إحياء علوم الفلك: من السماوات إلى الفضاء
تكملة البحث
خاتمة:
يظهر مما قدمناه في هذا المقال أن علماء الفلك العرب والمسلمين لم يتخلصوا من قبضة أفلاطون وأرسطو ولا بطليموس لأنهم اختاروا استقرار الأرض وسط الكون ولم يقبلوا بدورانها، مع عدم اطمئنانهم لحقيقة ذلك التفسير وتشكيكهم ليس فقط في وسائطه بل حتى في بعض أسسه. ومع ذلك فإن علماء الفلك العرب قد حللوا بجد ميراث الهند والإغريق ولم يكتفوا بالتعليق عليه بل أضافوا إليه فائضا وافيا وهيئوا الأرضية الرياضية والهندسية التي سيبني عليها كبرنيك وكالليو صرح العلوم العصرية..
عسى أن تقوم كلياتنا بإحياء علوم الفلك وولوج علوم الفضاء الرحب وتتطرق بحرية إلى مشاكل نظرية في هذا الميدان مازالت تنتظر من يجرؤ على تقديم حلول لها قد تكون معيدة للنظر في فيزياء وكيمياء نهاية قرننا الخامس أو السادس والعشرين بعد فيثاغور.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - الأنواء جمع نوء: مجموعات النجوم التي "تطلع" من الشرق مباشرة قبل اختفاءها مع أنوار الشمس. ويوما بعد يوم يظهر للراصد وكأنما الشمس تتأخر عن النجوم التي أعلنت شروقها في الأيام السابقة. وهكذا يتبين أن الشمس "تعبر" السماء رويدا رويدا من الغرب نحو الشرق في مدة سنة كاملة. وقياس هاته الحركة اليومية هو تقريبا جزء من 25،365. كان هذا هو أساس تقسيم الدائرة إلى 360 درجة الموروث عن البابليين. من أجل معرفة أفضل للأنواء: علم الفلك، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى، السنيور كرلو نلينو، الطبعة الثانية، مكتبة الدار العربية للكتاب، بيروت 1993.
[2] - Histoire générale des sciences, publié sous la direction de Roger Taton, Tome I, page 127, PUF, Paris 1966.
[3] – نفس المرجع، ص 193.
[4] - أطلق البابليون اسم "بحر أمورو العظيم" على البحر الأبيض المتوسط: راجع شرح كلمة أمورو بمعجم الحضارات السامية، تأليف هنري س عبودي وجورج برس، طرابلس لبنان 1991، ص128.
[5] - Otto Neugebauer, Les Sciences Exactes dans l’Antiquité, Essai traduit de l’américain par Pierre Souffin Actes Sud, Arles 1990.
[6] - نفس المرجع، ص134.
[7] - Alexandre Koyré, Du monde clos à l’univers infini, Traduit de l’anglais par Raissa Tarr, Gallimard, Paris 1988.
[8] - نود هنا التنويه بكتاب كستلر القيم في موضوع تاريخ علم الفلك والذي نقلنا عنه ما جاء به عن أوروبا في القرون الوسطى:
Arthur Koestler, Les Somnanbules, Calman-Lévy, Paris 1960, p43 et note 6 p533.
[9] - محاورة طامسيوس
Platon, Oeuvres complètes, Tome X, Timée-Critias. Texte établi et traduit par Albert Rivaud, Paris, Les Belles Lettres 1963, page 152.
[10] - Aristote, Du Ciel, texte établi et traduit par Paul Moraux, Sociétés d’Edition «Les Belles Lettres », Paris, 1965, Livre 2, pages 98-100.
[11] - كان الإغريق في هذا قريبين جدا من الإنسان البدائي الذي يجري على الأشياء سلوك الأحياء وعلى الكواكب سلوك الآلهة ويرى كل شيء مسكونا بأرواح: Animisme
[12] - قد يبهرنا عن حق هذا الذكاء والتفنن في التلقين عند أرسطو وربما ينسينا –كما أنسى أجيالا عدة- أن فيزياءه خاطئة ومتناقضة.
Aristote, Du Ciel, Livre II, 4 page 66.
[13] - جاء وصف نظرية أرسطرخس بكتاب لأرخميدس (L’(Arénaire) يبين فيه إمكانية تقدير عدد حبات الرمل والتعبير عنها بأعداد سهلة الفهم حتى في حالة ما إذا كان الكون كله مليئا بالرمل (يا للخيال!). ويغالي أرخميدس في التحدي إذ يعتبر كونا هائلا كالذي قال بعظمته أرسطرخس. انظر في هذا الصدد كتاب:
Archimède : Des Spirales, De l’Equilibre des Figures Planes, L’Arénaire, La Quatrature de la Parabole. Texte établi et traduit par Charles Mugler, Société d’Edition « Les Belles Lettres », Paris 1971, pages 127-157.
