النار الاغريقيه والهزيمه الاسلاميه
سؤال بسيط
لماذا لم يستطع المسلمون الانتصار على البيزنطيون
الم يقل اله الاسلام
:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ عمران:125،126
لماذا اذن لم ينصرهم
على البيزنطيون
هل السبب كان ان البيزنطيون استخدموا النار الاغريقيه
هل لا يستطيع اله الاسلام ان ينصر المسلمون بسبب النار الاغريقيه
وعلى العموم
اقرأوا الحقائق التاريخيه الاتيه
النار الاغريقيه(طبيعة تركيبها وأثرها على نشاط المسلمين)
لعبت النار الاغريقيه دوراً مهما فى الصراع البيزنطي الاسلامى من أجل السيادة على البحر المتوسط. فقد أدى ظهورها كسلاح بحري لدى الأسطول البيزنطي فى القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) إلى بروز عنصر قوه جديد أسهم فى تحقيق الانتصارات البحرية كما أنقذ مدينة القسطنطينية من السقوط فى أيدي العرب المسلمين بعد حصارين مريرين ,بدأ الأول سنة 674م/54ه زمن الخليفة معاوية بن أبى سفيان وأستمر خمس سنوات .أما الثاني فقد بدأ عام 717م/99ه زمن الخليفة سليمان بن عبد الملك وأستمر قرابة العام . وتجدر الاشاره إلى أن الأساطير فضلاً عن حوليات التاريخ قد تناقلت أخبار النار الاغريقيه فى الغرب الاوروبى منذ أواخر العصور الوسطى بصوره مشوشة تفتقر إلى الوضوح لأنها اعتمدت على افتراضات خاطئة .وهكذا شاعت الاجتهادات غير العلمية بخصوص المادة السرية المقذوفه ووجدت طريقها إلى بعض كتب المؤرخين الحديثين .
*أصل التسمية ونشأتها:-
[SIZE=4]يرجع أطلاق اسم "النار الاغريقيه" على هذا السلاح إلى الصليبيين من أهل الغرب الأوروبي . أما البيزنطيون –الذين كانوا يتكلمون اليونانية- فلم يستخدموا هذه التسمية ,ربما لأنهم اعتبروا أنفسهم من الرومان على أساس أن دولتهم كانت امتدادا للإمبراطورية الرومانية فى الشرق .وكان من المتوقع أن يطلق البيزنطيون على هذا السلاح أسم النار الرومانية ,ولكن المصادر البيزنطية استخدمت فى معظم الأحيان عدة صفات عند إشارتها له مثل :-"النار المصنعة المركبة سريعة الالتصاق"toskeuaston kai kollutikon pur التي تعرف بالنار السائلة hygron pur أو النار البحرية thalassion pur . على أية حال ،إذا كانت المواد الكميائيه غير المكرره المستخدمة فى العصور الوسطى قد مكنت الإنسان من ابتكار أنواع متباينة من الاسلحه الحارقة ,فإن الافتقار إلى وجود مصطلح فني محدد لهذا السلاح البحري الحارق فى النصوص التاريخية قد ساهم فى التشوش والخلط بين النار الاغريقيه التي كانت معروفه لهم ولغيرهم من الأمم المعاصرة .
لا شك أن الدولة البيزنطية استطاعت فى الربع الثالث من القرن السابع الميلادي (الأول الهجري) تطوير سلاح بحري حارق زودت به أسطولها ,وأثبت هذا السلاح دقه فى الأداء وفاعليه فى التأثير فاقت ما كان معروفا ًمن قبل من أسلحه حارقه . وتنسب المصادر البيزنطية الفضل فى ذلك إلى مهندس يدعى (كالينيكوس) kallinikos ، رحلت أسرته من بعلبك إلى القسطنطينية بعد فتوح المسلمين العرب لبلاد الشام .وهناك استطاع تطوير تلك النار البحرية فى وقت مناسب مكن الإدارة البيزنطية فى عهد الإمبراطور قسطنطين الرابع (668- 685م) من تجهيز عد’ تشكيلات من السفن التي تحمل مقدماتها قاذفات لهب خاصة .وبفضل هذه التجهيزات استطاعت تلك السفن قذف سفن المسلمين بتلك النار البحرية وحرقها .وكان هذا أحد أسباب فشل حصار المسلمين الأول للعاصمة البيزنطية سنة 678م / 59ه .ويتكرر استخدام النار الاغريقيه ضد سفن المسلمين أثناء حصارهم الثاني للعاصمة البيزنطية سنة 717م/99ه .
