سارة نتنياهو تتحكم في منزلها فهل تتحكم في إسرائيل؟
GMT 2:00:00 2008 الثلائاء 18 مارس
أسامة العيسة
--------------------------------------------------------------------------------
الصحافة تلاحق نتنياهو وزوجته
سارة نتنياهو تتحكم في منزلها فهل تتحكم في إسرائيل؟
أسامة العيسة من القدس: يعود بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، إلى دائرة الضوء في إسرائيل، من الباب الذي يبغضه سياسيو إسرائيل، وهو الباب الذي تدخل رياح الصحافة منه جالبة معها الفضائح، وفي ما يخصه تحديدا، فان الأمر يتعلق أيضا بزوجته سارة التي كان طالب الصحافة مرارا وتكرارا بعدم الزج بها في المواضيع الخاصة به، ولكن الصحافة لم تستجب بالطبع. وترتبط ما يطلق عليها في إسرائيل الان فضيحة ملذات نتنياهو، بكثير من البهارات اللازمة لهذا النوع من الفضائح، بإدماج زوجته سارة في القصة التي كشفت عنها القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، والتي اتهمت الزوجين نتنياهو بصرف مبلغ 131 ألف شاقل ( الدولار: 3.4 شواقل ) خلال رحلة الزوجين إلى بريطانيا في صيف 2006، بينما كانت حرب لبنان مشتعلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشكل فيها سارة نتنياهو مادة لفضيحة صحافية، وسبق أن لاحقتها الصحافة عندما كان زوجها رئيسا لوزراء إسرائيل، حول دعاوى تتعلق بإساءة معاملة خادمتها، وأمور أخرى، ولم تتوقف الصحافة عن ملاحقتها حتى الان. وتساءلت القناة العاشرة، عن مصدر الأموال التي أنفقت خلال رحلة الزوجين نتنياهو البريطانية، وبعد بث تقرير القناة توالت ردود الفعل، وابرزها كان رد فعل نتنياهو نفسه الذي بادر إلى رفع دعوى قذف وتشهير، ضد القناة، مطالبا بتعويض مالي يصل إلى مليوني شاقل.
واكد نتنياهو انه كان في بريطانيا أثناء الحرب، في مهمة "وطنية" وانه نظم هناك حملة إعلامية مساندة لإسرائيل، وانه دفع نفقاته الشخصية، هو وزوجته من جيبه الخاص.وكان نتنياهو، واجه خلال وجوده في بريطانيا، موجة انتقادات في إسرائيل لوجوده خارج البلاد خلال الحرب. واتهم نتنياهو القناة العاشرة، بإخفاء حقائق، وتزوير المعطيات، بشكل متعمد وذلك لأسباب سياسية، ولزعزعة مكانته داخل حزب الليكود، وأيضا للمس بصورته لدى الرأي العام الإسرائيلي.
وفي حين التزم أقطاب في حزب الليكود الصمت، وربما وجدوا في ما بثته القناة العاشرة خدمة لمصالحهم، فان المقربين من نتنياهو تحركوا فورا، بعد أن أدركوا أن المسألة جدية، وان التقرير التلفزيوني قد يؤثر فعلا في مكانة نتنياهو. واعلن عضو الكنيست الليكودي غلعاد اردان، والمقرب من نتنياهو، أن الأخير دفع جميع نفقاته الشخصية من أمواله الخاصة خلال زيارته للندن أثناء حرب لبنان الثانية. وقال اردان إن ما بثته القناة العاشرة، كان أمرا مغرضا ومزورا، وان ما وصفها بالحقائق ستظهر خلال الدعوى التي رفعت ضد القناة.
