(04-22-2014, 10:40 PM)الصفي كتب: لست أنا من احناج لتبسط لي حتى يسهل فهمي. أنت احتجت لاشرح لك كيف يُفهم القرآن فهل فهمت ما بسطته لك؟
ان لم تفهمه فاعد القراءة مرة و أخرى.
الله تعالى لم يأمر المترفين بأن يفسقوا. هل هذه وضحت لك أم لا؟
اذا لم تقتنع - رغم ان الأمر واضح- فانني أطلب منك أن تخرج لي من نص الاية أن الله أمر المترفين بأن يفسقوا. و أنا في الانتظار.
صحصح يا صفي يبدو انك لاتعرف من احتاج للفهم على كل فانني استعنت باحد الشارحين ليعيد لك الشرح لان في الاعادة افادة
و الان لافسرها لك بالعربي المبسط:
و اذا اردنا ان نهلك قرية : أذا شرطية و الشرط الواجب تحققه هو وجود رغبة الهية بتدمير قرية ما
أَمَرْنَا : الفعل الذي يتحقق اذا تحقق الشرط اعلاه و الفاعل هو الله
مُتْرَفِيهَا مترفي القرية و المترف هو اللذي يعيش حياة منعمة (غني)
فَ فاء سببية تجعل ما قبلها مسببا لما بعدها
فَسَقُواْ فِيهَا : نتيجة الامر المذكور اعلاه
فَ فاء سببية تجعل ما قبلها مسببا لما بعدها
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ نتيجة فسق مترفيها المذكور اعلاه
فَ فاء سببية تجعل ما قبلها مسببا لما بعدها
دَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا نتيجة "حق القول عليها"
و بالتالي فان تدمير القرية كان بالاساس رغبة الاهية و لكن الاله اراد ان يكون لها مسوغ "قانوني"
و اذا كان قد امر المترفين (و المترف غير الرئيس- بالعربي البسيط) لغرض طاعته لما "حق القول" عليها و هذا مناقض لرغبة الله لتدمير القرية فهل يامر الاله ما هو عكس رغبته؟
اقتباس:قلت لنا ان الله أمر بالفسق , سالناك هل قال النص ( أمرنا مترفيها ليقسقوا ففسقوا فيها)؟
اجبني اجابة مباشرة و الا فان الذي يلف و يدور هو بيغن و من أتى بسيرته بدل أن يجيب على السؤال: اين أمر الله بالفسق.
كاتب القران يصفه بانه عربي مبين وبالتالي فلو كتب الاية كما كتبتها انت
أمرنا مترفيها ليقسقوا ففسقوا فيها)؟
فانها تفقد البلاغة وكذلك الطلاوة التي يفتخر المسلمون بوجودها في قرانهم
اما لو بقيت كما كتبت فانها تدل دلالة واضحة على ان اله الاسلام يريد ان يقسقوا حتى يدمر القرية
لانه بدون ذلك لن يتمكن من تحقيق هدفه بالتدمير
وكما تعلم فان اله الاسلام يعرف نفسه بانه
ملهم الفجور
فاذا كان هو ملهم الفجور فلماذا لا تستسيغون ان يامر بالفسق
ارفق لك قول احدهم حول نفس الموضوع
يقول القرآن في سورة الاسراء (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً).. وهذه إحدى الآيات التي تبارى الحواة في تأويلها وصرفها عن معناها الواضح النازل بلسان عربي مبين.. فمعناها المباشر أن الله في سياق تدخلاته غير المفهومة في حياة البشر يغضب أحياناً على بعض القرى فيقرر إهلاكها.. ورغم أنه يستطيع ذلك بدون أن يقدم تفسيراً لأحد فهو يأمر مترفي هذه القرية بالفسق!! (لاحظ أنه قال سابقاً "إن الله لا يأمر بالفحشاء").. فإذا فسق هؤلاء فان الله يعتبر أنه أبرأ ذمته ويصب جام غضبه على هذه القرية التعيسة فيدمرها.
ودع عنك أن الإله لا ينبغي له أن يأمر بالفسق، فإن قوله –فحق عليها القول- دليل على أن القرية لم يحق عليها العذاب إلا بعد فسق المترفين، فكيف جاز له أن يقرر هلاكها قبل أن تستحق القرية ذلك؟ وإذا كان المترفون في كل قرية قلة وأغلب الناس فقراء فلماذا يهلك الكثرة بفسق القلة المترفة؟ خاصة إذا كان هو المحرض على هذا الفسق؟
ولشد ما أكره أن أظهر بمظهر السفسطائي ولكني لا أملك إلا أن أطرح هذا السؤال: إذا كان الله قد أمر المترفين بالفسق فهل يجب عليهم طاعته أم عصيانه؟ فإذا أطاعوه فقد ارتكبوا فسقاً وجب به هلاكهم، وإن عصوه فلم يفسقوا غضب عليهم لعصيانهم إياه فكيف المخرج؟ وبعد تفكير خلصت إلى أن من أراد اتهامي بالسفسطائية فليوجه الإتهام إلى الله نفسه فهو الذي وضعهم في هذا الموقف أما دوري فيه فلا يتعدى الصياغة وإلقاء الضوء.
وكمثال على الدور الفهلوي الذي يمارسه الفقهاء، هاك طرفاً مما قالوه في تفسير أمر الله بالفسق منقولاً من تفسير ابن كثير (علامات التعجب من عندي):
واختلف المفسرون في معناها فقيل معناه أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمراً قدرياً كقوله تعالى "أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا" -- وقالوا: معناه أنه سخرهم إلى فعل الفواحش!! فاستحقوا العذاب -- وقيل معناه أمرناهم بالطاعات!! ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج عن ابن عباس وقاله سعيد بن جبير أيضاً -- وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء -- قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس -- وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ
وسواء أمرهم بالفسق أو سخرهم لفعل الفواحش أو جعل مترفيهم أمراء أو سلط أشرارهم أو أكثر أعداد المترفين في هذه القرية فيبقى الله مسئولاً عما حدث فيها من الفسق بتحريكه لخيوط اللعبة من وراء ستار الغيب، ويبقى المسلم حائراً في فهم دوافع هذا الإله الذي يفقد صبره ولا ينتظر يوم الحساب ليعاقب المسيء ويكافيء المحسن بل يخبط خبط عشواء مهلكاً المحسن والمسيء معاً.