من جديد
عودة إلى المسيحي الذي يصلي في المسجد:
الثائرة المسيحية تخطب في المسلمين
دعد معماري: قِسّ سورية في أميركا تُبشّر برحيل الأسد
هي الثائرة مذ كانت معلمة مدرسة في سوريا، وعضواً في مجلس المحافظة في حمص، ومرشحة لمجلس الشعب.تقول دعد معماري لـ«الجمهورية»: «لم تسعني سوريا، فهاجرت منذ 21 سنة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهنا عرفت الإنجيل وعرفت من خلاله قيمتي كإنسان، وفهمت أن الله خلقني على صورته في الكمال، لذا، أرفض أن أكون تابعةً أو أداةً في أيدي الآخرين».
أوهايو – نور طنوس - صحيفة الجمهورية
في العام 2008، أصبحت دعد معماري مبشّرة إنجيلية بعدما "تأثرت بقصص من الإنجيل، كقصة "أبيغيل" التي تحدّت زوجها ومشت على الطريق الصحيح، وقصة "راعوث" التي تحدّت أهلها ومشت بدورها على الطريق الصحيح. هي تسكن في مدينة "ألِن تاون" في بنسلفانيا، في بيت لا يدخله أحد من أقربائها أو أصدقاء العائلة منذ اندلاع الثورة السورية وانخراطها الكلّي فيها، إذ باتوا ينظرون إليها على أنها مرتدة وخائنة وناكرة لجميل آل الأسد على السوريين، والمسيحيين منهم خصوصاً.
تقول: "أنا إنسانة مؤمنة بالرب. لقد عشت في سوريا حتى سن الخمسين، وأعرف كل أخطاء النظام. كنا نعيش في ظل شعارات زائفة لطالما أبقتنا بعيدين من التطور والتقدم، ولا بد أن يوضع حد لذلك".
قادة عميان
وعندما سُئِلَت لماذا لا تُشارك بطاركة الشرق تفضيلهم نظام البعث على أي نظام آخر قد ينشأ في حال سقوطه، أوضحت: "أنا لست مستعدّة لأن أموت مع أحد، بل أفضّل العيش مع المسيح على أن أموت مع أشخاص. المسيح تحدث عن "قادة عميان يقودون عمياناً، فيقعون جميعاً في حفرة، وأنا لست على استعداد لأن أغمض عينيّ لأن قائدي أعمى".
وتتابع: "يتخوف مسيحيّو سوريا من الإخوان المسلمين، وأنا أقول إنّ هذه الجماعة بدعة من بدع النظام. لقد عشت في سوريا قبل "البعث" وقبل الأسد، ولم يكن فيها إخوان مسلمون. هم لم يظهروا إلّا بعد ما سُمّي بالحركة التصحيحية.
وتُضيف: "علّمتني تجربتي في مجلس المحافظة وكمعلمة في سوريا أن نظام البعث يكذب، وأنّه قادر على تمثيل أيّ دور يريده، وهو يقول شعارات ويتصرف بغيرها. لذا، فأنا اشكك بصحة هذه الفبركات وأعتبر أن هذا النظام هو من يروع الأهالي تحت ستار الطائفية وغيرها".
وتشدّد على أنّ "الله خلقني لأكون فرداً وليس تابعاً. أنا رأس ولست ذنباً. لا فرق في ما إذا كنت أنثى أم ذكراً، أو مسيحية أو مسلمة. حياتي ككل تعتمد على الله. البعض يقول إن هذا دين وذاك سياسة، بينما أنا لم أتعاطَ السياسة في حياتي، ولكنني مواطنة صح. الرب أراد لنا أن نكون ملح الأرض ونور العالم، لذلك فمن خلال وجودي في هذا المجتمع مطلوب مني أن أطيّب هذا المجتمع، وإذا لم أكن مؤتمنة على وطني الأرضيّ، كيف سيسمح لي الرب بأن أؤتمن على وطني السماوي؟".
وعندما سُئلت هل يتقبّلها المعارضون عندما تعود في حديثها إلى الإنجيل وكلام المسيح، قالت: "عندما بدأ النظام يثير دعاية بأن الثورة طائفية، قد يكون بعض المعارضين رحبوا بظهوري إلى جانبهم ليبعدوا عنهم الصبغة الإسلامية البحتة، ولكن الله يستطيع أن يحول كل الأشياء لمجده. لقد دعيت للمشاركة في "إسلاميك ريليف"، وطلب مني المنظمون أن ألقي كلمتي على المنبر وأنا بلباس القسيس الرسمي. فكان أن استخدم الرب وقوفي على ذلك المنبر لمجده وجعلني أتكلم بلسان الإنجيل، فصفق لي الجميع بحرارة بالغة، وبعد ذلك بدأت تتوالى عليّ الدعوات لمؤتمرات المعارضة الأخرى التي تجمع نخبة المثقفين المهجرين من سوريا، لأن حافظ الاسد خنق الحرية الفكرية ولم يسمح لأحد غيره بالكلام".
وتُضيف: "أقول لمسيحيي سوريا: يجب أن نمشي وراء المسيح وليس وراء الناس"، معتبرة أنّ "النظام السوري ساقط لا محالة. بل هو وُلد سِقطاً لأنه عاش في أكذوبة، واليوم استفاق الشعب. مسيرتنا ليست سهلة بالتأكيد، ولكن المهم أننا قمنا بالخطوة الأولى وكسرنا حاجز الخوف.