http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=93996
في ذكراها .. المحرقة النازية حقيقة أم أكذوبة ؟ ... بقلم : يوسف بحصاص مقالات واراء
كثيرا ما اختلف المؤرخون في رؤيتهم للأحداث الكبرى , وكثيراً ما اتسم الجدل فيما بينهم بالحدة والحرارة , تجاه كل القضايا القريبة إلى عصرهم من سواها , وغالباً ما تكون قدرتهم – المؤرخون – على التجرد أكبر فيما إذا كانت القضية بعيدة عن عصرهم .
لكن الادعاء الهزيل بإبادة ستة ملايين يهودي في أفران الغاز النازية إبان الحرب العالمية الثانية تخرق هذا المبدأ الراسخ , وتخرج عن المتعارف عليه من حقائق التاريخ . وحرص اللوبي الصهيوني في مختلف بلدان العالم الغربي على فرض إرهابا فكريا خطيراً , على كل من تسول له أمانته العلمية فتح ملف الأفران المزعومة , ووضعه تحت مجهر البحث العلمي – المحايد – ذلك أن الرايخ الثالث اندثر ولم يعد ثمة من يمالئه رغبة أو رهبة , فإذا ما تخلص المؤرخ في هذه القضية من الارهاب الصهيوني , لا ريب أنه سيكون متحرراً من كل الضغوط الخارجية , وسيصدر حكم ضميره – هو – لا حكم ما يريده الآخرون . وقد استغلت الصهيونية قضية الأفران في إقامة كيانهم المصطنع أشد استغلال , ومازالوا يستثمرونها بمكر شديد في خدمة مصالحهم العدوانية , وكل من ينتقد الصهيونية يسلط على رقبته السيف المعد سلفاً لهذه الغاية , سيف الاتهام الأشهر ( اللاسامية ).
لقد كان من أوائل المؤرخين الذين تصدوا للإرهاب الفكري الصهيوني المؤرخ الفرنسي " روبير فوريسون " R.Faurisson الذي تعرض لأقسى حملات التشنيع الصهيوني.
Robert Faurisson
لقد كان لافتاً ومريباً , في قصة الإبادة النازية المزعومة تناقض الرواية الصهيونية حول عدد الضحايا , فلقد زعمت الصهيونية العالمية في البداية أن 12 مليوناً من اليهود الأوروبيين قضوا نحبهم على يد الجيش النازي في معسكرات الاعتقال , ولكنها اكتشفت أن أكبر التقديرات لعدد اليهود في أوروبا عام ( 1939 ) أي قبل نشوب الحرب العالمية الثانية , لا يتعدى ثمانية ملايين ونصف المليون يهودي قلصت مجموع عدد الضحايا إلى ستة ملايين . إضافة إلى هذه النقطة العظيمة الأهمية ما جعل فوريسون نفسه مضطراً إلى ممارسة الشك المنهجي إزاء أسطورة ( الأفران ) , بعد أن كان مقتنعاً بها , حينما تبين له أن مئات الألوف من اليهود قد وجدوا في معسكرات الاعتقال النازية وهم على قيد الحياة , وذلك عقب انتصار جيوش الحلفاء , وكان فوريسون على يقين تام بوجود غرف الغاز , إلى أن اطلع على رسالة بعث بها مدير معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ الدكتور " مارتن بروزات " M.Brozat , أحد لمناهضين المعروفين للنازية , وقد نفى في رسالته – التي نشرتها مجلة داي تساين ( 1960 ) – أن يكون قد أعدم أحد بالغاز في الرايخ كله .
إزاء أسطورة ( الأفران ) , بعد أن كان مقتنعاً بها , حينما تبين له أن مئات الألوف من اليهود قد وجدوا في معسكرات الاعتقال النازية وهم على قيد الحياة , وذلك عقب انتصار جيوش الحلفاء , وكان فوريسون على يقين
تام بوجود غرف الغاز , إلى أن اطلع على رسالة بعث بها مدير معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ الدكتور " مارتن بروزات " M.Brozat , أحد لمناهضين المعروفين للنازية , وقد نفى في رسالته – التي نشرتها مجلة داي تساين ( 1960 ) – أن يكون قد أعدم أحد بالغاز في الرايخ كله .