وكانت السفن الحربية البيزنطية التي تم تجهيزها بقاذفات النار الاغريقيه ،من طراز دورمون dromon . وكانت كل سفينة تشتمل على صفين من المجاديف فضلاً عن خمسين مقعداً خشبياً طويلاً يسمح الواحد بجلوس اثنين من المجذفين .وفى البداية كان جهاز قذف النار يوضع فى مقدمة السفينة ويتولى توجيهها المجذف الامامى بينما يتولى زميله إلقاء ورفع المرساة الاماميه .
http://historical.yoo7.com/t4403-topic
التفكير في فتح القسطنطينية يراود خيال خلفاء المسلمين منذ بداية العصر الأموي؛ فعندما ولي الخليفة "معاوية بن أبي سفيان" خلافة المسلمين كان في مقدمة الأهداف التي وضعها نصب عينيه فتح القسطنطينية، تلك المدينة الجميلة الساحرة، أشهر مدن الدولة البيزنطية وعاصمتها المتألقة.
وكان لموقع القسطنطينية المتميز أكبر الأثر في اتجاه أنظار المسلمين إلى فتحها، وانتزاعها من الإمبراطورية البيزنطية التي كانت مصدر قلق دائم للدولة الإسلامية، وضم تلك اللؤلؤة العزيزة إلى عقد الإمبراطورية الإسلامية الواعدة.
كانت مدينة القسطنطينية محط أنظار المسلمين بجمالها وبهائها، كأنها درة قد احتضنها خليج البسفور من الشرق والشمال، وامتدت من جهة الغرب لتتصل بالبر، وتطل أبراجها وحصونها في شموخ وكأنها تتحدى الطامعين فيها، وقد برزت أسوارها العالية من حولها في كل اتجاه فتتحطم عندها أحلام الغزاة وتنهار آمال الفاتحين.
الحملة الأولى إلى القسطنطينية
وبرغم تلك الأسوار المنيعة والأبراج الحصينة التي شيدها أباطرة البيزنطيين حول المدينة، فإن ذلك لم يفتّ في عضد معاوية، ولم يثنه عن السعي إلى فتح القسطنطينية.. وبدأ معاوية يستعد لتحقيق حلمه الكبير.
استطاع معاوية في مدة وجيزة أن يجهز لأول حملة بحرية إلى القسطنطينية (سنة 49 هـ = 669م) حشد لها جيشا ضخما، وشارك فيها عدد كبير من الصحابة منهم "عبد الله بن عمر" و"عبد الله بن عباس" و"أبو أيوب الأنصاري"- رضي الله عنهم- وجعل عليها "سفيان بن عوف"، وأخرج معه ابنه "يزيد بن معاوية".
ولكن تلك الحملة لم يكتب لها النجاح؛ فقد حال سوء الأحوال الجوية وبرودة الجو الذي لم يعتدْه العرب دون استمرار المسلمين في الحصار الذي فرضوه على المدينة، بالإضافة إلى قوة تحصين المدينة التي حالت دون فتحها. وعادت الحملة مرة أخرى بعد أن استشهد عدد من المسلمين، منهم الصحابي الجليل "أبو أيوب الأنصاري".
ولكن معاوية لم ييئس، ولم يخبُ حماسه وإصراره على مواجهة هذا التحدي الجديد؛ فراح يعد لحملة جديدة، ومهد لذلك بالاستيلاء على عدد من الجزر البيزنطية في البحر المتوسط، مثل: جزيرة "كريت" وجزيرة "أرواد" في سنة (54 هـ = 674م).
وكان معاوية يهدف من وراء ذلك إلى أن تكون هذه الجزر محطات للأسطول الإسلامي عند خروجه لغزو القسطنطينية.