وفي مواجهة دعوى نتنياهو، الذي دخل إلى المعترك فورا، على طريقة "لاتغدى بهم قبل أن يتعشوا بي"، فان خصوم رئيس الليكود الذين يخشون فوزه بكرسي رئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة، لم يصمتوا، واعلن عضو الكنيست يوئيل حسون من حزب كاديما الحاكم، بأنه سيتوجه إلى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز مطالبا بالتحقيق في قضية تمويل زيارة رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو للندن وإسرائيل تخوض حربا ضد لبنان.
وقال حسون، في تصريحات صحافية انه من حق الرأي العام الإسرائيلي، أن يعلم ما فعله نتنياهو في لندن وقت الحرب، ومن هي الجهات التي مولت هذه الرحلة؟. ورد الفعل الأغرب جاء من خارج إسرائيل، ومن المليونير الذي قال إنه هو من مول زيارة نتنياهو، واسم هذا المليونير بريطاني الجنسية جوشوع راو، وهو الشخص نفسه الذي يمول حملات نتنياهو الانتخابية، أي أن علاقة الاثنين قديمة وراسخة، وتسند بالإضافة إلى الأمور المالية، إلى التقارب في وجهات النظر السياسية والعقائدية.
ونقلت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم، عن روا قوله مندهشا "دفعت جميع نفقات إقامة نتنياهو وزوجته في لندن ولكن المصاريف الشخصية الخاصة بالزوجين أعادها إلي نتنياهو". وبدا راو مذهولا، ومتفاجئا من الحملة الصحافية ضد نتنياهو متسائلا: لماذا هذه الحملة؟ ولماذا الان؟ في إشارة إلى مرور فترة طويلة على "رحلة الملذات" تلك كما تسميها الصحافة الإسرائيلية. ونقلت معاريف عن نتنياهو قوله، بان ما اسماها العاصفة الصحافية ضده مدبرة، ومصدرها خصومه في الحلبة السياسية.
وقال نتنياهو ان هؤلاء الخصوم يطاردونه، ويزجون باسم زوجته في الموضوع، والسبب لمنعه من الوصول إلى السلطة. ولكن هذا الكلام، وما اعتبره نتنياهو تفنيدا لتقرير القناة العاشرة، لم يمنع الصحافة من مواصلة ملاحقة نتنياهو، والتي بدا أن شهيتها فتحت تجاه زعيم المعارضة اليمينية. وكشفت صحيفة يديعوت بان نتنياهو، يريد أن يكرر "رحلة الملذات" إلى بريطانيا، وبانه يخطط لقاء عطلة عيد الفصح في العاصمة لندن.
وتذكر هذه الحملة ضد نتنياهو، بما شن ضده عندما كان رئيسا للوزراء في ما يتعلق بصرفه 500 دولار على عشاء فاخر في نيويورك، مع أن العشاء كان شخصيا وليس له علاقة بمهامه الرسمية، مما اضطر نتنياهو حينها إلى دفع المبلغ من جيبه الخاص. وتحاول الصحافة الإسرائيلية دائما الدخول إلى نتنياهو مما يعتبر نقطة ضعفه وهو ما يتردد عن إسرافه، كما حدث عندما تطرقت إلى مصاريف مكتبه عندما شغل رئاسة الوزراء، المخصصة للسيجار الفاخر الذي لم يكن فقط هو يدخنه ولكن أيضا العاملين في المكتب.
وفضيحة نتنياهو الجديدة، سبقتها "فضيحة" من نوع آخر كشفت عنها صحيفة يديعوت احرنوت بقلم الصحافي يوفال كارني، تدل على إسراف نتنياهو، وتدخل سارة في ما يخص حياته السياسية. واكد تحقيق يديعوت بان نتنياهو دفع خلال عام 2006 راتبا كاملا من جيبه الخاص لمستشارته الإعلامية دالية كارمون. وكان يدفع لرئيس طاقمه نفتالي بانيت الفي شاقل كمصاريف جيب شهريا، وتوصل مع رئيسة ديوانه ايلت شكيد إلى اتفاقية دفع بموجبها مالا لها، بالإضافة إلى راتبها كمساعدة برلمانية.
