللافتة عدة أمور:
أولا وأهم أمر، إغفالهم الهمزة في كلمة "أنه".
ثانيا، الخط الذي يبدو لي أنه خط درويد عربي نسخ (وهو خط حر أظن صنعه باسكال الزغبي بتكليف من جوجل) الذي رغم حسناته ورغم تقديري لمؤلفه فأنا شخصيا لا أحبه وأفضل عليه الخطوط التقليدية (على الأقل على المطبوعات أما على الشاشة فذلك أمر آخر).
ثالثا، لماذا كتبت "الله" في جهة اليسار، ربما لأن الإنجليزية تكتب من اليسار إلى اليمين، من الأصح أن تكتب على اليمين لو كانت الكتابة تتوجه لجمهور يتقن العربية.
رابعا لم تعجبني الترجمة، لماذا لم يقولوا "تعلمون أنه خرافة. تملكون خيارًا".

وأخيرا، يجب أن نناقش الحد الفاصل بين العداء للدين وبين العداء (العنصري) للأقليات الدينية... كما قلت وبعكس انتقادات بعض الملاحدة أنا شخصيا أظن أن هذه اللافتة هي جزء من حملة طالت المسيحية وقد تطول اليهودية (رغم أنني أشك بذلك لأن المحرقة منحت اليهودية معاملة خاصة)... لكن علينا أن ننتبه لحالات أخرى يتستر بعض العنصريين بستار الدفاع عن العلمانية والديموقراطية (يعني عندما تقوم شخصيات وجمعيات يمينية مسيحية صهيونية مثلا بالدفاع عن العلمانية فاسمحوا لي أن أشكك بصدق نواياهم).

لا أرى في اللافتة أي مس بأي فئة ، فهي لا تحوي أي اساءة موجهة الى جمهور أو طائفة بعينها انما الانتقاد الوحيد هو على فحوى "الدعاية".
برأيي هي لافتة لا معنى لها pointless، فلا يمكنها أن تشكل دعوة مثيرة أو جذابة للإلحاد، أو تجعل القارئ يرغب بسماع تفاصيل عن فحوى الدعوة، بل أستبعد أن يفكر أي شخص بزيارة الموقع ولو من باب الاستكشاف بعد قراءة اللافتة، وبالرجوع الى الهدف من موضوعك فلا أرى فيه أي معاداة خاصة للاسلام أو تحرش بالمسلمين تحديداً.