النهاردة سحبت الجزائر البعثة الدبلوماسية بتاعها، وقبل كدا سحبت مصر سفيرها وماعادش في ليبيا غفير مصري في السفارة، والأردن امبارح سحبت سفيرها، يبقى بالصلاة ع النبي تقدر تقول كدا إن ليبيا داخلة على مرحلة عُزلة سياسية عربية ودولية أكتر من اللي كانت أيام القذافي...

طب هو إيه اللي حصل عشان الدول العربية تقاطع ليبيا بالشكل دا ؟

اللي حصل إن ليبيا كانت أول ثورة ترفع شعار..."الجهاد المقدس"..ضد القذافي "الكافر الزنديق منكر السنة اللي هو عند السلفيين والإخوان.."خالد مخلد في النار"..وطبعاً لما يكون فيه مقاتلين بهذه الخلفية وينتصروا يبقى هاينسبوا انتصارهم للدين وللمشيئة الإلهية، وبعد مقتل القذافي يشاع بينهم إن آخرته كانت سودة وهو دا جزاة اللي يتجرأ ويقف قصاد أمريكا..قصدي الإخوان..!

المشكلة اللي كلنا عارفينها إن الفكر الجهادي قائم على الإقصاء والتكفير أساساً، يعني مالوش نظرية واضحة إدارية يقدر يسيطر بيها على دولة كبيرة وواسعة وعندها تعقيدات قبلية وعشائرية زي ليبيا، والنتيجة إن المجاهدين ضد القذافي أول ما اختلفوا قاموا مكفّرين بعض وانتشرت بينهم الخيانة وزاد معدل القلق وعدم الإحساس بالأمان..وبالتالي مفيش ثقة بين المسلحين اللي كانوا قبل كدا فرخة بكشك عند أمريكا والناتو والجامعة العربية..

قام إيييييييييه ؟؟؟؟

قام اللي حصل كل مجموعة جهادية كونت لها جماعة مسلحة مستقلة، دي كتيبة 17 فبراير ودي كتيبة كذا ودي كتيبة كذا....كل كتيبة كان لها ناس خارج ليبيا سواء مقاتلين في مصر أو في العراق أو في الأردن أو أو أو...لأن الفكر الجهادي عموماً مابيعترفش بالحدود الجغرافية، وهما عندهم ليبيا زي مصر زي سوريا..كله زي بعضه..

طبعاً الدول التانية عندها نظام مش طابونة، قامت مصر اعتقلت بحكم نظامها ودولتها أحد الإرهابيين الليبيين، قام الجماعة بتوعه في ليبيا خطفوا السفير المصري وقالوا دا مكان دا..اضطرت مصر في النهاية انها تفرج عن الإرهابي مقابل السفير، وبعدها على طول سحبت مصر سفيرها لأن ثبت بالدليل إن مفيش دولة في ليبيا تقدر تحمي البعثات الدبلوماسية، وبالتالي ماتقدرش تعمل علاقات مع حد، وبالمناسبة اللي حصل مع مصر هو اللي حصل مع الأردن بالكربون..

طبعاً الجزائر خافت على نفسها وماكدبتش خبر وقاموا سحبوا السفير الجزائري وكافة الطاقم الدبلوماسي، هما مش ناقصين يحصل معاهم زي اللي حصل مع مصر والأردن، وبعدين لما يكون فيه دولة نقدر نرجع العلاقات تاني..

وعقبال ما يكون في دولة في ليبيا وفيها جماعات إرهابية جهادية بالشكل دا..نقدر نقول إن السفراء العرب قدامهم عشرات السنين عشان يرجعوا، دا لو ما قدر الله ليبيا ما ظهرش فيها زعيم يقدر يجمع الليبيين تحت راية واحدة ويحارب ويقضي على الفكر الجهادي المنتشر حتى بين أطفال المدارس.

لقد غسلت ذنوبه جميعا حين هاجمته الجرذان وناتو وقاعدة
عدرا العمالية قتلوا شبابها من المدنيين لأنهم موظفين في الدولة خطفوا مئات العائلات من أطفال ونساء وصبايا ويفع ويريدون مقايضة هؤلاء الأبرياء بمجرميهم المعتقلين لدى "النظام"
إنه نفس الفكر سواء في نيجيريا أو ليبيا أو سوريا وستجد دوما من يدافع عن المجرمين دفاع المسميت وهؤلاء هم الفئة المجرمةالتي تبرر كل إجرام,طبعا سيأتي البعض ويقول ماذا عن نظامك وبقية القصة المعروفة بينما هم من خطف المدنيين أساسا وحارب في أحياءهم