وحسب يديعوت بان الاتفاقية توقفت في مطلع عام 2007 عندما اكتشفت سارة نتنياهو أن رواتب المستشارين تدفع من جيب زوجها. وعندما اكتشفت ذلك، عقد لقاء بين الزوجين نتنياهو وبين بانيت وشكيد، وخلال ذلك اللقاء المشحون أعلمتهما نتنياهو أن الاتفاقية ملغية وطالبتهما بإعادة الأموال التي حصلا عليها.
وعلقت يديعوت احرنوت على هذا الكشف، بقلم سيما كديمان "الجانب القانوني لتمرير الأموال هذه اقل إثارة للاهتمام. هذه مسألة ستفحصها سلطة الضرائب. من الممكن فقط التساؤل عن حاجة رئيس المعارضة لدفع خدمات استشارية من جيبه الخاص. هل كان وضع الليكود صعبًا لدرجة لا يستطيع فيها جمع ثلاثة رواتب لمستشارين للمرشح الأكثر احتمالية لمنصب رئيس الوزراء المقبل؟".
وأضافت "ولكن السؤال الأكثر إثارة للقلق يتعلق مرة أخرى بشخصية رئيس الوزراء السابق. لان هذه الحكاية لم تنف من قبل نتنياهو أو ديوانه. لذلك يسمح لنا أن نحاول وصف اللقاء المشحون الذي جرى بين الزوجين نتنياهو وبين المساعد والمساعدة في ديوان نتنياهو. ما الذي يمكن قوله عن هذه الحكاية اكثر مما تتحدث هي به عن نفسها؟ من جهة يمكن الاعتقاد أن سارة نتنياهو التي تكتشف أن زوجها يصرف الأموال من حسابهما الخاص ولا يعلمها. ما الغرابة إذن أنها أصيبت بالجنون.
من جهة أخرى من الممكن فهم موقف نتنياهو الذي عرف بالضبط ماذا سيحدث ان اعلمها كما حدث فعلاً عندما اكتشفت الأمر. من جهة ثالثة حتى أن انكشف لسارة ما انكشف، ألم يكن من الطبيعي ترك معالجة المسألة لزوجها وعدم الانضمام للقاء وإرباكه أمام موظفيه؟ من جهة رابعة إن كان نتنياهو يسمح لسارة بإجراء مثل هذه المحادثة الصعبة فماذا يقول ذلك عنه؟".
وواصلت يديعوت تهكمها "إذا كان الأمر يتعلق فقط بمسألة شخصية فلربما اقترحنا على الزوجين نتنياهو أن يتطلبا العلاج من المستشار المالي آلون غال. ولكن هذه الحكاية مسألة تهم الجمهور وبدرجة كبيرة. نتنياهو يطالبنا مرارا وتكرارا بأن نتوقف عن مضايقة سارة. اتركوها لحالها هو يقول بنبل للصحافة. ركزوا اهتمامكم عليّ ودعكم منها. المشكلة هي انه لا يمكن تركها لحالها لأنها ضالعة أو على وجه الدقة تتدخل إلى ما فوق رقبتها.
عمومًا يسمح لنا أن نسأل رئيس الليكود ومرشحه لرئاسة الوزراء: يا سيد نتنياهو اذا كان من الصعب عليك إدارة شؤونك في البيت فكيف تنوي إدارة شؤوننا نحن؟ أو بكلمات أخرى: هل يحصل الناخبون على سارة أيضا في الرزمة نفسها معك ان صوتوا لك؟". وختمت الصحيفة تعليقها "رغم كل ذلك في هذه الحكاية غير اللطيفة اكتشاف مفاجئ: بعد سنوات من ادعائنا ان نتنياهو بخيل وانه لا يدخل يده إلى جيبه أبدا - ها هو الآن يواجه اتهامات بإعطاء الصدقات سرًا".
http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhas...313336.htm