ولم يقف فوريسون عند هذا الحد , بل قرأ كل ما استطاع الحصول عليه عن الحرب العالمية الثانية , وطالع عشرات المجلدات الضخمة* التي تضمنت "محاكمات نورنبرغ " Nuremberg Trials الشهيرة التي عقدها الحلفاء المنتصرون لمجرمي الحرب النازيين , ودون أي تهوين من شأن جرائم النازيين يتساءل فوريسون بحق : " أفلا تستحق جرائم الحلفاء في الحرب أية محاكمات ؟ ونحن نحدد فنقول : هيروشيما على الأقل " .
ولقد أثارت محاكمات نورمبرغ حفيظة فوريسون , لا لكونها تمارس العدالة بعين واحدة فحسب , بل لأن بنية المحكمة كانت من أعجب ما عرفه التاريخ الحديث من محاكم , فالمادتان ( 19, 21 ) من قانون تكوين المحكمة تتيحان للقضاة حق الإدانة , دون الاستناد إلى أدلة قطعية , والاكتفاء بكلمات مثل ( يقال ... يحكى ... الخ ) , وقد لاحظ فوريسون أنه خلال ( 35 ) عاما لم يعاقب أحد أمام تلك المحاكم لإدلائه بشهادة كاذبة , مع أن مجلدات المحاكمات تضمنت روايات متناقضة تماما , بالذات حول غرف الغاز , بل إن المحاكمات التي عقدت في فرانكفورت بألمانيا وفي شتروتهوف بفرنسا ( 1963 – 1965 ) لم تكلف نفسها عناء البحث عن أدوات الجريمة, أي غرف الغاز .
وتابع فوريسون مسيرته دون خوف , فاتجه نحو مواقع أفران الغاز – حسب الزعم – في كل من اوشفتس وميدانيك وشتروتهوف , وفتش – عبثاً – عن أي معتقل من نزلاء هذه المعتقلات . ويقول إنه شاهد شخصياً غرفة غاز واحدة , ومما أدهشه أن سلطات ( متحف داخاو ) , وهو متحف أقيم خصيصاً لتسجيل جرائم النازية , تحتفظ بصورة لغرفة غاز لم يكتمل بناؤها , ومع ذلك تزعم تلك السلطات أن الصورة لغرفة غاز غير كاملة.
أما اعترافات المتهمين أمام المحاكم المذكورة فإن صحتها موضع شك كبير , فالاعترافات قد احتوت على معلومات لا تمت للمعقول بصلة , مما يجعل احتمال صدورها تحت ضغوط نفسية وجسدية أمرا غير مستبعد , وعلى سبيل المثال فقد عقد فوريسون مقارنة بين اعترافات الجنرال النازي " رودلف هيس " R.Hess للمحكمة , وبين ملفات متحف اوشيفتس ببولندا الخاصة بقضية أفران الغاز , فاتضح له أن قبول تلك المتناقضات يفترض حشد ( 286 ) إنساناً – وقوفاً على أرجلهم – في مساحة لا تزيد عن 20 متر مربع .
Rudolf Hess
وتتحدث الاعترافات عن تنفيذ الإبادة الجماعية في أفران الغاز , كأنها نزهة , , وإلا فهل يصدق عاقل أن الجنود – حسب اعترافات هيس – كانوا يدخلون إلى الغرف لتنفيذ الإعدام الجماعي وهم يدخنون . إن أقل حيطة حتمية يتوجب اتخاذها لحماية المنفذين من الموت , هي أن يضعوا كمامات محكمة للغاية على أنوفهم , لا أن يدخنوا , فجو الغرف مشبع بحامض السيانيد الرهيب – وهو وسيلة الإعدام المفترضة – الذي لا يزول أثره الفتاك قبل أقل من 20 ساعة .
