يبدو أن المأزق الذي وقعت فيه القوى الوطنية لم يعد له حل في أذهان بعض النخبة إلا بوجود توافق وطني يُمثّل الثورة ، فمنذ قليل طالب الدكتور كمال الهلباوي والدكتور حسن نافعة من خلال شاشة قناة الحياه طالبا الدكتور محمد مرسي بالتنازل لصالح حمدين صبّاحي كفرصة أخيرة لإنقاذ الثورة من أركان النظام السابق..وقد تباينت آراء بعض الضيوف المتخصصين حيث اختلفوا بين جواز هذه المسألة قانونياً وعدم الجوار..

أرى أن هذه المبادرة قد تكون جيدة فيما لو قدّمت القوي الوطنية ضمانات كافية للإخوان ..ورغم ذلك أعتقد بأن الإخوان سيرفضون هذه المبادرة رفضا تاماً...وهو ما سيضع مرشح الإخوان في مأزق بعد وصول الوضع إلى ما هو عليه..ولكن رغم ظهور آراء داعمة للدكتور مرسي من خارج التيار الإسلامي..إلا أن الكتلة التصويتية لشفيق أكبر خطر يُهدد الإخوان ربما لوجود شرائح مهمة كشرائح " رجال الأعمال -والليبراليين-وخصوم الإخوان من السلفيين والصوفيين والأقباط-وباقي القوى الوطنية التي لديها أزمة ثقة مع الإخوان...وغيرهم "....

يبدو أن أخطاء الإخوان المتكررة بعد الثورة والتي نتج عنها نشوء أزمة ثقة بينهم وبين كافة القوى الوطنية بلا استثناء أدت إلى نشوء هذه الأزمة..فالأصوات الثورية التي فُتّت بين مرسي وأبو الفتوح وحمدين صبّاحي أعطت الأمل لأركان النظام السابق بالعودة ولمتنفس حياه أعتقد أنهم لن يُفرطوا فيه وسيستخدمون كافة وسائلهم خاصة فوبيا الإخوان والجماعات الإسلامية..فهي أخطر وسيلة على الدكتور مرسي وربما تتسبب في حالة هياج شعبي خلال الأسبوعين القادمين إذا ما نجح أركان حملة شفيق في بث الدعايا عبر هذه الوسيلة.

ولكن مع ذلك أعتقد أنه لا خطورة من الفريق أحمد شفيق..فهو وجه مميز كان ولا يزال من حكومة مبارك السابقة يحوز على احترام أغلب القوى الوطنية بوصفه وجهاً مقبولا ذو سيرة بيضاء وإدارة ناجحة ، ورغم التشغيبات التي حدثت مؤخرا باتهام الرجل في ذمته المالية وسوء إدارته إلا أنني لا أطمئن لهذه الإتهامات كونها صدرت في توقيت يشوبه "حِمية" التنافس السياسي..وأن هذه الإتهامات لم تطال الرجل في الماضي وهذا كافي للشك في سلامة تلك الإتهامات مهما كانت الجهة التي أصدرتها..

منذ ساعات انتهى مؤتمر شفيق وبدا أنه في غاية الذكاء حيث تبنى كامل مطالب الثورة..ودعا ائتلاف الثوار وجماهير الألتراس وغيرهم من كافة القوى الثورية بالعمل على التصدي لمن أراداختطاف الثورة لمصلحته الخاصة..في إشارة على ما يبدو لجماعة الإخوان..وهي تصريحات يبدو أن أثرها جاء سريعاً برفض حمدين صباحي وأبي الفتوح المشاركة فى مؤتمر مرسي الذي جمعه بالقوى السياسية..وهي إشارة واضحة أن مطالب حمدين وأبي الفتوح قد تفوق طاقة الإخوان لإعلان دعمهما الصريح بكافة الأطقم الدعائية ولِجان المتابعة والتنسيق...ولكن مع ذلك أتوقع انقساماً بين مؤيدي أبي الفتوح وصباحي حول مؤازرة أيٍ من الطرفين...فالمسألة بها مزيد كلام والمواقف تتبدل في دقائق معدودة.

أخيرا فالوقت ضيق ولا مناص من الإتفاق أو التوافق سواءاً بين كافة القوي والأطراف السياسية المُمثِلة للثورة، أو كافة القوة العاملة على الساحة بما فيها جبهة شفيق ...فهي جبهة مهمة وبدا أن لها كُتلة تصويتية ضخمة لا يجوز الإنتقاص منها أو تهميشها ، وأن فُرص نجاح أي طرف ستتوقف على مدى تبنيه لمطالب الثورة والعمل على تجاوز مُشكلات المرحلة بوضوح والعمل للمصلحة العامة دون الخاصة ..

ولكن يبدو أن مركز كارتر له رأي آخر

كالعادة الإخوان منتشون بالنصر المزيف الذى حققوه فى الجولة الأولى من إنتخابات الرئاسة ويُخدعون بإعلان بعض الشراذم ممن يسمون أنفسهم قوى ثورية وعددهم لا يتعدى عدة آلاف بمساندة مرشحهم مرسى
أمام شفيق وستكون هزيمتهم قاسية فى جولة الإعادة مع الفريق أحمد شفيق .

أما محمد مرسى طويل اللسان قليل الأدب الذى ما فتئ يتطاول على أسياده ويقول أنه سيدوس عليهم بأقدامه فإنه كان يجلس تحت مائدتهم يأكل من الفتات المتساقط منهم متمنياً رضاهم .

ومسألة تنازل محمد مرسى لحمدين صباحى ستكون حركة ذكية جداً من الإخوان ستوحد كتل إنتخابية هائلة وراء حمدين وقد تؤدى لنجاحه أمام شفيق لكن لحسن الحظ أن الإخوان لا يمتلكون هذا الذكاء وأسرى لطمعهم ونهمهم للسلطة والرئاسة وسيكون مصيرهم فى مزبلة التاريخ .

معسكران .

الاول فيه الالوف وخلايا نحل ورغي وزبد ، ونقض وضوء ، ودعس بالاقدام ، وثوار منتصف الليل ومن هم على قارعة الطريق ، ومن وجدوا انفسهم صدفة على مأدبة اللئام .

والثاني ، فيه رجل وحيد يختزن نبل الجيش ، يقول كل شيء في صمته ، وسيربح هذا ما استشفه من حوار اللواء سامح سيف اليزل والدكتورة نائلة عمارة