[14] - أفلاطون: محاورة كامسيوس. المرجع السابق الذكر: Timée-Critias 33 B 34B.
[15] - ربما يدل ذلك على ندرة العربات وعجلاتها والنواعير وطاحوناتها في تلك الأزمان.
[16] - نقلا عن: Arthur Koestler, Les Somananbules, p59.
[17] - ألف Pierre Duhem موسوعة قيمة لا يمكن الاستغناء عن مراجعتها لكل مهتم بتاريخ علم الفلك. وإن كانت بكل صراحة معادية للساميين (ابن ميمون وعلماء الفلك العرب)؛ وهو بهذا يكون ابن عصره المضطهد للساميين بأوروبا.
Pierre Duhem : Le Système du Monde, Paris, Hermann, 1913-1959.
[18]– المرجع السابق الذكر Pierre Duhem المجلد الأول، ص124.
[19] - المرجع السابق الذكر Pierre Duhem المجلد الأول، ص125.
[20] - أرسطو Du Ciel, Livre 2, 7, page 72.
[21] - المرجع السابق الذكر، Pierre Duhem، المجلد الرابع، ص51.
[22] - المرجع السابق الذكر، Les sciences Exactes dans l'Antiquité ابتداء من الفصل الرابع والخمسين.
[23] - نفس المرجع. الملحق الأول مخصص لدراسة هيئة بطليموس.
[24] - يقدم كتاب Verdet عرضا سريعا لعلم الفلك القديم والحديث:
Jean-Pierre Verdet, Une Histoire de l’Astronomie, Editions du Seuil, Paris, 1990, page 66.
[28] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. بأشراف رشدي راشد. مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1997، الجزء الأول/علم الفلك النظري والتطبيقي، مقدمة في علم الفلك، ريجيس مورلون، ص32.
[29] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. ريجيس مورلون، نفس المصدر، ص81.
[30] - موسوعة تاريخ العلوم العربية. ريجيس مورلون، نفس المصدر، ص92.
[31] - الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر. مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت 1998، ص222.
[32] - الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر، ص175.
[33] - راجع مقدمة كتاب أرخميدس المذكور أعلاه، صVII-XIII.
[34] - المرجع المذكور سابقا، ص104. Arthur Koestler, Les Somnanbules
[35] – الدكتور محمد عابد الجابري. ابن رشد.. سيرة وفكر، ص221.
[36] - يقدم Samso Hulio تحليلا موجزا لكتاب الهيئة للبطروجي الذي يحدد تاريخ كتابته فيما بين 1185 و1192 على الأرجح وذلك في مقاله On Al-Bitruji and the Hay'a Tradition in Al-Andalous، المنشور مع مجموعة من مقالات أخرى لهذا المؤرخ بكتاب Islamic Astronomy and Medieval Spain. Variorum.
[37] - ترجمة لنسخة عربية (محفوظة بالإسكوريال) وعبرية لـ"كتاب في الهيئة" للبطروجي. المجلد الثاني، ص57.
B.R.Goldstein. Al Bitruji : On the principles of astronomy. An edition of the arabic and hebrew version. New Haven and London, Yale University Press. Second edition 1977.
[38] - نفس المرجع، ص69.
[39] - نفس المرجع، ص63.
[40] - موسوعة تاريخ العلوم العربية المذكورة أعلاه. نظريتان حركات الكواكب في علم الفلك العربي بعد القرن الحادي عشر. ص95-172.
[41] - المرجع المذكور سابقا، ص106. Arthur Koestler, Les Somnanbules
[42] - نفس المرجع، ص94. Arthur Koestler, Les Somnanbules
[43] - المرجع السابق الذكر لـ Pierre Duhem المجلد الثالث، ص110.
[44] - المرجع المذكور سابقا، ص95. Arthur Koestler, Les Somnanbules
[45] - نفس المرجع، ص96. Arthur Koestler, Les Somnanbules
[46] - نسخ خطية مروجة لأفكار كبرنيك تناقلتها أيدي العلماء. ولقد ذاع صيتها حتى وصولها إلى الفاتيكان مقر البابا. ولقد كاتب الكاردينال شونبرك مؤلفها كبرنيك، الذي كان رجل دين، ليحثه على نشر تلك النظرية. وكتاب De revolutionibus يحتوي تلك الرسالة كضمانة كنيسية.
[47] - المرجع المذكور سابقا، ص182 Arthur Koestler, Les Somnanbules
[48] - نفس المرجع، ص181. Arthur Koestler, Les Somnanbules
|