تحية للجميع

لقد كتبت هذه القصة منذ يومين، ولكن بعنوان "حينما يخرج الرجل مع امرأء غير زوجته"
وبما أن الموضوع يُعنى بالوقت الذي يجب أن نعطيه لأمهاتنا العظيمات
أحببت إعادة الموضوع لكن بعنوان أكثر وضوحاً
لكي يستفيد منه كل شخص لم يتسنى له قراءة الموضوع السابق

ولأن هذه القصة تركت في نفسي أعظم الأثر
فوددت أن أتشارك بها مع أكبر عدد ممكن من القرّاء

إلى أمي الغالية :redrose:
إلى كل أمهات العالم :redrose:





"بـدأ يخرج مع امـرأة أخرى "

يقول هذا الرجل( الذي تدور أحداث هذه القصة عنه)

بعد 21 سنة من زواجي السعيد

وجدت بريقاً جديداً من الحب

حيث بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي

على الرغم مم أنني أحب زوجتي حباً خيالياً

زوجتي امرأة جميلة .. مخلصة .. نبيلة..


والغريب أن هذه الفكرة كانت بمشاركة زوجتي

حيث بادرتني بقولها:

'أعلم جيداً كم تحبها'...

لذا يجب أن تخرج معها وتهتم بها

سأكون سعيدة لسعادتكما



المرأة التي أرادت زوجتي ان أقضي وقتاً معها
كانت أمي
أمي التي ترملت منذ 19 سنة


ولكن مشاغل العمل ومسؤولياتي الكثيرة
جعلتني مقلّ حتى بزيارتها

في أحد الأيام اتصلت بها لأدعوها إلى العشاء
سألتني بعد أن قلت ألو ماما:
هل أنت بخير يا بني ؟

فالمسكينة ليست معتادة على مكالمة متأخرة مني

فقلت لها:

'نعم أنا ممتاز ولكني أودّ أن أقضي وقتاً معك يا أمي
فما رأيك بمساء الغد؟

قالت: نحن فقط؟ !


قلت: نعم أنا وأنت ، لوحدنا
صمتت قليلاً ثم قالت: أحب ذلك كثيراً

و في موعدنا
مررت عليها لأصطحبها

و لا أدري لما كنت مضطرباً

وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة

كانت تنتظر عند الباب
مرتدية ثوباً أنيقاً

وأعتقد أنه آخر فستنان قد اشتراه لها أبي قبل وفاته

ابتسمت أمي كابتسامة الملائكة بعد أن احتضنتني
وقالت:

أخبرت جميع صديقاتي أنني سأخرج معك اليوم

وهن ينتظرن الأخبار التي سأقصها عليهن بعد عودتي



توجهنا إلى أحد المطاعم الهادئة

حيث تأبطت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى

بعد أن جلسنا بدأت أقرأ لها قائمة الطعام
فهي لم تعد قادرة على قراءة الكلمات
إلا إذا كانت الأحرف كبيرة.

وبينما كنت أقرأ
كانت ترمقني بنظراتها العميقة
وارتسمت ابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان
وقاطعتني قائلة :

كنت أنا من تقرأ لك وأنت صغير

أجبتها: نعم هذا صحيح يا حبيبتي

تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي
مجرد قصص قديمة و قصص جديدة

استمتعنا جداً بالحديث لدرجة أننا نسينا أنفسنا إلى ما بعد منتصف الليل

وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت:

أتوافق أن نخرج مرة أخرى, ولكن على حسابي
فقبلتها ووعدتها بذلك

بعد أسبوع توفيت أمي

حدث ذلك فجأة
ولم أكن أعلم بمرضها الذي أخفته عني


وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي جلسنا به أنا وأمي
مع ملاحظة مكتوبة بخطها :

' دفعت الفاتورة مقدماً يا حبيبي
فلقد كنت أعلم أنني لن أكون موجودة في هذا اليوم
لذا دفعت العشاء لشخصين
لك ولزوجتك.

ولو تعرف ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي......أحبك يا صغيري

في هذه اللحظة فهمت المعنى الحقيقي للحب

وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا


تحية لكل
أم :redrose:
زوجة :redrose:
أخــت :redrose:
صديقة :redrose:
إنسانة :redrose:
إمرأة :redrose:
أنثى :redrose:


تحياتي ومودتي
:yes:
أمان

أنثى أيضاً