محمود........ محمود هو السباك اللى محله تحت بيت واحدة صاحبتى ، بس مكانته فى حياتها أكبر بكتير من كونه سباك فى العمارة.

محمود يعتبر أهم شخصية فى حياتها وحياة أهلها..........


صاحبتى دى بتتمتع بقدر كويس من حرية الحركة فى حياتها: عندها عربية، ممكن تخرج وتعمل أنشطة وكل اللى هى عايزاه .. بس مينفعش تتأخر عن الساعة 10 بليل.


ليه ؟؟ مش علشان بتحب تنام بدرى، ولا علشان وراها مواعيد تانى يوم، ولا علشان البلد مش أمان، أو إن أهلها مش واثقين فيها.

السبب أبسط من كدة بكتير ويتلخص فى جملة واحدة: " محمود هيقول عليكى إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!"


لو فى مرة عربيتها عطلت، مينفعش حد من أصحابها "الذكور" يوصلها.... لأنه طبعاً ميصحش "محمود يقول عليها إيه؟؟؟؟؟

!!!!!!!"



هو محمود ده ممكن يقول إيه ؟

ماشية على حل شعرها؟ أه ممكن.

منحرفة وأهلها مش مسيطرين عليها؟ إحتمال طبعاً.

قليلة الأدب ومش متربية.. وكل يوم بترجع فى أنصاص الليالى مع واحد شكل؟ وارد جداً.

محدش عارف هى كانت فين لحد دلوقتى ؟ جايز بردو.



وهو محمود ده يقول ليه أصلاً؟

كل إنسان قدامه اختيارين: إنه يتمسك بحريته وعقله اللى ربنا كرمه بيهم، أو يعيش طول حياته عبد لأراء الأخرينمحمود مواطن، مكان أكل عيشه فى نفس مكان سكنها، وهو جزء من المجتمع. وبالتالى من حقه يتفرج على اللى طالع واللى نازل، ويحكم على الأمور من وجهة نظره، ويكون رأى ويعتبره حقيقة ويشارك الحكم اللى أصدره مع أى حد معدى.



طب وليه أهلها فارق معاهم أوى كدة رأى محمود؟

مع إن محمود ده ملوش أى علاقة بحياتها، ولا يمت لهم بصلة، وميعرفش خبايا الأمور، ومفيش أى حاجة مشتركة بينهم لا فى الثقافة ولا فى الفكر ولا فى التاريخ ولا فى الطموحات ولا فى الأحلام ولا فى أى حاجة خالص. بس رأى محمود أهم رأى فى حياة صاحبتى، أهم حتى من رأى أهلها:

يعنى لو فى حاجة أهلها شايفنها عادية بس محمود شايفها غلط، يبقى لازم تاخد رأى محمود فى الإعتبار.

أصل زى مابيقولوا " رأس مال الإنسان (والبنت خصوصاً) سمعته.. وكل إنسان فى مجتمعنا مطالب إنه يحافظ على رأس ماله.



إزاى؟ بإنه يعيش "بمبادىء وأفكار" أشخاص تانين .. وأحياناً بيكونوا ملهمش أى علاقة بالإنسان الغلبان ده إلا إنهم بالصدفة عايشين فى نفس المكان.

أيوة، يعنى وجهة نظر "محمود"(اللى هى مختلفة جداً) أهم من وجهة نظر الإنسان الشخصية.


فى حياة كل إنسان "محمود" كتير : شخص من بره حياتنا، مختلف عنا فى كل شىء، ميهمناش فى حاجة، بس مضطرين ناخده فى الإعتبار وإحنا بنتصرف فى حياتنا اليومية و وإحنا بناخد قراراتنا المصيرية.

محمود ده ممكن يكون الجيران، قرايبنا من بعيد، زميلنا فى الشغل، واحد شغال فى الكشك اللى جنب البيت.... أى حد وخلاص.


وبنلاقى نفسنا بنعمل حاجات مش عايزين نعملها بس علشان صورتنا قدام محمود تبقى كزيسة، بنضحى بحاجات إحنا بنحبها علشان نثير إعجابه.

بنعيش بمبادىء محمود لننال رضاه...... بنعيش حياة غير حياتنا، بأحلام مش أحلامنا، وتصرفات مش تصرفتنا.


الموضوع ده مش بس فى المواعيد والتوصيل واللبس والحاجات البسيطة دى.. إحنا ممكن مثلاً ندخل كلية مش عجبانا بس عاجبة محمود، أونشتغل شغلانة مش عايزنها علشان محمود يحس بقيمتنا، نروح أماكن مش عايزنها (أو منروحش أماكن عايزنها) ونتعامل مع ناس مش حبينهم علشان صورتنا عند محمود تبقى مشرفة.