وبتساءل فوريسون بمرارة : " هل الأمانة أن تعرض علينا أجهزة تعقيم الثياب بالغاز , على أنها أفران غازية مهمتها حرق البشر الأحياء جماعياً ؟ " . ويقدم فوريسون , لتفنيد خرافة الأفران , عرضاً دقيقاً لغرف الإعدام بالغاز التي أنشأها الأمريكيون في بلادهم ( 1936 – 1938 ) , والتي تتيح تنفيذ حكم الإعدام بشخصين على الأكثر ويسرد التعقيدات والضوابط الشديدة التي وضعها الأمريكان , حرصاً على أرواح المنفذين .
وفي ضوء ذلك – حسب فوريسون – لو افترضنا أن الألمان كانوا قد صمموا – فعلاً – على إعدام مئات الألوف من البشر بالغاز , لتوجب عليهم تأسيس نظام عام – لم يقم أي دليل على وجوده – يتضمن تصميمات خاصة وتعليمات دقيقة , وجهود مهندسين وأطباء وكيميائيين كانت جبهات القتال بأمس الحاجة إليهم , وصرف أموال طائلة كان مجهودهم الحربي يفتقر إليها , وتوجب عليهم أيضاً اختيار مواقع ملائمة لمعسكرات الاعتقال , وعدم السماح للعمال المدنيين بالاختلاط مع المعتقلين , وعدم منح الحنود العاملين في تلك المواقع أي إجازات , وعدم إعطاء المعتقلين الذين تنتهي مدة اعتقالهم فرصة للعودة إلى بلدانهم , وقد كشف النقاب عن هذه الحقيبة – بعد سنوات طويلة من تكتم المؤرخين الغربيين عليها – " لويس دي يونغ " L.DeYoungمدير معهد تاريخ الحرب العالمية الثانية بامستردام . لقد كان الألمان يجبرون كل نزيل مقتدر على أن يعمل , لأنهم كانوا في حاجة إلى كسب كل جهد يساعدهم على إحراز النصر في الحرب , فهل يعقل أن يقتلوا ملايين العاملين , فيعطلون القاطرات والعربات عن أداء الأعمال العسكرية من أجل تسيير قوافل الذبح المزعومة تلك ؟
ويقدم فوريسون دليلاً آخر على كذب أسطورة الأفران , من خلال كتاب تم التقاط صوره الفوتوغرافية من الجو , إذ يكشف أنه حتى عام ( 1944 ) – حين ارتفعت كثافة اليهود المجريين في معسكرات الاعتقال – لم يظهر أي أثر للدخان فوق مواقع المعسكرات , في الوقت الذي يفترض فيه أن تستمر مداخن المحارق في قذف دخان ولهب منظورين على بعد بضعة كيلومترات , وعلى مدى أربع وعشرين ساعة .
كما أن هناك أدلة أخرى , منها أن سلطات الاحتلال النازي في شمال فرنسا فرضت على اليهود ( منذ أيلول 1941 وحتى حزيران عام 1942 ) حمل علامة مميزة , وحددت لهم ساعات معينة يسمح لهم فيها بالتجول , وذلك من باب الاحتياطات الأمنية , وبتاريخ ( 24/7 / 1942 ) وجه هتلر تحذيراً علنياً إلى اليهود بضرورة مغادرة البلاد إلى مدغشقر , أو إلى أي بلد آخر لإنشاء وطن قومي يهودي , وإلا فإنه سيغلق مدنهم وأحياءهم في كافة أرجاء الرايخ الثالث , بعد أن تضع الحرب أوزارها , ولم يكونوا قد غادروا البلاد حتى ذلك التاريخ , وهذا كذب واضح على خرافة الإبادة , فضلاً أنه يؤكد اقتناع هتلر بخطط الحركة الصهيونية التي كانت تسعى لإفراغ أوروبا من اليهود , شريطة أن يتجهوا إلى الوطن القومي المنشود , وذلك جانب آخر من المؤامرة النازية الصهيونية يستوجب مقالاً آخر للحديث عنه .
* بلغت مجلدات محاكمات نورمبرغ الكبرى ( 42 ) مجلداً , بالإضافة إلى ( 15 ) مجلداً للمحاكمات الأمريكية , و( 19 ) مجلداً أعدتها جامعة أمستردام . بالإضافة إلى عشرات المجلدات السوفيتية .
المراجع
حقيقة غرف الغاز النازية – روبير فوريسون- ترجمة عيسى الناعوري