سر النار الإغريقية
فرض المسلمون الحصار على المدينة المنيعة لدفعها إلى الاستسلام، واستمر الحصار من عام (54 هـ = 674م) إلى عام (60 هـ = 680م)، وتحمل المسلمون طوال تلك السنوات السبع كثيرا من الصعاب، وواجهوا العديد من المشاق والأخطار حتى فاجأهم البيزنطيون بسلاح جديد لم يألفه المسلمون من قبل وهو "النار الإغريقية"، وهي عبارة عن مزيج كيميائي من الكبريت والنفط والقار، فكان البيزنطيون يشعلونه ويقذفون به سفن الأسطول الإسلامي فتحترق بالنار وهي في الماء؛ مما اضطر المسلمين في النهاية إلى رفع الحصار عن المدينة والعودة مرة أخرى إلى دمشق بعد أن احترق عدد كبير من السفن واستشهد عدد كبير من الجنود.
حملة سليمان بن عبد الملك
أحجم المسلمون فترة من الزمان عن محاولة فتح القسطنطينية لمناعتها وتحصنها، حتى جاء الخليفة الأموي "سليمان بن عبد الملك" فبدأ يجهز جيشا ضخما بلغ نحو مائة ألف جندي، وزوده بنحو ألف وثمانمائة سفينة حربية، وجعل على رأسه أخاه "مسلمة بن عبد الملك".
وانطلق مسلمة نحو القسطنطينية عام (98 هـ = 717م) فحاصرها مدة طويلة، وبرغم تلك الاستعدادات الكبيرة والإمكانات الضخمة الهائلة التي توافرت للجيش، فإن تلك المدينة استعصت عليه، وعجز عن فتحها، فبعث مسلمة أحد رجاله، ويدعى سليمان على رأس جيش يستطلع الطريق عبر آسيا الصغرى.
وسار سليمان حتى بلغ عمورية فحاصرها مدة، وعلم أن "ليون" حاكم هذه المدينة يناهض الإمبراطور البيزنطي "تاود أسيوس" فأراد أن يخدعه ويستميله معه، ويغريه بعرش الإمبراطورية الرومانية، ولكن ليون تظاهر بمساعدته وأضمر في نفسه شيئا آخر، فدخل في مفاوضات مع المسلمين وطلب منهم رفع الحصار عن عمورية، ثم صحب جيش المسلمين قاصدا القسطنطينية، وأصبح ليون موضع ثقة المسلمين، فسمحوا له بأن يسبقهم إلى القسطنطينية.
وسرعان ما كشف "ليون" عن حقيقة نواياه عندما احتل العاصمة البيزنطية واستطاع الوصول إلى العرش الإمبراطوري مستغلا وصول الحملة الإسلامية إلى القسطنطينية، فأسرع بتحصين المدينة وتدعيم أسوارها وتقويتها لمواجهة الحصار الإسلامي المرتقب.
بدأ الحصار البحري لمدينة القسطنطينية في (19 من المحرم 99هـ = أول سبتمبر 717م) وعندما وصل إليها مسلمة بجيشه ضرب عليها حصارا شديدا قاسيا، واستمر حتى الشتاء، وتحمل المسلمون البرد القارس؛ حيث عانوا كثيرا؛ وجاء أسطول من مصر وآخر من شمال إفريقيا، كما وصلت نجدات برية أخرى.
وأخذ المسلمون يهاجمون المدينة مستخدمين النفط، واستعانوا بسلاح جديد أشبه بالمدفع، وأظهر المقاتلون شجاعة نادرة وفدائية فريدة.
وفي تلك الفترة التي اشتد فيها حصار المسلمين لمدينة القسطنطينية توفي الخليفة سليمان بن عبد الملك، وتولى بعده الخليفة "عمر بن عبد العزيز"، واستقر رأى الخليفة الجديد على سحب القوات الإسلامية المحاصِرة للقسطنطينية للإفادة منها في تأمين الدولة الإسلامية وتنظيمها قبل الاستمرار في الفتح والتوسع. وأرسل الخليفة في (12 من المحرم 100 هـ = 15 من أغسطس 718م) يطلب من مسلمة العودة بجيوشه وأساطيله إلى الشام بعد حصار دام اثني عشر شهرًا كاملة، بعد أن أدت دورها في إعزاز دولة الإسلام، وحمل البيزنطيين على التخلي عن أحلامهم وأطماعهم السابقة في استعادة أراضيهم التي انضوت تحت لواء الإمبراطورية الإسلامية الجديدة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archiv.../t-101751.html