محمود ده هو كل الضغوط المجتمعية اللى بتخلينا نضحى بأحلامنا، ونعيش حياة شخص أخر بمبادىء أخرى، لأن هو ده الصح، هو ده الطبيعى، هو ده المفروض ......



ربنا خلقنا وكرمنا بالحرية الكاملة علشان نختار حياتنا ووهبنا عقل نميز بيه الصح من الغلط والمناسب من غير المناسب. وإحنا بنقدم حريتنا على طبق من دهب لأجل رضا سى محمود.


وفى تصورى، التضحية بالحرية والعقل والأحلام والرؤى لرضا شخص أخر، هى خطيئة كبرى لا تغتفر، بل وتنازل عن أثمن ما فى إنسانيتنا.


والرضوخ لمحمود بحجة إن مجتمعنا كدة ولازم نحترمه، هو تصرف فى منهى السلبية ..


لأن كلنا عارفين إن مجتمعنا مليان أفكار عقيمة وأمراض مترسخة فى أعماقه.. ومش معنى إنها مترسخة يبقى لازم نرضى بيها ونسكت عليها...مجتمعنا منافق جداً: يبان إنه متدين وهو فى نفس الوقت بيشوف الظلم قدامه ويسكت والأمثلة على ذلك قدامنا كتيرة وكل حد مننا إتعرض قبل كدة لنوع من أنواع الظلم ولقى الناس سلبية وعاملين نفسهم مش شايفين... مجتمع قذر، الزبالة فى كل مكان والفوضى والعشوائية فى السواقة والطوابير. مجتمع بيدعى إنه شهم وجدع وفى الأخر محدش بيساعد حد. مجتمع إنتهازى وكسول ولا يحترم المواعيد.....



وفى الأخر يدى لنفسه الحق إنه يحدد للناس يعيشوا حياتهم إزاى.... لازم نبقى كلنا نفس الشكل، نفس النموزج الفاشل الفاسد الأنانى الجبان.



من آفات مجتمعنا إن كل واحد بيدى لنفسه حق التدخل فى شئون الأخرين ....الأفة دى لازم نقتلها، لانه مش من حق حد يتدخل فى شئون الأخرين بالعافية.

ولو الناس متدخلوش، بيكتفوا إنهم يحكموا على بعض، من غير مايعرفوا ولايفهموا ظروف بعض. مش من حق حد أبداً يحط نفسه مكان ربنا..... ربنا بس هو اللى من حقه يحكم على الناس، لأنه هو الوحيد اللى عارف كل حاجة وشايف الصورة كاملة، فحكمه هيكون عادل.... إنما إحنا بنشوف جزء صغير أوى من الصورة، فبالتالى غالباً بنظلم بعض.


كمان مع سيطرة التيار الدينى على المجتمع، التدخل فى حياة الأخرين ده بيزيد وبياخد شرعية أكبر... فكل واحد بيعمل الطقوس والشعائر الدينية (حتى لو أهمل الجوهر) بيفتكر نفسه أفضل وأقرب لله من غيره ، فيدى لنفسه حق تصنيف الأخرين والحكم عليهم والتدخل فى شئونهم وممكن حتى يجبرهم على تصرفات معينة..



فكل إنسان قدامه إختيارين: إنه يتمسك بحريته وعقله اللى ربنا كرمه بيهم، ويعيش حياته هو، بمبادئه وأفكاره وأحلامه وطموحاته.


أو يعيش طول حياته عبد لأراء الأخرين .....................

انتى جبتي من الاخر ، مجتمع قذر ووسخ وحقير ومنتن

عالم منتنة فعلا

تخلف اجتماعى

(08-27-2012, 12:46 PM)bassant كتب:  تخلف اجتماعى

السير مع فتاة في الطريق العام عمل محفوف بالمخاطر ، اما ان اكون قفص جوافة واكبر دماغي او ادافع عن كرامتى وكرامتها واخد غزة مطواة ، منذ سنوات امتنعت عن السير مع اى فتاة واذا كان اللقاء ضروريا نتقابل علي باب المكان ثم ندخل .

بخصوص الجيران ، اااااااااااااه ، اه من وساختكم وتطفلهم ، من يوم ما امى توفت ومفيش ست تجرؤ انها تخبط علي بابي لانى اسكن بحى شعبي ، والناس في الاحياء الشعبية يفهمون هذا الوضع بطريقة غريبة يعرفها اهل مصر ، طريقة " انا مش اريال او قرني" وهوة تلاقيه مركب هوائي اكبر من اللي في مبنى الاذاعة والتلفزيون . كلمة مجتمع مريض لا تصف ما وصل اليه المجتمع المصري ، ده مجتمع بوهيمى حقير منتن